روائع الاستنباط
الاستنباط فرض كفاية يدل على وجوب صناعة العقليات المبدعة في الامة وايجادها،
فالامة تحيا بعقليات ابنائها المفكرين وتموت بموت مفكريها وقادة الفكر وحملة لواءه فيها، فهم الروح الباعث للحياة في الامة، وبفقدانهم تنتهي الامة وتصبح تبعا لمن يستعبدها ويستخدمها، فتهان وتحتقر وتتخلف عن ركب الانسانية وتطور مسيرة الحياة.
والاستنباط لغة هو استخراج ما كان خفيّاً او غائرا متواريا عن الانظار، ليظهر للعيان، ومنه استنباط الماء؛ أي: إستخراجه من باطن الأرض. ومنه استنباط المعاني والعلل من الالفاظ والمباني اللغوية في النصوص، فلذلك قال اهل اللغة هو استخراج المعاني من النصوص بفرط الذِّهن وقوَّة القريحة ، وعرفه الفقهاء بانه : بذل الجهد في استخراج المجتهد المعاني والأحكام الشرعيَّة من النصوص الشرعية بطريق صحيح.
والاستنباط لايكون الا بعد بذل مجهود وتتبع وتحري بادواته ووسائله اللازمة، فلا يصح الا من اهله، وقد قال الله عز وجل:- ( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82) وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا (83) النساء ). فهو عمل المجتهدين في كل الميادين وهو فرض على الكفاية لمن هو اهله ، ولاحظ ان الاستنباط لا بد ان يكون مسبوقا ومرافقا للتدبر ، فآيات القرآن الكريم كلها محل للاستنباط ، وقد ذكر العلماء أن أيات القرآن تتنوع بحسب موضوعها إلى آيات قصص ، وأحكام ومواعظ وعقائد وغيرها ، ومع هذا يمكن أن تدل لآية ، وإن كانت ليست مما عد من آيات الأحكام على حكم فقهي أو عقدي أو لغوي بوجه من وجوه الدلالة المختلفة أو بقاعدة من قواعد الاستنباط.
ومن روائع ما استنبطه الفقهاء من قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسَعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}[الجمعة: 9]، قال السيوطي: «أباح الانتشار عقب الصلاة، فيستفاد منه تقديم الخطبة عليها»
ومن قوله تعالى: {فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ}[الحشر: 2]، قال السيوطي رحمه الله: «استدل به على حجية القياس، وأنه فرض كفاية على المجتهدين؛ لأن الاعتبار قياس الشيء بالشيء» وفي قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعا}[البقرة: 29]، قال السيوطي : «استدل به على أن الأصل في الأشياء الإباحة، إلا ما ورد الشرع بتحريمه». واقوال السيوطي المذكورة هنا من كتاب (الإكليل في استنباط التنْزيل، للسيوطي) وهو كتاب نفيس ينصح بالرجوع اليه واقتناءه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الاستنباط فرض كفاية يدل على وجوب صناعة العقليات المبدعة في الامة وايجادها،
فالامة تحيا بعقليات ابنائها المفكرين وتموت بموت مفكريها وقادة الفكر وحملة لواءه فيها، فهم الروح الباعث للحياة في الامة، وبفقدانهم تنتهي الامة وتصبح تبعا لمن يستعبدها ويستخدمها، فتهان وتحتقر وتتخلف عن ركب الانسانية وتطور مسيرة الحياة.
والاستنباط لغة هو استخراج ما كان خفيّاً او غائرا متواريا عن الانظار، ليظهر للعيان، ومنه استنباط الماء؛ أي: إستخراجه من باطن الأرض. ومنه استنباط المعاني والعلل من الالفاظ والمباني اللغوية في النصوص، فلذلك قال اهل اللغة هو استخراج المعاني من النصوص بفرط الذِّهن وقوَّة القريحة ، وعرفه الفقهاء بانه : بذل الجهد في استخراج المجتهد المعاني والأحكام الشرعيَّة من النصوص الشرعية بطريق صحيح.
والاستنباط لايكون الا بعد بذل مجهود وتتبع وتحري بادواته ووسائله اللازمة، فلا يصح الا من اهله، وقد قال الله عز وجل:- ( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82) وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا (83) النساء ). فهو عمل المجتهدين في كل الميادين وهو فرض على الكفاية لمن هو اهله ، ولاحظ ان الاستنباط لا بد ان يكون مسبوقا ومرافقا للتدبر ، فآيات القرآن الكريم كلها محل للاستنباط ، وقد ذكر العلماء أن أيات القرآن تتنوع بحسب موضوعها إلى آيات قصص ، وأحكام ومواعظ وعقائد وغيرها ، ومع هذا يمكن أن تدل لآية ، وإن كانت ليست مما عد من آيات الأحكام على حكم فقهي أو عقدي أو لغوي بوجه من وجوه الدلالة المختلفة أو بقاعدة من قواعد الاستنباط.
ومن روائع ما استنبطه الفقهاء من قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسَعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}[الجمعة: 9]، قال السيوطي: «أباح الانتشار عقب الصلاة، فيستفاد منه تقديم الخطبة عليها»
ومن قوله تعالى: {فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ}[الحشر: 2]، قال السيوطي رحمه الله: «استدل به على حجية القياس، وأنه فرض كفاية على المجتهدين؛ لأن الاعتبار قياس الشيء بالشيء» وفي قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعا}[البقرة: 29]، قال السيوطي : «استدل به على أن الأصل في الأشياء الإباحة، إلا ما ورد الشرع بتحريمه». واقوال السيوطي المذكورة هنا من كتاب (الإكليل في استنباط التنْزيل، للسيوطي) وهو كتاب نفيس ينصح بالرجوع اليه واقتناءه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.