ما بين عجمة اللسان وعجمة المفاهيم والاخلاق يظهر النفاق
الإعراب هو الافصاح..واعربَ عن الشيء اي افصح عنه وابانه..وضده العُجمَة..فاعجم القول اي لم يبينه ولم يحسن تعبيره..وسميت العربية بالعربية لانها لسان البيان والافصاح ودقة التعبير..
والعربية تورث طباعا واخلاقا لاتعرف النفاق وتذمه وتتبرأُ منه ومن اهله..فان قيل ان المنافقين ظهروا في عصر النبوة وايام الصحابة قلنا انظروا من كانت زعاماتهم؟؟
فزعيم المنافقين الذي كان الاوس والخرج على وشك تتويجه ملكا على المدينة عبدالله بن ابي سلول الاوسي وكان محبا ليهود وحليف لهم خاصته منهم بني قريضة. علما بان حركة النفاق كان معروفا للنبي سلام الله عليه وللمسلمين افرادهم بشخوصهم:
قال ابن كثير في البداية والنهاية 3 / 237 فصل ثم ذكر ابن اسحاق ( ونقله بنصه أيضا ابن سيد الناس في كتابه عيون الأثر 2/252) عن ابن اسحاق ، ونقل ابن حزم في كتابه جوامع السيرة ص 97 عن ابن اسحاق لكن وافقه في أغلبهم ) من مال إلى هؤلاء الاضداد من اليهود من المنافقين من الأوس والخزرج فمن الاوس زوي بن الحارث وجلاس بن سويد بن الصامت الانصاري ( قال ابن حزم الخلاس ) وفيه نزل ( يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد اسلامهم ) وذلك أنه قال حين تخلف عن غزوة تبوك لئن كان هذا الرجل صادقا لنحن شر من الحمر فنماها ابن امرأته عمير بن سعد إلى رسول الله فانكر الجلاس ذلك وحلف ما قال فنزل فيه ذلك .
قال وقد زعموا أنه تاب وحسنت توبته حتى عرف منه الاسلام والخير قال وأخوه الحارث بن سويد ( وافقه ابن حزم ) وهو الذي قتل المجذر بن ذياد البلوي وقيس بن زيد أحد بني ضبيعة يوم أحد خرج مع المسلمين وكان منافقا فلما التقى الناس عدا عليهما فقتلهما ثم لحق بقريش قال ابن هشام وكان المجذر قد قتل اباه سويد بن الصامت في بعض حروب الجاهلية فاخذ بثأر أبيه منه يوم أحد كذا قال ابن هشام وقد ذكر ابن اسحاق أن الذي قتل سويد بن الصامت إنما هو معاذ بن عفراء قتله في غير حرب قل يوم بعاث رماه بسهم فقتله وأنكر ابن هشام أن يكون الحارث قتل قيس بن زيد قال لأن ابن اسحاق لم يذكره في قتلى أحد .
قال ابن اسحاق وقد كان رسول الله أمر عمر بن الخطاب بقتله ان هو ظفر به فبعث الحارث إلى أخيه الجلاس يطلب له التوبة ليرجع إلى قومه فانزل الله فيما بلغني عن ابن عباس كيف يهدي الله قوما كفروا بعد ايمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات والله لا يهدي القوم الظالمين إلى آخر القصة قال وبجاد بن عثمان بن عامر ونبتل بن الحارث ( وافقه فيهما ابن حزم ) وهو الذي قال فيه رسول الله من أحب أن ينظر إلى شيطان فلينظر إلى هذا وكان جسيما أدلم ثائر شعر الرأس أحمر العينين أسفع الخدين وكان يسمع الكلام من رسول الله ثم ينقله إلى المنافقين وهو الذي قال إنما محمد أذن من حدثه بشيء صدقه فانزل الله فيه ( ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن ) الآية قال وأبو حبيبة بن الازعر ( وافقه ابن حزم ) وكان ممن بنى مسجد الضرار وثعلبة بن حاطب ومعتب بن قشير ( ولم يوافقه فيهما ابن حزم ) وهما اللذان عاهدا الله ( لئن آتانا من فضله لنصدقن ) ثم نكثا فنزل فيهما ذلك ومعتب هو الذي قال يوم أحد ( لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ههنا ) فنزل وفيه الآية وهو الذي قال يوم الاحزاب كان محمد يعدنا أن نأكل كنوز كسرى وقيصر واحدنا لا يؤمن أن يذهب إلى الغائط فنزل فيه ( واذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا ) .
قال ابن اسحاق والحارث بن حاطب ( ولم يوافقه ابن حزم ) قال ابن هشام ومعتب بن قشير وثعلبة والحارث ابنا حاطب وهما من بني أمية بن زيد من أهل بدر وليسوا من المنافقين فيما ذكر لي من اثق به من أهل العلم قال وقد ذكر ابن اسحاق ثعلبة والحارث في بني أمية بن زيد في اسماء أهل بدر .
قال ابن اسحاق وعباد بن حنيف أخو سهل بن حنيف ( وافقه ابن حزم ) وكان ممن بني مسجد الضرار وعمرو بن حرام وعبد الله بن نبتل وجارية بن عامر بن العطاف ( وافقه ابن حزم ) وابناه يزيد ومجمع ابنا جارية ( قال ابن حزم لم يصح عن مجمع الا الخير والقرآن والاسلام لكنه استضر بأبيه ـ أي لحقه من نفاق أبيه ضرر ـ وبأن قدمه ـ أبوه ـ وأصحابه وهو حدث ليؤمهم في مسجد الضرار ) وهم ممن اتخذ مسجد الضرار وكان مجمع غلاما حدثا قد جمع أكثر القرآن و كان يصلي بهم فيه فلما خرب مسجد الضرار كما سيأتي بيانه بعد غزوة تبوك وكان في أيام عمر سأل أهل قباء عمر أن يصلي بهم مجمع فقال لا والله أو ليس أمام المنافقين في مسجد الضرار فحلف بالله ما علمت بشيء من أمرهم فزعموا أن عمر تركه فصلى بهم قال ووديعة بن ثابت ( وافقه ابن حزم ) وكان ممن بنى مسجد الضرار وهو الذي قال ( إنما كنا نخوض ونلعب ) فنزل فيه ذلك قال وخذام بن خالد وهو الذي أخرج مسجد الضرار من داره قال ابن هشام مستدركا على ابن اسحاق في منافقي بني النبيت من الاوس وبشر ورافع ابنا زيد .
قال ابن اسحاق ومربع بن قيظي ( وافقه ابن حزم ) وكان أعمى وهو الذي قال لرسول الله حين أجاز في حائطه وهو ذاهب إلى أحد لا أحل لك إن كنت نبيا أن تمر في حائطي وأخذ في يده حفنة من تراب ثم قال والله لو أعلم أني لا أصيب بها غيرك لرميتك بها فابتدره القوم ليقتلوه فقال رسول الله ( دعوه فهذا الاعمى أعمى القلب أعمى البصر ) وقد ضربه سعد بن زيد الاشهلي بالقوس فشجه قال وأخوه أوس بن قيظي ( وافقه ابن حزم ) وهو الذي قال ( إن بيوتنا عورة ) قال الله ( وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا ) قال وحاطب بن أمية بن رافع ( وافقه ابن حزم ) وكان شيخا جسيما قد عسا في جاهليته وكان له ابن من خيار المسلمين يقال له يزيد بن حاطب أصيب يوم أحد حتى أثبتته الجراحات فحمل إلى دار بنى ظفر فحدثنى عاصم بن عمر بن قتادة أنه اجمع اليه من بها من رجال المسلمين ونسائهم وهو يموت فجعلوا يقولون ابشر بالجنة يا ابن حاطب قال فنجم نفاق أبيه فجعل يقول أجل جنة من حرمل غررتم والله هذا المسكين من نفسه قال وبشير بن أبيرق أبو طعمة سارق الدرعين الذي أنزل الله فيه ( ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم ) الآيات قال وقزمان حليف لبني ظفر ( وافقه ابن حزم ) الذي قتل يوم أحد سبعة أنفر ثم لما آلمته جراحه قتل نفسه وقال والله ما قاتلت إلا حمية على قومي ثم مات لعنه الله .
قال ابن اسحاق ( وافقه ابن حزم ) لم يكن في بني عبد الاشهل منافق ولا منافقة يعلم إلا أن الضحاك بن ثابت كان يتهم بالنفاق وحب يهود فهؤلاء كلهم من الاوس.
قال ابن اسحاق ومن الخزرج رافع بن وديعة وزيد بن عمرو وعمرو بن قيس وقيس بن عمرو ابن سهل والجد بن قيس ( وافقه فيهم ابن حزم ) وهو الذي قال ( ائذن لي ولا تفتني ) وعبد الله بن ابي بن سلول ( قال ابن حزم كهف المنافقين ) وكان رأس المنافقين ورئيس الخزرج والاوس أيضا كانوا قد أجمعوا على أن يملكوه عليهم في الجاهلية فلما هداهم الله للاسلام قبل ذلك شرق اللعين بريقه وغاظه ذلك جدا وهو الذى قال ( لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل ) وقد نزلت فيه آيات كثيرة جدا وفيه وفي وديعة رجل من بني عوف ومالك بن ابي قوقل وسويد وداعس وهم من رهطه نزل قوله تعالى ( لئن أخرجوا لا يخرجون معهم ) الآيات حين مالوا في الباطن إلى بني النضير .
قال ابن كثير فصل ثم ذكر ابن اسحاق من أسلم من أحبار اليهود على سبيل التقية فكانوا كفارا في الباطن فاتبعهم بصنف المنافقين وهم من شرهم سعد بن حنيف وزيد بن اللصيت (وافقه ابن حزم ) وهو الذي قال حين ضلت ناقة رسول الله يزعم محمد أنه يأتيه خبر السماء وهو لا يدري أين ناقته فقال رسول الله ( والله لا أعلم إلا ما علمني الله وقد دلني الله عليها فهي في هذا الشعب قد حبستها شجرة بزمامها فذهب رجال من المسلمين فوجدوها كذلك ) قال ونعمان بن أوفى وعثمان بن أوفى ورافع بن حريملة ( وافقه ابن حزم وقال حرملة ) وهو الذي قال فيه رسول الله يوم مات فيما بلغنا قد مات اليوم عظيم من عظماء المنافقين ورفاعة بن زيد بن التابوت ( ووافقه ابن حزم ) وهو الذي هبت الريح الشديدة يوم موته عند مرجع رسول الله من تبوك فقال إنها هبت لموت عظيم من عظماء الكفار فلما قدموا المدينة وجدوا رفاعة قد مات في ذلك اليوم وسلسلة بن برهام وكنانة بن صوريا ( ووافقه ابن حزم فيهما ) فهؤلاء ممن أسلم من منافقي اليهود .
قال فكان هؤلاء المنافقون يحضرون المسجد ويسمعون أحاديث المسلمين ويسخرون ويستهزئون بدينهم فاجتمع في المسجد يوما منهم أناس فرآهم رسول الله يتحدثون بينهم خافضي أصواتهم قد لصق بعضهم إلى بعض فأمر بهم رسول الله فأخرجوا من المسجد اخراجا عنيفا .
فقام أبو أيوب إلى عمرو بن قيس أحد بني النجار وكان صاحب آلهتهم في الجاهلية فاخذ برجله فسحبه حتى أخرجه وهو يقول لعنه الله أتخرجني يا أبا أيوب من مربد بني ثعلبة ثم أقبل أبو أيوب إلى رافع بن وديعة النجاري فلببه بردائه ثم نتره نترا شديدا ولطم وجهه فاخرجه من المسجد وهو يقول أف لك منافقا خبيثا وقام عمارة بن حزم إلى زيد بن عمرو وكان طويل اللحية فاخذ بلحيته وقاده بها قودا عنيفا حتى أخرجه من المسجد ثم جمع عمارة يديه جميعا فلدمه بهما لدمة في صدره خر منها قال يقول خدشتني يا عمارة فقال عمارة ابعدك الله يا منافق فما أعد الله لك من العذاب أشد من ذلك فلا تقربن مسجد رسول الله وقام أبو محمد مسعود بن أوس بن زيد بن أصرم بن زيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار وكان بدريا إلى قيس بن عمرو بن سهل وكان شابا وليس في المنافقين شاب سواه فجعل يدفع قفاه حتى أخرجه وقام رجل من بني خدرة إلى رجل يقال له الحارث بن عمرو وكان ذا جمة فاخذ بجمته فسحبه بها سحبا عنيفا على ما مر به من الارض حتى أخرجه فجعل يقول المنافق قد أغلظت يا أبا الحارث فقال إنك اهل لذلك أي عدو الله لما أنزل فيك فلا تقربن مسجد رسول الله فانك نجس وقام رجل من بني عمرو بن عوف إلى أخيه زوي بن الحارث فاخرجه اخراجا عنيفا وأفف منه وقال غلب عليك الشيطان وأمره ثم ذكر ابن اسحاق ما نزل فيهم من الآيات من سورة البقرة ومن سورة التوبة وتكلم على تفسير ذلك فأجاد وأفاد رحمه الله اهـ
وممن اشتهر نفاقه زمن النبي ايضا النصراني ابو عامر الراهب صاحب فكرة بناء مسجد الضرار الذي اقترح بناءه في احد احياء المدينة على الطريق ليرصد حركة المسلمين ويتجسس عليهم لصالح الروم فنزل الوحي مخبرا النبي فهدم ذاك المسجد الضرار وحرقه بالنار..
فتلاحظ ان حركة النفاق كلها بشخوصها وثقافتها هم اما يهود ونصارى او احلافهم ممن تطبعوا بطباعهم وتخلقوا باخلاقهم..فالعجمة الحقيقية هي عجمة الطباع والمفاهيم والاخلاق ولا تقتصر على عجمة اللسان..وقد ادرك عمر رضي الله عنه هذه الحقيقة فقال :- تعلموا العربية فانها تزيد في المروءة...
الإعراب هو الافصاح..واعربَ عن الشيء اي افصح عنه وابانه..وضده العُجمَة..فاعجم القول اي لم يبينه ولم يحسن تعبيره..وسميت العربية بالعربية لانها لسان البيان والافصاح ودقة التعبير..
والعربية تورث طباعا واخلاقا لاتعرف النفاق وتذمه وتتبرأُ منه ومن اهله..فان قيل ان المنافقين ظهروا في عصر النبوة وايام الصحابة قلنا انظروا من كانت زعاماتهم؟؟
فزعيم المنافقين الذي كان الاوس والخرج على وشك تتويجه ملكا على المدينة عبدالله بن ابي سلول الاوسي وكان محبا ليهود وحليف لهم خاصته منهم بني قريضة. علما بان حركة النفاق كان معروفا للنبي سلام الله عليه وللمسلمين افرادهم بشخوصهم:
قال ابن كثير في البداية والنهاية 3 / 237 فصل ثم ذكر ابن اسحاق ( ونقله بنصه أيضا ابن سيد الناس في كتابه عيون الأثر 2/252) عن ابن اسحاق ، ونقل ابن حزم في كتابه جوامع السيرة ص 97 عن ابن اسحاق لكن وافقه في أغلبهم ) من مال إلى هؤلاء الاضداد من اليهود من المنافقين من الأوس والخزرج فمن الاوس زوي بن الحارث وجلاس بن سويد بن الصامت الانصاري ( قال ابن حزم الخلاس ) وفيه نزل ( يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد اسلامهم ) وذلك أنه قال حين تخلف عن غزوة تبوك لئن كان هذا الرجل صادقا لنحن شر من الحمر فنماها ابن امرأته عمير بن سعد إلى رسول الله فانكر الجلاس ذلك وحلف ما قال فنزل فيه ذلك .
قال وقد زعموا أنه تاب وحسنت توبته حتى عرف منه الاسلام والخير قال وأخوه الحارث بن سويد ( وافقه ابن حزم ) وهو الذي قتل المجذر بن ذياد البلوي وقيس بن زيد أحد بني ضبيعة يوم أحد خرج مع المسلمين وكان منافقا فلما التقى الناس عدا عليهما فقتلهما ثم لحق بقريش قال ابن هشام وكان المجذر قد قتل اباه سويد بن الصامت في بعض حروب الجاهلية فاخذ بثأر أبيه منه يوم أحد كذا قال ابن هشام وقد ذكر ابن اسحاق أن الذي قتل سويد بن الصامت إنما هو معاذ بن عفراء قتله في غير حرب قل يوم بعاث رماه بسهم فقتله وأنكر ابن هشام أن يكون الحارث قتل قيس بن زيد قال لأن ابن اسحاق لم يذكره في قتلى أحد .
قال ابن اسحاق وقد كان رسول الله أمر عمر بن الخطاب بقتله ان هو ظفر به فبعث الحارث إلى أخيه الجلاس يطلب له التوبة ليرجع إلى قومه فانزل الله فيما بلغني عن ابن عباس كيف يهدي الله قوما كفروا بعد ايمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات والله لا يهدي القوم الظالمين إلى آخر القصة قال وبجاد بن عثمان بن عامر ونبتل بن الحارث ( وافقه فيهما ابن حزم ) وهو الذي قال فيه رسول الله من أحب أن ينظر إلى شيطان فلينظر إلى هذا وكان جسيما أدلم ثائر شعر الرأس أحمر العينين أسفع الخدين وكان يسمع الكلام من رسول الله ثم ينقله إلى المنافقين وهو الذي قال إنما محمد أذن من حدثه بشيء صدقه فانزل الله فيه ( ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن ) الآية قال وأبو حبيبة بن الازعر ( وافقه ابن حزم ) وكان ممن بنى مسجد الضرار وثعلبة بن حاطب ومعتب بن قشير ( ولم يوافقه فيهما ابن حزم ) وهما اللذان عاهدا الله ( لئن آتانا من فضله لنصدقن ) ثم نكثا فنزل فيهما ذلك ومعتب هو الذي قال يوم أحد ( لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ههنا ) فنزل وفيه الآية وهو الذي قال يوم الاحزاب كان محمد يعدنا أن نأكل كنوز كسرى وقيصر واحدنا لا يؤمن أن يذهب إلى الغائط فنزل فيه ( واذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا ) .
قال ابن اسحاق والحارث بن حاطب ( ولم يوافقه ابن حزم ) قال ابن هشام ومعتب بن قشير وثعلبة والحارث ابنا حاطب وهما من بني أمية بن زيد من أهل بدر وليسوا من المنافقين فيما ذكر لي من اثق به من أهل العلم قال وقد ذكر ابن اسحاق ثعلبة والحارث في بني أمية بن زيد في اسماء أهل بدر .
قال ابن اسحاق وعباد بن حنيف أخو سهل بن حنيف ( وافقه ابن حزم ) وكان ممن بني مسجد الضرار وعمرو بن حرام وعبد الله بن نبتل وجارية بن عامر بن العطاف ( وافقه ابن حزم ) وابناه يزيد ومجمع ابنا جارية ( قال ابن حزم لم يصح عن مجمع الا الخير والقرآن والاسلام لكنه استضر بأبيه ـ أي لحقه من نفاق أبيه ضرر ـ وبأن قدمه ـ أبوه ـ وأصحابه وهو حدث ليؤمهم في مسجد الضرار ) وهم ممن اتخذ مسجد الضرار وكان مجمع غلاما حدثا قد جمع أكثر القرآن و كان يصلي بهم فيه فلما خرب مسجد الضرار كما سيأتي بيانه بعد غزوة تبوك وكان في أيام عمر سأل أهل قباء عمر أن يصلي بهم مجمع فقال لا والله أو ليس أمام المنافقين في مسجد الضرار فحلف بالله ما علمت بشيء من أمرهم فزعموا أن عمر تركه فصلى بهم قال ووديعة بن ثابت ( وافقه ابن حزم ) وكان ممن بنى مسجد الضرار وهو الذي قال ( إنما كنا نخوض ونلعب ) فنزل فيه ذلك قال وخذام بن خالد وهو الذي أخرج مسجد الضرار من داره قال ابن هشام مستدركا على ابن اسحاق في منافقي بني النبيت من الاوس وبشر ورافع ابنا زيد .
قال ابن اسحاق ومربع بن قيظي ( وافقه ابن حزم ) وكان أعمى وهو الذي قال لرسول الله حين أجاز في حائطه وهو ذاهب إلى أحد لا أحل لك إن كنت نبيا أن تمر في حائطي وأخذ في يده حفنة من تراب ثم قال والله لو أعلم أني لا أصيب بها غيرك لرميتك بها فابتدره القوم ليقتلوه فقال رسول الله ( دعوه فهذا الاعمى أعمى القلب أعمى البصر ) وقد ضربه سعد بن زيد الاشهلي بالقوس فشجه قال وأخوه أوس بن قيظي ( وافقه ابن حزم ) وهو الذي قال ( إن بيوتنا عورة ) قال الله ( وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا ) قال وحاطب بن أمية بن رافع ( وافقه ابن حزم ) وكان شيخا جسيما قد عسا في جاهليته وكان له ابن من خيار المسلمين يقال له يزيد بن حاطب أصيب يوم أحد حتى أثبتته الجراحات فحمل إلى دار بنى ظفر فحدثنى عاصم بن عمر بن قتادة أنه اجمع اليه من بها من رجال المسلمين ونسائهم وهو يموت فجعلوا يقولون ابشر بالجنة يا ابن حاطب قال فنجم نفاق أبيه فجعل يقول أجل جنة من حرمل غررتم والله هذا المسكين من نفسه قال وبشير بن أبيرق أبو طعمة سارق الدرعين الذي أنزل الله فيه ( ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم ) الآيات قال وقزمان حليف لبني ظفر ( وافقه ابن حزم ) الذي قتل يوم أحد سبعة أنفر ثم لما آلمته جراحه قتل نفسه وقال والله ما قاتلت إلا حمية على قومي ثم مات لعنه الله .
قال ابن اسحاق ( وافقه ابن حزم ) لم يكن في بني عبد الاشهل منافق ولا منافقة يعلم إلا أن الضحاك بن ثابت كان يتهم بالنفاق وحب يهود فهؤلاء كلهم من الاوس.
قال ابن اسحاق ومن الخزرج رافع بن وديعة وزيد بن عمرو وعمرو بن قيس وقيس بن عمرو ابن سهل والجد بن قيس ( وافقه فيهم ابن حزم ) وهو الذي قال ( ائذن لي ولا تفتني ) وعبد الله بن ابي بن سلول ( قال ابن حزم كهف المنافقين ) وكان رأس المنافقين ورئيس الخزرج والاوس أيضا كانوا قد أجمعوا على أن يملكوه عليهم في الجاهلية فلما هداهم الله للاسلام قبل ذلك شرق اللعين بريقه وغاظه ذلك جدا وهو الذى قال ( لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل ) وقد نزلت فيه آيات كثيرة جدا وفيه وفي وديعة رجل من بني عوف ومالك بن ابي قوقل وسويد وداعس وهم من رهطه نزل قوله تعالى ( لئن أخرجوا لا يخرجون معهم ) الآيات حين مالوا في الباطن إلى بني النضير .
قال ابن كثير فصل ثم ذكر ابن اسحاق من أسلم من أحبار اليهود على سبيل التقية فكانوا كفارا في الباطن فاتبعهم بصنف المنافقين وهم من شرهم سعد بن حنيف وزيد بن اللصيت (وافقه ابن حزم ) وهو الذي قال حين ضلت ناقة رسول الله يزعم محمد أنه يأتيه خبر السماء وهو لا يدري أين ناقته فقال رسول الله ( والله لا أعلم إلا ما علمني الله وقد دلني الله عليها فهي في هذا الشعب قد حبستها شجرة بزمامها فذهب رجال من المسلمين فوجدوها كذلك ) قال ونعمان بن أوفى وعثمان بن أوفى ورافع بن حريملة ( وافقه ابن حزم وقال حرملة ) وهو الذي قال فيه رسول الله يوم مات فيما بلغنا قد مات اليوم عظيم من عظماء المنافقين ورفاعة بن زيد بن التابوت ( ووافقه ابن حزم ) وهو الذي هبت الريح الشديدة يوم موته عند مرجع رسول الله من تبوك فقال إنها هبت لموت عظيم من عظماء الكفار فلما قدموا المدينة وجدوا رفاعة قد مات في ذلك اليوم وسلسلة بن برهام وكنانة بن صوريا ( ووافقه ابن حزم فيهما ) فهؤلاء ممن أسلم من منافقي اليهود .
قال فكان هؤلاء المنافقون يحضرون المسجد ويسمعون أحاديث المسلمين ويسخرون ويستهزئون بدينهم فاجتمع في المسجد يوما منهم أناس فرآهم رسول الله يتحدثون بينهم خافضي أصواتهم قد لصق بعضهم إلى بعض فأمر بهم رسول الله فأخرجوا من المسجد اخراجا عنيفا .
فقام أبو أيوب إلى عمرو بن قيس أحد بني النجار وكان صاحب آلهتهم في الجاهلية فاخذ برجله فسحبه حتى أخرجه وهو يقول لعنه الله أتخرجني يا أبا أيوب من مربد بني ثعلبة ثم أقبل أبو أيوب إلى رافع بن وديعة النجاري فلببه بردائه ثم نتره نترا شديدا ولطم وجهه فاخرجه من المسجد وهو يقول أف لك منافقا خبيثا وقام عمارة بن حزم إلى زيد بن عمرو وكان طويل اللحية فاخذ بلحيته وقاده بها قودا عنيفا حتى أخرجه من المسجد ثم جمع عمارة يديه جميعا فلدمه بهما لدمة في صدره خر منها قال يقول خدشتني يا عمارة فقال عمارة ابعدك الله يا منافق فما أعد الله لك من العذاب أشد من ذلك فلا تقربن مسجد رسول الله وقام أبو محمد مسعود بن أوس بن زيد بن أصرم بن زيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار وكان بدريا إلى قيس بن عمرو بن سهل وكان شابا وليس في المنافقين شاب سواه فجعل يدفع قفاه حتى أخرجه وقام رجل من بني خدرة إلى رجل يقال له الحارث بن عمرو وكان ذا جمة فاخذ بجمته فسحبه بها سحبا عنيفا على ما مر به من الارض حتى أخرجه فجعل يقول المنافق قد أغلظت يا أبا الحارث فقال إنك اهل لذلك أي عدو الله لما أنزل فيك فلا تقربن مسجد رسول الله فانك نجس وقام رجل من بني عمرو بن عوف إلى أخيه زوي بن الحارث فاخرجه اخراجا عنيفا وأفف منه وقال غلب عليك الشيطان وأمره ثم ذكر ابن اسحاق ما نزل فيهم من الآيات من سورة البقرة ومن سورة التوبة وتكلم على تفسير ذلك فأجاد وأفاد رحمه الله اهـ
وممن اشتهر نفاقه زمن النبي ايضا النصراني ابو عامر الراهب صاحب فكرة بناء مسجد الضرار الذي اقترح بناءه في احد احياء المدينة على الطريق ليرصد حركة المسلمين ويتجسس عليهم لصالح الروم فنزل الوحي مخبرا النبي فهدم ذاك المسجد الضرار وحرقه بالنار..
فتلاحظ ان حركة النفاق كلها بشخوصها وثقافتها هم اما يهود ونصارى او احلافهم ممن تطبعوا بطباعهم وتخلقوا باخلاقهم..فالعجمة الحقيقية هي عجمة الطباع والمفاهيم والاخلاق ولا تقتصر على عجمة اللسان..وقد ادرك عمر رضي الله عنه هذه الحقيقة فقال :- تعلموا العربية فانها تزيد في المروءة...