من مواقف الفهم عند الصحابة الكرام رضوان الله عليهم
روى الامام السبكي رحمه الله في كتابه القيم - الاشباه والنظائر - عن الواقدي قال :-
( روى الواقدي في فتوح الشام " أن النصارى صوروا صورة هرقل على حائط ، فوقف بعض المسلمين متعجبًا منها ، فانقلبت قناة طويلة من أحدهم فأصابت عين الصورة فقلعتها ، فعلم به الحرس من قبل لوقا عظيم الروم ، فجهز رسوله في مائة فارس إلى أبي عبيدة ، إنكم غدرتم الأمان بقلع عين هذه الصورة ، وهو عندنا عظيم .
فسأل أبو عبيدة : من فعل هذا ؟
فقيل فلان خاطئًا .
فقال أبو عبيدة : إن صاحبنا إنما فعل ما فعل غير متعمد .
فقالوا : لا نرضى حتى نفقأ عين صاحبكم -يعنون عمر بن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وكان القوم يمتحنون بهذا أمان المسلمين وأنهم هل هم موفون بعهودهم ؟.
فقال أبو عبيدة : أنا أمير هذه الطائفة فافعلوا بي ما فعلوه بتمثالكم .
فقالوا : لا نرضى إلا بفقء عين ملككم الأكبر .
فقال أبو عبيدة ملكنا أمنع من ذلك ، وغضب المسلمون ، وكادت تقوم ملحمة عظيمة ، فنهاهم أبو عبيدة وقال على رسلكم .
فقال منهم قائل : لا عين أميركم ولا عين خليفتكم ؛ ولكن نصنع تمثالًا فيه صورة أبي عبيدة ، ثم نفقأ إحدى عيني ذلك التمثال.
فقال المسلمون : إن صاحبنا فقأ عين ذلك التمثال غير قاصد ، وأنتم تتعمدون .
فقال أبو عبيدة : يا معشر المسلمين إن هؤلاء ليس لهم عقول ، فإنهم رضوا أن يصوروا صورتي ويفعلوا بها ما أرادوا ، فدعوهم وقلة عقولهم ، فرضوا وسكنت الفتنة ) اهـ
روى الامام السبكي رحمه الله في كتابه القيم - الاشباه والنظائر - عن الواقدي قال :-
( روى الواقدي في فتوح الشام " أن النصارى صوروا صورة هرقل على حائط ، فوقف بعض المسلمين متعجبًا منها ، فانقلبت قناة طويلة من أحدهم فأصابت عين الصورة فقلعتها ، فعلم به الحرس من قبل لوقا عظيم الروم ، فجهز رسوله في مائة فارس إلى أبي عبيدة ، إنكم غدرتم الأمان بقلع عين هذه الصورة ، وهو عندنا عظيم .
فسأل أبو عبيدة : من فعل هذا ؟
فقيل فلان خاطئًا .
فقال أبو عبيدة : إن صاحبنا إنما فعل ما فعل غير متعمد .
فقالوا : لا نرضى حتى نفقأ عين صاحبكم -يعنون عمر بن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وكان القوم يمتحنون بهذا أمان المسلمين وأنهم هل هم موفون بعهودهم ؟.
فقال أبو عبيدة : أنا أمير هذه الطائفة فافعلوا بي ما فعلوه بتمثالكم .
فقالوا : لا نرضى إلا بفقء عين ملككم الأكبر .
فقال أبو عبيدة ملكنا أمنع من ذلك ، وغضب المسلمون ، وكادت تقوم ملحمة عظيمة ، فنهاهم أبو عبيدة وقال على رسلكم .
فقال منهم قائل : لا عين أميركم ولا عين خليفتكم ؛ ولكن نصنع تمثالًا فيه صورة أبي عبيدة ، ثم نفقأ إحدى عيني ذلك التمثال.
فقال المسلمون : إن صاحبنا فقأ عين ذلك التمثال غير قاصد ، وأنتم تتعمدون .
فقال أبو عبيدة : يا معشر المسلمين إن هؤلاء ليس لهم عقول ، فإنهم رضوا أن يصوروا صورتي ويفعلوا بها ما أرادوا ، فدعوهم وقلة عقولهم ، فرضوا وسكنت الفتنة ) اهـ