قصة تسمية كتاب
الفتاوى الهندية أو (الفتاوى العالمكيرية)
قام بتاليف هذا السفر الضخم مجموعة من علماء وفقهاء المذهب الحنفي في الديار الهندية برئاسة العالم الفقيه الحنفي الجليل الشيخ نظام الدين البرنهابوري بامر وبرعاية ومتابعة من السلطان الهندي المغولي الاصل أبو المظفر محيي الدين محمد أورنك زيب بهادر بادشاه غازي الملقب باسم عالَم كَير؛ أي: فاتح العالم (1028-1118ﻫ)، وهو من سُلالة تيمورلنك المَشهُور؛ إذ ينتهي نسبُه بشاه جهان كير بن تيمورلنك.
و يعتبر كتاب (الفتاوى العالَمكَيرية) من أجَلِّ كتب الفتاوى وأنفعها في كثرة المسائل وسُهولة العبارة وحَلِّ العُقَد، والمسائل.حيث كان للسلطان المسلم المغولي الاصل أورانك زيب مهارة تامة بالفقه ويضرب به المثل في استحضار المسائل الجزئية من ادلتها التفصيلية، وقد صنف العلماء بأمره الفتاوي الهندية أو الفتاوى العالمكيريةالتي نسبت الى لقبه. فمع أن عالمكير سلطانا الا انه كان عالماعالما، وكذلك استطاع بقوة إيمانه وفهمه القوي لدينه أن يجدد في حياة الدين الإسلامي ويصلح من أحوال المسلمين ودولتهم في الهند، حتى ساقه انتماؤه القوي للإسلام أنه جمع عدد كبير من علماء وفقهاء المسلمين الأحناف، طالبا منهم تصنيف كتاب في الفقه الحنفي يحوي كافة المسائل الفقهية، ويكون بمثابة الدستور الذي تحتكم إليه الدولة والقضاء عند المغول المسلمين، ولبى العلماء النداء، وشكل منهم فريقا لتأليف الكتاب، وترأسهم الشيخ العلامة الفقيه نظام الدين البرهانبوري كما اشرنا، وصنفوا كتابا موسوعيا في الفقه الحنفي، سمي بـ "الفتاوى العالمكيرية أو الفتاوى الهندية"، في ستة مجلدات كبار فاشتهرت في الأقطار الإسلامية قاطبة والهند والمشرق الاسلامي خاصة، وعمّ النفع بها وصارت مرجعًا للمفتين لليوم هذا وللقضاة، وقد أنفق على جمعها مائتي ألف من النقود.
وتعتبر تلك الفتاوى من أعظم المنجزات الحضارية للسلطان أورانك زيب، فهو من الزعماء المسلمين القلائل الذين وضعوا مرجعيات فقهية شاملة تنتظم بها مسيرة الدولة وقوانينها، وبذلك يكون أورانكزيب من الملوك المسلمين القلائل الذين اعتنوا بالتشريع الإسلامي وتبني قوانين للدولة فقهية ومستنبطة من ادلة التشريع التي كان يستند اليها السادة الاحناف في استنباطاتهم الفقهية وطريقة فهمهم للنصوص الشرعية.
وقد ذكر الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله في كتابه رجال من التاريخ قوله :-(وقد وفّق أورانجزيب عالمكير رحمه الله إلى أمرين لم يسبقه إليهما أحد من ملوك المسلمين:-
الأول: أنّه لم يكن يعطى عالما عطية أو راتبا إلا طالبه بعمل، بتأليف أو بتدريس، لئلا يأخذ المال ويتكاسل، فيكون قد جمع بين السيئتين، أخذ المال بلا حق وكتمان العلم !!
الثاني: أنّه أول من عمل على تدوين الأحكام الشرعية في كتاب واحد، يُتخذ قانونا، فوضعت له وبأمره وبإشرافه وتحت ناظره كتاب "الفتاوى الهندية - العالمكيرية" على المذهب الحنفي).
قال أبو الفضل المرادي الحسيني صاحب سلك الدرر واصفا حال السلطان المجاهد أورانك زيب: "سلطان الهند في عصرنا، وأمير المؤمنين وإمامهم، وركن المسلمين ونظامهم، المجاهد في سبيل الله، العالم العلامة الصوفي العارف بالله، الملك القائم بنصرة الدين، الذي أباد الكفار في أرضه، وقهرهم وهدم كنائسهم وأضعف شركهم، وأيّد الإسلام، وأعلى في الهند مناره، وجعل كلمة الله هي العليا".
الفتاوى الهندية أو (الفتاوى العالمكيرية)
قام بتاليف هذا السفر الضخم مجموعة من علماء وفقهاء المذهب الحنفي في الديار الهندية برئاسة العالم الفقيه الحنفي الجليل الشيخ نظام الدين البرنهابوري بامر وبرعاية ومتابعة من السلطان الهندي المغولي الاصل أبو المظفر محيي الدين محمد أورنك زيب بهادر بادشاه غازي الملقب باسم عالَم كَير؛ أي: فاتح العالم (1028-1118ﻫ)، وهو من سُلالة تيمورلنك المَشهُور؛ إذ ينتهي نسبُه بشاه جهان كير بن تيمورلنك.
و يعتبر كتاب (الفتاوى العالَمكَيرية) من أجَلِّ كتب الفتاوى وأنفعها في كثرة المسائل وسُهولة العبارة وحَلِّ العُقَد، والمسائل.حيث كان للسلطان المسلم المغولي الاصل أورانك زيب مهارة تامة بالفقه ويضرب به المثل في استحضار المسائل الجزئية من ادلتها التفصيلية، وقد صنف العلماء بأمره الفتاوي الهندية أو الفتاوى العالمكيريةالتي نسبت الى لقبه. فمع أن عالمكير سلطانا الا انه كان عالماعالما، وكذلك استطاع بقوة إيمانه وفهمه القوي لدينه أن يجدد في حياة الدين الإسلامي ويصلح من أحوال المسلمين ودولتهم في الهند، حتى ساقه انتماؤه القوي للإسلام أنه جمع عدد كبير من علماء وفقهاء المسلمين الأحناف، طالبا منهم تصنيف كتاب في الفقه الحنفي يحوي كافة المسائل الفقهية، ويكون بمثابة الدستور الذي تحتكم إليه الدولة والقضاء عند المغول المسلمين، ولبى العلماء النداء، وشكل منهم فريقا لتأليف الكتاب، وترأسهم الشيخ العلامة الفقيه نظام الدين البرهانبوري كما اشرنا، وصنفوا كتابا موسوعيا في الفقه الحنفي، سمي بـ "الفتاوى العالمكيرية أو الفتاوى الهندية"، في ستة مجلدات كبار فاشتهرت في الأقطار الإسلامية قاطبة والهند والمشرق الاسلامي خاصة، وعمّ النفع بها وصارت مرجعًا للمفتين لليوم هذا وللقضاة، وقد أنفق على جمعها مائتي ألف من النقود.
وتعتبر تلك الفتاوى من أعظم المنجزات الحضارية للسلطان أورانك زيب، فهو من الزعماء المسلمين القلائل الذين وضعوا مرجعيات فقهية شاملة تنتظم بها مسيرة الدولة وقوانينها، وبذلك يكون أورانكزيب من الملوك المسلمين القلائل الذين اعتنوا بالتشريع الإسلامي وتبني قوانين للدولة فقهية ومستنبطة من ادلة التشريع التي كان يستند اليها السادة الاحناف في استنباطاتهم الفقهية وطريقة فهمهم للنصوص الشرعية.
وقد ذكر الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله في كتابه رجال من التاريخ قوله :-(وقد وفّق أورانجزيب عالمكير رحمه الله إلى أمرين لم يسبقه إليهما أحد من ملوك المسلمين:-
الأول: أنّه لم يكن يعطى عالما عطية أو راتبا إلا طالبه بعمل، بتأليف أو بتدريس، لئلا يأخذ المال ويتكاسل، فيكون قد جمع بين السيئتين، أخذ المال بلا حق وكتمان العلم !!
الثاني: أنّه أول من عمل على تدوين الأحكام الشرعية في كتاب واحد، يُتخذ قانونا، فوضعت له وبأمره وبإشرافه وتحت ناظره كتاب "الفتاوى الهندية - العالمكيرية" على المذهب الحنفي).
قال أبو الفضل المرادي الحسيني صاحب سلك الدرر واصفا حال السلطان المجاهد أورانك زيب: "سلطان الهند في عصرنا، وأمير المؤمنين وإمامهم، وركن المسلمين ونظامهم، المجاهد في سبيل الله، العالم العلامة الصوفي العارف بالله، الملك القائم بنصرة الدين، الذي أباد الكفار في أرضه، وقهرهم وهدم كنائسهم وأضعف شركهم، وأيّد الإسلام، وأعلى في الهند مناره، وجعل كلمة الله هي العليا".