رسول المهلب الى الحجاج
لما ظهر المهلب بن أبي صفرة على الخوارج أرسل كعب "قال عنه الأصفهاني في "أغانيه" "14: 284": "كعب بن معدان الأشقري، والأشاقر قبيلة من الأزد، شاعر، فارس، خطيب، معدود في الشجعان، من أصحاب المهلب والمذكورين في حروب الأزارقة"" ابن مَعْدان الأشقري ومرة بن تليد الأزدي إلى الحجاج ليعلماه بالفتح فلما طلعا عليه تقدم كعب فأنشد:
يا حفص إني عداني عنكم السفر *** وقد سهرت فأرْدى نوميَ السهر
فقال له الحجاج: أشاعر أم خطيب؟ فقال: كلاهما، ثم أنشده القصيدة، ثم أقبل عليه فقال: خبرني عن "بني" المهلب فقال: المغيرة فارسهم وسيدهم، وكفى بيزيد فارسًا شجاعًا، وجوادهم وسحبهم قبيصة، ولا يستحيي الشجاع أن يفر من مدرك، وعبد الملك سم ناقع وحبيب موت ذعاف، ومحمد ليث غاب، وكفى بالفضل نجدة، قال: فكيف خلفت جماعة الناس؟ قال: قد خلفتهم بخير، قد أدركوا ما أملوا، وأمنوا ما خافوا، قال: فكيف كان بنو المهلب فيهم؟ قال: كانوا حماة للسرح نهارًا، فإذا أليلوا ففرسان للبيات، قال: فأيهم كان انجد؟ قال: كانوا كالحلقة المفرغة لا يدرى أين طرفها، قال: فكيف كنتم أنتم وعدوكم؟ قال: كنا إذا أخذنا عفونا "واخذوا عفوهم يئسنا منهم"، وإذا اجتهدوا واجتهدنا طمعنا فيهم، فقال الحجاج: {إنَّ العَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ} كيف أفلتكم قطري؟ قال: كادنا ببعض ما كنا نكيده، قال: فهلا اتبعتموه؟ قال: كان الحد عندنا آثر من الفل، قال: كيف كان لكم المهلب وكنتم له؟ قال: كان لنا منه شفقة الوالد، وله منا بر الولد، قال: فكيف اغتباط الناس؟ قال: فشا فيهم الأمن، وشملهم النقل قال: أكنت أعددت لي هذا الجواب؟ قال: لا يعلم الغيب إلاّ الله، قال: هكذا والله يكون الرجال، المهلب كان أعلم بك حين وجهك.
لما ظهر المهلب بن أبي صفرة على الخوارج أرسل كعب "قال عنه الأصفهاني في "أغانيه" "14: 284": "كعب بن معدان الأشقري، والأشاقر قبيلة من الأزد، شاعر، فارس، خطيب، معدود في الشجعان، من أصحاب المهلب والمذكورين في حروب الأزارقة"" ابن مَعْدان الأشقري ومرة بن تليد الأزدي إلى الحجاج ليعلماه بالفتح فلما طلعا عليه تقدم كعب فأنشد:
يا حفص إني عداني عنكم السفر *** وقد سهرت فأرْدى نوميَ السهر
فقال له الحجاج: أشاعر أم خطيب؟ فقال: كلاهما، ثم أنشده القصيدة، ثم أقبل عليه فقال: خبرني عن "بني" المهلب فقال: المغيرة فارسهم وسيدهم، وكفى بيزيد فارسًا شجاعًا، وجوادهم وسحبهم قبيصة، ولا يستحيي الشجاع أن يفر من مدرك، وعبد الملك سم ناقع وحبيب موت ذعاف، ومحمد ليث غاب، وكفى بالفضل نجدة، قال: فكيف خلفت جماعة الناس؟ قال: قد خلفتهم بخير، قد أدركوا ما أملوا، وأمنوا ما خافوا، قال: فكيف كان بنو المهلب فيهم؟ قال: كانوا حماة للسرح نهارًا، فإذا أليلوا ففرسان للبيات، قال: فأيهم كان انجد؟ قال: كانوا كالحلقة المفرغة لا يدرى أين طرفها، قال: فكيف كنتم أنتم وعدوكم؟ قال: كنا إذا أخذنا عفونا "واخذوا عفوهم يئسنا منهم"، وإذا اجتهدوا واجتهدنا طمعنا فيهم، فقال الحجاج: {إنَّ العَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ} كيف أفلتكم قطري؟ قال: كادنا ببعض ما كنا نكيده، قال: فهلا اتبعتموه؟ قال: كان الحد عندنا آثر من الفل، قال: كيف كان لكم المهلب وكنتم له؟ قال: كان لنا منه شفقة الوالد، وله منا بر الولد، قال: فكيف اغتباط الناس؟ قال: فشا فيهم الأمن، وشملهم النقل قال: أكنت أعددت لي هذا الجواب؟ قال: لا يعلم الغيب إلاّ الله، قال: هكذا والله يكون الرجال، المهلب كان أعلم بك حين وجهك.