فصاحة صبيان وبلاغتهم
اشتهر الاصمعي رحمه الله بترحاله بين البوادي والاعراب باحثا عن الفاظ اللغة طالبا لفصيحها فجاب الصحاري والقفار ساعيا لتسجيل لغة الكتاب العزيز والسنة المطهرة و التي بها يفسرالنص الشرعي وتفهم احكامه وتستنبط ، وكان من نوادره رحمه الله ما حكاه نفسه فقال :-مررت بغلمة من الأعراب يتماقلون في غدير فقلت لهم أيكم يصف لي الغيث وأعطيه درهما فخرجوا إلي فقالوا كلنا وهم ثلاثة فقلت لهم صفوا فأيكم ارتضيت وصفه أعطيته الدرهم فقال أحدهم
عن لنا عارض قصرا تسوقه الصبا وتحدوه الجنوب يحبو حبوالممتنك حتى إذا ازلأمت صدوره وانتحلت خصوره ورجع هديره وصعق زئيره واستقل نشاصه وتلام خصاصه وارتعج ارتعاصه وأوفدت سقابه وامتدت أطنابه تدارك ودقة وتألق برقة وحفزت تواليه وانسفحت عزاليه فغادر الثرى عمدا والعزاز ثئدا والحث عقدا والضحاضح متواصية والشعاب متداعية.
وقال الآخر تراءت المخايل من الأقطار تحن حنين العشار وتترامي بشهب النار قواعدها متلاحكة وبواسقها متضاحكة وأرجاؤها متقاذفة وأعجازها مترادفة وأرحاؤها متراصفة فوصلت الغرب بالشرق والوبل بالودق سحا دراكا متتابعا لكاكا فضحضحت الجفاجف وأنهرت الصفاصف وحوضت الاصالف ثم أقلعت محمودة الآثار مرموقة الخيار
فقال الثالث والله ما خلته بلغ خمسا فقال هلم الدرهم أصفه لك فقلت لا أو تقول كما قالا قال لأبذنهما وصفا ولأوقفنهما رصفا فقلت هات لله أبوك فقال بينما الحاضر بين الباس والإبلاس قد غمرهم الإشفاق رهبة الإملاق وقد جفت الأنواء ورفرف البلاء واستولى القنوط على القلوب وكثر الاستغفار من الذنوب ارتاح ربك لعباده فأنشأ سحابا مستهجرا كنهورا معنونكا محلولكا ثم استقل واخزأل فصار كالسماء دون السماء. وكالأرض المدحوة في لوح الهواء فأحسب السهول وأتأق الهجول وأحيا الرجاء وأمات الضراء وذلك من فضل رب العالمين
قال فملأ والله اليفع صدري فأعطيت كل واحد درهما وكتبت كلامهم .
ملاحظة:-حاول استخراج المعاني بنفسك من معاجم اللغة. فانه اجدى للتعلم والحفظ واسنع.
ولكم التحية.
اشتهر الاصمعي رحمه الله بترحاله بين البوادي والاعراب باحثا عن الفاظ اللغة طالبا لفصيحها فجاب الصحاري والقفار ساعيا لتسجيل لغة الكتاب العزيز والسنة المطهرة و التي بها يفسرالنص الشرعي وتفهم احكامه وتستنبط ، وكان من نوادره رحمه الله ما حكاه نفسه فقال :-مررت بغلمة من الأعراب يتماقلون في غدير فقلت لهم أيكم يصف لي الغيث وأعطيه درهما فخرجوا إلي فقالوا كلنا وهم ثلاثة فقلت لهم صفوا فأيكم ارتضيت وصفه أعطيته الدرهم فقال أحدهم
عن لنا عارض قصرا تسوقه الصبا وتحدوه الجنوب يحبو حبوالممتنك حتى إذا ازلأمت صدوره وانتحلت خصوره ورجع هديره وصعق زئيره واستقل نشاصه وتلام خصاصه وارتعج ارتعاصه وأوفدت سقابه وامتدت أطنابه تدارك ودقة وتألق برقة وحفزت تواليه وانسفحت عزاليه فغادر الثرى عمدا والعزاز ثئدا والحث عقدا والضحاضح متواصية والشعاب متداعية.
وقال الآخر تراءت المخايل من الأقطار تحن حنين العشار وتترامي بشهب النار قواعدها متلاحكة وبواسقها متضاحكة وأرجاؤها متقاذفة وأعجازها مترادفة وأرحاؤها متراصفة فوصلت الغرب بالشرق والوبل بالودق سحا دراكا متتابعا لكاكا فضحضحت الجفاجف وأنهرت الصفاصف وحوضت الاصالف ثم أقلعت محمودة الآثار مرموقة الخيار
فقال الثالث والله ما خلته بلغ خمسا فقال هلم الدرهم أصفه لك فقلت لا أو تقول كما قالا قال لأبذنهما وصفا ولأوقفنهما رصفا فقلت هات لله أبوك فقال بينما الحاضر بين الباس والإبلاس قد غمرهم الإشفاق رهبة الإملاق وقد جفت الأنواء ورفرف البلاء واستولى القنوط على القلوب وكثر الاستغفار من الذنوب ارتاح ربك لعباده فأنشأ سحابا مستهجرا كنهورا معنونكا محلولكا ثم استقل واخزأل فصار كالسماء دون السماء. وكالأرض المدحوة في لوح الهواء فأحسب السهول وأتأق الهجول وأحيا الرجاء وأمات الضراء وذلك من فضل رب العالمين
قال فملأ والله اليفع صدري فأعطيت كل واحد درهما وكتبت كلامهم .
ملاحظة:-حاول استخراج المعاني بنفسك من معاجم اللغة. فانه اجدى للتعلم والحفظ واسنع.
ولكم التحية.