بسم الله الرحمن الرحيم
الحلقة السادسة من سلسلة كيف نعقل؟
اخواني واخواتي المتابعين الكرام ، تبين لنا من خلال ما سبق ، ان التفكير السليم لا بد ان يبنى على ادلة وطرق استدلال ، والدليل هو الهادي والمرشد -المقيم للحجة -وهو بينتها ووسيلة اثباتها ، والادلة صنفان :-
صنف عقلي : وهو ما يحصل بصحيح النظر فيه القناعة العقلية ، ويشمل ذلك الحقائق والمسلمات الوجودية والبديهات الكونية .
وصنف آخر : وهو الادلة النصية النقلية ، والادلة النقلية من حيث ورودها ونقلها تكون على شقين - احدهما : انها نقلت بطريق التواتر ، بعدد من الناقلين يستحيل اجتماعهم على الكذب ، وهذا النوع من النقل يفيد اليقين ويقطع الشك وينفيه .
وهناك نوع آخر من النقل : وهو ما ينقله افراد ثقات لم يعهد عليهم الكذب عن مثلهم ، الى ان ينتهوا الى المصدر ، الذي يعتبر قوله وفعله واقراره تشريعاً ، وهو النبي صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم ، وهذا النوع من النقل يسمى آحاداً.
ونقل الاخبار والنصوص بطبيعته هو عمل وفعل بشري ، والبشر يعتريهم احوال النقص والوهم والنسيان ، فلذلك كانت احاديث الآحاد - لا تفيد القطع في القطعيات ، وتوجب التصديق وتحرم التكذيب ، فلا يجوز رد احاديث الثقات ولا نفيها الا بعلم الدراية والرواية .
اما المتواتر من الاحاديث والاخبار ، الذي تواتر نقله عن جمع الثقات من امثالهم - انتهاءً بالمصدر المخول بالاخبار عن التشريع ، وامور الغيب وهو النبي صلى الله عليه وسلم ، وكون هذا الجمع ممن يستحيل تواطؤهم واجتماعهم على الكذب ( وهومنافاة الواقع والحقيقة ) فان خبرهم قطعاً هنا يفيد العلم اليقين والقطع والاعتقاد ولا يكذبه الا كافر .
ولما وقف العقل عند حدود الايمان ، فآمن بالله رباً خالقاً مدبراً لمن خلق ، وبالرسول مبلغاً لشرع من خلق ومبيناً لمراده جل وعلا ممن خلق، وآمن بالمعجزة الخالدة -القرءان الكريم -وانه وما ارشد اليه خطاب الله للعالمين فاستسلم وانقاد ، ليدرك هذا الخطاب ، ويصبح فهمه وادراكه ادراكاً صحيحاً ، هوشغله الشاغل في هذه الحياة ، التي على اساسه ينبغي ان تكون ، وبمراده يجب ان تكون ، وهذا متسق مع ربوبيته للخلق ، فما من مخلوق في الوجود الا وله نظامه المحدد لمساره ، ضمن منظومة النظام العام الكوني في هذا الكون ، والانسان جزء من هذا الكون العظيم ، فلا يدرك بعقله المحدود الناقص ما يجعله منسجم الوجود في منظومة الوجود الا الخالق العظيم المدبر رب العالمبن.
والانسان بحاجة الى تدبير امره ، ورعاية شؤونه ووجوده في هذه الحياة ، سواء كان بشخصه كفرد ، او بجنسه كانسان ، والانسان هو مجموعة من الطاقات والقدرات ، سواءً طاقاته وقدراته العقلية والفكرية او قدراته الغرائزية المتعلقة بكل من غريزة التدين - سيدة الغرائز في الانسان ، وهي التي تقوده لادراك الصلة بالله عز وجل ، او غريزة النوع التي تقوده الى الحفاظ على جنسه ونوعه واستمراريته في الوجود ، لتستمر اجيال جنسه خلائف في هذه الارض ، يرث بعضهم وجود بعض ، ويرث لاحقهم سابقهم ، او غريزة حب البقاء التي تقوده الى حب التملك والاقتناء والمحافظة على النفس والنوع واسباب البقاء. وكذلك طاقات اشباعية دافعها الحاجات العضوية التي تتطلب الاشباع الفوري والحتمي ، حين يفتقر الجسد للعناصر اللازمة لتغذيته من طعام وشراب وكساء وغطاء وسكن يقيه الحر والقر.
ولما كان العقل هو السيد والمكلف بادارة طرق الاشباع ، سواءً لحاجات وجوعات الغرائز او اشباع الحاجات العضوية كان لا بد لهذا العقل من ادراك نظام الله عز وجل الذي به تنظم طرق الاشباع للغرائز والحاجات للانسان كفرد وكجنس ونوع ، يعيش في وجود منظم دقة في التنظيم متناسقة مفرداته في هذا الوجود الكلي العظيم ، ولا يستطيع تدبير ذلك الا رب العالمين .
فلذلك كان لا بد من بناء العقل الانساني بناءً صحيحاً من خلال اعطاءه قاعدة انطلاق فكرية صحيحة ، قائمة على الايمان بالله عز وجل ، ثم الصلة الوثيقة به .
وكان لا بد لهذه القاعدة من ان تستند في وجودها الى منهج عقلي يقتنع بالوصول اليها ، ويقطع بصدق وحي الله وكتابه ورسوله صلى الله عليه وسلم ، حتى لا يتطرق الشك اوالوهم او الزيغ والضلال الى هذا العقل ، فكان لا بد من بناء العقيدة البانية للعقل وفكره من بناء صحيح ، على قطعيات من الادلة والثوابت التي لا تحتمل الشك ولا الظن ولا الوهم ، فتكون نوراً للانسان يمشي به ويهتدي بهداه .
ولنا لقاء آخر بعون الله تعالى . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحلقة السادسة من سلسلة كيف نعقل؟
اخواني واخواتي المتابعين الكرام ، تبين لنا من خلال ما سبق ، ان التفكير السليم لا بد ان يبنى على ادلة وطرق استدلال ، والدليل هو الهادي والمرشد -المقيم للحجة -وهو بينتها ووسيلة اثباتها ، والادلة صنفان :-
صنف عقلي : وهو ما يحصل بصحيح النظر فيه القناعة العقلية ، ويشمل ذلك الحقائق والمسلمات الوجودية والبديهات الكونية .
وصنف آخر : وهو الادلة النصية النقلية ، والادلة النقلية من حيث ورودها ونقلها تكون على شقين - احدهما : انها نقلت بطريق التواتر ، بعدد من الناقلين يستحيل اجتماعهم على الكذب ، وهذا النوع من النقل يفيد اليقين ويقطع الشك وينفيه .
وهناك نوع آخر من النقل : وهو ما ينقله افراد ثقات لم يعهد عليهم الكذب عن مثلهم ، الى ان ينتهوا الى المصدر ، الذي يعتبر قوله وفعله واقراره تشريعاً ، وهو النبي صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم ، وهذا النوع من النقل يسمى آحاداً.
ونقل الاخبار والنصوص بطبيعته هو عمل وفعل بشري ، والبشر يعتريهم احوال النقص والوهم والنسيان ، فلذلك كانت احاديث الآحاد - لا تفيد القطع في القطعيات ، وتوجب التصديق وتحرم التكذيب ، فلا يجوز رد احاديث الثقات ولا نفيها الا بعلم الدراية والرواية .
اما المتواتر من الاحاديث والاخبار ، الذي تواتر نقله عن جمع الثقات من امثالهم - انتهاءً بالمصدر المخول بالاخبار عن التشريع ، وامور الغيب وهو النبي صلى الله عليه وسلم ، وكون هذا الجمع ممن يستحيل تواطؤهم واجتماعهم على الكذب ( وهومنافاة الواقع والحقيقة ) فان خبرهم قطعاً هنا يفيد العلم اليقين والقطع والاعتقاد ولا يكذبه الا كافر .
ولما وقف العقل عند حدود الايمان ، فآمن بالله رباً خالقاً مدبراً لمن خلق ، وبالرسول مبلغاً لشرع من خلق ومبيناً لمراده جل وعلا ممن خلق، وآمن بالمعجزة الخالدة -القرءان الكريم -وانه وما ارشد اليه خطاب الله للعالمين فاستسلم وانقاد ، ليدرك هذا الخطاب ، ويصبح فهمه وادراكه ادراكاً صحيحاً ، هوشغله الشاغل في هذه الحياة ، التي على اساسه ينبغي ان تكون ، وبمراده يجب ان تكون ، وهذا متسق مع ربوبيته للخلق ، فما من مخلوق في الوجود الا وله نظامه المحدد لمساره ، ضمن منظومة النظام العام الكوني في هذا الكون ، والانسان جزء من هذا الكون العظيم ، فلا يدرك بعقله المحدود الناقص ما يجعله منسجم الوجود في منظومة الوجود الا الخالق العظيم المدبر رب العالمبن.
والانسان بحاجة الى تدبير امره ، ورعاية شؤونه ووجوده في هذه الحياة ، سواء كان بشخصه كفرد ، او بجنسه كانسان ، والانسان هو مجموعة من الطاقات والقدرات ، سواءً طاقاته وقدراته العقلية والفكرية او قدراته الغرائزية المتعلقة بكل من غريزة التدين - سيدة الغرائز في الانسان ، وهي التي تقوده لادراك الصلة بالله عز وجل ، او غريزة النوع التي تقوده الى الحفاظ على جنسه ونوعه واستمراريته في الوجود ، لتستمر اجيال جنسه خلائف في هذه الارض ، يرث بعضهم وجود بعض ، ويرث لاحقهم سابقهم ، او غريزة حب البقاء التي تقوده الى حب التملك والاقتناء والمحافظة على النفس والنوع واسباب البقاء. وكذلك طاقات اشباعية دافعها الحاجات العضوية التي تتطلب الاشباع الفوري والحتمي ، حين يفتقر الجسد للعناصر اللازمة لتغذيته من طعام وشراب وكساء وغطاء وسكن يقيه الحر والقر.
ولما كان العقل هو السيد والمكلف بادارة طرق الاشباع ، سواءً لحاجات وجوعات الغرائز او اشباع الحاجات العضوية كان لا بد لهذا العقل من ادراك نظام الله عز وجل الذي به تنظم طرق الاشباع للغرائز والحاجات للانسان كفرد وكجنس ونوع ، يعيش في وجود منظم دقة في التنظيم متناسقة مفرداته في هذا الوجود الكلي العظيم ، ولا يستطيع تدبير ذلك الا رب العالمين .
فلذلك كان لا بد من بناء العقل الانساني بناءً صحيحاً من خلال اعطاءه قاعدة انطلاق فكرية صحيحة ، قائمة على الايمان بالله عز وجل ، ثم الصلة الوثيقة به .
وكان لا بد لهذه القاعدة من ان تستند في وجودها الى منهج عقلي يقتنع بالوصول اليها ، ويقطع بصدق وحي الله وكتابه ورسوله صلى الله عليه وسلم ، حتى لا يتطرق الشك اوالوهم او الزيغ والضلال الى هذا العقل ، فكان لا بد من بناء العقيدة البانية للعقل وفكره من بناء صحيح ، على قطعيات من الادلة والثوابت التي لا تحتمل الشك ولا الظن ولا الوهم ، فتكون نوراً للانسان يمشي به ويهتدي بهداه .
ولنا لقاء آخر بعون الله تعالى . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.