17مليون عربي في شتات اللجوء و النزوح و الأنتهاك !
Contributed by زائر on 13-2-1438 هـ
Topic: أخبار
مندوب الأهرام فى معسكرات اللاجئين على حدود سوريا والعراق وموريتانيا والصومال
17مليون مشرد فى شتات اللجوء والنزوح والانتهاك
11 نوفمبر 2016
أيمن السيسي
من مطار نواكشوط وعلي نفس الطائرة التي قدمت من تونس اعاد رجال الأمن الموريتانى ثلاثة شبان سوريين أحدهم مع زوجته وطفلته التي لم تنم لمدة أسبوع إلا علي قدمي والديها تنقلا فيه بين مطارات استانبول وتونس وموريتانيا.
ثم تونس التي ارغما إلي العودة إليها، كانا يريدان دخول الجزائر لأنها أفضل حالا من موريتانيا الدولة العربية الأكثر فقرا، لم أك في حاجة لمعرفة لماذا وكيف يرغبون الدخول إلي الجزائر من موريتانيا فقد عدت لتوي من مرافقة احدي قوافل التهريب التي تنطلق بعائلات سورية من باسكنو آخر المدن الحدودية الموريتانية عبر مثلث صحراوي بين مالي وموريتانيا والجزائر الى مدينة الخليل محطة التهريب بشر - مخدرات، أسلحة علي حافة الصحراء الكبري.. لمسافة 1200كم في صحراء شديدة الوعورة والخطر والبرد ليلا.
...............................................................
قافلة التهريب مكونة من أربع سيارات تحمل كل منها فوق صندوقها عشرة أفراد أغلبهم أطفال تلفحهم شمس الصحراء الحارقة نهارا فيستغيثون منها ولا مغيث ويجفف جلودهم صقيع الصحراء في الليل ولا دفء إلا أحضان الأمهات و«أغنانيهم» التعبيرية وبعض الشاي الساخن، تعجبت أن يلقي الآباء بابنائهم ونسائهم في هذه الصحراء القاحلة. منعدمة الأمن؟ رد علي أبوياسر الفعلي - تخطي الخمسين وعمله مدرس - قائلا: قد يكون العيش في الجزائر أفضل حالا من مخيمات تركيا أو الأردن أو لبنان خصوصا والشتاء برده قارس وقاتل فيها، العام الماضي مات أكثر من ثلاثين طفلا، وقد تكون أفضل حالا من السودان البلد الوحيد الذي لم يغلق مطاراته في وجه السوريين حتي الآن، لكن لا عمل فيه ولا مستقبل، وشمسه قاتلة لأطفالنا، وهكذا بتنا عاجزين عن توفير أبسط شيء في الحياة لهم، وحكت أم عبده عن أقارب لها يعيشون في «سيدي فرج» بالجزائر في مأوي آمن بعيدا عن الحرب والقتل، فقد نجت وابنها صلاح من الموت مئات المرات - بعد فقد زوجها - آخرها، برميل متفجر سقط علي منزل مجاور فهشم صبة السقف التي تداعت جراء القصف ومعها عظام ثلاثة صبية و«هرست» كتلة حجرية عظام طفلة لم تتعد الأعوام الخمسة لم نتبين منها سوي كف يد واحدة بجوار أختها التي دهسها ركام البيت المتداعي.
الاغتصاب فى حلب
وأضافت أم عبده باكية وهي تحتضن صلاحها أهون لها ولأهلها من الاغتصاب الدائم الذي تتعرض له البنات في مناطق سوريا الشمالية (حلب وادلب) من مقاتلي الميليشيات المسلحة وجنود النظام، فبعد أن احتدمت الحرب وزاد التدمير ووصلت ميليشيات مسلحة عديدة إلي عشرات القري والبلدات في المنطقة الشمالية الغربية من سوريا الممتدة من جسر الشغور إلي جبلي الأكراد والتركمان، ارتكبت عناصر هذه الميليشيات مئات الحوادث من الاغتصاب والقتل... ليبيون) لواء المهاجرين) في ريف سلمي، و«الحزب الإسلامي التركستاني» في الغسانية بريف اللاذقية، و«جند الشام» من شيشانيين وقوقازيين، و«شام الإسلام» من مغاربة وجزائريين وتونسيين و«صقور العز» من سعوديين وأردنيين وكويتيين، لم تكن تقول أم عبده نستطيع مواجهتهم بعد أن حلوا مناطقنا واحتلوها عام 2012 بعد هروب جيش النظام، كانوا يقولون انهم جاءوا لنصرتنا ونصرة الإسلام، في النهار يقيمون الحواجز يترازلون علينا وفي الليل يغتصبون النساء والبنات، بعضهن تم اغتصابهن أمام ابائهن أو أزواجهن أو اخواتهن، ارتكبوا ضدنا جرائم إذلال وعنف واغتصاب فهربنا جميعا.
قضينا أياما في المخيمات ترتكب ضدنا أيضا جرائم اذلال وتجويع وقهر وقليل من الاغتصاب، هناك حالات عديدة تمت في المخيمات التركية ولا امرأة تجرؤ علي الحديث عنها حتي لا يطولها العار ويرافقها مع الزمن.
هو نفس ما حكت لي في اربيل بالعراق هالة الايزيدية التي لم تتعد عشرين ربيعا التي كانت واحدة من آلاف النساء اللواتي سباهن تنظيم داعش في العراق من قرية كوشو وماحولها في «سنجار» منهن طفلات لم تزد أعمارهن علي 9 سنوات لكنهن كن الأغلي ثمنا في البيع لأمراء داعش وأشياخهم، بيعت أمام عينيها صباح 9 سنوات بـ200 ألف دينار عراقي (166 دولارا)، أما النساء ما بين عمر الثلاثين والأربعين فسعر الواحدة منهن لم يزد علي 62 دولار 75 )ألف دينارر عراقي(.
لم تخف هالة - اسم مستعار - اغتصابها عشرات المرات تحت وطأة التعذيب والاذلال والتجويع والتهديد بالقتل، حدث ذلك مع مئات النساء حتي يستجبن للاغتصاب ويرضين به، لم يكن حالهن أفضل من التونسية البائسة ونيسة التي خرجت من تونس إلي سوريا مارس 2013 لمشاركة عديد من الفتيات اللواتي أردن الجهاد- نكاحا رغبة- في المشاركة في بناء دولة خلافة وانجاب أشاوس، هكذا توهمت كما قالت لي وفي الحقيقة رغبت في البحث عن مكانة اجتماعية ونفسية متميزة في ظل تراجع انتماء وطني وهشاشة ثقافة مجتمعية وتشوه هوية وطنية، بعد عامين ونصف العام هربت حاملة طفلين من والدين مختلفين من عناصر داعش في الرقة، فور ولادة الأول تركها الرفيق الزوج الذي تزوجها شفاهة- زوجتك نفسي- لتتزوج من آخر دون انتظار لقضاء عدة، فانها كما قال لها أشياخ داعش التونسيون طالما حاضت حيضة فقد برأ رحمها، فانجبت الثاني، كانت مهمتها امتاع المجاهدين وتسكين آلام الايزيديات النفسية وتهيئتهنل قبول الوطء. احداهن اختيرت لأبى البراء التونسي أغرم بها لصغر سنها وجمالها الباهر رغم حملها لطفل عمره 9 أشهر، وافق أن تبقيه معها لكن لم يدم بقاؤه سوي ثلاثة أيام اغتصبها أكثر من ثماني مرات، آخرها أزعجه صراخ الطفل فتململت تحته فتناول مسدسه وأفرغ في قلب الطفل عدة رصاصات وأكمل مهمته رغم صراخها الهيستيري الذي كان يصم أذني خارج الغرفة، وبعد أن أفرغ شهوته فيها أفرغ في قلبها باقي رصاصات المسدس.
وتجهش ونيسة في البكاء وهي تلعن الأفكار والأيام التي أباحت شرفهن لمرتزقة عبر الحدود والأوطان وتقول: لم تعد لنا أوطان ولم نعد حرائر.
ولم تكن زيلا بنت حم الأزوادية الجميلة ربيبة مدينة العلم والزهد«تمبكتو» غير واحدة من اللواتي أصابتهن لعنة «الربيع العربي» الذي انطلق من ازواد في شمال مالي كما قال لي محمد ولد أحمد الأمين، نائب رئيس حركة تحرير أزواد: نحن أول من بدأ الربيع العربي بالثورة علي الحكم المالي في ابريل 2010،ولما بدأت الأحداث هرب أكثر من 40 ألف مواطن عربي وطارقي وبعض الفلان إلي مخيم امبرة هربا من الحرب وتدمير البيوت والتسميم والذبح والاغتصاب.. زيلا تعرضت للاغتصاب، أخفت مصيبتها وانزوت في ركن بيتها ولما كبرت بطنها لفت حولها شالا لتخفيها، وحانت فرصة للهرب، فانطلقت مع بعض الهاربين لكن ابنة الأربعة عشر عاما لم تستطع تحمل رجرجة السيارة علي الأرض الوعرة ولم يتحملها جنين الشهور الأربعة في بطنها فمات وماتت لتدفن قبل مخيم امبرة بكيلومترات قليلة، وفي المخيم مات عدد من الأطفال من البرد ومن النار التي شبت في خيمة ثم انتشرت لتأكل أجسادهم نياما. وهو نفس ما رأيته في مخيم الزعتري بصحراء الأردن التي نقلوا إليها السوريين اللاجئين إلي الأردن لتعيش فيه أسر عرفت العز ورفضت الاذلال وعاشت كريمة في بلادها حتي انفجرت الأحداث وتطلعت النفوس للديمقراطية!فتكالبت عليها الأمم) جيوشا وأجهزة مخابرات وميليشيات مسلحة بعضها فاق الشيطان في أفعاله فاهدرت كرامات ووطأ الفقر هامات كانت عزيزة..
طلب الاحسان فى إربد
في احدي اشارات المرور بشارع في«إربد» عندما توقفت بنا سيارة ياسر أبوسلام مدت سيدة يدها من النافذة تطلب إحسانا لطفلتها الجائعة فادار ياسر وجهه ناحيتي، لم يرغب أن تقع عينها عليه فيجرح كرامتها.. هي ابنة جار له كانت تعيش في عز ابيها ثم زوجها لكنهما قتلا فتشردت بوليدها، قال: يبدو أن الزمن لم يجبرها حتي الآن كي تأكل بثدييها.. وكما أجبرت اخريات.. فتيات صغيرات لم يغادرن الطفولة بعد.. لكنهن غادرن مخيم الزعتري لفقره وصقيعه والاذلال الذي تعانينه فيه، راضين بلقيمات ليست بمستوي ما كن يأكلنه في بيوت ابائهن لكن درءا للجوع وببعض الدفء المصطنع والاجباري في أحضان ذئاب (عربية (سعوديين وخليجيين وأردنيين.. باتت فتيات سوريا الأبية في شتات الجهات الأربع ليكن منتهكات.. في كل رحلات التهريب غير الشرعية يتعرضن للاغتصاب طوعا أو كرها، في عشة قرب البحر بمنطقة الفنار تعرضت ثلاث منهن للاغتصاب كما قال لي عبدالناصر سعفان أحد العاملين في تهريب البشر عبر البحر. ولم يجرؤ مصاحبوها من الرجال علي الاعتراض صمتن وصمتوا حتي رحلت بهم جميعا «سفينة الموت» إلي «إيطاليا» وهو نفس ما حدث في سيوة في منطقة المراقي أثناء رحلتهن غير الشرعية إلي ليبيا، وعندما عبرن إلي جغبوب تعرضت كل نساء القافلة للاغتصاب الجماعي في مزرعة خارج الواحة في طريق طبرق، وهو نفس ما حدث لاعدد من الليبيات ممن هربن إلي تونس فضلا عن التسول بعد أن عشن حياة كريمة لكنه «الربيع» الذي حمل رياح السموم فأطاح بكل شيء في البلاد، كثير من الثوار الذين رافقت تحركاتهم من البيضا إلي بنغازي إلي البريقة واجدابيا وسرت في أول الأحداث من عاد منهم سليما أصيب بعاهات جسدية أخفها بتر عضو وأسوأها شلل رباعي في حروب بين ابناء الوطن الواحد وتعرض لاذلال امراء القاعدة أو أنصار الشريعة أو الجماعة الليبية المقاتلة الأجانب، سودانيين ومصريين وتونسيين وسعوديين وهو كما يقول رائد طيار عبدالسلام السماري أحد الثوار الأبطال ندم فيما بعد علي بطولاته في محاربة القذافي.. أسوأ أنواع الاذلال: كيف يحكمنا في ديارنا غريب من السودان أو مصر أو السعودية!! هذا شيء لا تقبله النفس الليبية.. عبدالسلام السماري أصبحت اقامته في مصر مسخرة لرعاية مصابي الحروب من رفاقه وزملائه وابناء بلاده من المدنيين فقد فاقت اعداد الجرحي والمصابين أكثر من ثلاثمائة ألف مواطن.. يعالجون في أكثر من عشرين دولة ما بين مصر وتونس والأردن وتركيا وفرنسا وبلغاريا صرفت عليهم طوال 5 سنوات أكثر من 600 مليون دولار من خلال لجنتي شئون الجرحي في المنطقة الشرقية وفي المنطقة الغربية، وانتشر الليبيون في دول الشتات، في مصر ما يقرب من 500 ألف مواطن.. فضلا عن النازحين من مدن أخري داخل بلادهم أكثر من 200 ألف نزحوا من الغرب إلي الشرق فضلا عن تهجير مدن كاملة.
عصابات الارهاب والنهب
وهو ما نجده في البلاد المنكوبة من الصومال التي بدأ التجريب التقسيمي وللمنطقة منها عام 1990 وحتي سوريا واليمن وليبيا، والعراق الذي نزح أغلب أهله بعيدا عن ديارهم التي اما دمرت بقصف أو أجبرتهم عصابات الإرهاب الأسود علي الفرار منها، فحسب بيان لمفوضية الأمم المتحدة هناك أكثر من ثلاثة ملايين عراقي نازح فضلا عن اللاجئين في شتات العالم ومن عجائب الأيام العربية نص الخبر الذي بثته وكالات الأنباء قبل ثلاثة أيام ويقول: «وفي نيويورك أعرب رئيس الشئون الإنسانية في الأمم المتحدة ستيفن أوبراين أمريكي! عن قلقه البالغ بشأن سلامة سكان الموصل!!.. هذا وبلاده انتعشت اقتصاديا ببيع السلاح واشعال الحروب في المنطقة ولازالت تتوالي رحلات النزوح للعراقيين اثر عمليات الموصل، ففي مخيم دبيكة قرب اربيل تم ايواء 36 ألف نازح، في بغداد جهزت وزارة الهجرة 50 ألف خيمة لايواء 50 ألف أسرة بدأت نزوحها من الموصل، ومع وجود داعش غربا في الرقة نزح آلاف البشر من السوريين وهاجروا لجوءا إلي مناطق متعددة في العالم.
والنزوح واللجوء رغم قسوته علي الأطفال والنساء وما يجري لهم خلاله كما يقول الدكتور أحمد عثمان سوري مغترب أفضل مما خلفت الحرب في سوريا من مصابين ومعاقين زادت اعدادهم خلال السنوات الخمس الماضية علي 600 ألف مصاب بلغت الإصابات المعقدة والخطيرة من شلل نصفي ورباعي وبتر أطراف وإصابات في العمود الفقري أكثر من ربع مليون مواطن.
وهذا ليس في سوريا فقط بل في كل بلاد العرب المنكوبة التي اقدمت شعوبها علي الانتحار الجماعي بعد تمكين فئات منها تدعمها أجهزة مخابرات عديدة أمريكا وإسرائيل وإنجلترا وفرنسا وغيرها باستخدام قوي اقليمية كتركيا وقطر وإيران من بث ايديولوجيا بث الرعب والانحراف النفسي لدعم صعود قوي ظلامية جديدة لخلق بديل اجتماعي محدد الأهداف عبر تغييرات عميقة تمس الأشكال والثوابت الاجتماعية والوطنية وتعمل علي التفكيك المنهجي لبنية الإسلام السني وتهيئته لتفتيت المنطقة حسب مخطط صهيوأمريكي وافق عليه الكونجرس الأمريكي في جلسة سرية عام 1983
Contributed by زائر on 13-2-1438 هـ
Topic: أخبار
مندوب الأهرام فى معسكرات اللاجئين على حدود سوريا والعراق وموريتانيا والصومال
17مليون مشرد فى شتات اللجوء والنزوح والانتهاك
11 نوفمبر 2016
أيمن السيسي
من مطار نواكشوط وعلي نفس الطائرة التي قدمت من تونس اعاد رجال الأمن الموريتانى ثلاثة شبان سوريين أحدهم مع زوجته وطفلته التي لم تنم لمدة أسبوع إلا علي قدمي والديها تنقلا فيه بين مطارات استانبول وتونس وموريتانيا.
ثم تونس التي ارغما إلي العودة إليها، كانا يريدان دخول الجزائر لأنها أفضل حالا من موريتانيا الدولة العربية الأكثر فقرا، لم أك في حاجة لمعرفة لماذا وكيف يرغبون الدخول إلي الجزائر من موريتانيا فقد عدت لتوي من مرافقة احدي قوافل التهريب التي تنطلق بعائلات سورية من باسكنو آخر المدن الحدودية الموريتانية عبر مثلث صحراوي بين مالي وموريتانيا والجزائر الى مدينة الخليل محطة التهريب بشر - مخدرات، أسلحة علي حافة الصحراء الكبري.. لمسافة 1200كم في صحراء شديدة الوعورة والخطر والبرد ليلا.
...............................................................
قافلة التهريب مكونة من أربع سيارات تحمل كل منها فوق صندوقها عشرة أفراد أغلبهم أطفال تلفحهم شمس الصحراء الحارقة نهارا فيستغيثون منها ولا مغيث ويجفف جلودهم صقيع الصحراء في الليل ولا دفء إلا أحضان الأمهات و«أغنانيهم» التعبيرية وبعض الشاي الساخن، تعجبت أن يلقي الآباء بابنائهم ونسائهم في هذه الصحراء القاحلة. منعدمة الأمن؟ رد علي أبوياسر الفعلي - تخطي الخمسين وعمله مدرس - قائلا: قد يكون العيش في الجزائر أفضل حالا من مخيمات تركيا أو الأردن أو لبنان خصوصا والشتاء برده قارس وقاتل فيها، العام الماضي مات أكثر من ثلاثين طفلا، وقد تكون أفضل حالا من السودان البلد الوحيد الذي لم يغلق مطاراته في وجه السوريين حتي الآن، لكن لا عمل فيه ولا مستقبل، وشمسه قاتلة لأطفالنا، وهكذا بتنا عاجزين عن توفير أبسط شيء في الحياة لهم، وحكت أم عبده عن أقارب لها يعيشون في «سيدي فرج» بالجزائر في مأوي آمن بعيدا عن الحرب والقتل، فقد نجت وابنها صلاح من الموت مئات المرات - بعد فقد زوجها - آخرها، برميل متفجر سقط علي منزل مجاور فهشم صبة السقف التي تداعت جراء القصف ومعها عظام ثلاثة صبية و«هرست» كتلة حجرية عظام طفلة لم تتعد الأعوام الخمسة لم نتبين منها سوي كف يد واحدة بجوار أختها التي دهسها ركام البيت المتداعي.
الاغتصاب فى حلب
وأضافت أم عبده باكية وهي تحتضن صلاحها أهون لها ولأهلها من الاغتصاب الدائم الذي تتعرض له البنات في مناطق سوريا الشمالية (حلب وادلب) من مقاتلي الميليشيات المسلحة وجنود النظام، فبعد أن احتدمت الحرب وزاد التدمير ووصلت ميليشيات مسلحة عديدة إلي عشرات القري والبلدات في المنطقة الشمالية الغربية من سوريا الممتدة من جسر الشغور إلي جبلي الأكراد والتركمان، ارتكبت عناصر هذه الميليشيات مئات الحوادث من الاغتصاب والقتل... ليبيون) لواء المهاجرين) في ريف سلمي، و«الحزب الإسلامي التركستاني» في الغسانية بريف اللاذقية، و«جند الشام» من شيشانيين وقوقازيين، و«شام الإسلام» من مغاربة وجزائريين وتونسيين و«صقور العز» من سعوديين وأردنيين وكويتيين، لم تكن تقول أم عبده نستطيع مواجهتهم بعد أن حلوا مناطقنا واحتلوها عام 2012 بعد هروب جيش النظام، كانوا يقولون انهم جاءوا لنصرتنا ونصرة الإسلام، في النهار يقيمون الحواجز يترازلون علينا وفي الليل يغتصبون النساء والبنات، بعضهن تم اغتصابهن أمام ابائهن أو أزواجهن أو اخواتهن، ارتكبوا ضدنا جرائم إذلال وعنف واغتصاب فهربنا جميعا.
قضينا أياما في المخيمات ترتكب ضدنا أيضا جرائم اذلال وتجويع وقهر وقليل من الاغتصاب، هناك حالات عديدة تمت في المخيمات التركية ولا امرأة تجرؤ علي الحديث عنها حتي لا يطولها العار ويرافقها مع الزمن.
هو نفس ما حكت لي في اربيل بالعراق هالة الايزيدية التي لم تتعد عشرين ربيعا التي كانت واحدة من آلاف النساء اللواتي سباهن تنظيم داعش في العراق من قرية كوشو وماحولها في «سنجار» منهن طفلات لم تزد أعمارهن علي 9 سنوات لكنهن كن الأغلي ثمنا في البيع لأمراء داعش وأشياخهم، بيعت أمام عينيها صباح 9 سنوات بـ200 ألف دينار عراقي (166 دولارا)، أما النساء ما بين عمر الثلاثين والأربعين فسعر الواحدة منهن لم يزد علي 62 دولار 75 )ألف دينارر عراقي(.
لم تخف هالة - اسم مستعار - اغتصابها عشرات المرات تحت وطأة التعذيب والاذلال والتجويع والتهديد بالقتل، حدث ذلك مع مئات النساء حتي يستجبن للاغتصاب ويرضين به، لم يكن حالهن أفضل من التونسية البائسة ونيسة التي خرجت من تونس إلي سوريا مارس 2013 لمشاركة عديد من الفتيات اللواتي أردن الجهاد- نكاحا رغبة- في المشاركة في بناء دولة خلافة وانجاب أشاوس، هكذا توهمت كما قالت لي وفي الحقيقة رغبت في البحث عن مكانة اجتماعية ونفسية متميزة في ظل تراجع انتماء وطني وهشاشة ثقافة مجتمعية وتشوه هوية وطنية، بعد عامين ونصف العام هربت حاملة طفلين من والدين مختلفين من عناصر داعش في الرقة، فور ولادة الأول تركها الرفيق الزوج الذي تزوجها شفاهة- زوجتك نفسي- لتتزوج من آخر دون انتظار لقضاء عدة، فانها كما قال لها أشياخ داعش التونسيون طالما حاضت حيضة فقد برأ رحمها، فانجبت الثاني، كانت مهمتها امتاع المجاهدين وتسكين آلام الايزيديات النفسية وتهيئتهنل قبول الوطء. احداهن اختيرت لأبى البراء التونسي أغرم بها لصغر سنها وجمالها الباهر رغم حملها لطفل عمره 9 أشهر، وافق أن تبقيه معها لكن لم يدم بقاؤه سوي ثلاثة أيام اغتصبها أكثر من ثماني مرات، آخرها أزعجه صراخ الطفل فتململت تحته فتناول مسدسه وأفرغ في قلب الطفل عدة رصاصات وأكمل مهمته رغم صراخها الهيستيري الذي كان يصم أذني خارج الغرفة، وبعد أن أفرغ شهوته فيها أفرغ في قلبها باقي رصاصات المسدس.
وتجهش ونيسة في البكاء وهي تلعن الأفكار والأيام التي أباحت شرفهن لمرتزقة عبر الحدود والأوطان وتقول: لم تعد لنا أوطان ولم نعد حرائر.
ولم تكن زيلا بنت حم الأزوادية الجميلة ربيبة مدينة العلم والزهد«تمبكتو» غير واحدة من اللواتي أصابتهن لعنة «الربيع العربي» الذي انطلق من ازواد في شمال مالي كما قال لي محمد ولد أحمد الأمين، نائب رئيس حركة تحرير أزواد: نحن أول من بدأ الربيع العربي بالثورة علي الحكم المالي في ابريل 2010،ولما بدأت الأحداث هرب أكثر من 40 ألف مواطن عربي وطارقي وبعض الفلان إلي مخيم امبرة هربا من الحرب وتدمير البيوت والتسميم والذبح والاغتصاب.. زيلا تعرضت للاغتصاب، أخفت مصيبتها وانزوت في ركن بيتها ولما كبرت بطنها لفت حولها شالا لتخفيها، وحانت فرصة للهرب، فانطلقت مع بعض الهاربين لكن ابنة الأربعة عشر عاما لم تستطع تحمل رجرجة السيارة علي الأرض الوعرة ولم يتحملها جنين الشهور الأربعة في بطنها فمات وماتت لتدفن قبل مخيم امبرة بكيلومترات قليلة، وفي المخيم مات عدد من الأطفال من البرد ومن النار التي شبت في خيمة ثم انتشرت لتأكل أجسادهم نياما. وهو نفس ما رأيته في مخيم الزعتري بصحراء الأردن التي نقلوا إليها السوريين اللاجئين إلي الأردن لتعيش فيه أسر عرفت العز ورفضت الاذلال وعاشت كريمة في بلادها حتي انفجرت الأحداث وتطلعت النفوس للديمقراطية!فتكالبت عليها الأمم) جيوشا وأجهزة مخابرات وميليشيات مسلحة بعضها فاق الشيطان في أفعاله فاهدرت كرامات ووطأ الفقر هامات كانت عزيزة..
طلب الاحسان فى إربد
في احدي اشارات المرور بشارع في«إربد» عندما توقفت بنا سيارة ياسر أبوسلام مدت سيدة يدها من النافذة تطلب إحسانا لطفلتها الجائعة فادار ياسر وجهه ناحيتي، لم يرغب أن تقع عينها عليه فيجرح كرامتها.. هي ابنة جار له كانت تعيش في عز ابيها ثم زوجها لكنهما قتلا فتشردت بوليدها، قال: يبدو أن الزمن لم يجبرها حتي الآن كي تأكل بثدييها.. وكما أجبرت اخريات.. فتيات صغيرات لم يغادرن الطفولة بعد.. لكنهن غادرن مخيم الزعتري لفقره وصقيعه والاذلال الذي تعانينه فيه، راضين بلقيمات ليست بمستوي ما كن يأكلنه في بيوت ابائهن لكن درءا للجوع وببعض الدفء المصطنع والاجباري في أحضان ذئاب (عربية (سعوديين وخليجيين وأردنيين.. باتت فتيات سوريا الأبية في شتات الجهات الأربع ليكن منتهكات.. في كل رحلات التهريب غير الشرعية يتعرضن للاغتصاب طوعا أو كرها، في عشة قرب البحر بمنطقة الفنار تعرضت ثلاث منهن للاغتصاب كما قال لي عبدالناصر سعفان أحد العاملين في تهريب البشر عبر البحر. ولم يجرؤ مصاحبوها من الرجال علي الاعتراض صمتن وصمتوا حتي رحلت بهم جميعا «سفينة الموت» إلي «إيطاليا» وهو نفس ما حدث في سيوة في منطقة المراقي أثناء رحلتهن غير الشرعية إلي ليبيا، وعندما عبرن إلي جغبوب تعرضت كل نساء القافلة للاغتصاب الجماعي في مزرعة خارج الواحة في طريق طبرق، وهو نفس ما حدث لاعدد من الليبيات ممن هربن إلي تونس فضلا عن التسول بعد أن عشن حياة كريمة لكنه «الربيع» الذي حمل رياح السموم فأطاح بكل شيء في البلاد، كثير من الثوار الذين رافقت تحركاتهم من البيضا إلي بنغازي إلي البريقة واجدابيا وسرت في أول الأحداث من عاد منهم سليما أصيب بعاهات جسدية أخفها بتر عضو وأسوأها شلل رباعي في حروب بين ابناء الوطن الواحد وتعرض لاذلال امراء القاعدة أو أنصار الشريعة أو الجماعة الليبية المقاتلة الأجانب، سودانيين ومصريين وتونسيين وسعوديين وهو كما يقول رائد طيار عبدالسلام السماري أحد الثوار الأبطال ندم فيما بعد علي بطولاته في محاربة القذافي.. أسوأ أنواع الاذلال: كيف يحكمنا في ديارنا غريب من السودان أو مصر أو السعودية!! هذا شيء لا تقبله النفس الليبية.. عبدالسلام السماري أصبحت اقامته في مصر مسخرة لرعاية مصابي الحروب من رفاقه وزملائه وابناء بلاده من المدنيين فقد فاقت اعداد الجرحي والمصابين أكثر من ثلاثمائة ألف مواطن.. يعالجون في أكثر من عشرين دولة ما بين مصر وتونس والأردن وتركيا وفرنسا وبلغاريا صرفت عليهم طوال 5 سنوات أكثر من 600 مليون دولار من خلال لجنتي شئون الجرحي في المنطقة الشرقية وفي المنطقة الغربية، وانتشر الليبيون في دول الشتات، في مصر ما يقرب من 500 ألف مواطن.. فضلا عن النازحين من مدن أخري داخل بلادهم أكثر من 200 ألف نزحوا من الغرب إلي الشرق فضلا عن تهجير مدن كاملة.
عصابات الارهاب والنهب
وهو ما نجده في البلاد المنكوبة من الصومال التي بدأ التجريب التقسيمي وللمنطقة منها عام 1990 وحتي سوريا واليمن وليبيا، والعراق الذي نزح أغلب أهله بعيدا عن ديارهم التي اما دمرت بقصف أو أجبرتهم عصابات الإرهاب الأسود علي الفرار منها، فحسب بيان لمفوضية الأمم المتحدة هناك أكثر من ثلاثة ملايين عراقي نازح فضلا عن اللاجئين في شتات العالم ومن عجائب الأيام العربية نص الخبر الذي بثته وكالات الأنباء قبل ثلاثة أيام ويقول: «وفي نيويورك أعرب رئيس الشئون الإنسانية في الأمم المتحدة ستيفن أوبراين أمريكي! عن قلقه البالغ بشأن سلامة سكان الموصل!!.. هذا وبلاده انتعشت اقتصاديا ببيع السلاح واشعال الحروب في المنطقة ولازالت تتوالي رحلات النزوح للعراقيين اثر عمليات الموصل، ففي مخيم دبيكة قرب اربيل تم ايواء 36 ألف نازح، في بغداد جهزت وزارة الهجرة 50 ألف خيمة لايواء 50 ألف أسرة بدأت نزوحها من الموصل، ومع وجود داعش غربا في الرقة نزح آلاف البشر من السوريين وهاجروا لجوءا إلي مناطق متعددة في العالم.
والنزوح واللجوء رغم قسوته علي الأطفال والنساء وما يجري لهم خلاله كما يقول الدكتور أحمد عثمان سوري مغترب أفضل مما خلفت الحرب في سوريا من مصابين ومعاقين زادت اعدادهم خلال السنوات الخمس الماضية علي 600 ألف مصاب بلغت الإصابات المعقدة والخطيرة من شلل نصفي ورباعي وبتر أطراف وإصابات في العمود الفقري أكثر من ربع مليون مواطن.
وهذا ليس في سوريا فقط بل في كل بلاد العرب المنكوبة التي اقدمت شعوبها علي الانتحار الجماعي بعد تمكين فئات منها تدعمها أجهزة مخابرات عديدة أمريكا وإسرائيل وإنجلترا وفرنسا وغيرها باستخدام قوي اقليمية كتركيا وقطر وإيران من بث ايديولوجيا بث الرعب والانحراف النفسي لدعم صعود قوي ظلامية جديدة لخلق بديل اجتماعي محدد الأهداف عبر تغييرات عميقة تمس الأشكال والثوابت الاجتماعية والوطنية وتعمل علي التفكيك المنهجي لبنية الإسلام السني وتهيئته لتفتيت المنطقة حسب مخطط صهيوأمريكي وافق عليه الكونجرس الأمريكي في جلسة سرية عام 1983