شغف قاتل
كلما نظرت لجسدي بالمرآة أجده جميلا، رغم نظرة الشفقة التي اتحاشها في عين من يعرفني، صدري النحيل نافرا وكأنه معترضا على حجمه الصغير، لوني الداكن يلمع في الضوء الخافت يُعطي إحساس عال بالأنوثة، رأيتُ دموع أمي على حظي العاثر، عندما عرفت من الطبيب أنني خُقلت بلا رَحم، أخفينا عن الجميع سري، وتعمدت تمثيل الألم مرة كل شهر حتى يظن الجميع أنني مكتملة.
بداخلي سؤال يُلح علي دائماً: لماذا أنا؟
لم أجد إجابة محددة غير كلمة النصيب.
تزوجت من رجُل لديه أطفال حتى لا يبتعد عندما لا أنُجب، ولكنه ابتعد، كان يقول: فيكِ شيئاً غريباً، تمثلين الرغبة والحب وأنتِ باردة.
فهل حقاً انا باردة؟
أحساسي المستمر بأن داخل جوفي جزءٌ ناقص سيطر على كل أفعالي حد المبالغة، جعلني هذا النقص أخطف نظر أزواج صديقاتي، كنتُ أشعر بالفخر كلما انصرف أحدهم عن زوجته وانجذب لي، ربما عوضني هذا عن نظرات الضيق في عيون الآخرين الذين ظلوا يقولون: أنني غير طبيعية!!
لا أبتسم، لا أتحدث كثيراً، أظهر في كل وقت أنوثتي المفقودة.
ماتت أمي وهي مشفقة على حالي، أما أنا فما زلتُ اتصيد لحظات مسروقة من عين زوج يشعر بالضيق من زوجته، حتى يقع في شباكي فألفظه، كما لفظتني الحياة.
----
نهلة ابو العز
كلما نظرت لجسدي بالمرآة أجده جميلا، رغم نظرة الشفقة التي اتحاشها في عين من يعرفني، صدري النحيل نافرا وكأنه معترضا على حجمه الصغير، لوني الداكن يلمع في الضوء الخافت يُعطي إحساس عال بالأنوثة، رأيتُ دموع أمي على حظي العاثر، عندما عرفت من الطبيب أنني خُقلت بلا رَحم، أخفينا عن الجميع سري، وتعمدت تمثيل الألم مرة كل شهر حتى يظن الجميع أنني مكتملة.
بداخلي سؤال يُلح علي دائماً: لماذا أنا؟
لم أجد إجابة محددة غير كلمة النصيب.
تزوجت من رجُل لديه أطفال حتى لا يبتعد عندما لا أنُجب، ولكنه ابتعد، كان يقول: فيكِ شيئاً غريباً، تمثلين الرغبة والحب وأنتِ باردة.
فهل حقاً انا باردة؟
أحساسي المستمر بأن داخل جوفي جزءٌ ناقص سيطر على كل أفعالي حد المبالغة، جعلني هذا النقص أخطف نظر أزواج صديقاتي، كنتُ أشعر بالفخر كلما انصرف أحدهم عن زوجته وانجذب لي، ربما عوضني هذا عن نظرات الضيق في عيون الآخرين الذين ظلوا يقولون: أنني غير طبيعية!!
لا أبتسم، لا أتحدث كثيراً، أظهر في كل وقت أنوثتي المفقودة.
ماتت أمي وهي مشفقة على حالي، أما أنا فما زلتُ اتصيد لحظات مسروقة من عين زوج يشعر بالضيق من زوجته، حتى يقع في شباكي فألفظه، كما لفظتني الحياة.
----
نهلة ابو العز