رهان مع الزمان
لكل شخص معاناة و تجربة خاصة مع الحياة.نور لم تعد صغيرة يا زمان,أراهنك بالأيام لتحكيها لك في لياليها كالأحلام.هكدا قال الأب للزمان.
نور لم تعد صغيرة يازمان قد كبرت في عيني أصبحت نورة,لن أراهنك سأدعها تراهنك هي وأعلم أنك ستخسر الرهان.هكدا قالت الأم للزمان.
فقصة نور مع الزمان لم تكتبها الأم ولا الألام بل كتبها القدر وأبدتها أيدي الرحمان هناك في دلك الدرب العميق ولدت نور في ذلك البياض كتبت أول سطورها.لكن هل هي بنت المدينة القديمة؟أم الدرب الكبير ؟أم درب غلف؟هي بنت الحي؟نعم .لا كل هدا لا يهم.
كانت نور كأي فتاة تحلم بالعيش والموت مع من تحب لكن الرحيل قال كلمته وأخذها بعيدا عن كل ما يروقها.الصديقات ,الأضواء ,الحافلات البيضاء.الشواطئ .كل شئ.لاح بها الرحيل في عالم محفر لاتعرف نبذة عن تاريخه ولا المهندس الدي وضع تصميمه.ما تعرفه هو انها ستعيش لكي لا تموت.ولماذا تعيش لكي لا تموت وهي صاحبة الهوية الاقتصادية بل الأكثر من ذلك فهي لوحة زيتية تشكيلية تناسقت ألوانها على البياض ما حاجتها للهواء؟تساؤلات تتخللها رجفة بدون دموع حفرت طريقها على الخد.الى متى؟؟؟
كانت الوحشة أقوى من أن تجعلها ترى المدينة فالظلام يعم المكان,وضع الرحيل ونامت نور في المنزل الجديد وضعت رأسها على الوسادة و الدموع جارفة والحيرة تقتلها.فالفراق صعب.لحظات من الزمن يبزغ الفجر امام عيني نور وصيحات الديك تحمل في مغزاها أحلى ترحاب وأحلى صباح لأحلى راحلة .
تفتح النافذة الخشبية المتلاشية لتستكشف المدينة للأسف النافذة لا تطل الا على درب ضيق يتوسطه التراب و الحجارة,أدخلت رأسها من النافذة واستدارت في اتجاه السلم,فتحت الباب الحديدي بأعلى قوتها ثم خرجت في مشي بطيئ كأنه مشي الشيوخ الأجلاء..تبتعد شيئا فشيئا تنظر الى السماء تترائ لها سكة الحديد فتبهر بمنظر القطار الذي أخد لون الصدأ وهو محمل بمادة الفوسفاط بقيت تتبعه بعينيها الشاردتان حتى اختفى في العمق,هناك مخرج ضيق صنع نفسه بنفسه تتساؤل الى أين يؤدي يا ترى؟تزحف لتجد نفسها وسط أحياء النصارى (سابقا) المنظر فريد من نوعه لأن كل شئ فيه يعطي التفسير الصحيح للحياة المطمئنة الهادئة والأزقة المرتبة .كل شئ في المكان جميل.
ماذا هنا؟انه شيخ كبير السن يتعكز على عصا مصنوعة من شجر الاوكلبتوس فهذا النوع من الشجر يضفي على المكان روعة,نظرت الى الشيخ وكأنها تطلب منه أن يواسيها فهي على كل حال ضيفة جديدة بالمكان .تقترب منه يناديها بصوت مرتعش_يابنيتي_تقترب منه تأخد بيده تقبلها يضع الشيخ يده اليسرى على كتفها وكأنه قرأ في عينيها ما تخبأه في صدرها وبصوته المرتعش يقول لها: لما أراك حزينة كالنفس التي جفت فيها الأماني ؟حتى قلبك تتنازعه العواطف المتناقضة ,هل أنت فتاة غريبة؟
تعجبت نور لما قاله الشيخ ثم أجابته بعيون دامعة ,نعم انا غريبة .أمرها بالجلوس على حافة الطريق وطال الكلام بينهما فقد حكت له ما أصابها من فراق المدينة البيضاء.
صمت الشيخ برهة وقال لها يا بنيتي .ليكن ايمانك بالله قويا فكل الأرض أرض الله,والخير فيما اختاره الله وما اختار لك الله الا خيرا كثيرا.فأنت لا تعرفين هذه الأرض التي تطئين عليها ...
أتعلمين أن هذه المدينة لا تتميز بالهدوء فقط بل الأكثر من ذلك فأناسها طيبون,وحمرة ترابها ان دلت على شئ انما تدل على حرارة حبها وقوتها أيضا ف (لويس جونتي) ترحب بكل من يأتيها وتعتبره وليدها.
اذن يا بنيتي فل تنسي أنك ضيفة ولتشكري الله على كل حال من الأحوال.
ابتسمت نور للشيخ وقبلت يده شاكرة .
تعد الى المنزل لتجد أسرتها في حيرة من أمرها وهي تقول: ألم تعدي القهوة بعد يا أمي؟؟؟؟
نادية الزوين
لكل شخص معاناة و تجربة خاصة مع الحياة.نور لم تعد صغيرة يا زمان,أراهنك بالأيام لتحكيها لك في لياليها كالأحلام.هكدا قال الأب للزمان.
نور لم تعد صغيرة يازمان قد كبرت في عيني أصبحت نورة,لن أراهنك سأدعها تراهنك هي وأعلم أنك ستخسر الرهان.هكدا قالت الأم للزمان.
فقصة نور مع الزمان لم تكتبها الأم ولا الألام بل كتبها القدر وأبدتها أيدي الرحمان هناك في دلك الدرب العميق ولدت نور في ذلك البياض كتبت أول سطورها.لكن هل هي بنت المدينة القديمة؟أم الدرب الكبير ؟أم درب غلف؟هي بنت الحي؟نعم .لا كل هدا لا يهم.
كانت نور كأي فتاة تحلم بالعيش والموت مع من تحب لكن الرحيل قال كلمته وأخذها بعيدا عن كل ما يروقها.الصديقات ,الأضواء ,الحافلات البيضاء.الشواطئ .كل شئ.لاح بها الرحيل في عالم محفر لاتعرف نبذة عن تاريخه ولا المهندس الدي وضع تصميمه.ما تعرفه هو انها ستعيش لكي لا تموت.ولماذا تعيش لكي لا تموت وهي صاحبة الهوية الاقتصادية بل الأكثر من ذلك فهي لوحة زيتية تشكيلية تناسقت ألوانها على البياض ما حاجتها للهواء؟تساؤلات تتخللها رجفة بدون دموع حفرت طريقها على الخد.الى متى؟؟؟
كانت الوحشة أقوى من أن تجعلها ترى المدينة فالظلام يعم المكان,وضع الرحيل ونامت نور في المنزل الجديد وضعت رأسها على الوسادة و الدموع جارفة والحيرة تقتلها.فالفراق صعب.لحظات من الزمن يبزغ الفجر امام عيني نور وصيحات الديك تحمل في مغزاها أحلى ترحاب وأحلى صباح لأحلى راحلة .
تفتح النافذة الخشبية المتلاشية لتستكشف المدينة للأسف النافذة لا تطل الا على درب ضيق يتوسطه التراب و الحجارة,أدخلت رأسها من النافذة واستدارت في اتجاه السلم,فتحت الباب الحديدي بأعلى قوتها ثم خرجت في مشي بطيئ كأنه مشي الشيوخ الأجلاء..تبتعد شيئا فشيئا تنظر الى السماء تترائ لها سكة الحديد فتبهر بمنظر القطار الذي أخد لون الصدأ وهو محمل بمادة الفوسفاط بقيت تتبعه بعينيها الشاردتان حتى اختفى في العمق,هناك مخرج ضيق صنع نفسه بنفسه تتساؤل الى أين يؤدي يا ترى؟تزحف لتجد نفسها وسط أحياء النصارى (سابقا) المنظر فريد من نوعه لأن كل شئ فيه يعطي التفسير الصحيح للحياة المطمئنة الهادئة والأزقة المرتبة .كل شئ في المكان جميل.
ماذا هنا؟انه شيخ كبير السن يتعكز على عصا مصنوعة من شجر الاوكلبتوس فهذا النوع من الشجر يضفي على المكان روعة,نظرت الى الشيخ وكأنها تطلب منه أن يواسيها فهي على كل حال ضيفة جديدة بالمكان .تقترب منه يناديها بصوت مرتعش_يابنيتي_تقترب منه تأخد بيده تقبلها يضع الشيخ يده اليسرى على كتفها وكأنه قرأ في عينيها ما تخبأه في صدرها وبصوته المرتعش يقول لها: لما أراك حزينة كالنفس التي جفت فيها الأماني ؟حتى قلبك تتنازعه العواطف المتناقضة ,هل أنت فتاة غريبة؟
تعجبت نور لما قاله الشيخ ثم أجابته بعيون دامعة ,نعم انا غريبة .أمرها بالجلوس على حافة الطريق وطال الكلام بينهما فقد حكت له ما أصابها من فراق المدينة البيضاء.
صمت الشيخ برهة وقال لها يا بنيتي .ليكن ايمانك بالله قويا فكل الأرض أرض الله,والخير فيما اختاره الله وما اختار لك الله الا خيرا كثيرا.فأنت لا تعرفين هذه الأرض التي تطئين عليها ...
أتعلمين أن هذه المدينة لا تتميز بالهدوء فقط بل الأكثر من ذلك فأناسها طيبون,وحمرة ترابها ان دلت على شئ انما تدل على حرارة حبها وقوتها أيضا ف (لويس جونتي) ترحب بكل من يأتيها وتعتبره وليدها.
اذن يا بنيتي فل تنسي أنك ضيفة ولتشكري الله على كل حال من الأحوال.
ابتسمت نور للشيخ وقبلت يده شاكرة .
تعد الى المنزل لتجد أسرتها في حيرة من أمرها وهي تقول: ألم تعدي القهوة بعد يا أمي؟؟؟؟
نادية الزوين