وقفة ايمانية مع اية قرانية
يقول الله تعالى:- (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا ۚ فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ) (الاية 22 من سورةالانبياء) :-
فتصدير الشرط بـــ : "لو" مشعر بامتناع الأمر في ذاته ، وإنما هو مجرد افتراض عقلي محض تنزلا مع الخصم ، بدليل امتناع القضيتين : وجود آلهة مع الله ، وفساد الكون ، ومع ذلك صح الربط بينهما بـــ : "لو" التي تفيد الامتناع للامتناع، فلما امتنع وجود آلهة آمرة سوى الله ، عز وجل ، امتنع فساد الكون ، لأن تعدد الأوامر من آلهة مختلفة مظنة التضارب الذي يؤدي إلى الفساد .
وعقيدة التوحيد تمنع تعدد الآلهة ،وترفض الاتنية في التأله، اي ترفض ان يكون لله تعالى شريك في خلقه او ند، لان الشراكة تعني وتقتضي المعادلة في الوجود، والمكافئة في الايجاد، والندية في المكانة والقدر والاهلية وهذا يقتضي المماثلة وبالتالي حق التسيير للكون والخلق وحق التشريع وسن القوانين للوجود والموجودات مما سيؤدي حتما الى فساد الكون وهلاكه بمن فيه، كما وترفض العقيدة الاسلامية ان يكون لله نسل اوجنس ونوع لان مخؤدى ذلك تعدد الالهة وبالتالي تعدد المشرعين بتعدد الارادات والمشيئات، فاثبات انه تعالى لا شريك له في أمره الشرعي فرع على لا شريك له في أمره الكوني ،فلذلك قال سبحانه :- (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)سورة الاخلاص). فالجنس والنوع الذي يكون فيه التعادل والتكافؤ و كذا الولد يحتاجه العاجز الذي لا يقوم بالكمال والتمام بمفرده ويعتريه الضعف والتغيير والموت فيحتاج للمعين والوارث ، والله تعالى الغني بذاته الصمد الذي لا يعتريه التبديل ولا التغيير لان التغيير والتبديل يعتري من يتعرض لعامل الزمان والمكان والله تعالى منزه عن ذلك ، فهو القيوم الذي يقوم به الوجود ويستند في وجوده الى وجوده والقائم هو بذاته ولا يستند في وجوده الى وجود فسبحانه، واكد هذا المعنى سبحانه في عدة مواقع من القران الكريم ونفاه نفيا قاطعا وقرع من ادعاه، ومن ذلك قوله سبحانه:-( مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَٰهٍ ۚ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَٰهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (91) المؤمنون.
يقول ابن أبي العز الحنفي شارح الطحاوية رحمه الله :
"فَتَأَمَّلْ هَذَا الْبُرْهَانَ الْبَاهِرَ ، بِهَذَا اللَّفْظِ الْوَجِيزِ الظَّاهِرِ . فَإِنَّ الْإِلَهَ الْحَقَّ لَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ خَالِقًا فَاعِلًا ، يُوصِلُ إِلَى عَابِدِهِ النَّفْعَ وَيَدْفَعُ عَنْهُ الضُّرَّ ، فَلَوْ كَانَ مَعَهُ سُبْحَانَهُ إِلَهٌ آخَرُ يُشْرِكُهُ فِي مُلْكِهِ ، لَكَانَ لَهُ خَلْقٌ وَفِعْلٌ ، وَحِينَئِذٍ فَلَا يَرْضَى تِلْكَ الشَّرِكَةَ ، بَلْ إِنْ قَدَرَ عَلَى قَهْرِ ذَلِكَ الشَّرِيكِ وَتَفَرُّدِهِ بِالْمُلْكِ وَالْإِلَهِيَّةِ دُونَهُ فَعَلَ ، وَإِنْ لَمْ يَقْدِرْ عَلَى ذَلِكَ انْفَرَدَ بِخَلْقِهِ وَذَهَبَ بِذَلِكَ الْخَلْقِ ، كَمَا يَنْفَرِدُ مُلُوكُ الدُّنْيَا بَعْضُهُمْ عَنْ بَعْضٍ بِمُلْكِهِ ، إِذَا لَمْ يَقْدِرِ الْمُنْفَرِدُ مِنْهُمْ عَلَى قَهْرِ الْآخَرِ وَالْعُلُوِّ عَلَيْهِ . فَلَا بُدَّ مِنْ أَحَدِ ثَلَاثَةِ أُمُورٍ :
إِمَّا أَنْ يَذْهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِخَلْقِهِ وَسُلْطَانِهِ .
وَإِمَّا أَنْ يَعْلُوَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ .
وَإِمَّا أَنْ يَكُونُوا تَحْتَ قَهْرِ مَلِكٍ وَاحِدٍ يَتَصَرَّفُ فِيهِمْ كَيْفَ يَشَاءُ ، وَلَا يَتَصَرَّفُونَ فِيهِ ، بَلْ يَكُونُ وَحْدَهُ هُوَ الْإِلَهُ ، وَهُمُ الْعَبِيدُ الْمَرْبُوبُونَ الْمَقْهُورُونَ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ .
وَانْتِظَامُ أَمْرِ الْعَالَمِ كُلِّهِ وَإِحْكَامُ أَمْرِهِ ، مِنْ أَدَلِّ دَلِيلٍ عَلَى أَنَّ مُدَبِّرَهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ ، وَمَلِكٌ وَاحِدٌ ، وَرَبٌّ وَاحِدٌ ، لَا إِلَهَ لِلْخَلْقِ غَيْرُهُ ، وَلَا رَبَّ لَهُمْ سِوَاهُ . كَمَا قَدْ دَلَّ دَلِيلُ التَّمَانُعِ عَلَى أَنَّ خَالِقَ الْعَالَمِ وَاحِدٌ ، لَا رَبَّ غَيْرُهُ وَلَا إِلَهَ سِوَاهُ ، فَذَلكَ تَمَانُعٌ فِي الْفِعْلِ وَالْإِيجَادِ ، وَهَذَا تَمَانُعٌ فِي الْعِبَادَةِ وَالْإِلَهِيَّةِ . فَكَمَا يَسْتَحِيلُ أَنْ يَكُونَ لِلْعَالَمِ رَبَّانِ خَالِقَانِ مُتَكَافِئَانِ ، كَذَلِكَ يَسْتَحِيلُ أَنْ يَكُونَ لَهُمْ إِلَهَانِ مَعْبُودَانِ" . اهـــ
فالله تعالى وحده المعبود المطاع المطلق بحق وكل ما سواه عبد متعبد بما شرع له ولا يحق لغيره تعالى التشريع لعباده والحكم على افعالهم، فهو رب الوجود ومدبر امره تعالى وفي الختام لكم التحية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يقول الله تعالى:- (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا ۚ فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ) (الاية 22 من سورةالانبياء) :-
فتصدير الشرط بـــ : "لو" مشعر بامتناع الأمر في ذاته ، وإنما هو مجرد افتراض عقلي محض تنزلا مع الخصم ، بدليل امتناع القضيتين : وجود آلهة مع الله ، وفساد الكون ، ومع ذلك صح الربط بينهما بـــ : "لو" التي تفيد الامتناع للامتناع، فلما امتنع وجود آلهة آمرة سوى الله ، عز وجل ، امتنع فساد الكون ، لأن تعدد الأوامر من آلهة مختلفة مظنة التضارب الذي يؤدي إلى الفساد .
وعقيدة التوحيد تمنع تعدد الآلهة ،وترفض الاتنية في التأله، اي ترفض ان يكون لله تعالى شريك في خلقه او ند، لان الشراكة تعني وتقتضي المعادلة في الوجود، والمكافئة في الايجاد، والندية في المكانة والقدر والاهلية وهذا يقتضي المماثلة وبالتالي حق التسيير للكون والخلق وحق التشريع وسن القوانين للوجود والموجودات مما سيؤدي حتما الى فساد الكون وهلاكه بمن فيه، كما وترفض العقيدة الاسلامية ان يكون لله نسل اوجنس ونوع لان مخؤدى ذلك تعدد الالهة وبالتالي تعدد المشرعين بتعدد الارادات والمشيئات، فاثبات انه تعالى لا شريك له في أمره الشرعي فرع على لا شريك له في أمره الكوني ،فلذلك قال سبحانه :- (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)سورة الاخلاص). فالجنس والنوع الذي يكون فيه التعادل والتكافؤ و كذا الولد يحتاجه العاجز الذي لا يقوم بالكمال والتمام بمفرده ويعتريه الضعف والتغيير والموت فيحتاج للمعين والوارث ، والله تعالى الغني بذاته الصمد الذي لا يعتريه التبديل ولا التغيير لان التغيير والتبديل يعتري من يتعرض لعامل الزمان والمكان والله تعالى منزه عن ذلك ، فهو القيوم الذي يقوم به الوجود ويستند في وجوده الى وجوده والقائم هو بذاته ولا يستند في وجوده الى وجود فسبحانه، واكد هذا المعنى سبحانه في عدة مواقع من القران الكريم ونفاه نفيا قاطعا وقرع من ادعاه، ومن ذلك قوله سبحانه:-( مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَٰهٍ ۚ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَٰهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (91) المؤمنون.
يقول ابن أبي العز الحنفي شارح الطحاوية رحمه الله :
"فَتَأَمَّلْ هَذَا الْبُرْهَانَ الْبَاهِرَ ، بِهَذَا اللَّفْظِ الْوَجِيزِ الظَّاهِرِ . فَإِنَّ الْإِلَهَ الْحَقَّ لَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ خَالِقًا فَاعِلًا ، يُوصِلُ إِلَى عَابِدِهِ النَّفْعَ وَيَدْفَعُ عَنْهُ الضُّرَّ ، فَلَوْ كَانَ مَعَهُ سُبْحَانَهُ إِلَهٌ آخَرُ يُشْرِكُهُ فِي مُلْكِهِ ، لَكَانَ لَهُ خَلْقٌ وَفِعْلٌ ، وَحِينَئِذٍ فَلَا يَرْضَى تِلْكَ الشَّرِكَةَ ، بَلْ إِنْ قَدَرَ عَلَى قَهْرِ ذَلِكَ الشَّرِيكِ وَتَفَرُّدِهِ بِالْمُلْكِ وَالْإِلَهِيَّةِ دُونَهُ فَعَلَ ، وَإِنْ لَمْ يَقْدِرْ عَلَى ذَلِكَ انْفَرَدَ بِخَلْقِهِ وَذَهَبَ بِذَلِكَ الْخَلْقِ ، كَمَا يَنْفَرِدُ مُلُوكُ الدُّنْيَا بَعْضُهُمْ عَنْ بَعْضٍ بِمُلْكِهِ ، إِذَا لَمْ يَقْدِرِ الْمُنْفَرِدُ مِنْهُمْ عَلَى قَهْرِ الْآخَرِ وَالْعُلُوِّ عَلَيْهِ . فَلَا بُدَّ مِنْ أَحَدِ ثَلَاثَةِ أُمُورٍ :
إِمَّا أَنْ يَذْهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِخَلْقِهِ وَسُلْطَانِهِ .
وَإِمَّا أَنْ يَعْلُوَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ .
وَإِمَّا أَنْ يَكُونُوا تَحْتَ قَهْرِ مَلِكٍ وَاحِدٍ يَتَصَرَّفُ فِيهِمْ كَيْفَ يَشَاءُ ، وَلَا يَتَصَرَّفُونَ فِيهِ ، بَلْ يَكُونُ وَحْدَهُ هُوَ الْإِلَهُ ، وَهُمُ الْعَبِيدُ الْمَرْبُوبُونَ الْمَقْهُورُونَ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ .
وَانْتِظَامُ أَمْرِ الْعَالَمِ كُلِّهِ وَإِحْكَامُ أَمْرِهِ ، مِنْ أَدَلِّ دَلِيلٍ عَلَى أَنَّ مُدَبِّرَهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ ، وَمَلِكٌ وَاحِدٌ ، وَرَبٌّ وَاحِدٌ ، لَا إِلَهَ لِلْخَلْقِ غَيْرُهُ ، وَلَا رَبَّ لَهُمْ سِوَاهُ . كَمَا قَدْ دَلَّ دَلِيلُ التَّمَانُعِ عَلَى أَنَّ خَالِقَ الْعَالَمِ وَاحِدٌ ، لَا رَبَّ غَيْرُهُ وَلَا إِلَهَ سِوَاهُ ، فَذَلكَ تَمَانُعٌ فِي الْفِعْلِ وَالْإِيجَادِ ، وَهَذَا تَمَانُعٌ فِي الْعِبَادَةِ وَالْإِلَهِيَّةِ . فَكَمَا يَسْتَحِيلُ أَنْ يَكُونَ لِلْعَالَمِ رَبَّانِ خَالِقَانِ مُتَكَافِئَانِ ، كَذَلِكَ يَسْتَحِيلُ أَنْ يَكُونَ لَهُمْ إِلَهَانِ مَعْبُودَانِ" . اهـــ
فالله تعالى وحده المعبود المطاع المطلق بحق وكل ما سواه عبد متعبد بما شرع له ولا يحق لغيره تعالى التشريع لعباده والحكم على افعالهم، فهو رب الوجود ومدبر امره تعالى وفي الختام لكم التحية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.