خواطر فكرية في شهر القرآن الكريم - صبحي غندور Hitskin_logo Hitskin.com

هذه مُجرَّد مُعاينة لتصميم تم اختياره من موقع Hitskin.com
تنصيب التصميم في منتداكالرجوع الى صفحة بيانات التصميم

نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة
نبيل - القدس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المواضيع الأخيرة
» 21- من دروس القران التوعوية - مزج الطاقة العربية بالطاقة الاسلامية
خواطر فكرية في شهر القرآن الكريم - صبحي غندور I_icon_minitimeاليوم في 2:16 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 20- من دروس القران التوعوية:- اصطفاء العرب!!!
خواطر فكرية في شهر القرآن الكريم - صبحي غندور I_icon_minitimeأمس في 5:53 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» خاطرة من وحي التاريخ !!
خواطر فكرية في شهر القرآن الكريم - صبحي غندور I_icon_minitimeأمس في 2:43 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 19-من دروس القران التوعوية - مسؤولية حمل الرسالة
خواطر فكرية في شهر القرآن الكريم - صبحي غندور I_icon_minitime2024-09-18, 5:37 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 18- من دروس القران التوعوية
خواطر فكرية في شهر القرآن الكريم - صبحي غندور I_icon_minitime2024-09-17, 9:06 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» مخاطر الكتابة في الانساب لغير اهل الفقه والعلم
خواطر فكرية في شهر القرآن الكريم - صبحي غندور I_icon_minitime2024-09-17, 8:58 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 26- حديث الاثنين-الايمان وصناعة النفس والتغيير
خواطر فكرية في شهر القرآن الكريم - صبحي غندور I_icon_minitime2024-09-16, 7:06 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» رسالة خطيرة من النبي !!!
خواطر فكرية في شهر القرآن الكريم - صبحي غندور I_icon_minitime2024-09-15, 1:10 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 17- من دروس القران التوعوية - الاجتهاد و التقليد
خواطر فكرية في شهر القرآن الكريم - صبحي غندور I_icon_minitime2024-09-15, 1:08 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» ذو الوجهين فاسد منافق فاحذروه !!!
خواطر فكرية في شهر القرآن الكريم - صبحي غندور I_icon_minitime2024-09-15, 2:36 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 16- من دروس القران التوعوية - المنافقون عدو فاحذرهم
خواطر فكرية في شهر القرآن الكريم - صبحي غندور I_icon_minitime2024-09-14, 5:31 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 15- من دروس القران التوعوية - عقيدتنا وشريعتنا تصنعان الوعي
خواطر فكرية في شهر القرآن الكريم - صبحي غندور I_icon_minitime2024-09-13, 6:41 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الجمعة - مكانة الشهادة والشهيد !!!
خواطر فكرية في شهر القرآن الكريم - صبحي غندور I_icon_minitime2024-09-13, 4:04 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» شركات عمل تطبيقات – تك سوفت للحلول الذكية – Tec Soft for SMART solutions
خواطر فكرية في شهر القرآن الكريم - صبحي غندور I_icon_minitime2024-09-12, 4:47 pm من طرف سها ياسر

» 14- من دروس القران التوعوية- تسمية الاشياء والامور باسماءها
خواطر فكرية في شهر القرآن الكريم - صبحي غندور I_icon_minitime2024-09-12, 8:03 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» دموع الرجال على الرجال !!!
خواطر فكرية في شهر القرآن الكريم - صبحي غندور I_icon_minitime2024-09-11, 3:25 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 13- من دروس القران التوعوية- الحكمة من تسمية الاشياء والامور بمسمياتها
خواطر فكرية في شهر القرآن الكريم - صبحي غندور I_icon_minitime2024-09-11, 3:17 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 12- من دروس القران التوعوية- المصطلحات واهميتها
خواطر فكرية في شهر القرآن الكريم - صبحي غندور I_icon_minitime2024-09-10, 8:06 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 25-حديث الاثنين =نظرات عقائدية اساسية
خواطر فكرية في شهر القرآن الكريم - صبحي غندور I_icon_minitime2024-09-09, 8:53 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 11- من دروس القران التوعوية-بناء الوعي الشخصي الطريق لبناء الوعي العام
خواطر فكرية في شهر القرآن الكريم - صبحي غندور I_icon_minitime2024-09-09, 8:48 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 10- من دروس القران التوعوية- ب-وسائل وانواع التفكير
خواطر فكرية في شهر القرآن الكريم - صبحي غندور I_icon_minitime2024-09-08, 5:46 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 9- من دروس القران التوعوية-أ-القران ارشدنا لمعرفة العملية العقلية
خواطر فكرية في شهر القرآن الكريم - صبحي غندور I_icon_minitime2024-09-07, 10:52 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الجمعة= الحذر من الخداع والمخادين!!!
خواطر فكرية في شهر القرآن الكريم - صبحي غندور I_icon_minitime2024-09-06, 4:40 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 8- من دروس القران التوعوية=تغييب الطغاة للوعي !!
خواطر فكرية في شهر القرآن الكريم - صبحي غندور I_icon_minitime2024-09-05, 9:53 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الصباح= الاسلام والتغيير المجتمعي
خواطر فكرية في شهر القرآن الكريم - صبحي غندور I_icon_minitime2024-09-04, 7:13 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 6-من دروس القران التوعوية- التثبت والتيقن
خواطر فكرية في شهر القرآن الكريم - صبحي غندور I_icon_minitime2024-09-04, 5:00 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث التاريخ !!!الانجليز وسلطان الهند!!!
خواطر فكرية في شهر القرآن الكريم - صبحي غندور I_icon_minitime2024-09-03, 8:33 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» عمل تطبيقات الجوال – مع شركة تك سوفت للحلول الذكية – Tec Soft for SMART solutions
خواطر فكرية في شهر القرآن الكريم - صبحي غندور I_icon_minitime2024-09-03, 2:36 pm من طرف سها ياسر

» 5- من دروس القران التوعوية= التغيير الشامل
خواطر فكرية في شهر القرآن الكريم - صبحي غندور I_icon_minitime2024-09-03, 8:47 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 24- حديث الاثنين - الايمان والتصديق والفرق بينهما وعلاقة الايمان بالعمل
خواطر فكرية في شهر القرآن الكريم - صبحي غندور I_icon_minitime2024-09-02, 12:02 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

عداد للزوار جديد
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 607 عُضو متصل حالياً :: 1 أعضاء, 0 عُضو مُختفي و 606 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

نبيل القدس ابو اسماعيل

[ مُعاينة اللائحة بأكملها ]


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 752 بتاريخ 2024-09-20, 4:22 am
تصويت
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
نبيل القدس ابو اسماعيل - 38800
خواطر فكرية في شهر القرآن الكريم - صبحي غندور I_vote_rcapخواطر فكرية في شهر القرآن الكريم - صبحي غندور I_voting_barخواطر فكرية في شهر القرآن الكريم - صبحي غندور I_vote_lcap 
زهرة اللوتس المقدسية - 15399
خواطر فكرية في شهر القرآن الكريم - صبحي غندور I_vote_rcapخواطر فكرية في شهر القرآن الكريم - صبحي غندور I_voting_barخواطر فكرية في شهر القرآن الكريم - صبحي غندور I_vote_lcap 
معتصم - 12434
خواطر فكرية في شهر القرآن الكريم - صبحي غندور I_vote_rcapخواطر فكرية في شهر القرآن الكريم - صبحي غندور I_voting_barخواطر فكرية في شهر القرآن الكريم - صبحي غندور I_vote_lcap 
محمد بن يوسف الزيادي - 4202
خواطر فكرية في شهر القرآن الكريم - صبحي غندور I_vote_rcapخواطر فكرية في شهر القرآن الكريم - صبحي غندور I_voting_barخواطر فكرية في شهر القرآن الكريم - صبحي غندور I_vote_lcap 
sa3idiman - 3588
خواطر فكرية في شهر القرآن الكريم - صبحي غندور I_vote_rcapخواطر فكرية في شهر القرآن الكريم - صبحي غندور I_voting_barخواطر فكرية في شهر القرآن الكريم - صبحي غندور I_vote_lcap 
لينا محمود - 2667
خواطر فكرية في شهر القرآن الكريم - صبحي غندور I_vote_rcapخواطر فكرية في شهر القرآن الكريم - صبحي غندور I_voting_barخواطر فكرية في شهر القرآن الكريم - صبحي غندور I_vote_lcap 
هيام الاعور - 2145
خواطر فكرية في شهر القرآن الكريم - صبحي غندور I_vote_rcapخواطر فكرية في شهر القرآن الكريم - صبحي غندور I_voting_barخواطر فكرية في شهر القرآن الكريم - صبحي غندور I_vote_lcap 
بسام السيوري - 1763
خواطر فكرية في شهر القرآن الكريم - صبحي غندور I_vote_rcapخواطر فكرية في شهر القرآن الكريم - صبحي غندور I_voting_barخواطر فكرية في شهر القرآن الكريم - صبحي غندور I_vote_lcap 
محمد القدس - 1219
خواطر فكرية في شهر القرآن الكريم - صبحي غندور I_vote_rcapخواطر فكرية في شهر القرآن الكريم - صبحي غندور I_voting_barخواطر فكرية في شهر القرآن الكريم - صبحي غندور I_vote_lcap 
العرين - 1193
خواطر فكرية في شهر القرآن الكريم - صبحي غندور I_vote_rcapخواطر فكرية في شهر القرآن الكريم - صبحي غندور I_voting_barخواطر فكرية في شهر القرآن الكريم - صبحي غندور I_vote_lcap 

احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1030 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو Roland فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 66288 مساهمة في هذا المنتدى في 20242 موضوع
عداد زوار المنتدى
free counterAmazingCounters.com


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

خواطر فكرية في شهر القرآن الكريم - صبحي غندور

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

نبيل القدس ابو اسماعيل

نبيل القدس ابو اسماعيل
المدير العام
المدير العام

خواطر فكرية في شهر القرآن الكريم

صبحي غندور*



النموذج "الإبراهيمي" الغائب في حال المسلمين

.. والمقصود هنا بالنموذج "الإبراهيمي" هو الإشارة إلى النبي إبراهيم (ص) الذي يعتبره أتباع كل الرسالات السماوية بأنه "جد" الرسل موسى وعيسى ومحمد، عليهم السلام آجمعين، ولا يختلفون عليه أو ينكرون ما توارد في الكتب المقدسة عن سيرة إيمانه وحياته، فهو عملياً الجامع المشترك بينهم، وجميعهم يقرّ بالخصوصية التي منحها الله تعالى لهذا النبيّ الكريم.

ولقد جرى في أمكنة وأزمنة عديدة "توظيف" الحديث عن النبي إبراهيم لصالح "أجندات" مختلفة بعضها حسن النية والمقاصد بهدف التقارب بين كلّ المؤمنين بالله، وبعضها الآخر سعى لإضفاء "الشرعية الدينية" على اتفاقات ومعاهدات سياسية جرت بين أطراف عربية وإسرائيل برعاية أميركية، كالتي حصلت مع مصر ثمّ مع "منظمة التحرير الفلسطينية"، حيث كثرت آنذاك الإستشهادات بالنبي إبراهيم والأحاديث عن أهمية "السلام" بين جهاتٍ تنتمي دينياً إلى اليهودية والمسيحية والإسلام.

لكن "النموذج الإبراهيمي" الذي أريد التأكيد عليه هنا لا يتّصل أبداً فيما سبق ذكره من "توظيف" قام ويقوم به (عن حسن نية) من يريد الوئام والتآلف والتقارب بين الأديان السماوية، أو من يسعى (عن سوء نية) لاستغلال الدين في أمور سياسية، ولتبرير معاهدات تتعامل أصلاً مع قضايا إنسانية ترتبط بعدم شرعية الاحتلال وبحقوق الشعوب المظلومة.

"النموذج الإبراهيمي" هو مطلوبٌ في كيفية عدم جعل الاختلاف بين الطوائف والمذاهب والإجتهادات، سبباً للتباعد بين المؤمنين بالله أو للأساءة لبعضهم البعض. فنحن لا نعرف كيف ومتى كان النبي إيراهيم (ص) يصلّي ويصوم، وهو الذي جاء قبل ظهور التوارة والإنجيل والقرآن، وقبل تعصّب المسلمين لمذاهب واجتهادات فقهية حصلت بعد بدء الدعوة الإسلامية. فالنبي إبراهيم لم يكن يهودياً ولا نصرانياً، ولا سنّياً ولا شيعياً، بل كان مسلماً حنيفاً بالمعنى الشمولي لكلمة "الإسلام" التي تشمل كل من آمن بالله الخالق عزّ وجلّ:

[ وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّـهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّـهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا ﴿١٢٥﴾ سورة النساء].

[يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنجِيلُ إِلَّا مِن بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿٦٥﴾ سورة آل عمران]

[ مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَـٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿٦٧﴾ سورة آل عمران].

عسى أيضاً أن يكون "النموذج الإبراهيمي" حاضراً في سلوك المسلمين حينما يفقهون معنى الحجّ إلى مقام النبي إبراهيم في مكّة المكرمة. ففي الحجّ يلتقي، من بقاع الأرض قاطبةً، ملايينٌ من البشر. ويتساوى على أرض مكّة وفي مناسك الحج: الغنيّ والفقير، الأبيض والأسود والأسمر، الرجال والنساء، والحاكم والمحكوم. وفي الحجّ أيضاً تظهر وحدة الجنس البشري ووحدة الدين الإسلامي، فلا تمييز في الحجّ ومناسكه بين عربيٍّ وأعجميّ، ولا بين مسلمٍ من هذا المذهب أو ذاك.

أيضاً، هناك حاجة قصوى الآن لهذا "النموذج الإبراهيمي" فيما حضّ عليه القرآن الكريم من استخدام العقل في فهم الأمور وفي عدم الارتكان فقط إلى ما كان عليه الآباء والأولون. ألم يختلف النبي إيراهيم مع أبيه حول عدم جواز عبادة الأصنام بعدما آمن النبي نفسه حصيلة منهج عقلاني بدأ في رفض عبادة أصنامٍ صنعها أهل عشيرته، ثمّ في تساؤله المنطقي عن الشمس والقمر والكواكب التي أدرك النبي إبراهيم أنّها أيضاً رغم عظمتها لا يجوز عبادتها:

[وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ﴿٧٥﴾ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا قَالَ هَـٰذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ﴿٧٦﴾ فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَـٰذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ ﴿٧٧﴾ فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـٰذَا رَبِّي هَـٰذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ ﴿٧٨﴾ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿٧٩﴾ سورة الأنعام].

"النموذج الإبراهيمي" هو مطلوب في استخدام الحجة المنطقية لتأكيد صوابية ما نؤمن به، وليس من خلال أسلوب التكفير والعنف. فقد دعا النبي إبراهيم (ص) أهله وأبناء عشيرته الكفّار إلى التخلّي عن عبادة الأصنام من خلال أسلوب الحجّة المنطقية حينما حطّم ليلاً كلَّ أصنامهم ماعدا كبيرهم لكي يؤكّد لهم بطلان ما يعبدون:

[قَالُوا أَأَنتَ فَعَلْتَ هَـٰذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ﴿٦٢﴾ قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَـٰذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ﴿٦٣﴾ سورة الأنبياء].

[أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّـهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّـهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿٢٥٨﴾ سورة البقرة].



***



سورة "فاطر" في شهر الصيام:

في شهر رمضان المبارك، شهر القرآن الكريم، هذه خواطر عمّا هو في سورة "فاطر" من مفاهيم وقيم مهمة نسترشد بها في أمورنا الشخصية والعملية.

نقرأ في الآية العاشرة من هذه السورة:

بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ
مَن كَانَ يُرِيدُ ٱلۡعِزَّةَ فَلِلَّهِ ٱلۡعِزَّةُ جَمِيعًاۚ إِلَيۡهِ يَصۡعَدُ ٱلۡكَلِمُ ٱلطَّيِّبُ وَٱلۡعَمَلُ ٱلصَّـٰلِحُ يَرۡفَعُهُۚ ۥ وَٱلَّذِينَ يَمۡكُرُونَ ٱلسَّيِّـَٔاتِ لَهُمۡ عَذَابٌ۬ شَدِيدٌ۬ۖ وَمَكۡرُ أُوْلَـٰٓٮِٕكَ هُوَ يَبُورُ (١٠)



فقد استوقفني في هذه الآية الكريمة هذا الربط الجميل المطلوب بين "القول والعمل"، بين "الفكر والتطبيق"، بين "الإيمان والعمل الصالح" من خلال تأكيد الخالق عزّ وجلّ من ناحية على أهمية "ٱلكَلِمُ ٱلطَّيِّبُ" الذي يصعد اليه لكن، من ناحية أخرى، على أنّ هذا الصعود يحتاج إلى عمل صالح يُرفق بهذا "الكلِم الطيب" لكي يرفعه. فكم من هوّة سحيقة نجدها بين فكر البعض وسلوكهم، وفي كثير من المسائل العامة أو الشخصية. حتماً لا يقصد معظم الناس هذا الانشقاق بين "القول" و"العمل"، لكن ذلك مدعاة للتمييز المهم المطلوب بين حالاتٍ ثلاث: فحالة الكلمة الطيبة حتى لو لم تقترن بعمل صالح هي خير وأفضل من حالة الكلمة الخبيثة. لكن الحالة المثلى طبعاً هي في الجمع بين طيبة الكلام وصلاح العمل.



أيضاً، أجد في الآية 12 من السورة نفسها ما هو حكمة بليغة ودرس هام لمن لا يقبلون بالرأي الآخر ولا يجدون الحقيقة والمنفعة إلاّ فيما هم عليه من معتقد وينكرون ذلك على المخالفين لهم. تقول الآية الكريمة:

وَمَا يَسۡتَوِى ٱلۡبَحۡرَانِ هَـٰذَا عَذۡبٌ۬ فُرَاتٌ۬ سَآٮِٕغٌ۬ شَرَابُهُ ۥ وَهَـٰذَا مِلۡحٌ أُجَاجٌ۬ وَمِن كُلٍّ۬ تَأۡڪُلُونَ لَحۡمً۬ا طَرِيًّ۬ا وَتَسۡتَخۡرِجُونَ حِلۡيَةً۬ تَلۡبَسُونَهَاۖ وَتَرَى ٱلۡفُلۡكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبۡتَغُواْ مِن فَضۡلِهِۦ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡڪُرُونَ (١٢).



فسبحان الله الذي خلق هذا التنوع والاختلاف في كلِّ خلقه بما في ذلك الماء الذي جعل منه كلَّ شيءٍ حي، فإذا بالآية تؤكّد على أنّه بالرغم من عدم سواسية "البحرين"، أحدهما عذب والآخر ملح أجاج، فإنّ بينهما فوائد وقواسم مشتركة يستفيد منها الناس: أكل اللحم الطري، استخراج الحلي وتسيير السفن فيهما...

هكذا يجب أن تكون حكمة وأمثولة هذه الآية في كلّ أمور الناس وأفكارهم وأعمالهم وأشكالهم. فالاختلاف لا يعني عدم وجود قواسم ومنافع مشتركة يمكن البناء عليها بين "المختلفين".

ولعلّ ما ورد في الآيتين 27 و28 فيه تأكيد على هذه الخلاصة:

أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً۬ فَأَخۡرَجۡنَا بِهِۦ ثَمَرَٲتٍ۬ مُّخۡتَلِفًا أَلۡوَٲنُہَاۚ وَمِنَ ٱلۡجِبَالِ جُدَدُۢ بِيضٌ۬ وَحُمۡرٌ۬ مُّخۡتَلِفٌ أَلۡوَٲنُہَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ۬ (٢٧) وَمِنَ ٱلنَّاسِ وَٱلدَّوَآبِّ وَٱلۡأَنۡعَـٰمِ مُخۡتَلِفٌ أَلۡوَٲنُهُ كَذَٲلِكَۗ إِنَّمَا يَخۡشَى ٱللَّهَ مِنۡ عِبَادِهِ ٱلۡعُلَمَـٰٓؤُاْۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (٢٨).



في سورة فاطر، نجد أيضاً ما ورد في الآية 18 من دعوة لعدم التعميم في الأحكام:

"وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ۬ وِزۡرَ أُخۡرَىٰۚ – " من الآية 18.

وهو أمر كانت عليه القبائل العربية قبل الإسلام من حيث أسلوب العقاب الجماعي لعائلة أو عشيرة أو قبيلة إذا أخطأ أحد أفرادها، وهي مفاهيم ما زالت قائمة للأسف في العديد من المجتمعات حيث يقترن مفهوم "الثأر" بعقاب جماعة المخطئ لا المخطئ نفسه فقط.



وفي ختام سورة "فاطر" نجد هذه الآية التي تُعلّم الناس أهمية التمهّل في محاسبة الآخرين وعدم التسرّع بإطلاق الأحكام عليهم، والتعامل مع الناس بمجمل ما هم عليه من سلبيات وإيجابيات وليس التوقف عند حالة سلبية واحدة فقط. تقول الآية الكريمة:

وَلَوۡ يُؤَاخِذُ ٱللَّهُ ٱلنَّاسَ بِمَا ڪَسَبُواْ مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهۡرِهَا مِن دَآبَّةٍ۬ وَلَـٰڪِن يُؤَخِّرُهُمۡ إِلَىٰٓ أَجَلٍ۬ مُّسَمًّ۬ىۖ فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمۡ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِۦ بَصِيرَۢا (٤٥)



وليست سورة "فاطر" فقط هي التي تدعو الناس والمؤمنين بالله عزّ وجلّ إلى حسن السلوك مع الآخر وإلى تفهّم حكمة الخالق تعالى بخلق الناس مختلفين، فالقرآن الكريم كلّه دعوة واضحة إلى الإيمان والعمل الصالح معاً.

لكن مشكلة العالم الإسلامي الآن أنه لا يتوازن مع تراثه الحضاري الإسلامي الذي يقوم على الحوار مع الرأي الآخر وعلى رفض الإكراه في الدين:

- "ادعُ إلى سبيلِ ربِّك بالحِكْمةِ والمَوْعظةِ الحَسَنَةِ وَجادِلْهُم بالتي هيَ أحسنُ" - سورة النحل - الآية 125.

- "أفَأنْتِ تُكْرِهُ النَّاسَ حتى يكونوا مؤمنين" / سورة يونس - الآية 99.

- "وجعلناكم شعوباً وقبائل لِتَعارفوا" / سورة الحجرات - الآية 13.

- "مَنْ قتلَ نفساً بغيرِ نفْسٍ أو فَسَادٍ في الأرضِ فكأنَّما قتَلَ النَّاسَ جميعاً ومَنْ أحياها فكأنِّما أحيا النَّاسَ جميعاً" /سورة المائدة - الآية 32.

- "وَعِبادُ الرَّحمنِ الذين يَمشونَ على الأرضِ هَوْناً وإذا خاطَبَهُمُ الجاهِلونَ قالوا سَلاماً" / سورة الفرقان - الآية 63.

- "وكذلك جعلناكم أمَّةً وسَطاً لتكونوا شُهداءَ على النَّاسِ" / سورة البقرة - الآية 143.

- "وَمَا أرْسَلْناكَ إلا رَحْمَةً للعالمين" / سورة الأنبياء - الآية 107.



هذه نماذج قليلة من كثيرٍ ورد في القرآن الكريم الذي يكرّر المسلمون قراءته (بل حفظه أحياناً) في شهر رمضان المبارك من كلّ عام. لكن الهوّة سحيقة أيضاً بين من يقرأون وبين من يفقهون ما يقرأون.. ثم بين من يسلكون في أعمالهم ما يفقهونه في فكرهم!.

وكلُّ شهر رمضان وأنتم بخير.

*مدير "مركز الحوار العربي" في واشنطن.

Sobhi@alhewar.com

https://alhoob-alsdagh.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى