الرجال....قليل....رغم كثرة الذكور....
بعض الرجال عورة يحرم اظهارها...
ومنهم سترة لمن وراءهم...يسترون عورات اقوامهم..
ومنهم الوف تمر ولا تعدهم...
وقد قيل رجل بالف والف بخف.
وكم رجل يعدُّ بــألف رجلٍ ... وكم رجالٍ تمرُّ بلا عداد
أقول: لقد كثر في زماننا الرجال الذين «يمرون بلا عداد ، وذلك لتلاشي الهمم وموت النفوس!
ووصف شخص بالرجولة تأتي من باب المديح، ولذلك مدح الله تعالى بعض عباده، فقال: «من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه»، وقال: «رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله».
وفي الحديث الشريف عند البخاري ومسلم رحمهما الله :- عن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ( إِنَّمَا النَّاسُ كَالإِبِلِ المِائَةِ ، لاَ تَكَادُ تَجِدُ فِيهَا رَاحِلَةً ).
هذا لفظ البخاري ، ولفظ مسلم : ( تَجِدُونَ النَّاسَ كَإِبِلٍ مِائَةٍ ، لَا يَجِدُ الرَّجُلُ فِيهَا رَاحِلَةً ) .
قَالَ الْخَطَّابِيُّ: الْعَرَبُ تَقُولُ لِلْمِائَةِ مِنَ الْإِبِلِ إِبِلٌ، يَقُولُونَ لِفُلَانٍ إِبِلٌ، أَيْ مِائَةُ بَعِيرٍ، وَلِفُلَانٍ إِبِلَانِ، أَيْ مِائَتَانِ. وعليه تكون رواية البخاري مفسرة لرواية مسلم.
وقَالَ الْخَطَّابِيُّ: تَأَوَّلُوا هَذَا الْحَدِيثَ عَلَى وَجْهَيْنِ:
أَحَدُهُمَا: أَنَّ النَّاسَ فِي أَحْكَامِ الدِّينِ سَوَاءٌ ، لا فضل فِيهَا لِشَرِيفٍ عَلَى مَشْرُوفٍ، وَلَا لِرَفِيعٍ عَلَى وَضِيعٍ، كَالْإِبِلِ الْمِائَةِ الَّتِي لَا يَكُونُ فِيهَا رَاحِلَةٌ، وَهِيَ الَّتِي تُرْحَلُ لِتُرْكَبَ، وَالرَّاحِلَةُ فَاعِلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ، أَيْ كُلُّهَا حَمُولَةٌ تَصْلُحُ لِلْحَمْلِ، وَلَا تَصْلُحُ لِلرَّحْلِ وَالرُّكُوبِ عَلَيْهَا .
وَالثَّانِي: أَنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ أَهْلُ نَقْصٍ، وَأَمَّا أَهْلُ الْفَضْلِ فَعَدَدُهُمْ قَلِيلٌ جِدًّا، فَهُمْ بِمَنْزِلَةِ الرَّاحِلَةِ فِي الْإِبِل الحمولة، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى : (وَلَكِن أَكثر النَّاس لَا يعلمُون) .
وَقَالَ ابن بَطَّالٍ: مَعْنَى الْحَدِيثِ: أَنَّ النَّاسَ كَثِيرٌ ، وَالْمَرْضِيَّ مِنْهُمْ قَلِيلٌ. وَإِلَى هَذَا الْمَعْنَى أَوْمَأَ الْبُخَارِيُّ بِإِدْخَالِهِ فِي بَابِ رَفْعِ الْأَمَانَةِ، لِأَنَّ مَنْ كَانَتْ هَذِهِ صِفَتَهُ فَالِاخْتِيَارُ عَدَمُ مُعَاشَرَتِهِ ".
وقال ابن الأثير رحمه الله في النهاية :
" (النَّاسُ كإبِلٍ مائةٍ لَا تَجِدُ فِيهَا راحلَةً) يَعْنِي: أَنَّ المَرْضِيَّ الْمُنتَجَب مِنَ النَّاسِ ، فِي عِزَّةِ وُجُودِهِ : كالنّجِيبِ مِنَ الإبِلِ الْقَوِيِّ عَلَى الْأَحْمَالِ وَالْأَسْفَارِ الَّذِي لَا يُوجَدُ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْإِبِلِ " .
لما حاصر خالد بن الوليد رضي الله عنه بلاد الحيرة طلب المدد من أبي بكر رضي الله عنه ، فأرسل له رجلا واحدا وهو القعقاع بن عمرو التميمي رضي الله عنه وقال له : يا خالد أرسلت لك رجلا بألف رجل.
و لما حاصر عمرو بن العاص رضي الله عنه بلاد مصر طلب المدد من عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأرسل له أربعة من الرجال وهم : الزبير بن العوام والمقداد بن عمرو وعبادة بن الصامت ومسلمة بن مخلد رضي الله عنهم جميعا وقال له : يا عمرو مددتك بأربعة رجال كل رجل منهم بألف رجل .
والرجولة قوة تحصل للنفس تحمل صاحبها على معالي الأمور وتبعده عن سفاسفها وتجعله يترفع ويتنزه عن كل ما يدني مكانته ويضعها.
قد مات قوم وما ماتت مكارمهم """"" وعاش قوم وهم في الناس أموات
وما أجمل ما قاله الامام الشافعي ( رحمه الله ) :-
دع الأيام تفعل ما تشاء ..... وطب نفسا إذا حكم القضاء
ولا تجزع لحادثة الليالي ..... فما لحوادث الدنيا بقاء
وكن رجلا على الأهوال جلدا ..... وشيمتك السماحة والوفاء
وإن كثرت عيوبك في البرايا ..... وسرك أن يكون لها غطاء
تستر بالسخاء فكل عيب ..... يغطيه كما قيل السخاء
ولا تر للأعادي قط ذلا ..... فإن شماتة الأعدا بلاء
ولا ترج السماحة من بخيل ..... فما في النار للظمآن ماء
ورزقك ليس ينقصه التأني ..... وليس يزيد في الرزق العناء
ولا حزن يدوم ولا سرور ..... ولا بؤس عليك ولا رخاء
إذا ما كنت ذا قلب قنوع ..... فأنت ومالك الدنيا سواء
ومن نزلت بساحته المنايا ..... فلا أرض تقيه ولا سماء
وأرض الله واسعة ولكن ..... إذا نزل القضا ضاق الفضاء
ورفع الله بدينه قدركم واعلى بطاعته وتقواه شأنكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بعض الرجال عورة يحرم اظهارها...
ومنهم سترة لمن وراءهم...يسترون عورات اقوامهم..
ومنهم الوف تمر ولا تعدهم...
وقد قيل رجل بالف والف بخف.
وكم رجل يعدُّ بــألف رجلٍ ... وكم رجالٍ تمرُّ بلا عداد
أقول: لقد كثر في زماننا الرجال الذين «يمرون بلا عداد ، وذلك لتلاشي الهمم وموت النفوس!
ووصف شخص بالرجولة تأتي من باب المديح، ولذلك مدح الله تعالى بعض عباده، فقال: «من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه»، وقال: «رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله».
وفي الحديث الشريف عند البخاري ومسلم رحمهما الله :- عن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ( إِنَّمَا النَّاسُ كَالإِبِلِ المِائَةِ ، لاَ تَكَادُ تَجِدُ فِيهَا رَاحِلَةً ).
هذا لفظ البخاري ، ولفظ مسلم : ( تَجِدُونَ النَّاسَ كَإِبِلٍ مِائَةٍ ، لَا يَجِدُ الرَّجُلُ فِيهَا رَاحِلَةً ) .
قَالَ الْخَطَّابِيُّ: الْعَرَبُ تَقُولُ لِلْمِائَةِ مِنَ الْإِبِلِ إِبِلٌ، يَقُولُونَ لِفُلَانٍ إِبِلٌ، أَيْ مِائَةُ بَعِيرٍ، وَلِفُلَانٍ إِبِلَانِ، أَيْ مِائَتَانِ. وعليه تكون رواية البخاري مفسرة لرواية مسلم.
وقَالَ الْخَطَّابِيُّ: تَأَوَّلُوا هَذَا الْحَدِيثَ عَلَى وَجْهَيْنِ:
أَحَدُهُمَا: أَنَّ النَّاسَ فِي أَحْكَامِ الدِّينِ سَوَاءٌ ، لا فضل فِيهَا لِشَرِيفٍ عَلَى مَشْرُوفٍ، وَلَا لِرَفِيعٍ عَلَى وَضِيعٍ، كَالْإِبِلِ الْمِائَةِ الَّتِي لَا يَكُونُ فِيهَا رَاحِلَةٌ، وَهِيَ الَّتِي تُرْحَلُ لِتُرْكَبَ، وَالرَّاحِلَةُ فَاعِلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ، أَيْ كُلُّهَا حَمُولَةٌ تَصْلُحُ لِلْحَمْلِ، وَلَا تَصْلُحُ لِلرَّحْلِ وَالرُّكُوبِ عَلَيْهَا .
وَالثَّانِي: أَنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ أَهْلُ نَقْصٍ، وَأَمَّا أَهْلُ الْفَضْلِ فَعَدَدُهُمْ قَلِيلٌ جِدًّا، فَهُمْ بِمَنْزِلَةِ الرَّاحِلَةِ فِي الْإِبِل الحمولة، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى : (وَلَكِن أَكثر النَّاس لَا يعلمُون) .
وَقَالَ ابن بَطَّالٍ: مَعْنَى الْحَدِيثِ: أَنَّ النَّاسَ كَثِيرٌ ، وَالْمَرْضِيَّ مِنْهُمْ قَلِيلٌ. وَإِلَى هَذَا الْمَعْنَى أَوْمَأَ الْبُخَارِيُّ بِإِدْخَالِهِ فِي بَابِ رَفْعِ الْأَمَانَةِ، لِأَنَّ مَنْ كَانَتْ هَذِهِ صِفَتَهُ فَالِاخْتِيَارُ عَدَمُ مُعَاشَرَتِهِ ".
وقال ابن الأثير رحمه الله في النهاية :
" (النَّاسُ كإبِلٍ مائةٍ لَا تَجِدُ فِيهَا راحلَةً) يَعْنِي: أَنَّ المَرْضِيَّ الْمُنتَجَب مِنَ النَّاسِ ، فِي عِزَّةِ وُجُودِهِ : كالنّجِيبِ مِنَ الإبِلِ الْقَوِيِّ عَلَى الْأَحْمَالِ وَالْأَسْفَارِ الَّذِي لَا يُوجَدُ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْإِبِلِ " .
لما حاصر خالد بن الوليد رضي الله عنه بلاد الحيرة طلب المدد من أبي بكر رضي الله عنه ، فأرسل له رجلا واحدا وهو القعقاع بن عمرو التميمي رضي الله عنه وقال له : يا خالد أرسلت لك رجلا بألف رجل.
و لما حاصر عمرو بن العاص رضي الله عنه بلاد مصر طلب المدد من عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأرسل له أربعة من الرجال وهم : الزبير بن العوام والمقداد بن عمرو وعبادة بن الصامت ومسلمة بن مخلد رضي الله عنهم جميعا وقال له : يا عمرو مددتك بأربعة رجال كل رجل منهم بألف رجل .
والرجولة قوة تحصل للنفس تحمل صاحبها على معالي الأمور وتبعده عن سفاسفها وتجعله يترفع ويتنزه عن كل ما يدني مكانته ويضعها.
قد مات قوم وما ماتت مكارمهم """"" وعاش قوم وهم في الناس أموات
وما أجمل ما قاله الامام الشافعي ( رحمه الله ) :-
دع الأيام تفعل ما تشاء ..... وطب نفسا إذا حكم القضاء
ولا تجزع لحادثة الليالي ..... فما لحوادث الدنيا بقاء
وكن رجلا على الأهوال جلدا ..... وشيمتك السماحة والوفاء
وإن كثرت عيوبك في البرايا ..... وسرك أن يكون لها غطاء
تستر بالسخاء فكل عيب ..... يغطيه كما قيل السخاء
ولا تر للأعادي قط ذلا ..... فإن شماتة الأعدا بلاء
ولا ترج السماحة من بخيل ..... فما في النار للظمآن ماء
ورزقك ليس ينقصه التأني ..... وليس يزيد في الرزق العناء
ولا حزن يدوم ولا سرور ..... ولا بؤس عليك ولا رخاء
إذا ما كنت ذا قلب قنوع ..... فأنت ومالك الدنيا سواء
ومن نزلت بساحته المنايا ..... فلا أرض تقيه ولا سماء
وأرض الله واسعة ولكن ..... إذا نزل القضا ضاق الفضاء
ورفع الله بدينه قدركم واعلى بطاعته وتقواه شأنكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.