أهداف أميركية لا تحتاج إلى تورّط عسكري كبير – بقلم :صبحي غندور* Hitskin_logo Hitskin.com

هذه مُجرَّد مُعاينة لتصميم تم اختياره من موقع Hitskin.com
تنصيب التصميم في منتداكالرجوع الى صفحة بيانات التصميم

نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة
نبيل - القدس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المواضيع الأخيرة
» 21- من دروس القران التوعوية - مزج الطاقة العربية بالطاقة الاسلامية
أهداف أميركية لا تحتاج إلى تورّط عسكري كبير – بقلم :صبحي غندور* I_icon_minitimeاليوم في 2:16 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 20- من دروس القران التوعوية:- اصطفاء العرب!!!
أهداف أميركية لا تحتاج إلى تورّط عسكري كبير – بقلم :صبحي غندور* I_icon_minitimeأمس في 5:53 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» خاطرة من وحي التاريخ !!
أهداف أميركية لا تحتاج إلى تورّط عسكري كبير – بقلم :صبحي غندور* I_icon_minitimeأمس في 2:43 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 19-من دروس القران التوعوية - مسؤولية حمل الرسالة
أهداف أميركية لا تحتاج إلى تورّط عسكري كبير – بقلم :صبحي غندور* I_icon_minitime2024-09-18, 5:37 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 18- من دروس القران التوعوية
أهداف أميركية لا تحتاج إلى تورّط عسكري كبير – بقلم :صبحي غندور* I_icon_minitime2024-09-17, 9:06 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» مخاطر الكتابة في الانساب لغير اهل الفقه والعلم
أهداف أميركية لا تحتاج إلى تورّط عسكري كبير – بقلم :صبحي غندور* I_icon_minitime2024-09-17, 8:58 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 26- حديث الاثنين-الايمان وصناعة النفس والتغيير
أهداف أميركية لا تحتاج إلى تورّط عسكري كبير – بقلم :صبحي غندور* I_icon_minitime2024-09-16, 7:06 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» رسالة خطيرة من النبي !!!
أهداف أميركية لا تحتاج إلى تورّط عسكري كبير – بقلم :صبحي غندور* I_icon_minitime2024-09-15, 1:10 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 17- من دروس القران التوعوية - الاجتهاد و التقليد
أهداف أميركية لا تحتاج إلى تورّط عسكري كبير – بقلم :صبحي غندور* I_icon_minitime2024-09-15, 1:08 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» ذو الوجهين فاسد منافق فاحذروه !!!
أهداف أميركية لا تحتاج إلى تورّط عسكري كبير – بقلم :صبحي غندور* I_icon_minitime2024-09-15, 2:36 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 16- من دروس القران التوعوية - المنافقون عدو فاحذرهم
أهداف أميركية لا تحتاج إلى تورّط عسكري كبير – بقلم :صبحي غندور* I_icon_minitime2024-09-14, 5:31 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 15- من دروس القران التوعوية - عقيدتنا وشريعتنا تصنعان الوعي
أهداف أميركية لا تحتاج إلى تورّط عسكري كبير – بقلم :صبحي غندور* I_icon_minitime2024-09-13, 6:41 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الجمعة - مكانة الشهادة والشهيد !!!
أهداف أميركية لا تحتاج إلى تورّط عسكري كبير – بقلم :صبحي غندور* I_icon_minitime2024-09-13, 4:04 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» شركات عمل تطبيقات – تك سوفت للحلول الذكية – Tec Soft for SMART solutions
أهداف أميركية لا تحتاج إلى تورّط عسكري كبير – بقلم :صبحي غندور* I_icon_minitime2024-09-12, 4:47 pm من طرف سها ياسر

» 14- من دروس القران التوعوية- تسمية الاشياء والامور باسماءها
أهداف أميركية لا تحتاج إلى تورّط عسكري كبير – بقلم :صبحي غندور* I_icon_minitime2024-09-12, 8:03 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» دموع الرجال على الرجال !!!
أهداف أميركية لا تحتاج إلى تورّط عسكري كبير – بقلم :صبحي غندور* I_icon_minitime2024-09-11, 3:25 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 13- من دروس القران التوعوية- الحكمة من تسمية الاشياء والامور بمسمياتها
أهداف أميركية لا تحتاج إلى تورّط عسكري كبير – بقلم :صبحي غندور* I_icon_minitime2024-09-11, 3:17 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 12- من دروس القران التوعوية- المصطلحات واهميتها
أهداف أميركية لا تحتاج إلى تورّط عسكري كبير – بقلم :صبحي غندور* I_icon_minitime2024-09-10, 8:06 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 25-حديث الاثنين =نظرات عقائدية اساسية
أهداف أميركية لا تحتاج إلى تورّط عسكري كبير – بقلم :صبحي غندور* I_icon_minitime2024-09-09, 8:53 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 11- من دروس القران التوعوية-بناء الوعي الشخصي الطريق لبناء الوعي العام
أهداف أميركية لا تحتاج إلى تورّط عسكري كبير – بقلم :صبحي غندور* I_icon_minitime2024-09-09, 8:48 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 10- من دروس القران التوعوية- ب-وسائل وانواع التفكير
أهداف أميركية لا تحتاج إلى تورّط عسكري كبير – بقلم :صبحي غندور* I_icon_minitime2024-09-08, 5:46 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 9- من دروس القران التوعوية-أ-القران ارشدنا لمعرفة العملية العقلية
أهداف أميركية لا تحتاج إلى تورّط عسكري كبير – بقلم :صبحي غندور* I_icon_minitime2024-09-07, 10:52 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الجمعة= الحذر من الخداع والمخادين!!!
أهداف أميركية لا تحتاج إلى تورّط عسكري كبير – بقلم :صبحي غندور* I_icon_minitime2024-09-06, 4:40 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 8- من دروس القران التوعوية=تغييب الطغاة للوعي !!
أهداف أميركية لا تحتاج إلى تورّط عسكري كبير – بقلم :صبحي غندور* I_icon_minitime2024-09-05, 9:53 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الصباح= الاسلام والتغيير المجتمعي
أهداف أميركية لا تحتاج إلى تورّط عسكري كبير – بقلم :صبحي غندور* I_icon_minitime2024-09-04, 7:13 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 6-من دروس القران التوعوية- التثبت والتيقن
أهداف أميركية لا تحتاج إلى تورّط عسكري كبير – بقلم :صبحي غندور* I_icon_minitime2024-09-04, 5:00 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث التاريخ !!!الانجليز وسلطان الهند!!!
أهداف أميركية لا تحتاج إلى تورّط عسكري كبير – بقلم :صبحي غندور* I_icon_minitime2024-09-03, 8:33 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» عمل تطبيقات الجوال – مع شركة تك سوفت للحلول الذكية – Tec Soft for SMART solutions
أهداف أميركية لا تحتاج إلى تورّط عسكري كبير – بقلم :صبحي غندور* I_icon_minitime2024-09-03, 2:36 pm من طرف سها ياسر

» 5- من دروس القران التوعوية= التغيير الشامل
أهداف أميركية لا تحتاج إلى تورّط عسكري كبير – بقلم :صبحي غندور* I_icon_minitime2024-09-03, 8:47 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 24- حديث الاثنين - الايمان والتصديق والفرق بينهما وعلاقة الايمان بالعمل
أهداف أميركية لا تحتاج إلى تورّط عسكري كبير – بقلم :صبحي غندور* I_icon_minitime2024-09-02, 12:02 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

عداد للزوار جديد
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 541 عُضو متصل حالياً :: 1 أعضاء, 0 عُضو مُختفي و 540 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

نبيل القدس ابو اسماعيل

[ مُعاينة اللائحة بأكملها ]


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 752 بتاريخ 2024-09-20, 4:22 am
تصويت
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
نبيل القدس ابو اسماعيل - 38800
أهداف أميركية لا تحتاج إلى تورّط عسكري كبير – بقلم :صبحي غندور* I_vote_rcapأهداف أميركية لا تحتاج إلى تورّط عسكري كبير – بقلم :صبحي غندور* I_voting_barأهداف أميركية لا تحتاج إلى تورّط عسكري كبير – بقلم :صبحي غندور* I_vote_lcap 
زهرة اللوتس المقدسية - 15399
أهداف أميركية لا تحتاج إلى تورّط عسكري كبير – بقلم :صبحي غندور* I_vote_rcapأهداف أميركية لا تحتاج إلى تورّط عسكري كبير – بقلم :صبحي غندور* I_voting_barأهداف أميركية لا تحتاج إلى تورّط عسكري كبير – بقلم :صبحي غندور* I_vote_lcap 
معتصم - 12434
أهداف أميركية لا تحتاج إلى تورّط عسكري كبير – بقلم :صبحي غندور* I_vote_rcapأهداف أميركية لا تحتاج إلى تورّط عسكري كبير – بقلم :صبحي غندور* I_voting_barأهداف أميركية لا تحتاج إلى تورّط عسكري كبير – بقلم :صبحي غندور* I_vote_lcap 
محمد بن يوسف الزيادي - 4202
أهداف أميركية لا تحتاج إلى تورّط عسكري كبير – بقلم :صبحي غندور* I_vote_rcapأهداف أميركية لا تحتاج إلى تورّط عسكري كبير – بقلم :صبحي غندور* I_voting_barأهداف أميركية لا تحتاج إلى تورّط عسكري كبير – بقلم :صبحي غندور* I_vote_lcap 
sa3idiman - 3588
أهداف أميركية لا تحتاج إلى تورّط عسكري كبير – بقلم :صبحي غندور* I_vote_rcapأهداف أميركية لا تحتاج إلى تورّط عسكري كبير – بقلم :صبحي غندور* I_voting_barأهداف أميركية لا تحتاج إلى تورّط عسكري كبير – بقلم :صبحي غندور* I_vote_lcap 
لينا محمود - 2667
أهداف أميركية لا تحتاج إلى تورّط عسكري كبير – بقلم :صبحي غندور* I_vote_rcapأهداف أميركية لا تحتاج إلى تورّط عسكري كبير – بقلم :صبحي غندور* I_voting_barأهداف أميركية لا تحتاج إلى تورّط عسكري كبير – بقلم :صبحي غندور* I_vote_lcap 
هيام الاعور - 2145
أهداف أميركية لا تحتاج إلى تورّط عسكري كبير – بقلم :صبحي غندور* I_vote_rcapأهداف أميركية لا تحتاج إلى تورّط عسكري كبير – بقلم :صبحي غندور* I_voting_barأهداف أميركية لا تحتاج إلى تورّط عسكري كبير – بقلم :صبحي غندور* I_vote_lcap 
بسام السيوري - 1763
أهداف أميركية لا تحتاج إلى تورّط عسكري كبير – بقلم :صبحي غندور* I_vote_rcapأهداف أميركية لا تحتاج إلى تورّط عسكري كبير – بقلم :صبحي غندور* I_voting_barأهداف أميركية لا تحتاج إلى تورّط عسكري كبير – بقلم :صبحي غندور* I_vote_lcap 
محمد القدس - 1219
أهداف أميركية لا تحتاج إلى تورّط عسكري كبير – بقلم :صبحي غندور* I_vote_rcapأهداف أميركية لا تحتاج إلى تورّط عسكري كبير – بقلم :صبحي غندور* I_voting_barأهداف أميركية لا تحتاج إلى تورّط عسكري كبير – بقلم :صبحي غندور* I_vote_lcap 
العرين - 1193
أهداف أميركية لا تحتاج إلى تورّط عسكري كبير – بقلم :صبحي غندور* I_vote_rcapأهداف أميركية لا تحتاج إلى تورّط عسكري كبير – بقلم :صبحي غندور* I_voting_barأهداف أميركية لا تحتاج إلى تورّط عسكري كبير – بقلم :صبحي غندور* I_vote_lcap 

احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1030 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو Roland فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 66288 مساهمة في هذا المنتدى في 20242 موضوع
عداد زوار المنتدى
free counterAmazingCounters.com


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

أهداف أميركية لا تحتاج إلى تورّط عسكري كبير – بقلم :صبحي غندور*

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

نبيل القدس ابو اسماعيل

نبيل القدس ابو اسماعيل
المدير العام
المدير العام

أهداف أميركية لا تحتاج إلى تورّط عسكري كبير – بقلم :صبحي غندور*
تميّزَ انتهاء الحقبة الأوروبية الاستعمارية، التي امتدّت إلى منتصف القرن العشرين، بأنّ الاستعمار الأوروبي كان يُخلي البلدان التي كانت تخضع لهيمنته، في آسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية، بعد أن يوجِد فيها عناصر صراعات تسمح له بالتدخّل مستقبلاً، وتضمن إضعاف هذه البلدان التي قاومت الاستعمار وتحرّرت منه. فقد ظهرت دول وحكومات خلال القرن الماضي إمّا تتصارع فيما بينها على الحدود، أو في داخلها على الحكم بين “أقليّات” و”أكثريّات”، وفي الحالتين، تضطرّ هذه الدول النامية الحديثة للاستعانة مجدّداً بالقوى الغربية لحلّ مشاكلها أو لدعم طرفٍ داخلي ضدّ طرفٍ آخر. وجدنا ذلك يحدث في الهند مثلاً، التي منها خرجت باكستان، ثمّ تصارعت الدولتان على الحدود في كشمير. ووجدنا ذلك يحدث أيضاً في صراعات الحدود بين عدّة دولٍ عربية وإفريقية. كما حصلت عدّة حروب أهلية وأزمات أمنية وسياسية في بلدانٍ أخلاها المستعمر الأوروبي بعد أن فرض فيها أنظمة حكم مضمونة الولاء له، لكنّها لا تُعبّر عن شعوبها، وتُمثّل حالةً طائفية أو إثنية فئوية لا ترضى عنها غالبية الشعب.

متغيّراتٌ دولية كثيرة حدثت بعد الحرب العالمية الثانية، وخلال العقود الماضية التي تبعت انتهاء الحقبة الأوروبية الاستعمارية، ومنها وراثة الولايات المتحدة للإمبراطوريتين البريطانية والفرنسية وظهور معسكريْ “الشرق الشيوعي” بقيادة روسيا، و”الغرب الرأسمالي” بزعامة أميركا. لكن انتهاء “الحرب الباردة” بين المعسكرين، مع غروب القرن العشرين، لم تكن نهايةً لنهج التنافس الدولي على العالم وثرواته ومواقعه الجغرافية الهامّة، كما هو موقع الأمَّة العربية وثرواتها الهائلة.

الحرب على أفغانستان في نهاية العام 2001 ثمّ الحرب على العراق في مطلع العام 2003، وما رافق هاتين الحربين من انتشار عسكري أميركي في محيط دول الشرق الأوسط، وإقامة قواعد في بعضها، في إطار التوظيف الكبير لأعمال الإرهاب التي حدثت ضدّ أميركا، من أجل تبرير حروبٍ وسياسات ما كان لها أن تحدث لولا “خدمات” جماعات “القاعدة”، ذلك كلّه كان وما يزال أعمالاً عسكرية من أجل خدمة رؤية سياسية لها مضامين أمنية واقتصادية.

ولأنّ التواجد العسكري الأميركي في المنطقة لا يكفي وحده من أجل ضمان المصالح الأميركية في “الشرق الأوسط الأوسط الكبير”، فإنّ عناصر ثلاثة يتوجّب توفّرها بشكلٍ متلازم مع الوجودين العسكري والأمني:

1- السعي لجعل منظومة الحكم في معظم دول المنطقة مبنيّةً على مزيج من آليات ديمقراطية وفيدراليات إثنية أو طائفية. فالديمقراطية، لو تحقّقت، دون التركيبة الفيدرالية (التي ستكون حصيلة تعزيز المشاعر الانقسامية في المجتمع الواحد)، يمكن أن توجِد أنظمة وحكومات تختلف مع الرؤية الأميركية.

أيضاً، فإنّ إثارة الانقسامات الإثنية أو الطائفية، دون توافر سياق ديمقراطي ضابط لها في إطار من الصيغة الفيدرالية، يمكن أن يجعلها سبب صراعٍ مستمرّ يمنع الاستقرار السياسي والاقتصادي المنشود بالرؤية الأميركية، ويجعل القوات الأميركية المتواجدة بالمنطقة عرضةً للخطر الأمني المستمرّ في ظلّ حروبٍ أهلية مفتوحة. إضافةً إلى أنّ التركيبة الفيدرالية القائمة على آليات ديمقراطية ستسمح للولايات المتحدة بالتدخّل الدائم مع القطاعات المختلفة في داخل كلّ جزءٍ من ناحية، وبين الأجزاء المتّحدة فيدرالياً من ناحية أخرى.

2- التركيز على هويّة “شرق أوسطية” كإطار جامع للفيدراليات المتعدّدة المنشودة في بلدان المنطقة العربية، إذ أنّ العمل تحت مظلّة “الجامعة العربية” يمكن أن يؤدّي مستقبلاً إلى ما ليس مرغوباً به أميركياً من نشوء تكتّلات كبرى متجانسة ذات مضامين ثقافية متباينة مع الرؤية الأميركية، كما حدث ويحدث في تجربة الاتحاد الأوروبي، رغم وجود القواعد العسكرية الأميركية في أوروبا، ورغم وجود حلف الأطلسي والانتماء المشترك لحضارة غربية واحدة.

لهذا يدخل العامل الإسرائيلي كعنصر مهمّ في الشرق الأوسط الكبير المنشود أميركياً منذ عقدين من الزمن، إذ بحضوره الفاعل، تغيب الهويّتان العربية والإسلامية عن أيِّ تكتّل إقليمي محدود أو شامل.

3- العنصر الثالث المهمّ، في الرؤية الأميركية المستقبلية للشرق الأوسط، يقوم على ضرورة إنهاء الصراع العربي/الإسرائيلي من خلال إعطاء الأولوية لتطبيع العلاقات العربية مع إسرائيل، وقبل تحقيق التسوية الشاملة التي تتطلّب حسب المنظور الأميركي سنواتٍ عديدة. وتجد الإدارة الأميركية الآن فرصةً مهمّة لعقد مؤتمر إقليمي يؤدّي إلى تطبيع العلاقات العربية – الإسرائيلية ممّا سيدفع الأطراف كلّها إلى التسوية والقبول بحدود دنيا من المطالب والشروط، كما أنّه سيسهّل إنهاء الصراعات المسلّحة حتّى من غير تسويات سياسية شاملة، وممّا قد يساعد أيضاً على تحجيم نفوذ خصوم أميركا في المنطقة.

***

بعد احتلال العراق في العام 2003، أطلقت إدارة بوش الابن ثلاثة شعارات، فشل منها اثنان وبقي الشعار الثالث رهناً بما يحدث الآن من صراعات ومتغيّرات عربية. الشعار الأول كان عقب غزو العراق مباشرةً حينما تحدّث أكثر من مسؤول أميركي عن أنّ العراق سيكون “نموذجاً للديمقراطية” في الشرق الأوسط، وأنّ دولاً عديدة في المنطقة ستحذو حذوه. الشعار الثاني، كان عن “الشرق الأوسط الكبير” الجديد الذي سيخرج إلى الوجود بعد تفاعلات الحرب في العراق، وبعد حروب إسرائيل في لبنان وغزّة في عام 2006 والتي دعمتّها بشدّة إدارة بوش الابن.

سقط حكم “المحافظين الجدد” في أميركا في انتخابات العام 2008، وسقطت معهم أحلام “الإمبراطورية الواحدة في العالم”، وأصبحت التجربة الأميركية في العراق “نموذجاً” للفشل والكذب والخداع في السياسة الأميركية، ولم تتدحرج أنظمة المنطقة خلف “الدومينو العراقي”، كما توهَّم وراهن “المحافظون الجدد”، وكذلك كان مصير شعار “الشرق الأوسط الكبير”، والمراهنات في القضاء على ظواهر المقاومة ضدّ إسرائيل بعد حربيْ صيف عام 2006 في لبنان ونهاية عام 2008 في غزّة.

أمّا الشعار الثالث، الذي أطلقته الوزيرة كونداليزا رايس خلال الفترة الثانية من حكم بوش الابن، فكان عن “الفوضى الخلّاقة” والتي كانت المراهنة على حدوثها في بلدان الشرق الأوسط من خلال تفاعلات الأزمات الداخلية في دول المنطقة. ولعلّ ما حدث ويحدث في السنوات الماضية داخل عدّة بلدانٍ عربية يؤكّد أنّ شعار “الفوضى الخلّاقة” لم ينتهِ مع نهاية حكم “المحافظين الجدد”، وبأنّ المراهنات ما زالت قائمة على هذا الشعار، رغم التغييرات التي حدثت في “البيت الأبيض”.

الوقائع والتجارب كلّها تؤكّد وجود أهداف ومصالح ومؤسسات أميركية، محصّنة ضدّ تأثيرات ما يحدث في الحياة السياسية الأميركية من تحوّلات وصراعات انتخابية محلّية.

ولم يكن ممكناً طبعاً فصل ملف الأزمة الأميركية مع إيران عن ملفّات “الأزمات الأخرى” في المنطقة العربية، وعن حلفاء طهران في سوريا والعراق ولبنان واليمن وفلسطين. فإيران معنيّة بشكلٍ مباشر أو غير مباشر في تداعيات أيّ صراع، حدث أو قد يحدث، فيما هو قائمٌ الآن من أزماتٍ عربية. ومن رحم هذه الأزمات على الأراضي العربية توالدت مخاوف سياسية وأمنية عديدة، أبرزها كان وما يزال من مخاطر الصراعات الطائفية والمذهبية والإثنية، خاصّةً في ظلّ امتداد دور ووجود الجماعات الإرهابية، وما يرافق ذلك الصراع مع الإرهاب من عنفٍ مسلّح وصراعات وتنافس على الحكم وعلى المعارضة.

والمحصّلة من ذلك كلّه، أنّ صُنّاع القرار الأميركي يأملون الآن كثيراً في تحقيق أهداف السياسة الأميركية في “الشرق الأوسط”، من خلال تفاعلات الصراعات المحلّية والإقليمية الدائرة بالمنطقة، ودون حاجةٍ لتورّطٍ عسكريٍّ أميركي كبير في أيٍّ من بلدانها!.

24-4-2017

*مدير “مركز الحوار العربي” في واشنطن

Sobhi@alhewar.com

https://alhoob-alsdagh.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى