علم التجويد اساس علوم الصوتيات الحديثة
يعتقد بعض الباحثين المعاصرين ان علم الصوتيات- "Phonetics"- علم مكتشف غربيا وحديثا، وهذا طبعا وهم ناتج عن الانبهار بالغرب الذي غلب امتنا، وتقليد اعمى له، نتج عنه انقطاع رهيب بيننا وبين ماضينا وتراثنا، لاننا تربينا على ايدي مناهج اعدائنا، وضمن اطرهم التي وضعوها سقوفا لعلومنا، ونتيجة لصدمتنا من الواقع الذي نعيش، اصبحت عندنا عقدة من الماضي الذي ربما اعتقده البعض انه سبب تخلفنا، وبالتالي ضياعنا وتشتت امرنا، فحملناه مسؤولية سوء احوالنا، جهلا منا بواقع خبث العدو الماكر، وما وضعه لنا من حواجز تعمي ابصارنا عن سر تفوقنا في الماضي، الذي ما زال يشككنا فيه، لنبقى كما هو حال القاتل الذي يربي ايتام المقتول، فلن يسمح لهم بمعاداته وبالتالي طلب الثار منه، بل يزرع في نفوسهم محبته والشعور والاحساس بالعرفان له بالجميل، وانه اصبح الاب البديل للاب الاصيل.
وعودا الى موضوعنا فان الصوت هو اصغر وحدة نطقية في اللفظ.. وعلم الصوتيات هو العلم الذي يبحث في طبيعة نطق البشر وطريقة اخراج الفاظهم واخراج حروف اللفظ من مخارجها..
وهذا هو اصلا فرع من فروع موضوع علم التجويد..وهو علم من العلوم التي وضعها المسلمون لاجادة قراءة القران تلاوة ونطقا صحيحا ليرتلوه كما نزل لقوله تعالى - ورتل القران ترتيلا-.
وعلم التجويد هو العلم الذي يبحث في صحة نطق الحروف واخراجها من مخارجها الصحيحة ومراعات ما يعرض لها من احوال لتصحيح اللفظ فيقولون عنه هو اعطاء كل حرف من الحروف حقه - من حيث اخراجه من مخرجه الصحيح كمده او تفخيمه او قلقلته او همسه... ، واعطاءه مستحقه مما يجب له من صفات تلزم عند اعتراض احوال له كادغامه او اقلابه او اظهاره او اخفاءه ...الخ.
فنزول القران احدث في امة العرب والمسلمين نهضة غير مسبوقة ولا معهودة في كافات المجالات، و قادتهم لبناء علوم مقعدة للغته وفقهه وتفسيره ونظم الحياة ومعاملاتها على اساس قيمه واحكامه وتشريعاته وتنظيماته، التي البست حياتهم صبغة خاصة بهم، فميزت هويتهم وحضارتهم وثقافتهم، وجعلتهم حقا خير امة اخرجت للناس.
نعم ..كان من هذه العلوم علم التجويد..وتجويد الشيء تحسينه واحسانه اي اجادته وهو في المصطلح الشرعي اعطاء كل حرف من حروف القران حقه ومستحقه في النطق..من اجل النطق بالحرف واللفظ القراني كما نزل..وحقه من حيث مخرج الحرف وهذا يقتضي تقويم اللسان لتستقيم به الالفاظ وازالة العجمة عنه..ومستحقه اي ما يستحقه الحرف من صفة ذاتية فيه او عارضة تعرض له ...
ويلاحظ ان هذا العلم لا تكفي فيه القراءة عنه او له، بل لا بد من تلقيه مشافهة لانه في واقعه انما هو تعليم طريقة اللفظ والنطق بالحرف والكلمة القرانية ..ولا بد فيه من التلقي مشافهة وسماعه مباشرة ممن يعلمه ويتقنه..وبهذا تتواصل الكلمة ولفظها عبر الاجيال بنفس الصورة منتقلة تواترا من جيل الى جيل.. ومهما شرحت لك عن الاشمام كتابة فلن تصلك الصورة حتى ترى شفتي كيف تنطقانه..وكذلك مهما شرحت لك كتابة او مراسلة عن الادغام او القلقلة او الاخفاء او المد او الاظهاراو الاقلاب او الهمس او التفخيم فلن تدرك واقعه حتى تسمعه ليصبح عندك واقع له، ويصل الى ذهنك فتدركه وتعلمه.
انا على يقين ان معظم خريجي معاهد وكليات اللغة لا يعرفون في معظمهم علم التلاوة والتجويد،لانه في التصنيفات الاكاديمية اليوم يعتبرونه من اختصاص كليات الشريعة .
ثم ياتيك الخريج منبهرا بنظريات الغرب فيقول اكتشفت الدراسات الحديثة وعلماء الغرب علم ال -Phonetics-. في حين هذا العلم يدرسه في المشرق الاسلامي ما زال يدرسه المؤذنون العجم في المساجد للاطفال على اعتبار انه فرع من فروع علم التجويد . وكان يتلقاه اجدادنا وهم اطفالا في الكتاتيب زمن التعليم بالبيضة والرغيف.
وفي الختام نقول انه من العجيب أن بعض الدارسين لغير لغة العرب حينما يدرسونها يتعلمون كيفية نطق حُروفها، والفرق بين الحرف وشبيهه، ويُعدُّ هذا أصلاً في تعلم نطق تلك اللغة.
أما نحن، فنرى بعض قومنا يعدُّ تدريس المخارج والصفات تكلُّفًا، وتشدُّقًا، وذلك والله أمرٌ عجيب!!، فهل يا ترى يحسب هؤلاء أن السليقة العربية لا زالت باقية في المنطق، ولم يصبها الخلل؟!
إن الدعوة إلى تحسين النطق ليست من التكلف في شيء، وإن كانت بعض الممارسات عند بعض المعلِّمين تكلُّف، فإنها لا تقضي على أصل المسألة، والله الموفق والهادي الى سواء السبيل ودمتم في امان الله ورعايته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يعتقد بعض الباحثين المعاصرين ان علم الصوتيات- "Phonetics"- علم مكتشف غربيا وحديثا، وهذا طبعا وهم ناتج عن الانبهار بالغرب الذي غلب امتنا، وتقليد اعمى له، نتج عنه انقطاع رهيب بيننا وبين ماضينا وتراثنا، لاننا تربينا على ايدي مناهج اعدائنا، وضمن اطرهم التي وضعوها سقوفا لعلومنا، ونتيجة لصدمتنا من الواقع الذي نعيش، اصبحت عندنا عقدة من الماضي الذي ربما اعتقده البعض انه سبب تخلفنا، وبالتالي ضياعنا وتشتت امرنا، فحملناه مسؤولية سوء احوالنا، جهلا منا بواقع خبث العدو الماكر، وما وضعه لنا من حواجز تعمي ابصارنا عن سر تفوقنا في الماضي، الذي ما زال يشككنا فيه، لنبقى كما هو حال القاتل الذي يربي ايتام المقتول، فلن يسمح لهم بمعاداته وبالتالي طلب الثار منه، بل يزرع في نفوسهم محبته والشعور والاحساس بالعرفان له بالجميل، وانه اصبح الاب البديل للاب الاصيل.
وعودا الى موضوعنا فان الصوت هو اصغر وحدة نطقية في اللفظ.. وعلم الصوتيات هو العلم الذي يبحث في طبيعة نطق البشر وطريقة اخراج الفاظهم واخراج حروف اللفظ من مخارجها..
وهذا هو اصلا فرع من فروع موضوع علم التجويد..وهو علم من العلوم التي وضعها المسلمون لاجادة قراءة القران تلاوة ونطقا صحيحا ليرتلوه كما نزل لقوله تعالى - ورتل القران ترتيلا-.
وعلم التجويد هو العلم الذي يبحث في صحة نطق الحروف واخراجها من مخارجها الصحيحة ومراعات ما يعرض لها من احوال لتصحيح اللفظ فيقولون عنه هو اعطاء كل حرف من الحروف حقه - من حيث اخراجه من مخرجه الصحيح كمده او تفخيمه او قلقلته او همسه... ، واعطاءه مستحقه مما يجب له من صفات تلزم عند اعتراض احوال له كادغامه او اقلابه او اظهاره او اخفاءه ...الخ.
فنزول القران احدث في امة العرب والمسلمين نهضة غير مسبوقة ولا معهودة في كافات المجالات، و قادتهم لبناء علوم مقعدة للغته وفقهه وتفسيره ونظم الحياة ومعاملاتها على اساس قيمه واحكامه وتشريعاته وتنظيماته، التي البست حياتهم صبغة خاصة بهم، فميزت هويتهم وحضارتهم وثقافتهم، وجعلتهم حقا خير امة اخرجت للناس.
نعم ..كان من هذه العلوم علم التجويد..وتجويد الشيء تحسينه واحسانه اي اجادته وهو في المصطلح الشرعي اعطاء كل حرف من حروف القران حقه ومستحقه في النطق..من اجل النطق بالحرف واللفظ القراني كما نزل..وحقه من حيث مخرج الحرف وهذا يقتضي تقويم اللسان لتستقيم به الالفاظ وازالة العجمة عنه..ومستحقه اي ما يستحقه الحرف من صفة ذاتية فيه او عارضة تعرض له ...
ويلاحظ ان هذا العلم لا تكفي فيه القراءة عنه او له، بل لا بد من تلقيه مشافهة لانه في واقعه انما هو تعليم طريقة اللفظ والنطق بالحرف والكلمة القرانية ..ولا بد فيه من التلقي مشافهة وسماعه مباشرة ممن يعلمه ويتقنه..وبهذا تتواصل الكلمة ولفظها عبر الاجيال بنفس الصورة منتقلة تواترا من جيل الى جيل.. ومهما شرحت لك عن الاشمام كتابة فلن تصلك الصورة حتى ترى شفتي كيف تنطقانه..وكذلك مهما شرحت لك كتابة او مراسلة عن الادغام او القلقلة او الاخفاء او المد او الاظهاراو الاقلاب او الهمس او التفخيم فلن تدرك واقعه حتى تسمعه ليصبح عندك واقع له، ويصل الى ذهنك فتدركه وتعلمه.
انا على يقين ان معظم خريجي معاهد وكليات اللغة لا يعرفون في معظمهم علم التلاوة والتجويد،لانه في التصنيفات الاكاديمية اليوم يعتبرونه من اختصاص كليات الشريعة .
ثم ياتيك الخريج منبهرا بنظريات الغرب فيقول اكتشفت الدراسات الحديثة وعلماء الغرب علم ال -Phonetics-. في حين هذا العلم يدرسه في المشرق الاسلامي ما زال يدرسه المؤذنون العجم في المساجد للاطفال على اعتبار انه فرع من فروع علم التجويد . وكان يتلقاه اجدادنا وهم اطفالا في الكتاتيب زمن التعليم بالبيضة والرغيف.
وفي الختام نقول انه من العجيب أن بعض الدارسين لغير لغة العرب حينما يدرسونها يتعلمون كيفية نطق حُروفها، والفرق بين الحرف وشبيهه، ويُعدُّ هذا أصلاً في تعلم نطق تلك اللغة.
أما نحن، فنرى بعض قومنا يعدُّ تدريس المخارج والصفات تكلُّفًا، وتشدُّقًا، وذلك والله أمرٌ عجيب!!، فهل يا ترى يحسب هؤلاء أن السليقة العربية لا زالت باقية في المنطق، ولم يصبها الخلل؟!
إن الدعوة إلى تحسين النطق ليست من التكلف في شيء، وإن كانت بعض الممارسات عند بعض المعلِّمين تكلُّف، فإنها لا تقضي على أصل المسألة، والله الموفق والهادي الى سواء السبيل ودمتم في امان الله ورعايته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.