من عبودية العلمانية إلى حرية الإسلام
بقلم: يوسف قابلان
في: 01 نوفمبر 2016
ترجمة وتحرير ــ تركيا بوست
سمعت تصريحات لـ”فريدون سينيرلي أوغلو” يقول فيها بأن العلمانية ستنقذ الشرق الأوسط، وقد استشطت غضبا بعد سماعي هذا الكلام، العلمانية جعلت العالم الإسلامي يصبح عبدا لغيره!
نجح الغرب والإنجليز في إسقاط الخلافة العثمانية وتقسيمها، واعتمدوا مبدأ فرّق تسد، وزرعوا في هذه الدويلات زعماء مستبدين يتحكمون فيهم عن بُعد، وعلينا هنا أن نتحدث بمنتهى الشفافية، لا يوجد أي نظام إسلامي، وإنما كلها دول تسير تحت قيادة الرجل الواحد، ويقومون بخدمة من سلّموهم سدة الحكم من الغرب، وبالتالي سيطر الغرب على خيرات وموارد المنطقة، وخصوصا الإنجليز واليهود.
وقد كانت أنظمة حكم البعث ومشتقاتها، تظلم المسلمين، وهي أنظمة حكم علمانية، ارتكبت المجازر بحق شعوبها، في مصر والعراق وليبيا وسوريا والجزائر، كلها دول كانت محكومة بسلطة الرجل الواحد المستبد، الذي يخدم المصالح الغربية. ولهذا فإن من يقول بأن “العلمانية ستنقذ الشرق الأوسط”، بمثابة من يقدم طوق النجاة للقوى الاستعمارية التي بدأت تشعر بقرب رحيلها وسيطرتها على المنطقة.
يجب أن لا نقول ولا نفعل ذلك، ويجب أن تكون تركيا آخر من يقترح مثل هذا الرأي.
حقائق مهمة
هناك مسائل هامة ومفصلية يجب أن لا نتغاضى عنها، أولها أن الحديث عن العلمانية كطوق نجاة للعالم الإسلامي وكمحرّر للشعوب هو مجرد وهم. فمعظم الأنظمة التي تحكم الغالبية العظمى من الدول الإسلامية هي أنظمة دكتاتورية تخدم المصالح الغربية، وثانيها لماذا لا نرى بأن كل دول العالم لا تقودها أنظمة علمانية ما عدا الدول الإسلامية ودولة أو اثنتان مثل كوريا الشمالية. فكل الدول الغربية تدور فيها نقاشات حول ما بعد العلمانية.
قيم الإسلام هي التي ستنقذنا
الغرب الذي يرى العالم بنظرة مادية بحتة، قام بتدمير كل القيم الإنسانية، وأصبح الإنسان فقيرا حزينا منهارا وعبدا، وأصبح العالم دون روح ولا أخلاق، والكل يلهث وراء المادة، لو على حساب مئات الملايين من البشر. وقادت العلمانية البشر نحو العبودية.
ولذلك فإن التجربة العالمية الأكثر حضارة وتقدما ومحافظة على الإنسان، والتي أنشأت دار السلام والمحبة، على مدار ستة قرون، هي الدولة العثمانية، وعلى الأقل انظروا إلى المثقفين الحقيقيين من الغرب وهم يقولون “الدولة العثمانية مستقبل الإنسانية”، و”الدولة العثمانية هي منقذنا الوحيد”.
العلمانية هي أداة قادت العالم الإسلامي نحو العبودية الفكرية، ونحو نهب خيراته من قبل الغرب، ومن سينقذ العالم الإسلامي من هذا المستنقع هو المدنيّة والحضارة الحقيقية المتمثلة بالقيم الإسلامية.
المقال بالتركية: اضغط هنا