مصطلحات خبيثة تخدم فكرا هداما (5).
مفهوم الوطن والوطنية
الوطن في لغة العرب ومعاجم اللغة : المنزل تقيم به وهو " موطن الإنسان ومحله" ، وطن يطن وطناً : أقام به ، وطن البلد : اتخذه وطناً ، توطن البلد : أتخذه وطناً ، وجمع الوطن أوطان : منزل إقامة الإنسان ولد فيه أم لم يولد ، وتوطنت نفسه على الأمر : حملت عليه ، والمواطن جمع موطن : هو الوطن أو المشهد من مشاهد الحرب، ووردت مادة ''وطن'' في القرآن الكريم مرة واحدة فقط في قوله تعالى: ''لقد نصركم الله في مواطن كثيرة'' التوبة: 25، قال الشوكاني: المواطنة جمع موطن، ومواطن الحرب: مقاماتها،
وقال ابن الجوزي، مواطن أي أماكن.
ولم يكن العرب في جاهليتهم ولا اسلامهم يتعاملون مع لفظ وطن بالمفهوم والمصطلح الحالي الذي جعله رابطة مقدسة للناس تفوق كل اعتبار لان الرابطة في الاسلام هي رابطة الاخوة بين المؤمنين -انما المؤمنون اخوة- وبموجب هذه الاخوة يحرم عليهم التفرق والانحياز لغير جمع المسلمين ويحرم عليهم الاسلام التفرق ولا يقبل لهم الا ان يكونوا امة واحدة -ان هذه امتكم امة واحدة وانا ربكم فاعبدون -.والانتماء في الاسلام لا يكون للارض ولا لغيرها بل يكون للاسلام فحسب وحسب احكامه وتشريعاته -هو الذي سماكم المسلمين من قبل وفي هذا...- .لقد ظهرت الوطنية بمفهومها المعاصر في بلاد الافرنج وقصدوا بها الانتماء والولاء لوحدة جغرافية معينة تعيش عليها قومية معينة ثم اصبحت فكرة الوطنية تعني الجنسية والولاء للدولة المانحة لها.وكعادة العملاء الذين هم ادوات الغرب في بلاد المسلمين وجسر عبور افكاره ووسيلة غزوه لامتنا فقد تلقفوا هذا المفهوم وطرحوه في اوساط امتنا تكريسا لما قام به المستخرب الغربي من تقطيع اوصال امتنا وتمزيقها اشلاء ووضع المعوقات ومن ابرزها فكرة الوطنية للحيلولة دون التقاء ابناء الامة ولملمة اشلائها لتنهض وتتوحد من جديد لتستانف مهمتها ومكانتها كخير امة اخرجت للناس تامر بالمعروف وتنهى عن المنكر العالمي.
ولتزيين وتجميل هذا المفهوم النتن الذي فرق الامة وحصرها في سجون اشياك واشباك زرائب سايكس بيكو احتجوا بحدي موضوع ومكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا :- حديث : حب الوطن من الإيمان . قال الصغاني : موضوع . وقال السخاوي في المقاصد : لم أقف عليه. قال القالي: إذ لا تلازم بين حب الوطن ، وبين الإيمان.
ومعنى هذا الحديث الموضوع ليس بصحيح اذ معناه ان حب الوطن من الايمان اما من اصله او من وصفه او من عوارضه او لوازمه وليس هذا بصحيح البته اذ غاية ما فيه انه مباح وهو من الفطر التى فطر الله الناس عليها يشترك فيه المؤمن والكافر والانسان والحيوان فليس اذا هو بميزة ايمانية على الاطلاق.فحين نقول الانسان يجوع او ياكل فهذا وصف لايمتاز به مخلوق دون اخر وهكذا حب والفة منزل الاقامة ومسقط الراس وموطن الصبا والذكريات.
ولو كان من لوازم الايمان لما جازت الهجرة والاسفار وتغيير سكنى الدار واستيطان البلدان وتغيير الاوطان ولكانت هجرة النبي سلام الله عليه من مكة الى المدينة باطلة . وعلق عليه الالباني بعد ان قال انه موضوع:- ومعناه غير مستقيم ، إذ إن حب الوطن كحب النفس والمال ونحوه ، كل ذلك غريزي في الإنسان ، لا يمدح بحبه ، ولا هو من لوازم الإيمان ، ألا ترى أن الناس كلهم مشتركون في هذا الحب ، لا فرق في ذلك بين مؤمنهم وكافرهم .ومما يحتجون به الثابت الصحيح من قول النبي سلام الله عليه وهو يودع مكة يوم خرج منها :-(والله إني أعلم أنك خير أرض الله وأحبها إلى الله ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت ). فالجواب في منطوق النص حيث انه يحبها لانه يعلم انها احب الارض الى الله فلذلك احب البقاء فيها لانه سلام الله عليه لايتبع الهوى وهواه انما هو معصوم ليكون وفق ما اراه الله تعالى.والخلاصة نقول :- فإن قصد به الحنين الفطري إليه باعتباره شهد ذكريات الطفولة والشباب فهو مباح مالم يدفع إلى معصية أو يقعد عن واجب، وأما إن قصد به جعل الوطن محورا للولاء والبراء والعصبية الجاهلية بحيث يوالي أهل وطنه ولو كانوا كفارا أو فساقا ويعادي الغرباء عن وطنه ولو كانوا مؤمنين صالحين فهي عصبية جاهلية منتنة محرمة ، والوطنية إذا أطلقت فالمراد بها هذا المعنى البغيض الجاهلي الذي فرق المسلمين وجعلهم شيعا وجعل المسلم يوالي أعداء الله لأنهم من أهل وطنه ويعادي أولياء الله لأنهم غرباء عن وطنه ، ولا غرابة أن كان دعاة الوطنية الأوائل من النصارى والزنادقة وشجع الاستعمار ولا يزال هذه الدعوات الوطنية لما فيها من تشتيت المسلمين ، قال تعالى ( لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم ... الآية ).
عافانا الله واياكم من الضلال وفكر الضلال ومن منكر خفي او بطن او ظهروالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
مفهوم الوطن والوطنية
الوطن في لغة العرب ومعاجم اللغة : المنزل تقيم به وهو " موطن الإنسان ومحله" ، وطن يطن وطناً : أقام به ، وطن البلد : اتخذه وطناً ، توطن البلد : أتخذه وطناً ، وجمع الوطن أوطان : منزل إقامة الإنسان ولد فيه أم لم يولد ، وتوطنت نفسه على الأمر : حملت عليه ، والمواطن جمع موطن : هو الوطن أو المشهد من مشاهد الحرب، ووردت مادة ''وطن'' في القرآن الكريم مرة واحدة فقط في قوله تعالى: ''لقد نصركم الله في مواطن كثيرة'' التوبة: 25، قال الشوكاني: المواطنة جمع موطن، ومواطن الحرب: مقاماتها،
وقال ابن الجوزي، مواطن أي أماكن.
ولم يكن العرب في جاهليتهم ولا اسلامهم يتعاملون مع لفظ وطن بالمفهوم والمصطلح الحالي الذي جعله رابطة مقدسة للناس تفوق كل اعتبار لان الرابطة في الاسلام هي رابطة الاخوة بين المؤمنين -انما المؤمنون اخوة- وبموجب هذه الاخوة يحرم عليهم التفرق والانحياز لغير جمع المسلمين ويحرم عليهم الاسلام التفرق ولا يقبل لهم الا ان يكونوا امة واحدة -ان هذه امتكم امة واحدة وانا ربكم فاعبدون -.والانتماء في الاسلام لا يكون للارض ولا لغيرها بل يكون للاسلام فحسب وحسب احكامه وتشريعاته -هو الذي سماكم المسلمين من قبل وفي هذا...- .لقد ظهرت الوطنية بمفهومها المعاصر في بلاد الافرنج وقصدوا بها الانتماء والولاء لوحدة جغرافية معينة تعيش عليها قومية معينة ثم اصبحت فكرة الوطنية تعني الجنسية والولاء للدولة المانحة لها.وكعادة العملاء الذين هم ادوات الغرب في بلاد المسلمين وجسر عبور افكاره ووسيلة غزوه لامتنا فقد تلقفوا هذا المفهوم وطرحوه في اوساط امتنا تكريسا لما قام به المستخرب الغربي من تقطيع اوصال امتنا وتمزيقها اشلاء ووضع المعوقات ومن ابرزها فكرة الوطنية للحيلولة دون التقاء ابناء الامة ولملمة اشلائها لتنهض وتتوحد من جديد لتستانف مهمتها ومكانتها كخير امة اخرجت للناس تامر بالمعروف وتنهى عن المنكر العالمي.
ولتزيين وتجميل هذا المفهوم النتن الذي فرق الامة وحصرها في سجون اشياك واشباك زرائب سايكس بيكو احتجوا بحدي موضوع ومكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا :- حديث : حب الوطن من الإيمان . قال الصغاني : موضوع . وقال السخاوي في المقاصد : لم أقف عليه. قال القالي: إذ لا تلازم بين حب الوطن ، وبين الإيمان.
ومعنى هذا الحديث الموضوع ليس بصحيح اذ معناه ان حب الوطن من الايمان اما من اصله او من وصفه او من عوارضه او لوازمه وليس هذا بصحيح البته اذ غاية ما فيه انه مباح وهو من الفطر التى فطر الله الناس عليها يشترك فيه المؤمن والكافر والانسان والحيوان فليس اذا هو بميزة ايمانية على الاطلاق.فحين نقول الانسان يجوع او ياكل فهذا وصف لايمتاز به مخلوق دون اخر وهكذا حب والفة منزل الاقامة ومسقط الراس وموطن الصبا والذكريات.
ولو كان من لوازم الايمان لما جازت الهجرة والاسفار وتغيير سكنى الدار واستيطان البلدان وتغيير الاوطان ولكانت هجرة النبي سلام الله عليه من مكة الى المدينة باطلة . وعلق عليه الالباني بعد ان قال انه موضوع:- ومعناه غير مستقيم ، إذ إن حب الوطن كحب النفس والمال ونحوه ، كل ذلك غريزي في الإنسان ، لا يمدح بحبه ، ولا هو من لوازم الإيمان ، ألا ترى أن الناس كلهم مشتركون في هذا الحب ، لا فرق في ذلك بين مؤمنهم وكافرهم .ومما يحتجون به الثابت الصحيح من قول النبي سلام الله عليه وهو يودع مكة يوم خرج منها :-(والله إني أعلم أنك خير أرض الله وأحبها إلى الله ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت ). فالجواب في منطوق النص حيث انه يحبها لانه يعلم انها احب الارض الى الله فلذلك احب البقاء فيها لانه سلام الله عليه لايتبع الهوى وهواه انما هو معصوم ليكون وفق ما اراه الله تعالى.والخلاصة نقول :- فإن قصد به الحنين الفطري إليه باعتباره شهد ذكريات الطفولة والشباب فهو مباح مالم يدفع إلى معصية أو يقعد عن واجب، وأما إن قصد به جعل الوطن محورا للولاء والبراء والعصبية الجاهلية بحيث يوالي أهل وطنه ولو كانوا كفارا أو فساقا ويعادي الغرباء عن وطنه ولو كانوا مؤمنين صالحين فهي عصبية جاهلية منتنة محرمة ، والوطنية إذا أطلقت فالمراد بها هذا المعنى البغيض الجاهلي الذي فرق المسلمين وجعلهم شيعا وجعل المسلم يوالي أعداء الله لأنهم من أهل وطنه ويعادي أولياء الله لأنهم غرباء عن وطنه ، ولا غرابة أن كان دعاة الوطنية الأوائل من النصارى والزنادقة وشجع الاستعمار ولا يزال هذه الدعوات الوطنية لما فيها من تشتيت المسلمين ، قال تعالى ( لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم ... الآية ).
عافانا الله واياكم من الضلال وفكر الضلال ومن منكر خفي او بطن او ظهروالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .