مصطلحات خبيثة تخدم فكرا هداما (3)
العلمانية
هذا المصطلح سبق وان كتبنا فيه ولكن احببت ان اوضح مفهومه في هذه السلسلة حيث ان والكلمة اصلا ومفهومها ليس فكرا عربيا ولا اسلاميا وهذه الترجمة ليست صحيحة لاصل وضع الكلمة عند اهلها الغربيين انما حاول اذناب الغرب وعملاؤه تزينها فلفقوا لها هذه التسمية ليوهموا الناس والبسطاء والسذج على انها مشتقة من العلم او من مشتقات العلم في حين انها في الواقع لا تمت للعلم بصلة لا من قريب ولا من بعيد، وأما أصل كلمة علمانية فهي ترجمة غير صحيحة كما اشرنا للكلمة اللاتينية (SECULARISM) وترجمتها الصحيحة هي: اللادينية أو الدنيوية, بمعنى ما لا علاقة له بالدين ويؤكد هذه الترجمة ما ورد في دائرة المعارف البريطانية في مادة (SECULARISM) "هي حركة اجتماعية تهدف إلى صرف الناس وتوجيههم من الاهتمام بالآخرة إلى الاهتمام بهذه الدنيا وحدها.
وجاء في ترجمتها في قاموس اكسفورد شرحاً لكلمة (SECULAR): -
(1) دنيوي أو مادي، ليس دينياً ولا روحياً مثل التربية اللادينية، الفن أو الموسيقى اللادينية، السلطة اللادينية، الحكومة المناقضة للكنيسة.
(2) الرأي الذي يقول إنه لا ينبغي أن يكون الدين أساساً للأخلاق والتربية.
فكما تلاحظون ان التسمية العربية والترجمة المزورة والتي هي من تلبيس ابليس ورفاقه
ليس له صلة بالعلم لأنه كما ذكرنا أن أصل الكلمة باللاتينية ليس له علاقة بالعلم، والذين ابتدعوها لم يريدوا بها العلم من قريب ولا من بعيد. ولو أرادوه لاستخدموا ما يشير إلى النسبة إلى العلم هي (SCIENTIFIC) لأن العلم بالإنجليزية (SCIENCE) وأرى أن استخدام هذه الكلمة العربية كمصطلح لهذه الفكرة فيه تضليل وتلبيس وتعمية،ولو سموها باسمها الذي يعكس مفهومها وواقعها لانصرف أهل الفطرة السوية عنها ولحاربها أهل الغيرة على الدين.
نشأت فكرة اللادينية في اوروبا لتخليص الناس من هيمنة رجال الدين واستبدادهم وتعاونهم مع المستبد باسم الدين المحرف المنحرف وكان ذلك بسبب عبث الكنيسة بدين الله المنزَّل، وتحريفه وتشويهه، وتقديمه للناس بصورة منفرة دون أن يكون عند الناس مرجع يرجعون إليه لتصحيح هذا العبث وإرجاعه إلى أصوله الصحيحة المنزلة كما هو الحال مع القرآن المحفوظ بقدر الله ومشيئته من كل عبث أو تحريفٍ خلال القرون.كان الهدف منه خدمة المصالح الشخصية لرجال الدين وتحقيق اهوائهم وبسط نفوذهم وسلطانهم على الملوك وعلى عامة الناس، بحيث لا يقع تصرف منهم فيكون صحيحاً إلا عن طريق رجال الدين ووفق اهوائهم.فقام رجال الدين بالتشريع من عند أنفسهم تحليلاً وتحريماً, حسب أهوائهم ومصالحهم
وحاربت الكنيسة الفكر والعلم وقتلت واحرقت العلماء كما واستغل رجال الدين لمكانتهم في فرض عشور في أموال الناس، وتسخيرهم للخدمة في أرض الكنيسة، وفرض ما يعرف بصكوك الغفران. ومارسوا الفساد الخُلُقي بكل أنواعه وعملوا القبائح والفظائع باسم الدين وباسم الرب فلذلك كانت الثورة عليهم لاهوادة فيها وكبلوهم شر تكبيل لدرجة ان اهل اللادينية اعتبروهم اي رجال الدين وبالتالي دينهم سبب البلاء واس الداء فقرروا الخلاص منهم ومن اي سلطة فعلية على الارض تمت بصلة لهم ولدينهم ونبذوهم ونبذوا دينهم.
يقول الشيخ محمد قطب رحمه الله في كتابه العلمانيةإنّ ما نبذته أوروبا حين أقامت علمانيتها لم يكن هو حقيقة الدين ـ فهذه كانت منبوذة من أول لحظة ـ إنما كان بقايا الدين المتناثرة في بعض مجالات الحياة الأوروبية أو في أفكار الناس ووجداناتهم، فجاءت العلمانية فأقصت هذه البقايا إقصاءً كاملاً من الحياة، ولم تترك منها إلا حرية من أراد أن يعتقد بوجود إله يؤدي له شعائر التعبّد في أن يصنع ذلك على مسئوليته الخاصة، وفي مقابلها حرية من أراد الإلحاد والدعوة إليه أن يصنع ذلك بسند الدولة وضماناتها).
ان البديل الذي اتخذته أوروبا بدلاً من الدين لم يكن أقل سواءً إن لم يكن أشد؛ وإن كان قد أتاح لها كل العلم والتمكن المادي يطمح إليه كل البشر على الأرض تحقيقاً لسُنَّةٍ من سُنن الله التي تجهلها أوروبا وتجهل حكمتها، لأنها لا تؤمن بالله وما نزَّل من الوحي: (فلما نسوا ما ذكِّروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتةً فإذا هم مبلسون) [سورة الأنعام: 44].لقد اندفعت أوروبا في نهضتها تنزع من طريقها كل معلم من المعالم الإلهية –سواءً كانت إلهيةً حقاً أو مدعاة من قبل الكنيسة- وتصنع مكانها معالم بشرية من صنع الإنسان، كما تنزع من طريقها كل ما يتصل بالآخرة لتصنع بدلاً منه ما يتصل بالحياة الدنيا
فانعدمت الصلة الروحية وفشى الالحاد وانتشر الفساد ولم يعد على الانسان لا رقيب ولا حسيب يؤمن به ويحكم وجدانه وعقله ومشاعره وتوجهاته ويضبط سلوكه فطغت الذاتية والانانية وانطلقت الحرية الشخصية وغيرها من الحريات لتخلق حياة الفوضى والاضطراب
نعم.. أنهم وقعوا في أسوأ مما فروا منه حين نبذوا الدين كله ونقول إنّ ذلك ليس غريباً؛ فالعقائد الباطلة والتصورات المنحرفة، والممارسات الضالة لا تأتي بخير فالذي خَبُث لا يخرج إلا نكِداً.
فالعلمانية اذا ليست العلم ولا علاقة لها به بل هي (SECULARISM) وترجمتها الحرفية المعبرة عن مضمونها ومفهومها هي( اللادينية). فاحذروا مصطلحات الضلال ومفاهيم الكفر ولا بد من توعية الأمة بخطورة العلمانية على الدين والمجتمع وذلك بتقوية مفهوم الولاء والبراء العقائدي وحرمة تبني الفكر الضال المغاير للعقيدة والذي لا ينبثق منها.
فتنبهوا يا رعاكم الله فقد أخرج البخاري ومسلم في الصحيح, والترمذي في سننه, ومالك في الموطأ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:
((إِنَّ العبد ليتكلّم بالكلمة -مِنْ رضوان الله- لا يُلْقِي لها بالاً، يرفعه الله بها في الجنة, وإن العبد ليتكلم بالكلمة -من سَخَط الله- لا يُلْقِي لها بالاً، يهوي بها في جهنم)) نستجير واياكم بالله من الضلال واهله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
العلمانية
هذا المصطلح سبق وان كتبنا فيه ولكن احببت ان اوضح مفهومه في هذه السلسلة حيث ان والكلمة اصلا ومفهومها ليس فكرا عربيا ولا اسلاميا وهذه الترجمة ليست صحيحة لاصل وضع الكلمة عند اهلها الغربيين انما حاول اذناب الغرب وعملاؤه تزينها فلفقوا لها هذه التسمية ليوهموا الناس والبسطاء والسذج على انها مشتقة من العلم او من مشتقات العلم في حين انها في الواقع لا تمت للعلم بصلة لا من قريب ولا من بعيد، وأما أصل كلمة علمانية فهي ترجمة غير صحيحة كما اشرنا للكلمة اللاتينية (SECULARISM) وترجمتها الصحيحة هي: اللادينية أو الدنيوية, بمعنى ما لا علاقة له بالدين ويؤكد هذه الترجمة ما ورد في دائرة المعارف البريطانية في مادة (SECULARISM) "هي حركة اجتماعية تهدف إلى صرف الناس وتوجيههم من الاهتمام بالآخرة إلى الاهتمام بهذه الدنيا وحدها.
وجاء في ترجمتها في قاموس اكسفورد شرحاً لكلمة (SECULAR): -
(1) دنيوي أو مادي، ليس دينياً ولا روحياً مثل التربية اللادينية، الفن أو الموسيقى اللادينية، السلطة اللادينية، الحكومة المناقضة للكنيسة.
(2) الرأي الذي يقول إنه لا ينبغي أن يكون الدين أساساً للأخلاق والتربية.
فكما تلاحظون ان التسمية العربية والترجمة المزورة والتي هي من تلبيس ابليس ورفاقه
ليس له صلة بالعلم لأنه كما ذكرنا أن أصل الكلمة باللاتينية ليس له علاقة بالعلم، والذين ابتدعوها لم يريدوا بها العلم من قريب ولا من بعيد. ولو أرادوه لاستخدموا ما يشير إلى النسبة إلى العلم هي (SCIENTIFIC) لأن العلم بالإنجليزية (SCIENCE) وأرى أن استخدام هذه الكلمة العربية كمصطلح لهذه الفكرة فيه تضليل وتلبيس وتعمية،ولو سموها باسمها الذي يعكس مفهومها وواقعها لانصرف أهل الفطرة السوية عنها ولحاربها أهل الغيرة على الدين.
نشأت فكرة اللادينية في اوروبا لتخليص الناس من هيمنة رجال الدين واستبدادهم وتعاونهم مع المستبد باسم الدين المحرف المنحرف وكان ذلك بسبب عبث الكنيسة بدين الله المنزَّل، وتحريفه وتشويهه، وتقديمه للناس بصورة منفرة دون أن يكون عند الناس مرجع يرجعون إليه لتصحيح هذا العبث وإرجاعه إلى أصوله الصحيحة المنزلة كما هو الحال مع القرآن المحفوظ بقدر الله ومشيئته من كل عبث أو تحريفٍ خلال القرون.كان الهدف منه خدمة المصالح الشخصية لرجال الدين وتحقيق اهوائهم وبسط نفوذهم وسلطانهم على الملوك وعلى عامة الناس، بحيث لا يقع تصرف منهم فيكون صحيحاً إلا عن طريق رجال الدين ووفق اهوائهم.فقام رجال الدين بالتشريع من عند أنفسهم تحليلاً وتحريماً, حسب أهوائهم ومصالحهم
وحاربت الكنيسة الفكر والعلم وقتلت واحرقت العلماء كما واستغل رجال الدين لمكانتهم في فرض عشور في أموال الناس، وتسخيرهم للخدمة في أرض الكنيسة، وفرض ما يعرف بصكوك الغفران. ومارسوا الفساد الخُلُقي بكل أنواعه وعملوا القبائح والفظائع باسم الدين وباسم الرب فلذلك كانت الثورة عليهم لاهوادة فيها وكبلوهم شر تكبيل لدرجة ان اهل اللادينية اعتبروهم اي رجال الدين وبالتالي دينهم سبب البلاء واس الداء فقرروا الخلاص منهم ومن اي سلطة فعلية على الارض تمت بصلة لهم ولدينهم ونبذوهم ونبذوا دينهم.
يقول الشيخ محمد قطب رحمه الله في كتابه العلمانيةإنّ ما نبذته أوروبا حين أقامت علمانيتها لم يكن هو حقيقة الدين ـ فهذه كانت منبوذة من أول لحظة ـ إنما كان بقايا الدين المتناثرة في بعض مجالات الحياة الأوروبية أو في أفكار الناس ووجداناتهم، فجاءت العلمانية فأقصت هذه البقايا إقصاءً كاملاً من الحياة، ولم تترك منها إلا حرية من أراد أن يعتقد بوجود إله يؤدي له شعائر التعبّد في أن يصنع ذلك على مسئوليته الخاصة، وفي مقابلها حرية من أراد الإلحاد والدعوة إليه أن يصنع ذلك بسند الدولة وضماناتها).
ان البديل الذي اتخذته أوروبا بدلاً من الدين لم يكن أقل سواءً إن لم يكن أشد؛ وإن كان قد أتاح لها كل العلم والتمكن المادي يطمح إليه كل البشر على الأرض تحقيقاً لسُنَّةٍ من سُنن الله التي تجهلها أوروبا وتجهل حكمتها، لأنها لا تؤمن بالله وما نزَّل من الوحي: (فلما نسوا ما ذكِّروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتةً فإذا هم مبلسون) [سورة الأنعام: 44].لقد اندفعت أوروبا في نهضتها تنزع من طريقها كل معلم من المعالم الإلهية –سواءً كانت إلهيةً حقاً أو مدعاة من قبل الكنيسة- وتصنع مكانها معالم بشرية من صنع الإنسان، كما تنزع من طريقها كل ما يتصل بالآخرة لتصنع بدلاً منه ما يتصل بالحياة الدنيا
فانعدمت الصلة الروحية وفشى الالحاد وانتشر الفساد ولم يعد على الانسان لا رقيب ولا حسيب يؤمن به ويحكم وجدانه وعقله ومشاعره وتوجهاته ويضبط سلوكه فطغت الذاتية والانانية وانطلقت الحرية الشخصية وغيرها من الحريات لتخلق حياة الفوضى والاضطراب
نعم.. أنهم وقعوا في أسوأ مما فروا منه حين نبذوا الدين كله ونقول إنّ ذلك ليس غريباً؛ فالعقائد الباطلة والتصورات المنحرفة، والممارسات الضالة لا تأتي بخير فالذي خَبُث لا يخرج إلا نكِداً.
فالعلمانية اذا ليست العلم ولا علاقة لها به بل هي (SECULARISM) وترجمتها الحرفية المعبرة عن مضمونها ومفهومها هي( اللادينية). فاحذروا مصطلحات الضلال ومفاهيم الكفر ولا بد من توعية الأمة بخطورة العلمانية على الدين والمجتمع وذلك بتقوية مفهوم الولاء والبراء العقائدي وحرمة تبني الفكر الضال المغاير للعقيدة والذي لا ينبثق منها.
فتنبهوا يا رعاكم الله فقد أخرج البخاري ومسلم في الصحيح, والترمذي في سننه, ومالك في الموطأ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:
((إِنَّ العبد ليتكلّم بالكلمة -مِنْ رضوان الله- لا يُلْقِي لها بالاً، يرفعه الله بها في الجنة, وإن العبد ليتكلم بالكلمة -من سَخَط الله- لا يُلْقِي لها بالاً، يهوي بها في جهنم)) نستجير واياكم بالله من الضلال واهله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.