.الانساب مفيدة للناس في الدنيا فبها يعرفون ويتعارفون وبها يتوارثون وعلى اساسها يتعاقلون الديات والارش وبها توجب بعض النفقات وبها تتواصل الارحام وعلى اساسها تتوجب اولوية الصدقات والانفاق...وغير ذلك من الاحكام التي تترتب بسببها ...ذلك ان العيش في الدنيا عيش جماعي مجتمعي وليس انفرادي انعزالي حيث لا غنى للانسان عن مخالطة بني جنسه فلذلك قالوا منذ القدم الانسان اجتماعي بطبعه..ففي الدنيا علمنا الاسلام كيفية الاجتماع وشرع لنا احكاما توجه هذا الاجتماع وتقوي العلاقات والروابط بين الناس وحافظ على روابط الاخوة واواصر القرابة والارحام وجعلها من الروابط والاواصر المحترمة فحرم قطيعة الارحام والتباغض والتدابر والتحاسد وكل ما من شانه ان يفتت المجتمع ويشوه العلاقات الاجتماعية بين الناس ويقطعها..اما في الاخرة فان الناس محاسبون فرادى..ولا شك ان من حسابهم احسانهم للاجتماع في الدنيا فلا ننكر ولا نتنكر للاجتماع في الدنيا على الخير ومحبة الله والرسول سلام الله عليه والرسالة ...ولما كان الحساب فرديا واتى الناس ربهم فرادى وكل انسان مسؤول عن اعماله ودوره في الدنيا فان الانساب لم تعد تلزمهم ولا تنفعهم فتنقطع بينهم..قال الله تعالى frown رمز تعبيري وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ ..)94الانعام وقال الله تعالى ( فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ ) المؤمنون/ 101 ؛ والنسب او الانتساب لا ينفع مع قلة الطاعة والاتباع ومواظبة الامتثال لامر الله تعالى ونهيه فقد اوصى النبي سلام الله عليه اقرب الناس اليه بذلك ونبههم فقال صلوات ربي عليه مخاطبا اقاربه المقربين:-( يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ لَا أُغْنِي عَنْك مِنْ اللَّهِ شَيْئًا ، يَا صَفِيَّةُ عَمَّةَ رَسُولِ اللَّهِ لَا أُغْنِي عَنْك مِنْ اللَّهِ شَيْئًا ، يَا عَبَّاسُ عَمَّ رَسُولِ اللَّهِ لَا أُغْنِي عَنْك مِنْ اللَّهِ شَيْئًا ) – رواه مسلم ، وَقَالَ ( إنَّ أَوْلِيَائِي الْمُتَّقُونَ حَيْثُ كَانُوا وَمَنْ كَانُوا ) – رواه ابن حبان في " صحيحه " فالنسب نفسه لا ينفع صاحبه بذاته إلا أن يكون معه عمل وطاعة ، كما في قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( مَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَله لَمْ يُسْرِع بِهِ نَسَبه ) رواه مسلم .وقال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي – رحمه الله - : " المراد بنفي الأنساب : انقطاع آثارها التي كانت مترتبة عليها في دار الدنيا ، من التفاخر بالآباء ، والنفع ، والعواطف ، والصلات ، فكل ذلك ينقطع يوم القيامة ، ويكون الإنسان لا يهمه إلا نفسه ، وليس المراد نفي حقيقة الأنساب من أصلها ، بدليل قوله ( يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ . وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ ) عبس/ 34 ، 35 " . انتهى من " أضواء البيان "قال الله تعالى ﴿وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40)﴾.فالآية صريحة في أن الإنسان لا ينفعه إلا كسبه، ويفهم منها أنه لا ينتفع أحد بعمل أحد.ولكن اذا دخلوا الجنة عادت الانساب والاواصر بينهم لينعموا سويا في دار النعيم جعلنا الله واياكم من اهلها لقوله تعالى:-وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ ۚ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ (21) الطور.والنسب الموصول الممدود الباقي هو الانتساب لامة محمد صلى الله عليه وسلم جعلنا الله واياكم من اوليائه واتباعه.
هذه مُجرَّد مُعاينة لتصميم تم اختياره من موقع Hitskin.com
تنصيب التصميم في منتداك • الرجوع الى صفحة بيانات التصميم