مبدع لم ينل حظه من الشهرة
المعماري التركي سنان عبقرية منسية
المصدر:
فاتنة صالح الكردي
التاريخ: 20 مارس 2011
يعد المعمار سنان، المولود عام 1489 م في قرية «اغريناس»، قرب قيصرية، من أهم المعماريين في التاريخ، وقد كان أخـــذه العثمانيون عنوة، وفق نظام «الدوشيرمية»، ليكون انكشاريا، في العام 1512.
حارب المعمار سنان كانكشاري في حملة بلغراد عام 1521، بعد انتهاء تعليمه العسكري، وساهم في حملات سليم الاول على بلاد فارس والشام والعراق ومصر. كما تنقل بين عدة دول حيث تفحص منشآتها وأبنيتها المعمارية، مثل: البلقان والمجر جنوب النمسا. وشيد سنان 364 بناء ومنشأة معمارية ضخمة رائعة على أراضي الإمبراطورية العثمانية، وفق أسلوب خاص به. كما اختاره السلطان سليمان القانوني ليكون كبير المهندسين وهو في الخمسين من عمره، وذلك تقديرا ومكافأة له، لإقامته عدة جسور في «ملدافيا»، خلال ثلاثة عشر يوما، وأهمها: جسر فوق نهر بروت، جسر عبر الدانوب.
ابتكارات نوعية
استفاد سنان كثيرا من اطلاعه الكثيف على الآثار البيزنطية والسلجوقية في اسطنبول والأناضول، وأيضا من تعمقه في بحث ودراسة الآثار المعمارية الإيرانية الإسلامية، لاسيما في شيراز وأصفهان. وكذلك أسهم تعمقه في دراسة الطرز المعمارية العربية في دمشق وحلب والقاهرة، من العهدين الأيوبي والمملوكي، أسهم في قدرته على اكتساب أسلوب مميز وجديد في تصاميمه وتشييداته، إلى جانب نجاحه في تطوير ابتكاراته المعمارية.
تنوع وشمول
اشتهر سنان بأنه من أهم المعماريين الأتراك. وقد شكّل نتاجه التصميمي، محطات ذات شأن مهم في مسيرة تطور الفكر البنائي في مسار العمارة العالمية، وخاصة ضمن تشييد عدد كبير من المباني ذات الوظائف والمضامين المختلفة. وتميزت تصميماته بالبساطة رغم انتشارها على رقعة جغرافية شاسعة، وهي امتدت من تخوم بلاد السلاف في البلقان، وحتى مدينة مكة المكرمة في شبه الجزيرة العربية.
مصمم جسور
تعد إنجازات المعمار سنان، الذي توفي في نهاية القرن السادس عشر، تحفا هندسية بحد ذاتها، وهي حية وقائمة في كل أنحاء العالم. ومن أهم إنجازاته المعمارية:
مسجد «شهر زاده» الذي خصص لتخليد ذكرى وفاة ولد السلطان سليمان القانوني الأكبر، شهر زاده محمد. ومسجد السليمانية ومجمعه. ومدرسة «رستم باشا»، و«قناة مولوفا» في إسطنبول. ومسجد «السليميّه بأدرنة». وكلية «الخسروية» في حلب. وجسر «موستار» في البوسنة.
وجامع «عثمان شاه» في اليونان. وجامع «صوفو محمد باشا». وجسر «مصطفى باشا» في بلغاريا. وهذا إضافة إلى كثير من التشييدات والترميمات التي أجراها على عدد كبير من الأبنية القديمة والتاريخية، وذلك في: تركيا وسوريـــا(دمشــــق وحلب)، واليونــان وفلسطــين، وغيرها من البلدان.
«معرض سنان»
وتقوم مجموعة من الفنانين الأتراك بالاحتفاء بذكرى مواطنهم المعماري سنان، من خلال تنظيم معرض خاص يسلط الضوء على طبيعة منجزاته، وعبقريتـــه الفريدة. وكانـــت دورة العام الماضي من المعرض هي الثانية، حيـــث اشترك فيها مصورون وتشكيليون، وضمت إبداعات فنانين أتـــــراك بارزين، مثل مصطفى أقصاي، الذي قدم مجموعة من اللوحات والصور الضوئية، اتسمت بحرفية فنية عالية، وبساطة أسلوب الإبداع. وقد عكست الأعمال، مدى فرادة إبداع سنان.
المعماري التركي سنان عبقرية منسية
المصدر:
فاتنة صالح الكردي
التاريخ: 20 مارس 2011
يعد المعمار سنان، المولود عام 1489 م في قرية «اغريناس»، قرب قيصرية، من أهم المعماريين في التاريخ، وقد كان أخـــذه العثمانيون عنوة، وفق نظام «الدوشيرمية»، ليكون انكشاريا، في العام 1512.
حارب المعمار سنان كانكشاري في حملة بلغراد عام 1521، بعد انتهاء تعليمه العسكري، وساهم في حملات سليم الاول على بلاد فارس والشام والعراق ومصر. كما تنقل بين عدة دول حيث تفحص منشآتها وأبنيتها المعمارية، مثل: البلقان والمجر جنوب النمسا. وشيد سنان 364 بناء ومنشأة معمارية ضخمة رائعة على أراضي الإمبراطورية العثمانية، وفق أسلوب خاص به. كما اختاره السلطان سليمان القانوني ليكون كبير المهندسين وهو في الخمسين من عمره، وذلك تقديرا ومكافأة له، لإقامته عدة جسور في «ملدافيا»، خلال ثلاثة عشر يوما، وأهمها: جسر فوق نهر بروت، جسر عبر الدانوب.
ابتكارات نوعية
استفاد سنان كثيرا من اطلاعه الكثيف على الآثار البيزنطية والسلجوقية في اسطنبول والأناضول، وأيضا من تعمقه في بحث ودراسة الآثار المعمارية الإيرانية الإسلامية، لاسيما في شيراز وأصفهان. وكذلك أسهم تعمقه في دراسة الطرز المعمارية العربية في دمشق وحلب والقاهرة، من العهدين الأيوبي والمملوكي، أسهم في قدرته على اكتساب أسلوب مميز وجديد في تصاميمه وتشييداته، إلى جانب نجاحه في تطوير ابتكاراته المعمارية.
تنوع وشمول
اشتهر سنان بأنه من أهم المعماريين الأتراك. وقد شكّل نتاجه التصميمي، محطات ذات شأن مهم في مسيرة تطور الفكر البنائي في مسار العمارة العالمية، وخاصة ضمن تشييد عدد كبير من المباني ذات الوظائف والمضامين المختلفة. وتميزت تصميماته بالبساطة رغم انتشارها على رقعة جغرافية شاسعة، وهي امتدت من تخوم بلاد السلاف في البلقان، وحتى مدينة مكة المكرمة في شبه الجزيرة العربية.
مصمم جسور
تعد إنجازات المعمار سنان، الذي توفي في نهاية القرن السادس عشر، تحفا هندسية بحد ذاتها، وهي حية وقائمة في كل أنحاء العالم. ومن أهم إنجازاته المعمارية:
مسجد «شهر زاده» الذي خصص لتخليد ذكرى وفاة ولد السلطان سليمان القانوني الأكبر، شهر زاده محمد. ومسجد السليمانية ومجمعه. ومدرسة «رستم باشا»، و«قناة مولوفا» في إسطنبول. ومسجد «السليميّه بأدرنة». وكلية «الخسروية» في حلب. وجسر «موستار» في البوسنة.
وجامع «عثمان شاه» في اليونان. وجامع «صوفو محمد باشا». وجسر «مصطفى باشا» في بلغاريا. وهذا إضافة إلى كثير من التشييدات والترميمات التي أجراها على عدد كبير من الأبنية القديمة والتاريخية، وذلك في: تركيا وسوريـــا(دمشــــق وحلب)، واليونــان وفلسطــين، وغيرها من البلدان.
«معرض سنان»
وتقوم مجموعة من الفنانين الأتراك بالاحتفاء بذكرى مواطنهم المعماري سنان، من خلال تنظيم معرض خاص يسلط الضوء على طبيعة منجزاته، وعبقريتـــه الفريدة. وكانـــت دورة العام الماضي من المعرض هي الثانية، حيـــث اشترك فيها مصورون وتشكيليون، وضمت إبداعات فنانين أتـــــراك بارزين، مثل مصطفى أقصاي، الذي قدم مجموعة من اللوحات والصور الضوئية، اتسمت بحرفية فنية عالية، وبساطة أسلوب الإبداع. وقد عكست الأعمال، مدى فرادة إبداع سنان.