لا شَــــــــــيء يُضَاهي ....
***************
لا شَيء يُضاهي... فرحَتي بثَوبِ العِيد ، على الرُّغم مِـــن بسَاطته و ثمنِه الزَّهيد ؛إلاَّ أنِّي كنْت أحتضِنه طُوال اللَّيل ،كمَا أحتَضن الثّوب الذِّي تبَقَّى ليِ مِن ريِح أمِّي ، صَحيح أنَّ فرنْكَات أبِِي القلَيلة لا تكفي لإعالة دزِّينة من الأوْلاد ، لكنَّه لا ينْسى شِراءَه لِــي ، يَأتي قبْل نهَاية دوَامه وعيُونه تَرقُص فَرحا ، يُنَادي عليَّ " زينَب خُذِي " ، التَقطُه ، احتضِنُه ، نطِِير بالفَرح معًا...
لاشَيء يضَاهي ...سَعادة أمِّي بعُــود القُرنفُل الذِّي تضَعُه يوميًّا قبْل النَّوم لتَطْييب فمِها سَمعتُها كثِيرا تحْكي لرفيقَاتها أنَّها مانسِيتْه يَوْما ،ونصحَتْهنّ باسْتخدَامه كحَلّ نَاجِع ليتعَلَّق أزواَجهن بهِنَّ ، لا أدْري لمَ أخبرتْهُن ذلِك وخلافَاتٌها مَع أبِِي لا تنْتَهي ، عِوضًا عَن خيانَاتِه ... بَعْــد تغْسِيلها ؛ رفَعْت الغِطَاء أقبّلها قُبلة الودَاع ، كانَت تبتَسم بوجْه ملائكِي وبالشِّدْق عُـــودُ قرنْفُل .
لاشيء يضَاهي ...سُرور أبِي حين يَمُرّ بنَّافذة جارتنَا (حليمة )، مرُوره الدَّائم الذّي ينتَهي بمشَاحنات بينَه وأمِّي ، وحتَّى تؤَكد له ، وضَعت علَى أثَر رجْليه بالرَّمل إناءً ، أرتْه لعمِّها متتَبِّع القَوافِل ، أكّدَ أنَّ الأثَر ليْس لأبي و لمْ تصدّقه ، علِمَت من زوجَته الحقيقَة بعْدَ أن أهدتْها فستَانها الجَديد ، منِ يومِها نافذَة الجَارة أغْلقَت ، وأبِي كَره النَافذة وَالجَارَة .
لاشَيْء يُضَاهي ...غبْطة جدِّي بلفَافة التَّبْغ التِّي يصْنَعها ممَّا ينْبتُ بستَانُه ، يظَل يَرى دخانَها ثمّ يغْمضُ عينيْه مِن الوجْد طَويلا ،يشْربُ باليَوم خمْس لفَافَات : ( فجْرًا ، ظُهْرا ، عصْرا ، مغْربًا ،عشَاء) علَى الترَّتيب متَزامِنَة مَع مُرور ِأهْل البَلْدة للصَّلاة ، يعتَزُّ بأنَّه الوحِيد الذِّي أبْقَى عَلى أرضِه ، هكَذا كَان يقُول : الدَّولَة أخَذَت أراضِي آباءِهم بقُرُوش لتزْرعهَا مسَاكن اسمَنتيَّة عَاقِـــرة ، لذَا فأنَا أحْرق قلُوبَهُم بدُخان لفَافَة تبْغ مِن أرضِي ، جدَّتي ترُدُّ عليْه دومًا مُغتَاضة ؛ لاشَيء احتَرق غيْر ثوبِك .
لاشَيء يُضَاهي ...شعُور جَدتي وهَي تستَخْرج زبْدة الحليب من (الشَّكوة )، تراهَا تمِيد معَها يمينًا وشمَالا ... شمَالا يمينًا ، بحَركة أشبَه بريتْم مُوسيقِي كونِي لايتغيَّر ، تتَخيَّر وقْت استخْراجها قبْل طلُوع الشَّمس ، فالحَرائر عِندَها هنَّ اللَّواتي يسَابقن الشَّمس فِي كلّ أعمالِهن ... تسطُع الشَّمْس اليَوم حارقة موجعَة ،دُون موسِيقى ، ودُون أرَاجيزَ تتْلَى ، فَقَط جَسد مسَجَّى بعيْن مفتُوحَة ؛ يخْبِر الشَّمسَ أنَّها كَانت مستيْقظَة .
لاشيء يضاهي.. .حُزْن مجْذوب البَلْدَة وألِمه وهُو يُراقِب الجَمِيع من بعِيد ، محَاولا المُحافظَة علَى تفاصِيلهِم عنْده ؛ بعْد أنْ محَاها إدمَان المخَدّر ....أخي يُصَارع ذاكِرة مثْقُوبَــة !!.
***************
لا شَيء يُضاهي... فرحَتي بثَوبِ العِيد ، على الرُّغم مِـــن بسَاطته و ثمنِه الزَّهيد ؛إلاَّ أنِّي كنْت أحتضِنه طُوال اللَّيل ،كمَا أحتَضن الثّوب الذِّي تبَقَّى ليِ مِن ريِح أمِّي ، صَحيح أنَّ فرنْكَات أبِِي القلَيلة لا تكفي لإعالة دزِّينة من الأوْلاد ، لكنَّه لا ينْسى شِراءَه لِــي ، يَأتي قبْل نهَاية دوَامه وعيُونه تَرقُص فَرحا ، يُنَادي عليَّ " زينَب خُذِي " ، التَقطُه ، احتضِنُه ، نطِِير بالفَرح معًا...
لاشَيء يضَاهي ...سَعادة أمِّي بعُــود القُرنفُل الذِّي تضَعُه يوميًّا قبْل النَّوم لتَطْييب فمِها سَمعتُها كثِيرا تحْكي لرفيقَاتها أنَّها مانسِيتْه يَوْما ،ونصحَتْهنّ باسْتخدَامه كحَلّ نَاجِع ليتعَلَّق أزواَجهن بهِنَّ ، لا أدْري لمَ أخبرتْهُن ذلِك وخلافَاتٌها مَع أبِِي لا تنْتَهي ، عِوضًا عَن خيانَاتِه ... بَعْــد تغْسِيلها ؛ رفَعْت الغِطَاء أقبّلها قُبلة الودَاع ، كانَت تبتَسم بوجْه ملائكِي وبالشِّدْق عُـــودُ قرنْفُل .
لاشيء يضَاهي ...سُرور أبِي حين يَمُرّ بنَّافذة جارتنَا (حليمة )، مرُوره الدَّائم الذّي ينتَهي بمشَاحنات بينَه وأمِّي ، وحتَّى تؤَكد له ، وضَعت علَى أثَر رجْليه بالرَّمل إناءً ، أرتْه لعمِّها متتَبِّع القَوافِل ، أكّدَ أنَّ الأثَر ليْس لأبي و لمْ تصدّقه ، علِمَت من زوجَته الحقيقَة بعْدَ أن أهدتْها فستَانها الجَديد ، منِ يومِها نافذَة الجَارة أغْلقَت ، وأبِي كَره النَافذة وَالجَارَة .
لاشَيْء يُضَاهي ...غبْطة جدِّي بلفَافة التَّبْغ التِّي يصْنَعها ممَّا ينْبتُ بستَانُه ، يظَل يَرى دخانَها ثمّ يغْمضُ عينيْه مِن الوجْد طَويلا ،يشْربُ باليَوم خمْس لفَافَات : ( فجْرًا ، ظُهْرا ، عصْرا ، مغْربًا ،عشَاء) علَى الترَّتيب متَزامِنَة مَع مُرور ِأهْل البَلْدة للصَّلاة ، يعتَزُّ بأنَّه الوحِيد الذِّي أبْقَى عَلى أرضِه ، هكَذا كَان يقُول : الدَّولَة أخَذَت أراضِي آباءِهم بقُرُوش لتزْرعهَا مسَاكن اسمَنتيَّة عَاقِـــرة ، لذَا فأنَا أحْرق قلُوبَهُم بدُخان لفَافَة تبْغ مِن أرضِي ، جدَّتي ترُدُّ عليْه دومًا مُغتَاضة ؛ لاشَيء احتَرق غيْر ثوبِك .
لاشَيء يُضَاهي ...شعُور جَدتي وهَي تستَخْرج زبْدة الحليب من (الشَّكوة )، تراهَا تمِيد معَها يمينًا وشمَالا ... شمَالا يمينًا ، بحَركة أشبَه بريتْم مُوسيقِي كونِي لايتغيَّر ، تتَخيَّر وقْت استخْراجها قبْل طلُوع الشَّمس ، فالحَرائر عِندَها هنَّ اللَّواتي يسَابقن الشَّمس فِي كلّ أعمالِهن ... تسطُع الشَّمْس اليَوم حارقة موجعَة ،دُون موسِيقى ، ودُون أرَاجيزَ تتْلَى ، فَقَط جَسد مسَجَّى بعيْن مفتُوحَة ؛ يخْبِر الشَّمسَ أنَّها كَانت مستيْقظَة .
لاشيء يضاهي.. .حُزْن مجْذوب البَلْدَة وألِمه وهُو يُراقِب الجَمِيع من بعِيد ، محَاولا المُحافظَة علَى تفاصِيلهِم عنْده ؛ بعْد أنْ محَاها إدمَان المخَدّر ....أخي يُصَارع ذاكِرة مثْقُوبَــة !!.