مقولة كل شيء بحسابه وكل شاة معلقة من عرقوبها!!
يستدلون لها بقوله تعالى ولا تزر وازرة وزر اخرى.ويقولون كل شاة معلقة من عرقوبها..وهذا فيه اخطاء من عدة نواحي في الفهم واساءة كبيرة لمفاهيم هذه العقيدة وهذا الدين العظيم..فمن ناحية يجعل المسؤولية فردية ويمنع المسؤولية الجماعية لجماعة المؤمنين ومجتمع المسلمين هذا المجتمع الذي شبهه رسول الله صلى الله عليه وسلم في وحدته وتماسكه وتواصله بالجسد الواحد الذي اذا اشتكى منه عضو تداعى اليه سائر الاعضاء بالسهر والحمى..فهو في هذه الدنيا مجتمع واحد بوحدة الايمان والعقيدة ووحدة التكاليق والمصدر يتواصى افراده في مجموعهم بالحق الواحد الذي اجتمعوا عليه وتآخوا فيه وبالصبر عليه ليستمروا كيانا مميزا واحدا فلذلك جاءتهم لغة التكاليف بخطاب الجمع الموجب عليهم ان يختاروا من بينهم من يصلح للانابة عنهم للقيام بما افترض الله تعالى على الجماعة اداؤه فمثلا كلفهم بقطع يد السارق ..ولا يعقل ان تجتمع الامة لتنفذ الحد بمجموعها الا بان تنيب عنها من يقوم على حدود الله تعالى وينفذ تكاليف فروض الجماعة وهي ما يعرف عند الاصوليين والفقهاء بفروض الكفاية..والناظر في تشريعات الاسلام يجد ان كل التشريعات المتعلقة بشكل تشكيل الامة والجماعة وهويتها والبانية لسياسات الاسلام في مختلف مجالات الحياة انما هي واجبات وفرائض الكفاية..فلذلك نجد النبي سلام الله عليه يصف لنا الامام بانه جنة اي درع واق للامة من عذاب الله التي تستحقه الامة وعقوبته في حال عدم تنصيبه وعدم وجوده ودرع للامة يحمي هويتها وعقيدتها ودينها ويقيم امرها بدينها الذي ارتضاه لها ربها ودرع لها من التردي والنكوص على اعقابها وبالتالي الوقوع في غضب الله بمخالفة امره فتستحق غضبه سبحانه ومهانته لها...ان الامام جنة للامة يتقى به ويقاتل العدو من وراءه فهو صاحب الصلاحية والسلطان الذي تمنحه اياه الامة وتصبح بموجبه واجبة الانقياد له ما استقام فيهم على امر الله تعالى.. قيّدت الشريعة منصب " ولي الأمر " ، ولم تجعله بلا شروط كما هو لسان حال المفترين على الإسلام ، هذه الأيــــّــام ، فلمْ تجعله بحيث يكون كلّ من تسلّط على رقاب المسلمين ، فله الحق المطلق أن يفعل ما شاء ، وكلّ اعتراض عليه فتنة هي اشد من فتنة علو الكفار على بلاد الإسلام ، فهذا من أبطل الافتراءات على الاسلام وملته. والحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" إنما الإمام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به".انما يبين لنا دور الامام واهمية مكانة وجوده في الحياة وهو مقيد الصلاحية باحكام الشرع التي بويع له على اساسها وبها انعقدت بيعته.وعلى اساسها وبها ايضا هو محاسب وجوبا من رعيته وهي ايضا مسؤولية جماعية تجب على الامة وقد يتم فعلها بمظهر فردي اي يقوم به بعض الافراد لكن تسندهم الامة وتكون الامة معهم وتقف من وراءهم فقد قال سلام الله عليه "ستكون أمراء، فتعرفون وتنكرون، فمن عرف فقد برئ، ومن أنكر سلم، ولكن من رضي وتابع.."
فالمصيبة اذا رضي الناس بسكوتهم عن صاحب المنكر من اولياء الامر الذي يعم بهم البلاء وقد يسكت الناس عليهم خوفا او مجاملة لتحقيق مطمع او لقرابة او صلة صحبة او مصالح ينقادون لها فعليهم الحذر من الخطر المحدق بهم عند مليك مقتدر في يوم الدين فيعد في نظر الله وشريعته شريكا للمجرم الفاسق، كل من رأى معصية الله من إنسان، فسكت عن سوء فعلته، ولم ينكر عليه جرأته على ربه قال تعالى مخاطباً يوم القصاص أمثال هؤلاء الناس: (إِنَّما اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ الله أوْثاناً، مَوَدَّةً بَيْنَكُم في الحيَاةِ الدُّنيا، ثُمَّ يَوْمَ القيامَةِ يكفْرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ، وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بعْضاً ومَأواكُمُ النَّارُ وَمَالكُمْ مِنْ ناصِريْنَ) ـ العنكبوت: الآية 25 ـ وانظر الى هذا المشهد الرهيب:-{إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ. وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ}البقرة 166=167
إنه لمشهد مؤثر: مشهد التبرؤ والتعادي والتخاصم بين التابعين والمتبوعين، بين المحبين بالمصالح والمحبوبين الموزعين للمناصب والواهبين للمكانات، لقد انشغل كل بنفسه وسقطت الرياسات والقيادات التي كان المخدوعون يتبعونها وعجزت عن وقاية أنفسها فضلا على وقاية تابعيها . ويتبدى الغيظ والحنق من التابعين المخدوعين في القيادات الضالة التي ما هدت اتباعها سبيل الرشاد ولا قادتهم الى الطريقة المثلى {وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرؤوا منا} أي لو أن لنا عودة إلى الدار الدنيا، حتى نتبرأ من هؤلاء ومن عبادتهم وطاعتهم واتباع ضلالهم، فلا نلتفت إليهم بل نوحّد اللّه وحده بالعبادة، وهم كاذبون في هذا بل لو ردّوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون، كما أخبر اللّه تعالى عنهم بذلك، ولهذا قال: {كذلك يريهم اللّه أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار}.فما بالك حين تنكشف الامور في الدنيا قبل الاخرة وتسقط الاقتعة ولا تستطيع اوراق التوت ستر فداحة العورات..
نعم صحيح انه (وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أخْرى) ـ الإسراء: الآية 15 ـ
أي لا تحمل النفس التي تعمل الإثم، وتصنع الوزر، عقوبة ومسؤولية إثم ووزر جنته واكتسبته نفس أخرى، فكل امرئ بما كسب رهين، رهين وسجين بفعله هو، لا يسأل ولا يعاقب عن فعل غيره وذنب أحد سواه، قال الله تعالى:
(وَلمَّا جَاءَتْ رُسُلُنا إبْراهِيْمَ بالبُشْرى قالُوا إنَّا مُهْلِكوا أهْلِ هَذه القَريةِ، إِنَّ أهْلَها كانُوا ظَالِمين، قال إن فيْها لُوطاً قالوا نَحْنُ أعْلَمُ بِمَنْ فيْها لنُنَجِيِنَّهُ وأهْلَهُ إلا امرأَتهُ كانتْ مِنَ الغَابِريْنَ) ـ العنكبوت: الآية 31 ـ 32 ـ
وهذا من منطلق العدالة الالهية المطلقة ان لا يؤخذ احد بجريرة احد مهما كانت قرباه واتصال نسبه به فنقول في الاسلام عكرمة بن ابي جهل رضي الله عنه ونقول ابوجهل فرعون هذه الامة لعنة الله عليه
اللهم فقهنا وعلمنا وخذ بايدينا الى سبيل الهدى والرشاد والسدادو اجرنا من الضلال وسبله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يستدلون لها بقوله تعالى ولا تزر وازرة وزر اخرى.ويقولون كل شاة معلقة من عرقوبها..وهذا فيه اخطاء من عدة نواحي في الفهم واساءة كبيرة لمفاهيم هذه العقيدة وهذا الدين العظيم..فمن ناحية يجعل المسؤولية فردية ويمنع المسؤولية الجماعية لجماعة المؤمنين ومجتمع المسلمين هذا المجتمع الذي شبهه رسول الله صلى الله عليه وسلم في وحدته وتماسكه وتواصله بالجسد الواحد الذي اذا اشتكى منه عضو تداعى اليه سائر الاعضاء بالسهر والحمى..فهو في هذه الدنيا مجتمع واحد بوحدة الايمان والعقيدة ووحدة التكاليق والمصدر يتواصى افراده في مجموعهم بالحق الواحد الذي اجتمعوا عليه وتآخوا فيه وبالصبر عليه ليستمروا كيانا مميزا واحدا فلذلك جاءتهم لغة التكاليف بخطاب الجمع الموجب عليهم ان يختاروا من بينهم من يصلح للانابة عنهم للقيام بما افترض الله تعالى على الجماعة اداؤه فمثلا كلفهم بقطع يد السارق ..ولا يعقل ان تجتمع الامة لتنفذ الحد بمجموعها الا بان تنيب عنها من يقوم على حدود الله تعالى وينفذ تكاليف فروض الجماعة وهي ما يعرف عند الاصوليين والفقهاء بفروض الكفاية..والناظر في تشريعات الاسلام يجد ان كل التشريعات المتعلقة بشكل تشكيل الامة والجماعة وهويتها والبانية لسياسات الاسلام في مختلف مجالات الحياة انما هي واجبات وفرائض الكفاية..فلذلك نجد النبي سلام الله عليه يصف لنا الامام بانه جنة اي درع واق للامة من عذاب الله التي تستحقه الامة وعقوبته في حال عدم تنصيبه وعدم وجوده ودرع للامة يحمي هويتها وعقيدتها ودينها ويقيم امرها بدينها الذي ارتضاه لها ربها ودرع لها من التردي والنكوص على اعقابها وبالتالي الوقوع في غضب الله بمخالفة امره فتستحق غضبه سبحانه ومهانته لها...ان الامام جنة للامة يتقى به ويقاتل العدو من وراءه فهو صاحب الصلاحية والسلطان الذي تمنحه اياه الامة وتصبح بموجبه واجبة الانقياد له ما استقام فيهم على امر الله تعالى.. قيّدت الشريعة منصب " ولي الأمر " ، ولم تجعله بلا شروط كما هو لسان حال المفترين على الإسلام ، هذه الأيــــّــام ، فلمْ تجعله بحيث يكون كلّ من تسلّط على رقاب المسلمين ، فله الحق المطلق أن يفعل ما شاء ، وكلّ اعتراض عليه فتنة هي اشد من فتنة علو الكفار على بلاد الإسلام ، فهذا من أبطل الافتراءات على الاسلام وملته. والحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" إنما الإمام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به".انما يبين لنا دور الامام واهمية مكانة وجوده في الحياة وهو مقيد الصلاحية باحكام الشرع التي بويع له على اساسها وبها انعقدت بيعته.وعلى اساسها وبها ايضا هو محاسب وجوبا من رعيته وهي ايضا مسؤولية جماعية تجب على الامة وقد يتم فعلها بمظهر فردي اي يقوم به بعض الافراد لكن تسندهم الامة وتكون الامة معهم وتقف من وراءهم فقد قال سلام الله عليه "ستكون أمراء، فتعرفون وتنكرون، فمن عرف فقد برئ، ومن أنكر سلم، ولكن من رضي وتابع.."
فالمصيبة اذا رضي الناس بسكوتهم عن صاحب المنكر من اولياء الامر الذي يعم بهم البلاء وقد يسكت الناس عليهم خوفا او مجاملة لتحقيق مطمع او لقرابة او صلة صحبة او مصالح ينقادون لها فعليهم الحذر من الخطر المحدق بهم عند مليك مقتدر في يوم الدين فيعد في نظر الله وشريعته شريكا للمجرم الفاسق، كل من رأى معصية الله من إنسان، فسكت عن سوء فعلته، ولم ينكر عليه جرأته على ربه قال تعالى مخاطباً يوم القصاص أمثال هؤلاء الناس: (إِنَّما اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ الله أوْثاناً، مَوَدَّةً بَيْنَكُم في الحيَاةِ الدُّنيا، ثُمَّ يَوْمَ القيامَةِ يكفْرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ، وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بعْضاً ومَأواكُمُ النَّارُ وَمَالكُمْ مِنْ ناصِريْنَ) ـ العنكبوت: الآية 25 ـ وانظر الى هذا المشهد الرهيب:-{إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ. وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ}البقرة 166=167
إنه لمشهد مؤثر: مشهد التبرؤ والتعادي والتخاصم بين التابعين والمتبوعين، بين المحبين بالمصالح والمحبوبين الموزعين للمناصب والواهبين للمكانات، لقد انشغل كل بنفسه وسقطت الرياسات والقيادات التي كان المخدوعون يتبعونها وعجزت عن وقاية أنفسها فضلا على وقاية تابعيها . ويتبدى الغيظ والحنق من التابعين المخدوعين في القيادات الضالة التي ما هدت اتباعها سبيل الرشاد ولا قادتهم الى الطريقة المثلى {وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرؤوا منا} أي لو أن لنا عودة إلى الدار الدنيا، حتى نتبرأ من هؤلاء ومن عبادتهم وطاعتهم واتباع ضلالهم، فلا نلتفت إليهم بل نوحّد اللّه وحده بالعبادة، وهم كاذبون في هذا بل لو ردّوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون، كما أخبر اللّه تعالى عنهم بذلك، ولهذا قال: {كذلك يريهم اللّه أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار}.فما بالك حين تنكشف الامور في الدنيا قبل الاخرة وتسقط الاقتعة ولا تستطيع اوراق التوت ستر فداحة العورات..
نعم صحيح انه (وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أخْرى) ـ الإسراء: الآية 15 ـ
أي لا تحمل النفس التي تعمل الإثم، وتصنع الوزر، عقوبة ومسؤولية إثم ووزر جنته واكتسبته نفس أخرى، فكل امرئ بما كسب رهين، رهين وسجين بفعله هو، لا يسأل ولا يعاقب عن فعل غيره وذنب أحد سواه، قال الله تعالى:
(وَلمَّا جَاءَتْ رُسُلُنا إبْراهِيْمَ بالبُشْرى قالُوا إنَّا مُهْلِكوا أهْلِ هَذه القَريةِ، إِنَّ أهْلَها كانُوا ظَالِمين، قال إن فيْها لُوطاً قالوا نَحْنُ أعْلَمُ بِمَنْ فيْها لنُنَجِيِنَّهُ وأهْلَهُ إلا امرأَتهُ كانتْ مِنَ الغَابِريْنَ) ـ العنكبوت: الآية 31 ـ 32 ـ
وهذا من منطلق العدالة الالهية المطلقة ان لا يؤخذ احد بجريرة احد مهما كانت قرباه واتصال نسبه به فنقول في الاسلام عكرمة بن ابي جهل رضي الله عنه ونقول ابوجهل فرعون هذه الامة لعنة الله عليه
اللهم فقهنا وعلمنا وخذ بايدينا الى سبيل الهدى والرشاد والسدادو اجرنا من الضلال وسبله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.