13=الحلقة الثالثة عشرة من دروس ومواغظ وعبر الحج التربوية=13
خواطر مع اعمال الحاج يوم النحر
السنة ان تدفع اخي الحاج الكريم من مزدلفة الى منى بعد ان تصلي الفجر، وقد اذن النبي سلام الله عليه للضعفة من الرجال والنساء ان يسيروا بعد منتصف الليل- وتبدا يومك مكبرا حامدا موحدا ربك ملبيا معظما لامره وشعائره سبحانه مرغما للشيطان طائعا للرحمن، فتسير باتجاه جمرة العقبة الكبرى فترجم الشيطان بسبع حصيات، محتقرا له نابذا لمنهجه رافضا لوساوسه متبرءا من افكاره ومناهج اغواءه وطرق اغراءه، معلنا رفضه ورفض السيرعلى خطاه، ومعلنا ولاءك لله وحده، وانتماءك لهديه وشرعه - فيا من رجمت الشيطان اخرجه من قلبك واخرجه من نفسك واتخذه عدوا، واياك واغواءه واحذر اغراءه, وتذكر انه في هذا المكان قد تمت بيعتي العقبة الاولى وكذا الثانية لنصرة الاسلام،،،نعم هنا بايع نبيك سلام الله عليه الانصار على السمع والطاعة في المكره والمنشط ،، هنا بايعوا على قتال الاحمر والاسود نصرة لهذا الدين واقامة لاحكام هذا الشرع،،هنا بايعوا على ان يمنعوا داعي الله الذي اجابوه مما يمنعون منه نساءهم واموالهم وانفسهم ففازوا بعز الدنيا وسعادة الاخرة، وهنا ارغموا بنصرتهم للرسالة والدين انف الشيطان-
ارجم الشيطان بالحصيات لتخرج من مناهج الجاهلية واتباع الهوى والشهوات الى منهج الطاعة، وتدخل في حلف الله تعالى ومن والاه، وتخرج من حلف الشيطان وحزبه,,, فتتوجه الى البيت العتيق من فورك لتطوف طواف الافاضة وهو من اركان الحج، لائذا بالله مخلصا له الدين، معلنا للدخول في حلفه سبحانه تدور مع الاسلام حيث دار، فلا تنزع يدا من طاعة الله واتباع امره ونهجه وهداه، ولن تعود لطاعة واتباع من رجمت واحتقرت، ولا اتباعه، وتذكر في مشهد مشابه افاضة الناس من المحشر اما الى جنة واما الى نار نستجيربالله من النار ونساله رضاه والجنة، ثم وتسعى سعي الحج ان كنت متمتعا والا كفاك سعيك الاول ان كنت مفردا او قارنا، مؤكدا سيرك على خطى الانبياء ومنهج الصالحين من امة الايمان الواحدة، ضاربة الجذور في القدم والتاريخ من عهد ابيك ادم الى ابراهيم الى نبيك الحبيب محمد صلوات ربي وسلامه عليهم اجمعين، منتميا لهذه الملة الحنيفة المستقيمة التي لا اعوجاج فيها،،ثم عد الى منى وانحر او اذبح هديك الذي اهديت لبيت الله العتيق، وبالنحر انحر في نفسك الجشع والطمع واذبح كبش البخل و الحرص، واعلم انك تستعد بهذا الذبح لفداء دينك بالغالي والنفيس من مال ونفس، محييا سنة ابيك ابراهيم يوم ابتلاه الله تعالى بذبح ابنه اسماعيل فصدق تنفيذ الامر، ففدى الله تعالى اسماعيل بذبح عظيم، والذي جعل الذبح ينال هذه العظمة هو ان لو ذبح ابراهيم اسماعيل لاصبحت سنة للناس ان تذبح ابناءها، فانظر رحمك الله كيف ستكون احوال النفوس والاسر وهو مطلوب منها ان تضحي باحد ابناءها في كل عيد،،، فالحمد لله على نعمة التوحيد - فكبر الله على ما هداك وعظمه على ما وهبك واعطاك، فكلوا منها واطعمو البائس والفقير واطعموا القانع والمعتر -
ثم تحلق راسك او تقصر، والمراة تقصر قدر انملة من ضفائرها وبذلك تكون قد تحللت من حجك واحرامك، ولا جناح عليك ولا حرج ان قدمت او اخرت في اعمال يوم النحر، فتفعل ما تيسر لك فعله منها ولا حرج -- وبالحلق احلق ونظف راسك من كل فكر وقيم ومفاهيم جاهلية ،وتطهر منها لتغرس فكر الولاء لله والبراء مما سواه، وتحيا حياة الايمان وتسعد باتباع منهج الرحمن، فالرضا و السعادة فيه فقط، والشقاء والضنك والتعاسة في اتباع غيره من مناهج غواية الشيطان الذي انت ترجمه، وتقيم في منى بعد ذلك ثلاثة ايام التشريق تاكل وتشرب وتكبر وتعظم ربك الذي وفقك للطاعة وحسن اداء العبادة ،ترجم فيها الشيطان بالحصى الجمرات الثلاث مؤكدا براءتك منه ومن منهجه وغوايته، مصرا ان لا تعود لطاعته ولا الاستماع لغوايته ولا الاستجابة لاغراءاته، فان تعجلت في يومين من الثلاثة التي تلي العيد فلا اثم عليك، وعسى ان نرزق واياكم حجا مبرورا نعود منه كيوم ولدتنا امهاتنا وتقبل الله منا ومنكم واعزنا الله واياكم بنصرة ديننا
ورفع راية نبينا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عدل سابقا من قبل محمد بن يوسف الزيادي في 2023-06-25, 5:15 am عدل 1 مرات