العزم و التردد
العزم خصيصة صناع التاريخ و بناته، لذلك سمى الله تبارك وتعالى الصفوة من رسله و أنبيائه (أولو العزم)
العزم الثبات على المبدأ و الثبات على النهج الموصلة للأهداف فى صلابة لا تتزعزع و شكيمة لا تقبل لين يرجع ذالك لانغراس المبادئ عميقا فى النفوس و وضوح الأهداف جلية بينة كأنها ثمار معلقة نراها رأي العين و ليس بيننا و بينها إلا تسلق و قطف
عبر النبي صلى الله عليه وسلم على الصلابة والثبات على المبدأ و على وضوح السبيل و النهج حين ارسلت إليه قريش من يفاوضه فى شأن دينه يعبدون رب محمد يوما ويعبدون و محمد ربهم يوما و رغم تنازلاتهم اجابهم فصلا قاطعا :
لكم دينكم و لي دين
الامران متناقضان و المتناقضات لا تجتمع إلا في عقل مجنون و ذلك لا يليق بسيد الخلق و اكملهم عقل
صورة أخرى للثبات عبر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أتاه عمه أبو طالب رسولا من قريش تعرض عليه الدنيا مقابل التخلي عن الدعوة إلى الله فقال :
و الله يا عماه لو وضعوا الشمس على يميني و القمر على يساري على أن أترك الأمر أو اهلك دونه ما تركته حتى تنفرج سالفتي هذه، يريد اهلك دونه و هو قول فصل لا يقبل مواربة أو تأويل
فى تاريخ الجزائر الحديث عبر الإمام عبد الحميد بن باديس رحمه الله على الثبات على المبدأ و النهج بصورة رائعة راقية حين قال يعلم مستمعيه و يغرس فيهم فن صناعة التاريخ :
لو قالت لي فرنسا قل لا الله الا الله ما قلتها
يريد بذلك أن المشروعين متناقضين لا يلتقيان ابدا و ان أحدهما لا. يقوم إلا بهدم الآخر و ان الآخر مستعد لتلبس لبوس الإسلام و رفع راية لا اله الا الله إن كانت تخدم غرضه و هو ما يحدث اليوم للأسف الشديد
فالشباب المسلم يسوقه الغرب من ساحة إلى أخرى زورا و كذبا باسم لا اله الا الله والله اكبر و الرايات السود معتقدا الجهاد فى سبيل الله فيما هو يخدم الشيطان و يدمر حياض الإسلام
رجل آخر كريم من رجال نوفمبر المبارك العربي بن المهيدي رحمه الله عبر عن الصلابة و الثبات حين قال لجلاديه :
لقد أمرت عقلي أن لا يقول لكم شيئا
فأسلم الروح لبارئه تحت التعذيب لم ينبس ببنت شفة
فى شق التردد يقدم التاريخ الإسلامي القريب و البعيد صور و مقولات معبرة
معاوية رضي الله عنه زمن صفين إلتقى عقيل بن أبي طالب اخا علي كرم الله وجهه و رضي عنه فقال له:
أي عقيل ما تقول في و في علي فقال :
صلاتي مع علي أقوم و طعامي مع معاوية ادسم يريد بذلك انفصام الحياة المادية عن الروحية فى الضمير المسلم و هو الذي عبر عنه مالك بن نبي رحمه الله بمقولة المسلم داخل عتبة المسجد و المسلم خارج عتبة المسجد و نحن اليوم نعرف أقوام ياكلون فى كل الموائد و يبكون فى كل المآتم و يصلون فى المساجد و الكنائس و الأديرة شعارهم فى ذلك مصلحة تبرر مجرمة
نفس المعنى عبر عنه الفرزدق الشاعر لما سأله الحسين بن علي رضي الله عنهما عن أمر الناس فقال له :
إن قلوبهم معك و سيوفهم عليك
يريد أن الصوره غير واضحة و المبادئ غير ثابتة العواطف فى جهة و العقول فى أخرى و الناس أمرهم إلى الكثرة يميلون حيث تميل
صورة ثالثة معبرة نستقيها من سيرة عمرو بن العاص رضي الله عنه و قد أرسل إليه معاوية رضي الله عنه أن أقبل علي فاستشار ولديه فى الامر
اما عبد الله رضي الله عنه فقال له :
يا أبتاه قد مات رسول الله و هو عنك راض و كذلك صاحباه فالزم حيث أنت فإنها فتنة
اما محمد رضي الله عنه فقال ؛
يا أبتاه انت من وجوه الناس، و ناب من الانياب و ما ارى ان تقعد إذ يقومون و تتأخر إذ يتقدمون
فقال عمرو رضي الله عنه اما انت يا عبد الله فأردت اخرتي و اما انت يا محمد فأردت دنياي ثم نادي يا وردان اشدد الراحلة فعاد و نادى يا وردان احلل الراحلة فعل ذلك مرات فقال وردان :
قد اختلطت الدنيا و الآخرة فى عقلك يا عمرو فقال :و الله ما بعدت عما فى عقلي قيد أنملة
فى زمن الناس اليوم يظهر التردد فى صورة مقولتين شهيرتين
الأولى تأتي فى صورة جواب مفاده نعم و لكن و هي إجابة تحمل الغموض و التناقض و أحيانا السلب و الايجاب ما يجعل محصلتها صفر و هي نتيجة لا يحبذها أحد بحال
الثانية اشتهرت فى المشوق و عندنا تعرف ب؛
سياسة مسك العصا من الوسط و هي تعبر بصدق عن التردد
فمسك العصا من الوسط لا يفيد إلا التوازن الضروري للرقص و اما الهش و المآرب الآخري التي طلبها موسى عليه السلام من العصا فتقتضي المسك من احد الطرفين
إن تردد الاستراتيجية التركية بين الغرب و الشرق اوقعها فى مأزق حاد فبدلا من سياسة العمق الاستراتيجي و الصفر مشكلات المعلنة وجدناها ثغرق استراتيجيا و تجترح مئة بالمئة أو كما يقول أحد الأتراك ماكسيموم مشكلات
المعاني مجتمعة عبر عنهاالشاعر قال ؛
اذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة.
فإن فساد الرأي أن تترددا
العزم خصيصة صناع التاريخ و بناته، لذلك سمى الله تبارك وتعالى الصفوة من رسله و أنبيائه (أولو العزم)
العزم الثبات على المبدأ و الثبات على النهج الموصلة للأهداف فى صلابة لا تتزعزع و شكيمة لا تقبل لين يرجع ذالك لانغراس المبادئ عميقا فى النفوس و وضوح الأهداف جلية بينة كأنها ثمار معلقة نراها رأي العين و ليس بيننا و بينها إلا تسلق و قطف
عبر النبي صلى الله عليه وسلم على الصلابة والثبات على المبدأ و على وضوح السبيل و النهج حين ارسلت إليه قريش من يفاوضه فى شأن دينه يعبدون رب محمد يوما ويعبدون و محمد ربهم يوما و رغم تنازلاتهم اجابهم فصلا قاطعا :
لكم دينكم و لي دين
الامران متناقضان و المتناقضات لا تجتمع إلا في عقل مجنون و ذلك لا يليق بسيد الخلق و اكملهم عقل
صورة أخرى للثبات عبر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أتاه عمه أبو طالب رسولا من قريش تعرض عليه الدنيا مقابل التخلي عن الدعوة إلى الله فقال :
و الله يا عماه لو وضعوا الشمس على يميني و القمر على يساري على أن أترك الأمر أو اهلك دونه ما تركته حتى تنفرج سالفتي هذه، يريد اهلك دونه و هو قول فصل لا يقبل مواربة أو تأويل
فى تاريخ الجزائر الحديث عبر الإمام عبد الحميد بن باديس رحمه الله على الثبات على المبدأ و النهج بصورة رائعة راقية حين قال يعلم مستمعيه و يغرس فيهم فن صناعة التاريخ :
لو قالت لي فرنسا قل لا الله الا الله ما قلتها
يريد بذلك أن المشروعين متناقضين لا يلتقيان ابدا و ان أحدهما لا. يقوم إلا بهدم الآخر و ان الآخر مستعد لتلبس لبوس الإسلام و رفع راية لا اله الا الله إن كانت تخدم غرضه و هو ما يحدث اليوم للأسف الشديد
فالشباب المسلم يسوقه الغرب من ساحة إلى أخرى زورا و كذبا باسم لا اله الا الله والله اكبر و الرايات السود معتقدا الجهاد فى سبيل الله فيما هو يخدم الشيطان و يدمر حياض الإسلام
رجل آخر كريم من رجال نوفمبر المبارك العربي بن المهيدي رحمه الله عبر عن الصلابة و الثبات حين قال لجلاديه :
لقد أمرت عقلي أن لا يقول لكم شيئا
فأسلم الروح لبارئه تحت التعذيب لم ينبس ببنت شفة
فى شق التردد يقدم التاريخ الإسلامي القريب و البعيد صور و مقولات معبرة
معاوية رضي الله عنه زمن صفين إلتقى عقيل بن أبي طالب اخا علي كرم الله وجهه و رضي عنه فقال له:
أي عقيل ما تقول في و في علي فقال :
صلاتي مع علي أقوم و طعامي مع معاوية ادسم يريد بذلك انفصام الحياة المادية عن الروحية فى الضمير المسلم و هو الذي عبر عنه مالك بن نبي رحمه الله بمقولة المسلم داخل عتبة المسجد و المسلم خارج عتبة المسجد و نحن اليوم نعرف أقوام ياكلون فى كل الموائد و يبكون فى كل المآتم و يصلون فى المساجد و الكنائس و الأديرة شعارهم فى ذلك مصلحة تبرر مجرمة
نفس المعنى عبر عنه الفرزدق الشاعر لما سأله الحسين بن علي رضي الله عنهما عن أمر الناس فقال له :
إن قلوبهم معك و سيوفهم عليك
يريد أن الصوره غير واضحة و المبادئ غير ثابتة العواطف فى جهة و العقول فى أخرى و الناس أمرهم إلى الكثرة يميلون حيث تميل
صورة ثالثة معبرة نستقيها من سيرة عمرو بن العاص رضي الله عنه و قد أرسل إليه معاوية رضي الله عنه أن أقبل علي فاستشار ولديه فى الامر
اما عبد الله رضي الله عنه فقال له :
يا أبتاه قد مات رسول الله و هو عنك راض و كذلك صاحباه فالزم حيث أنت فإنها فتنة
اما محمد رضي الله عنه فقال ؛
يا أبتاه انت من وجوه الناس، و ناب من الانياب و ما ارى ان تقعد إذ يقومون و تتأخر إذ يتقدمون
فقال عمرو رضي الله عنه اما انت يا عبد الله فأردت اخرتي و اما انت يا محمد فأردت دنياي ثم نادي يا وردان اشدد الراحلة فعاد و نادى يا وردان احلل الراحلة فعل ذلك مرات فقال وردان :
قد اختلطت الدنيا و الآخرة فى عقلك يا عمرو فقال :و الله ما بعدت عما فى عقلي قيد أنملة
فى زمن الناس اليوم يظهر التردد فى صورة مقولتين شهيرتين
الأولى تأتي فى صورة جواب مفاده نعم و لكن و هي إجابة تحمل الغموض و التناقض و أحيانا السلب و الايجاب ما يجعل محصلتها صفر و هي نتيجة لا يحبذها أحد بحال
الثانية اشتهرت فى المشوق و عندنا تعرف ب؛
سياسة مسك العصا من الوسط و هي تعبر بصدق عن التردد
فمسك العصا من الوسط لا يفيد إلا التوازن الضروري للرقص و اما الهش و المآرب الآخري التي طلبها موسى عليه السلام من العصا فتقتضي المسك من احد الطرفين
إن تردد الاستراتيجية التركية بين الغرب و الشرق اوقعها فى مأزق حاد فبدلا من سياسة العمق الاستراتيجي و الصفر مشكلات المعلنة وجدناها ثغرق استراتيجيا و تجترح مئة بالمئة أو كما يقول أحد الأتراك ماكسيموم مشكلات
المعاني مجتمعة عبر عنهاالشاعر قال ؛
اذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة.
فإن فساد الرأي أن تترددا