المسؤول والرمز المقدس
المسؤول اسم مفعول من سأل يسأل وسأله فهو مسؤول اي يقع عليه فعل السؤال ويخضع للمسائلة والمحاسبة..
اي ان المسؤول هو من تقع عليه تبعات العمل الموكول اليه القيام به..ويُسأل عن نتائجه..والاسلام جعل كل فرد من افراد البشرية ذكرا كان ام انثى في مقام المسؤولية وخاضع للمسائلة والمحاسبة..قال الله تعالى:- ﴿ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا ﴾ [آل عمران: 30]،وقال سبحانه ايضا:- ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ﴾ [الحشر: 18]
وبهذ يقرر لنا الله تعالى قاعدة الرقابة الذاتية او الداخلية والتي هي تقوى الله جل وعلا والشعور والاحساس الدائم بالخوف منه تعالى وخشيته فهو من يعلم السر وخائنة الاعين وما تخفي الصدور، وبهذا الشعور والاحساس يتولد لدى الانسان اول مقومات المسؤولية وتولي درجاتها.ونرى بعد ذلك ان الايات الكريمة تسعى لتعميق هذا الاحساس والادراك لدى الانسان لبناء الذات الواعية والنفس التقية الزكية التي تصلح لقيادة ذاتها اولا و من ثم غيرها فيقول الله تبارك وتعالى :-﴿ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا ﴾ [الأنعام: 104]، ﴿ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ﴾ [لقمان: 12]، ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ﴾ [فصلت: 46، الجاثية: 15]، وغيرها كثير.
وقد جائت السنة الشريفة معززة لتلك المعاني القرانية الربانية في مواضع كثيرة ومنها ما رواه الشيخان (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَالْإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالْمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا وَالْخَادِمُ فِي مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ)[ متفق عليه].
ولا معنى للمسؤولية ان لم يكن هناك استعداد للمسائلة والمحاسبة والنقد والتقويم وقبول للمشورة من اهلها لتتحقق الاستقامة في المسيرة كما امر ربنا جل وعلا في قوله تعالى :-﴿ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ﴾[ سورة هود: 112].. ولا حظ اقتران التوبة بالامر بالاستقامة حيث انه معلوم ان التوبة هي الرجوع والعدول عن الخطأ الى الصواب.
ان عقلية المسؤول الرمز المقدس هي التي جعلت فرعون يتأله و يرى نفسه رب العالمين الاعلى وجعلته يقول لهم :- ﴿ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ ﴾ [غافر: 29].
ان الاسلام يقرر لنا انه لامعصوم بعد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ، وفي نفس الوقت يقرر لنا ان جميع البشر خطائين وان خير الخطائين التوابين، وان جميع البشر يوم القيامة مسؤولين وموقوفون للسؤال فلا يوجد احد فوق السؤال والمحاسبة او مقدسا عنها ، قال تعالى : " فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين " ولن يقف أحد مهما كان خارج دائرة المسائلة قال تعالى :
" فوربك لنسألنهم أجمعين " حتى الصادقين من عباد الله سيسألون ، قال تعالى" ليسأل الصادقين عن صدقهم " وسيسأل أهل الأموال عن نفقاتهم قال تعالى " واسألوا ما أنفقتم وليسألوا ما أنفقوا " والمؤودة تسأل من باب تأكيد شناعة الفعل " وإذا المؤودة سئلت بأي ذنب قتلت " ومن يعش في النعيم ويتقلب في حياة الترف والرغد سيسأل عن النعيم قال تعالى " ثم ليسألن يومئذ عن النعيم " وقد أخذ الله جل وعلا العهد على جميع مخلوقاته وأمرهم بالوفاء به وأنهم سيسألون عنه قال تعالى " وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا" والعبد مسؤول أيضا عن ضبط جوارحه واستخدامها فيما يرضي الله تعالى قال تعالى " إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا "
وقال جل وعلا :-" وقفوهم إنهم مسؤولون"
السؤال أمر عظيم ، ونحن بحاجة فعلا لنعود إلى ما حملنا من مسؤوليات وأمانة ما دامت أقدامنا لن تزول حتى نسأل عن كل شيء في حياتنا ، عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم " لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال عن عمره فيما أفناه ، وعن شبابه فيما أبلاه ، وعن ماله من أين أكتسبه وفي ما أنفقه وعن علمه ماذا عمل به "
ولو أنا إذا متنا تركنا *** لكان الموت راحة كل حي
ولكنا إذا متنــا بعثنــا *** ويسأل ربنا عن كل شـــيء
اللهم نسالك حياة بطاعتك وموتا في سبيلك وارنا اللهم الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المسؤول اسم مفعول من سأل يسأل وسأله فهو مسؤول اي يقع عليه فعل السؤال ويخضع للمسائلة والمحاسبة..
اي ان المسؤول هو من تقع عليه تبعات العمل الموكول اليه القيام به..ويُسأل عن نتائجه..والاسلام جعل كل فرد من افراد البشرية ذكرا كان ام انثى في مقام المسؤولية وخاضع للمسائلة والمحاسبة..قال الله تعالى:- ﴿ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا ﴾ [آل عمران: 30]،وقال سبحانه ايضا:- ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ﴾ [الحشر: 18]
وبهذ يقرر لنا الله تعالى قاعدة الرقابة الذاتية او الداخلية والتي هي تقوى الله جل وعلا والشعور والاحساس الدائم بالخوف منه تعالى وخشيته فهو من يعلم السر وخائنة الاعين وما تخفي الصدور، وبهذا الشعور والاحساس يتولد لدى الانسان اول مقومات المسؤولية وتولي درجاتها.ونرى بعد ذلك ان الايات الكريمة تسعى لتعميق هذا الاحساس والادراك لدى الانسان لبناء الذات الواعية والنفس التقية الزكية التي تصلح لقيادة ذاتها اولا و من ثم غيرها فيقول الله تبارك وتعالى :-﴿ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا ﴾ [الأنعام: 104]، ﴿ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ﴾ [لقمان: 12]، ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ﴾ [فصلت: 46، الجاثية: 15]، وغيرها كثير.
وقد جائت السنة الشريفة معززة لتلك المعاني القرانية الربانية في مواضع كثيرة ومنها ما رواه الشيخان (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَالْإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالْمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا وَالْخَادِمُ فِي مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ)[ متفق عليه].
ولا معنى للمسؤولية ان لم يكن هناك استعداد للمسائلة والمحاسبة والنقد والتقويم وقبول للمشورة من اهلها لتتحقق الاستقامة في المسيرة كما امر ربنا جل وعلا في قوله تعالى :-﴿ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ﴾[ سورة هود: 112].. ولا حظ اقتران التوبة بالامر بالاستقامة حيث انه معلوم ان التوبة هي الرجوع والعدول عن الخطأ الى الصواب.
ان عقلية المسؤول الرمز المقدس هي التي جعلت فرعون يتأله و يرى نفسه رب العالمين الاعلى وجعلته يقول لهم :- ﴿ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ ﴾ [غافر: 29].
ان الاسلام يقرر لنا انه لامعصوم بعد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ، وفي نفس الوقت يقرر لنا ان جميع البشر خطائين وان خير الخطائين التوابين، وان جميع البشر يوم القيامة مسؤولين وموقوفون للسؤال فلا يوجد احد فوق السؤال والمحاسبة او مقدسا عنها ، قال تعالى : " فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين " ولن يقف أحد مهما كان خارج دائرة المسائلة قال تعالى :
" فوربك لنسألنهم أجمعين " حتى الصادقين من عباد الله سيسألون ، قال تعالى" ليسأل الصادقين عن صدقهم " وسيسأل أهل الأموال عن نفقاتهم قال تعالى " واسألوا ما أنفقتم وليسألوا ما أنفقوا " والمؤودة تسأل من باب تأكيد شناعة الفعل " وإذا المؤودة سئلت بأي ذنب قتلت " ومن يعش في النعيم ويتقلب في حياة الترف والرغد سيسأل عن النعيم قال تعالى " ثم ليسألن يومئذ عن النعيم " وقد أخذ الله جل وعلا العهد على جميع مخلوقاته وأمرهم بالوفاء به وأنهم سيسألون عنه قال تعالى " وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا" والعبد مسؤول أيضا عن ضبط جوارحه واستخدامها فيما يرضي الله تعالى قال تعالى " إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا "
وقال جل وعلا :-" وقفوهم إنهم مسؤولون"
السؤال أمر عظيم ، ونحن بحاجة فعلا لنعود إلى ما حملنا من مسؤوليات وأمانة ما دامت أقدامنا لن تزول حتى نسأل عن كل شيء في حياتنا ، عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم " لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال عن عمره فيما أفناه ، وعن شبابه فيما أبلاه ، وعن ماله من أين أكتسبه وفي ما أنفقه وعن علمه ماذا عمل به "
ولو أنا إذا متنا تركنا *** لكان الموت راحة كل حي
ولكنا إذا متنــا بعثنــا *** ويسأل ربنا عن كل شـــيء
اللهم نسالك حياة بطاعتك وموتا في سبيلك وارنا اللهم الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.