اثر برامج التلفزيون المتعلقة بقضايا البيئة علي وعي المرأة الريفية
الدكتور عادل عامر
أن المرأة والفتاة لديها قصور بالأمور السياسية ولاسيما في الفترة الأخيرة نظراً للتطورات التي تشهدها الساحة المحلية والإقليمية والعالمية من أحداث ، وان التثقيف السياسي لم يعد قاصرا على المثقفات فقط بل أصبحت الريفيات البسطاء لديهن وعي سياسي نتيجة للأحداث والمتغيرات السياسية في الآونة الأخيرة نتيجة متابعتهن لنشرات الأخبار والبرامج الحوارية السياسية المختلفة .
- يتضح أن ( قوانين المرأة ) جاء في الترتيب الأول من حيث " القضايا القانونية " التي يناقشها البرنامج ويرجع ذلك إلى أن القضايا القانونية تهم المرأة والفتاة بدرجة كبيرة ولاسيما القوانين الخاصة بها سواء " قضايا الأحوال الشخصية وحقوقها " وغيرها من القوانين الشخصية ، ثم يأتي بعدها القوانين العمل وحقوقها وكيفية مطالبتها بها وحصولهن عليهن ، ويأتي بعدها المواريث والتي تعانى منها المرأة والفتاة ولاسيما في الصعيد حيث العادات والتقاليد المتعلقة بميراثها من الأراضي الزراعية
وأيضا حق المرأة في الدستور ولاسيما الدستور الجديد وانعكاسه على أوضاعها .أن الوعي بأهمية المرأة ودورها الفعال في المجتمع أخذ ينمو ويتضح بعد أن وضعت سياسات جديدة إعلامية منذ السبعينات لتعديل مضمون البرامج وبنائها بأسلوب جديد ومتطور آخذين بعين الاعتبار نتائج البحوث الحديثة في الاجتماع والإعلام والنقد لمراقبة البرامج حتى تتفق والسياسات الجديدة الخاصة بتسوية أوضاع المرأة الاجتماعية والاقتصادية فأخذت تلك البرامج الحديثة تركز بصورة مكثفة علي تحليل الجوانب المختلفة والمضيئة لنشاط المرأة ودورها الحديث في المجتمع خاصة بعد أن منحتها التشريعات وبصفة خاصة في بلجيكا حقها الكامل في العمل والأجر ومساواتها بالرجل وكانت لتلك الصورة الجديدة للمرأة في وسائل الإعلام خاصة التليفزيوني آثار بعيدة المدي علي عمل المرأة وانجازها في المجالات الاجتماعية والثقافية والسياسية..
إن الموروث الاجتماعي وعادات المجتمع تحول دون امتلاك المرأة الريفية بعض حقوقها الشرعية والقانونية، فهي إلى جانب أعبائها المنزلية تمارس أعمالا شاقة كجلب الماء والاحتطاب والفلاحة بالإضافة إلى مساهمتها في الزراعة والأمن الغذائي،.وأهميته في تأكيد مكانة المرأة الاجتماعية لان تأثير الصورة التي يعكسها التليفزيون عن واقع المرأة المصرية هو تصوير إلي حد كبير يفتقر إلي الموضوعية في معالجة قضايا المرأة ومواقفها من قضايا المجتمع بوجه عام حتى بالنسبة للبرامج الدرامية التي تحظي بكثافة عالية بين النساء.أن الدور الاجتماعي للمرأة ومشاركتها الحياة السياسية والاجتماعية يختلف باختلاف البيئة الاجتماعية وصلاحيتها في مساندة الأدوار المختلفة, فكلما امتدت جسور الوعي السياسي والاجتماعي فدائما كان العمل بالنسبة للمرآة، في الريف أو المدينة، في المنـزل أو خارجه، يعبر على الدوام عن عنصرين رئيسين متلازمين، يؤدي احدهما إلى الآخر، فهو حاجة اقتصادية تفرضها لقمة العيش، مثلما هو حاجة نفسية تشعر المرآة بآدميتها وكيانها الإنساني وتلبي رغبتها في التعبير عن حضورها الفكري والسياسي، وألا إتباع وسائل غير مشروعة لجأ إليها الرجل (رشوة- تزوير- سرقة- احتيال) أو ترك العمل الوظيفي واللجوء إلى الأعمال الحرة التي لم تكن مضمونة على الدوام وبين هذين المنفذين كانت هناك طريق ثالث ظهر إلى الوجود على حياء أول الأمر ثم لم تلبث أن تحول إلى ظاهرة وهي نزول النساء إلى ساحات العمل الحر- الذي كان شبه رجالي- بصورة لافتة للنظر في محاولة لخلق (الموازنة المقبولة)، حتى بتن يزاحمن الرجال على الأسواق والأرصفة والبسطات فهن يعملن في مجال بيع الملابس القديمة والسجائر والعطاريات والخضرة والفاكهة وحليب الأطفال والألبان وأطعمة الرصيف والحاجات النسوية من ملابس وإكسسوارات ومواد تجميل وورشات تطريز وخياطة وحلوى الصغار .
أن القنوات الإقليمية الفضائية من أهم القنوات بالنسبة للأقاليم التي انشات من اجلها ؛ حيث يعد الهدف الاساسى من إنشائها هو خدمي تنموي؛وذلك بهدف خدمة المجتمع وتنمية افرادة في كافة المجالات وذلك بتقديم المعلومات من خلال البرامج المقدمة للمرأة . وفى هذا الإطار ونظرا للدور الذي تقوم به وسائل الإعلام بقنواتها المختلفة في تنمية وتوعية المرأة فضلا عن خصائص وسائل الإعلام ومميزاتها بما تحدثه من تأثير على الفرد مما يؤدى إلى تغيرات في المجالات السلوكية والانفعالية والمعرفية والنفسية والاجتماعية ، وبالتالي فعند الحديث عن الإعلام والمرأة لابد لنا من معرفة الآليات التي تتمكن من خلالها وسائل الإعلام من تنمية المرأة والفتاة الصعيدية والمساهمة في تمكينها .
وانتشرت جذور الثقافة والفكر زادت درجة مشاركة المرأة في المجتمع ورسخت في العقول, وأصبحت من مسلمات الحياة الاجتماعية. أن للإعلام التليفزيوني خاصة. دورا كبيرا في تأكيد هذه الانطلاقة الجديدة وتنمية الوعي الفكري إلا أنه يمكنه تحجيم هذا الدور وإعاقة أهميته وتأثيراته الاجتماعية والثقافية والسياسية, وذلك إذا أصرت أجهزة الإعلام علي تقديم صورة مناقضة للواقع الاجتماعي والثقافي للمرأة, فالتناقض في الرؤية بين الواقع الفعلي الذي تؤكده البحوث العلمية في المجالات الاجتماعية المتعددة وعدم الإتقان في عرضه في مضمون وسائل الإعلام, فيمكن أن يؤدي ذلك إلي ظهور العديد من السلبيات الاجتماعية وبصفة خاصة السلوكية المعوقة لحركة المجتمع الاقتصادية والسياسية والثقافية. -أن هناك علاقة ذات دلالة إحصائية بين معدل الاعتماد على وسائل الإعلام المختلفة ومعدل حجم المشاركة السياسية وعدل حجم المعرفة السياسية لدى الشباب . مستوى الوعي السياسي كان متوسطا بين الشباب بناءً على العينة التي تم أخذها . يعتمد الشباب الجامعي على التلفزيون بالدرجة الأولى ثم الصحف ثم الراديو في متابعة المواد السياسية .
من المفترض أنه مع التقدم الصحي تنخفض معدلات الإصابة بالأمراض خاصة في الريف، لكن ذلك لم يحدث (على الرغم من إرتفاع العمر المتوقع عند الميلاد لكل من الذكور والإناث) حيث زادت الأمراض خاصة أمراض إلتهاب الكبد الوبائي (فيروس C)، والفشل الكلوي، وأمراض السرطان وأمراض الجهاز التنفسي، والضعف الجنسي وغيرها من الأمراض حيث سجلت مصر المرتبة الأولى على مستوى العالم في الإصابة بها، وترتفع نسب الإصابة بهذه الأمراض بالريف أعلى من الحضر، ولعل أحد أسباب إرتفاع معدلات الإصابة بهذه الأمراض ناتج عن التلوث البيئي بكافة صوره وأشكاله في الريف المصري، خاصة المجاري المائية من الترع والمصارف والتي أصبحت المكان المفضل للتخلص من الحيوانات والطيور النافقة، وصرف مجاري البيوت فيها، وإلقاء علب المبيدات الفارغة وغيرها من المخلفات، حتى أصبحت مصدر للإصابة بالعديد من الأمراض، ولعل المسئولية في ذلك مشتركة بين الريفيين والمسئولين سواء من حيث انخفاض الوعي البيئي لدى الريفيين بخطورة مثل هذه الممارسات، وعدم توفر البدائل لديهم للتخلص من المخلفات، ثم غياب الرقابة الحكومية بل إنتهاء دور الدولة خاصة بعد ثورة 25 يناير والغياب الكامل للدولة في كافة مناحي الحياة. ثم التلوث الناتج عن الإفراط في إستخدام المبيدات والأسمدة الكيماوية والمخصبات ومنظمات النمو والهرمونات حيث أصبحت الزراعة المصرية حقل تجارب ومستباحة لاستخدام العديد من المبيدات المحرمة دولياً، وقد تزايد ذلك أيضا في ظل الغياب الكامل لدور الدولة بعد ثورة 25 يناير من الرقابة على أسواق الاتجار في مستلزمات الإنتاج الزراعي، ونتيجة لذلك زادت الأمراض الخطيرة وأصبحت تهدد صحة المصريين، إضافة إلى التأثير السلبي على الصادرات المصرية من الخضر والفاكهة بسبب تجاوز الحدود المسموح بها في نسب المتبقيات من المبيدات والأسمدة الكيماوية، ولو أفرطنا في الحديث عن التلوث وصوره ومصادره في القرية المصرية والآثار المترتبة عليه لاحتاج الأمر إلى جلسات وجلسات، ولكن تلك لمحة سريعة عن التلوث البيئي في القرية المصرية وأثره على صحة الريفيين.
إن جزء من مصادر تلوث البيئة الريفية يرجع إلى أساليب التخلص من المخلفات الزراعية والتي تكون إما بالحرق أو الرمى في المجاري المائية أو غيرها، على الرغم أن هذه المخلفات ثروة قومية لو أحسن استخدامها وتدويرها، لإنتاج أسمدة عضوية (الكمبوست) بدلا من الإفراط في إستخدام الأسمدة الكيماوية مرتفعة الثمن وتسبب أضرار صحية كبيرة، كذلك إنتاج أعلاف غير تقليدية مثل السيلاج وغيره، وكل ذلك من السهل أن يقوم به المزارع المصري وبأقل التكاليف ولكن غياب الرؤية وضعف الإرادة، وسوء الإدارة هما السبب في ذلك، على الرغم من توفر كل مقومات الإستفادة من المخلفات وتدويرها، بما يقلل من مصادر تلوث البيئة، ويحقق عائد مادي عالي للمزارع.
الدكتور عادل عامر
الدكتور عادل عامر
أن المرأة والفتاة لديها قصور بالأمور السياسية ولاسيما في الفترة الأخيرة نظراً للتطورات التي تشهدها الساحة المحلية والإقليمية والعالمية من أحداث ، وان التثقيف السياسي لم يعد قاصرا على المثقفات فقط بل أصبحت الريفيات البسطاء لديهن وعي سياسي نتيجة للأحداث والمتغيرات السياسية في الآونة الأخيرة نتيجة متابعتهن لنشرات الأخبار والبرامج الحوارية السياسية المختلفة .
- يتضح أن ( قوانين المرأة ) جاء في الترتيب الأول من حيث " القضايا القانونية " التي يناقشها البرنامج ويرجع ذلك إلى أن القضايا القانونية تهم المرأة والفتاة بدرجة كبيرة ولاسيما القوانين الخاصة بها سواء " قضايا الأحوال الشخصية وحقوقها " وغيرها من القوانين الشخصية ، ثم يأتي بعدها القوانين العمل وحقوقها وكيفية مطالبتها بها وحصولهن عليهن ، ويأتي بعدها المواريث والتي تعانى منها المرأة والفتاة ولاسيما في الصعيد حيث العادات والتقاليد المتعلقة بميراثها من الأراضي الزراعية
وأيضا حق المرأة في الدستور ولاسيما الدستور الجديد وانعكاسه على أوضاعها .أن الوعي بأهمية المرأة ودورها الفعال في المجتمع أخذ ينمو ويتضح بعد أن وضعت سياسات جديدة إعلامية منذ السبعينات لتعديل مضمون البرامج وبنائها بأسلوب جديد ومتطور آخذين بعين الاعتبار نتائج البحوث الحديثة في الاجتماع والإعلام والنقد لمراقبة البرامج حتى تتفق والسياسات الجديدة الخاصة بتسوية أوضاع المرأة الاجتماعية والاقتصادية فأخذت تلك البرامج الحديثة تركز بصورة مكثفة علي تحليل الجوانب المختلفة والمضيئة لنشاط المرأة ودورها الحديث في المجتمع خاصة بعد أن منحتها التشريعات وبصفة خاصة في بلجيكا حقها الكامل في العمل والأجر ومساواتها بالرجل وكانت لتلك الصورة الجديدة للمرأة في وسائل الإعلام خاصة التليفزيوني آثار بعيدة المدي علي عمل المرأة وانجازها في المجالات الاجتماعية والثقافية والسياسية..
إن الموروث الاجتماعي وعادات المجتمع تحول دون امتلاك المرأة الريفية بعض حقوقها الشرعية والقانونية، فهي إلى جانب أعبائها المنزلية تمارس أعمالا شاقة كجلب الماء والاحتطاب والفلاحة بالإضافة إلى مساهمتها في الزراعة والأمن الغذائي،.وأهميته في تأكيد مكانة المرأة الاجتماعية لان تأثير الصورة التي يعكسها التليفزيون عن واقع المرأة المصرية هو تصوير إلي حد كبير يفتقر إلي الموضوعية في معالجة قضايا المرأة ومواقفها من قضايا المجتمع بوجه عام حتى بالنسبة للبرامج الدرامية التي تحظي بكثافة عالية بين النساء.أن الدور الاجتماعي للمرأة ومشاركتها الحياة السياسية والاجتماعية يختلف باختلاف البيئة الاجتماعية وصلاحيتها في مساندة الأدوار المختلفة, فكلما امتدت جسور الوعي السياسي والاجتماعي فدائما كان العمل بالنسبة للمرآة، في الريف أو المدينة، في المنـزل أو خارجه، يعبر على الدوام عن عنصرين رئيسين متلازمين، يؤدي احدهما إلى الآخر، فهو حاجة اقتصادية تفرضها لقمة العيش، مثلما هو حاجة نفسية تشعر المرآة بآدميتها وكيانها الإنساني وتلبي رغبتها في التعبير عن حضورها الفكري والسياسي، وألا إتباع وسائل غير مشروعة لجأ إليها الرجل (رشوة- تزوير- سرقة- احتيال) أو ترك العمل الوظيفي واللجوء إلى الأعمال الحرة التي لم تكن مضمونة على الدوام وبين هذين المنفذين كانت هناك طريق ثالث ظهر إلى الوجود على حياء أول الأمر ثم لم تلبث أن تحول إلى ظاهرة وهي نزول النساء إلى ساحات العمل الحر- الذي كان شبه رجالي- بصورة لافتة للنظر في محاولة لخلق (الموازنة المقبولة)، حتى بتن يزاحمن الرجال على الأسواق والأرصفة والبسطات فهن يعملن في مجال بيع الملابس القديمة والسجائر والعطاريات والخضرة والفاكهة وحليب الأطفال والألبان وأطعمة الرصيف والحاجات النسوية من ملابس وإكسسوارات ومواد تجميل وورشات تطريز وخياطة وحلوى الصغار .
أن القنوات الإقليمية الفضائية من أهم القنوات بالنسبة للأقاليم التي انشات من اجلها ؛ حيث يعد الهدف الاساسى من إنشائها هو خدمي تنموي؛وذلك بهدف خدمة المجتمع وتنمية افرادة في كافة المجالات وذلك بتقديم المعلومات من خلال البرامج المقدمة للمرأة . وفى هذا الإطار ونظرا للدور الذي تقوم به وسائل الإعلام بقنواتها المختلفة في تنمية وتوعية المرأة فضلا عن خصائص وسائل الإعلام ومميزاتها بما تحدثه من تأثير على الفرد مما يؤدى إلى تغيرات في المجالات السلوكية والانفعالية والمعرفية والنفسية والاجتماعية ، وبالتالي فعند الحديث عن الإعلام والمرأة لابد لنا من معرفة الآليات التي تتمكن من خلالها وسائل الإعلام من تنمية المرأة والفتاة الصعيدية والمساهمة في تمكينها .
وانتشرت جذور الثقافة والفكر زادت درجة مشاركة المرأة في المجتمع ورسخت في العقول, وأصبحت من مسلمات الحياة الاجتماعية. أن للإعلام التليفزيوني خاصة. دورا كبيرا في تأكيد هذه الانطلاقة الجديدة وتنمية الوعي الفكري إلا أنه يمكنه تحجيم هذا الدور وإعاقة أهميته وتأثيراته الاجتماعية والثقافية والسياسية, وذلك إذا أصرت أجهزة الإعلام علي تقديم صورة مناقضة للواقع الاجتماعي والثقافي للمرأة, فالتناقض في الرؤية بين الواقع الفعلي الذي تؤكده البحوث العلمية في المجالات الاجتماعية المتعددة وعدم الإتقان في عرضه في مضمون وسائل الإعلام, فيمكن أن يؤدي ذلك إلي ظهور العديد من السلبيات الاجتماعية وبصفة خاصة السلوكية المعوقة لحركة المجتمع الاقتصادية والسياسية والثقافية. -أن هناك علاقة ذات دلالة إحصائية بين معدل الاعتماد على وسائل الإعلام المختلفة ومعدل حجم المشاركة السياسية وعدل حجم المعرفة السياسية لدى الشباب . مستوى الوعي السياسي كان متوسطا بين الشباب بناءً على العينة التي تم أخذها . يعتمد الشباب الجامعي على التلفزيون بالدرجة الأولى ثم الصحف ثم الراديو في متابعة المواد السياسية .
من المفترض أنه مع التقدم الصحي تنخفض معدلات الإصابة بالأمراض خاصة في الريف، لكن ذلك لم يحدث (على الرغم من إرتفاع العمر المتوقع عند الميلاد لكل من الذكور والإناث) حيث زادت الأمراض خاصة أمراض إلتهاب الكبد الوبائي (فيروس C)، والفشل الكلوي، وأمراض السرطان وأمراض الجهاز التنفسي، والضعف الجنسي وغيرها من الأمراض حيث سجلت مصر المرتبة الأولى على مستوى العالم في الإصابة بها، وترتفع نسب الإصابة بهذه الأمراض بالريف أعلى من الحضر، ولعل أحد أسباب إرتفاع معدلات الإصابة بهذه الأمراض ناتج عن التلوث البيئي بكافة صوره وأشكاله في الريف المصري، خاصة المجاري المائية من الترع والمصارف والتي أصبحت المكان المفضل للتخلص من الحيوانات والطيور النافقة، وصرف مجاري البيوت فيها، وإلقاء علب المبيدات الفارغة وغيرها من المخلفات، حتى أصبحت مصدر للإصابة بالعديد من الأمراض، ولعل المسئولية في ذلك مشتركة بين الريفيين والمسئولين سواء من حيث انخفاض الوعي البيئي لدى الريفيين بخطورة مثل هذه الممارسات، وعدم توفر البدائل لديهم للتخلص من المخلفات، ثم غياب الرقابة الحكومية بل إنتهاء دور الدولة خاصة بعد ثورة 25 يناير والغياب الكامل للدولة في كافة مناحي الحياة. ثم التلوث الناتج عن الإفراط في إستخدام المبيدات والأسمدة الكيماوية والمخصبات ومنظمات النمو والهرمونات حيث أصبحت الزراعة المصرية حقل تجارب ومستباحة لاستخدام العديد من المبيدات المحرمة دولياً، وقد تزايد ذلك أيضا في ظل الغياب الكامل لدور الدولة بعد ثورة 25 يناير من الرقابة على أسواق الاتجار في مستلزمات الإنتاج الزراعي، ونتيجة لذلك زادت الأمراض الخطيرة وأصبحت تهدد صحة المصريين، إضافة إلى التأثير السلبي على الصادرات المصرية من الخضر والفاكهة بسبب تجاوز الحدود المسموح بها في نسب المتبقيات من المبيدات والأسمدة الكيماوية، ولو أفرطنا في الحديث عن التلوث وصوره ومصادره في القرية المصرية والآثار المترتبة عليه لاحتاج الأمر إلى جلسات وجلسات، ولكن تلك لمحة سريعة عن التلوث البيئي في القرية المصرية وأثره على صحة الريفيين.
إن جزء من مصادر تلوث البيئة الريفية يرجع إلى أساليب التخلص من المخلفات الزراعية والتي تكون إما بالحرق أو الرمى في المجاري المائية أو غيرها، على الرغم أن هذه المخلفات ثروة قومية لو أحسن استخدامها وتدويرها، لإنتاج أسمدة عضوية (الكمبوست) بدلا من الإفراط في إستخدام الأسمدة الكيماوية مرتفعة الثمن وتسبب أضرار صحية كبيرة، كذلك إنتاج أعلاف غير تقليدية مثل السيلاج وغيره، وكل ذلك من السهل أن يقوم به المزارع المصري وبأقل التكاليف ولكن غياب الرؤية وضعف الإرادة، وسوء الإدارة هما السبب في ذلك، على الرغم من توفر كل مقومات الإستفادة من المخلفات وتدويرها، بما يقلل من مصادر تلوث البيئة، ويحقق عائد مادي عالي للمزارع.
الدكتور عادل عامر