بسم الله الرحمن الرحيم
11=وقفات مع الذكر=11=
الوقفة الثانية مع خواتيم البقرة
الإنسانية المعذبة اليوم في حياتها، المضطربة في فكرها و أنظمتها ، المتداعية في أخلاقها وقيمها، لا عاصم لها من الهاوية التي تتردى فيها، إلا القرآن الكريم ,حبل الله تعالى المتين ..قال تعالى : "فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى .(123)ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى(124)طه".
والعقل البشري حين يتجاوز مجال إدراكه الحسي يقع في المتاهات، وعندما يقصر عن إدراك الحقيقة وفهمها يتعطل تفكيره، فتنتابه حيرة، ويتيه في عالم الضلال، وحينئذ يشق الفسوق والعصيان سبيلهما إلى أعماق القلوب، وأغوار النفوس الضعيفة الإيمان، فيسوقانها سوقا إلى ساحة الكفر والبهتان .. فكان لا بد للانسان ان يطلب العون والمساعدة من خالقه وموجده واجب الوجود . ليعينه وينقذه من وهدة السقوط والضلال والانحراف عن جادة الحق و الصواب ، ومعرفة مراده سبحانه من ايجاد خلقه، فكان لا سبيل لذلك الا الوحي والتنزيل..من أجل هذا وذلك كانت ايات القرآن علاجا لكل صنف، ولأجل هذا المقصد كذلك جاءت لتحض على الإيمان، وتفضح أرباب النفاق، وتحث على الإحسان، وتمثل بالكفر وذويه، وتندد بالظلم وأصحابه، وترشد إلى الحق، وتنير الطريق، وتلبس المعنوي ثوب المحسوس، فحينما سئلت السيدة عائشة رضي الله عنها عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت بكل بساطة :-كان خلقه القران..اي انه كان مجسدا للقران في واقع الحياة، وتظهر المعقول في صورة مادية شاخصة ، فلذلك ضرب الله تعالى الامثال في القران ليقرب الصورة الى الاذهان، وتدحض مزاعم الجاحدين المنكرين بالدليل والبرهان ، حتى تتجلى الحقيقة خالصة، والغاية تامة كاملة، والحجة دامغة ثابتة .لذلك وجدنا الاية تبدأ بقوله تعالى ..آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ ... ذلك ان الايمان يعني التصديق الجازم المبني على القطع واليقين المنافي والنافي للشك والظن المطابق للواقع فيصدقه الواقع ولا يكذبه، لانه الحق والحقيقة, وغيره الوهم والخيال.. ولا بد للايمان ان يكون متولدا عن قناعة بدليل دامغ، يقنع العقل ويصنع عنده اليقين بحجة بينة وبرهان ساطع،فيطمئن الوجدان وتنقطع عنه الشكوك ووساوس السيطان..ولما كان هذا ما وقع للنبي سلام الله عليه ولامته وصحبه الكرام فكان ايمانهم قد قادهم لاتباع مراد الله تعالى منهم، الذي لم يكن لهم ان يعلموه الا بالوحي والتنزيل فاستحقوا هذه الشهادة من رب العزة جل وعلا، فسجلها لهم قرانا نتلوه ونقرأه الى قيام الساعة وانعم بها شهادة من اعظم الشهود سبحانه وتعالى الحميد الشهيد. .اذا امن الرسول اعتقد وصدق جازما على وجه القطع واليقين ..والرسول صفة لمن ارسل بحمل رسالة من والى ..وهنا من الله تعالى الى الخلق والناس كافة ..وامن معه اتباعه على هذا الايمان والرسلة, صحبه المؤمنون بما انزل اليه اي بالوحي المنزل عليه، فهو اول المؤمنين به ومن ثم من اتبعه على هذا الايمان منهم، ليكون هذا الوحي اساسا ومنطلقا ينطلقون به في حياتهم فيشكل قاعدتهم الفكرية ,و هويتهم الحضارية ,القائمة على الايمان، الرابط لهم بخالق الوجود، الدافع لهم للعمل بمراد الله منهم في كل شانهم وفي كل حياتهم ووجودهم، فيحتكمون في تصرفاتهم وافعالهم وانفعالاتهم وتفاعلاتهم ، الى ما اوحي اليهم من ربهم الذي امنوا به ربا خالقا والاها حاكما.. آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ ...ولنا معكم لقاء مع وقفات اخرى مع هذه الخواتيم المباركة لهذه السورة العظيمة نفعنا الله واياكم بالقران العظيم وانار قلوبنا وعقولنا بنوره الكريم .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
11=وقفات مع الذكر=11=
الوقفة الثانية مع خواتيم البقرة
الإنسانية المعذبة اليوم في حياتها، المضطربة في فكرها و أنظمتها ، المتداعية في أخلاقها وقيمها، لا عاصم لها من الهاوية التي تتردى فيها، إلا القرآن الكريم ,حبل الله تعالى المتين ..قال تعالى : "فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى .(123)ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى(124)طه".
والعقل البشري حين يتجاوز مجال إدراكه الحسي يقع في المتاهات، وعندما يقصر عن إدراك الحقيقة وفهمها يتعطل تفكيره، فتنتابه حيرة، ويتيه في عالم الضلال، وحينئذ يشق الفسوق والعصيان سبيلهما إلى أعماق القلوب، وأغوار النفوس الضعيفة الإيمان، فيسوقانها سوقا إلى ساحة الكفر والبهتان .. فكان لا بد للانسان ان يطلب العون والمساعدة من خالقه وموجده واجب الوجود . ليعينه وينقذه من وهدة السقوط والضلال والانحراف عن جادة الحق و الصواب ، ومعرفة مراده سبحانه من ايجاد خلقه، فكان لا سبيل لذلك الا الوحي والتنزيل..من أجل هذا وذلك كانت ايات القرآن علاجا لكل صنف، ولأجل هذا المقصد كذلك جاءت لتحض على الإيمان، وتفضح أرباب النفاق، وتحث على الإحسان، وتمثل بالكفر وذويه، وتندد بالظلم وأصحابه، وترشد إلى الحق، وتنير الطريق، وتلبس المعنوي ثوب المحسوس، فحينما سئلت السيدة عائشة رضي الله عنها عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت بكل بساطة :-كان خلقه القران..اي انه كان مجسدا للقران في واقع الحياة، وتظهر المعقول في صورة مادية شاخصة ، فلذلك ضرب الله تعالى الامثال في القران ليقرب الصورة الى الاذهان، وتدحض مزاعم الجاحدين المنكرين بالدليل والبرهان ، حتى تتجلى الحقيقة خالصة، والغاية تامة كاملة، والحجة دامغة ثابتة .لذلك وجدنا الاية تبدأ بقوله تعالى ..آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ ... ذلك ان الايمان يعني التصديق الجازم المبني على القطع واليقين المنافي والنافي للشك والظن المطابق للواقع فيصدقه الواقع ولا يكذبه، لانه الحق والحقيقة, وغيره الوهم والخيال.. ولا بد للايمان ان يكون متولدا عن قناعة بدليل دامغ، يقنع العقل ويصنع عنده اليقين بحجة بينة وبرهان ساطع،فيطمئن الوجدان وتنقطع عنه الشكوك ووساوس السيطان..ولما كان هذا ما وقع للنبي سلام الله عليه ولامته وصحبه الكرام فكان ايمانهم قد قادهم لاتباع مراد الله تعالى منهم، الذي لم يكن لهم ان يعلموه الا بالوحي والتنزيل فاستحقوا هذه الشهادة من رب العزة جل وعلا، فسجلها لهم قرانا نتلوه ونقرأه الى قيام الساعة وانعم بها شهادة من اعظم الشهود سبحانه وتعالى الحميد الشهيد. .اذا امن الرسول اعتقد وصدق جازما على وجه القطع واليقين ..والرسول صفة لمن ارسل بحمل رسالة من والى ..وهنا من الله تعالى الى الخلق والناس كافة ..وامن معه اتباعه على هذا الايمان والرسلة, صحبه المؤمنون بما انزل اليه اي بالوحي المنزل عليه، فهو اول المؤمنين به ومن ثم من اتبعه على هذا الايمان منهم، ليكون هذا الوحي اساسا ومنطلقا ينطلقون به في حياتهم فيشكل قاعدتهم الفكرية ,و هويتهم الحضارية ,القائمة على الايمان، الرابط لهم بخالق الوجود، الدافع لهم للعمل بمراد الله منهم في كل شانهم وفي كل حياتهم ووجودهم، فيحتكمون في تصرفاتهم وافعالهم وانفعالاتهم وتفاعلاتهم ، الى ما اوحي اليهم من ربهم الذي امنوا به ربا خالقا والاها حاكما.. آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ ...ولنا معكم لقاء مع وقفات اخرى مع هذه الخواتيم المباركة لهذه السورة العظيمة نفعنا الله واياكم بالقران العظيم وانار قلوبنا وعقولنا بنوره الكريم .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.