بسم الله الرحمن الرحيم
الحلقة الثالثة =3=من سلسلة كيف نعقل ؟
بناءَ على ما سبق بيانه في الحلقتين السابقتين ، فانه يتضح لنا ان الفكر هو نتاج العقل ، وهو حكمه على الواقع المعروض للانسان ، او للحادث العارض للانسان ، فالفكر اذاَ هو نتاج العقل ونتاج عملية التفكير ، ويرتقي الفكر ونوعيته ويهبط بحسب طريقة التفكير من ناحية ، ومن ناحية اخرى بحسب المنظور العقلي ، اي القاعدة العقدية ، التي يستند العقل في بناءه عليها . وتبعا لذلك ينقسم التفكير الى ثلاثة اصناف :
ادناه ( التفكير السطحي ) ، وارقى منه ( التفكير العميق ) ، والتفكير الراقي هو ( التفكير المستنير ) .والذي يلزم السياسيين وقادة الفكر والراي المبدعين.. اما التفكير السطحي فهو النظر العقلي الساذج والبسيط ، كأن ينظر احدهم الى نار قيدرك ان هناك حريق ، واما التفكير العميق فهو ان يدرك ان النار وراءها مشعل اشعلها ، وتسبب في وجودها ، ثم يعمل على عزلها واخمادها ، ومنع انتشارها ، واما التفكير المستنير فهو ان يبحث في اسباب القيام بالعمل ومعالجتها ، وان يعمل على منع حدوث وتكرار هذا العمل مستقبلاَ.
هذا باختصار شديد انواع التفكير ومستوياته الثلاث التي تحصل نتيجة العملية العقلية ، وبالتالي تكون هذه مستويات واصناف العقول في الوجود .
ان الناظر في حال العقل يجد ان العقول مهما علا مستوى تفكيرها ، وتفتقت عبقريتها تبقى محدودة ناقصة محتاجة ، واقرب برهان على حاجة العقل ونقصه انه محتاج الى العناصر التي ذكرناها سابقاَ ، ولا يكون في غياب احد منها عقل وتفكير ، فهو لا يستطيع النظر الصحيح الا في حدود واقع ملموس يدركه ويحس به ويتفاعل معه ، ولقد اثبت لنا التاريخ المسطور والمنقول لنا عبر اجيال الامم السابقة ، ان العقل لوحده وبمفرده عرضة للزيغ والضلال والتوهان ، ولعل اقرب برهان على ذلك العقل الفلسفي الاغريقي ، حيث وصل هذا العقل الى وجوب وجود الاله الخالق المدبر ، ولكنه في فترة خلت من الرسالات والنبوات تاه هذا العقل ، وسجل انتكاسة في تاريخ العقلية البشرية ، حيث لم يستند الى منظور مصدره الوحي ، ولم يهتدي بهديه ولا بنوره ، نعم لقد وصلوا بالعقل الى وجوب وجود الاله ، بل واسموه واجب الوجود ، ولكنهم ضلوا حين لم يقفوا هنا وينتظروا هداية الله ، فساروا في بحوثهم واكملوا مشوارهم ، فاخترعوا ما يعرف عندهم باسم مباحث ( الميتا فيزيقيا ) ، ومن هنا جاء الضلال ، وانتكس العقل واهله والبشرية جمعاء ، حيث مع كل اسف اثرت تلك الابحاث على اصحاب الديانات السماوية الموحى بها من الله ، بدل ان تؤثر فيها ، وتكشف زيفها واخطاءها ، فقلد اهل الكتب السابقة الميتا فيزيقيين ، فضلوا واضلوا ، بدل ان يكشفوا لهم الحق والحقيقة ، والخطأ الفظيع الذي اوقع البشر في ابحاث الميتا فيزيقا ( ما يعرف بعلم ما وراء الطبيعة ) ، اي ما ظنوه علم ما وراء الواقع .
ومن هنا دخل الخلل على العقلية البشرية ، وخاصة يوم ذهبوا مذهب قياس الغائب على الحاضر ، حيث قاسوا الاله الغائب عن مدارك العقل وحواسه ، بعد ان اوجبوا وجوده من خلال ادراكهم لآثاره في الوجود ، فلم يصلوا اليه فقاسوا ذاته ووجوده وصفاته على الحاضر ، اي الواقع الذي يقع تحت حسهم .
وهنا تدخل الوهم والخيال ، فتخيلوه جل وعلا بصور شتى ، وجسدوا وهمهم وجسموا خيالهم وتصورهم الخاطئ في عدة صور واشكال ، اتخذوها لتقربهم الى الله زلفى ، حيث جاوزوا الواقع من جهة فاصبح الفكر خيالا ووهما ، وبالتالي انتج خيالات واوهام ، ولم يستندوا في بناء عقولهم الى نور من الله .
وللحديث بقية ان شاء الله ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحلقة الثالثة =3=من سلسلة كيف نعقل ؟
بناءَ على ما سبق بيانه في الحلقتين السابقتين ، فانه يتضح لنا ان الفكر هو نتاج العقل ، وهو حكمه على الواقع المعروض للانسان ، او للحادث العارض للانسان ، فالفكر اذاَ هو نتاج العقل ونتاج عملية التفكير ، ويرتقي الفكر ونوعيته ويهبط بحسب طريقة التفكير من ناحية ، ومن ناحية اخرى بحسب المنظور العقلي ، اي القاعدة العقدية ، التي يستند العقل في بناءه عليها . وتبعا لذلك ينقسم التفكير الى ثلاثة اصناف :
ادناه ( التفكير السطحي ) ، وارقى منه ( التفكير العميق ) ، والتفكير الراقي هو ( التفكير المستنير ) .والذي يلزم السياسيين وقادة الفكر والراي المبدعين.. اما التفكير السطحي فهو النظر العقلي الساذج والبسيط ، كأن ينظر احدهم الى نار قيدرك ان هناك حريق ، واما التفكير العميق فهو ان يدرك ان النار وراءها مشعل اشعلها ، وتسبب في وجودها ، ثم يعمل على عزلها واخمادها ، ومنع انتشارها ، واما التفكير المستنير فهو ان يبحث في اسباب القيام بالعمل ومعالجتها ، وان يعمل على منع حدوث وتكرار هذا العمل مستقبلاَ.
هذا باختصار شديد انواع التفكير ومستوياته الثلاث التي تحصل نتيجة العملية العقلية ، وبالتالي تكون هذه مستويات واصناف العقول في الوجود .
ان الناظر في حال العقل يجد ان العقول مهما علا مستوى تفكيرها ، وتفتقت عبقريتها تبقى محدودة ناقصة محتاجة ، واقرب برهان على حاجة العقل ونقصه انه محتاج الى العناصر التي ذكرناها سابقاَ ، ولا يكون في غياب احد منها عقل وتفكير ، فهو لا يستطيع النظر الصحيح الا في حدود واقع ملموس يدركه ويحس به ويتفاعل معه ، ولقد اثبت لنا التاريخ المسطور والمنقول لنا عبر اجيال الامم السابقة ، ان العقل لوحده وبمفرده عرضة للزيغ والضلال والتوهان ، ولعل اقرب برهان على ذلك العقل الفلسفي الاغريقي ، حيث وصل هذا العقل الى وجوب وجود الاله الخالق المدبر ، ولكنه في فترة خلت من الرسالات والنبوات تاه هذا العقل ، وسجل انتكاسة في تاريخ العقلية البشرية ، حيث لم يستند الى منظور مصدره الوحي ، ولم يهتدي بهديه ولا بنوره ، نعم لقد وصلوا بالعقل الى وجوب وجود الاله ، بل واسموه واجب الوجود ، ولكنهم ضلوا حين لم يقفوا هنا وينتظروا هداية الله ، فساروا في بحوثهم واكملوا مشوارهم ، فاخترعوا ما يعرف عندهم باسم مباحث ( الميتا فيزيقيا ) ، ومن هنا جاء الضلال ، وانتكس العقل واهله والبشرية جمعاء ، حيث مع كل اسف اثرت تلك الابحاث على اصحاب الديانات السماوية الموحى بها من الله ، بدل ان تؤثر فيها ، وتكشف زيفها واخطاءها ، فقلد اهل الكتب السابقة الميتا فيزيقيين ، فضلوا واضلوا ، بدل ان يكشفوا لهم الحق والحقيقة ، والخطأ الفظيع الذي اوقع البشر في ابحاث الميتا فيزيقا ( ما يعرف بعلم ما وراء الطبيعة ) ، اي ما ظنوه علم ما وراء الواقع .
ومن هنا دخل الخلل على العقلية البشرية ، وخاصة يوم ذهبوا مذهب قياس الغائب على الحاضر ، حيث قاسوا الاله الغائب عن مدارك العقل وحواسه ، بعد ان اوجبوا وجوده من خلال ادراكهم لآثاره في الوجود ، فلم يصلوا اليه فقاسوا ذاته ووجوده وصفاته على الحاضر ، اي الواقع الذي يقع تحت حسهم .
وهنا تدخل الوهم والخيال ، فتخيلوه جل وعلا بصور شتى ، وجسدوا وهمهم وجسموا خيالهم وتصورهم الخاطئ في عدة صور واشكال ، اتخذوها لتقربهم الى الله زلفى ، حيث جاوزوا الواقع من جهة فاصبح الفكر خيالا ووهما ، وبالتالي انتج خيالات واوهام ، ولم يستندوا في بناء عقولهم الى نور من الله .
وللحديث بقية ان شاء الله ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.