من ذكرياتي في الصف الثاني/"1963
احمد عطيات ابو المنذر
صف ثاني تفاح شامي "وآه كم احببت الشام ..وخاصة عندما رجونا/ولازلنا/ان تكون عقر دار الاسلام"
تدريس الكساليعند الحمامات
مقابل حبات من القضامة او الملبسات
..............
من ذكرياتي في الثاني الابتدائي..انني/وبعض المتفوقين/كنا ناخذ الطلاب الكسالى لندرسهم عند الحمامات،وكانت اجرتنا على ذلك بعض حبات القضامة/حمص محمص/او بضع حبات من الملبس/حامض حلو!
واكثر من هذا انني صدف ان درست جيراني ممن هم في نفس صفي لكن في مدارس اخرى بعض الدروس حتى التي لم نكن قد درسناها بعد ..ومن ابن جيراننا عدنان ..الذي درسته سورة الغاشية ولم نكن درسناها بعد..ومنهم احمد الذي منت اربطه بحبل واجره ورائي على سكة القطار اثناء الدراسة!
ومن طرائف الطفولة في هذه الفترة ان احد الرعيان للخرفان طلب مني ان احضر له من بيتنا بساطا/بطانية/ مقابل خروف..فصدقته وسرقت له من بيتنا ما اراد لكنه اخلف وعده معي!
ومنها انني اشتريت وقية حلاوة طحينيةكان ثمنها قرشان/على الدفتر/أي دينا/من الدكان الوحيد في حارتنا دون علم اهلي،واكلته مع رفاقي..وبقيت اياما خائفا من عواقب او مغبة اكتشاف هذه المغامرة/الجريمة/التي تستوجب عقوبة بالعقال كالعادة!
ومن ذكرياتي في هذا الصف ايضا ان احدى السيارات خبطتني،دهستني، وكسرت بعض اسناني اللبنية على شارع المحطة بعد عودتي من المدرسة،مع ان عدد السيارات على ذلك الشارع كان لا يكاد يذكر،فقلما كانت تمر سيارة..لان عدد السيارات كان قليلا جدا في كل البلد حتى انه/على ما اذكر/لم يكن بين المحطة وعمان،سوى باصين/من باصات ابي قورة وجميل الصالح/كان والدي يعمل على احدهما كنترولا،وكنت اظن نفسي ابن امبرطور!/لانني كنت اتخيل هذا العمل من اعظم الاعمال!وخاصة،لان كان بامكاني ان اركب كما اشاء مجانا،ولهذا كنت انزل ثم اركب ثم انزل،لله در سائق ذلك الباص،كم يُحسد على صبره الايوبي!
وكانت الباصات القادمة من المحطة الى عمان تصعد طلوع الشابسوغ وتنزل من ناحية سوق الصاغة،لتأخذ مكانها امام مكاتب اصحابها سواء كان عبد الله ابو قورة او جميل الصالح،وكان طلوع الشابسوغ لا زال ترابيا وكانت الباصات متهالكة لذا كان طلوعها بطيئا جدا..
المهم،دهسني السائق،واخذني لمستشفى البشير،وعالجني واشترى لي شوكولاتة،وفرحتُ كثيرا بالشوكولاتة،وظننت ان هذاالسائق،من اطيب الناس..منطق اطفال!ثم اوصلني السائق الى بيتنا،واخبرت والدي بما حصل،وانا مرعوب من ان انال النصيب من عقاله،لانه من الصعب ان يقتنع ان دهسي كان قضاء وقدر،وانا الذي في نظره مصدر المصائب والمشاكل لكل الدنيا!.
لم اكن ادري لماذا كان ابي/رحمه الله/قاسيا كل هذه القسوة معي..حتى صرت ابا،وقعت في نفس المطب،وعرفت لعنة/ربما عرف غيري نعمة/ان يكون الولد الاول/البكر/لان الاب ينظر لهذا الطفل على انه رجل،حتى لو كان عمره بضع سنوات،ويعامله على هذا الاساس،حتى يرزق بآخرين فيكتشف ما معنى الطفولة،ويكون قد فات الاوان ولات حين مناص بالنسبة للابن البكر!
وللاسف فان هذا ما حصل معي حيث عاملت منذر،اكبر اولادي الذكور، وهو في لم يصل العاشرة من عمره، على انه بالغ عاقل وضخّمت اخطاءه..وكأنها جرائم ولم انتبه لهذا الا بعد ان لات مناص!
وفي تلك السنة اضطررت ان افطر بضع ايام من رمضان بسبب حادث الدهس،وهذا يعني حسب ظني صمت قبل ذلك العام ولو بغير انتظام،فالحق انني كنت متدينا بالفطرة..مع انه لم يكن في عائلتنا كلها/امي وابي واعمامي وعماتي آنذاك/اكررانذاك/أي قبل نصف قرن وليس الان/أي متدين لا بالفطرة ولا بالفكرة/سوى جدتي..ولا اعلم هل كانت متدينة منذ صغرها،ام هو تدين على كبر او تديّن المضطََهدين..فالحق ان جدي/ رحمه الله/لم يقصر في اضطهادها،كما علمت بعد ان وعيت على الامور .
وعلى ذمة الحجة ميثا: يروي محمود الشمايلة/ في مقال له بعنوان/من مذكرات الحجة ميثا/بتاريخ 9/نيسان/ :2016" تقول الحجة ميثيا:" زمان كان احسن والناس بتعرف ربها.. جامع الحي ما كان يفوت عليه غير الختيارية الي ودهم يموتوا..ورجال القريه ما كانوا يصلوا،،بقولوا الصلاة بس للشيّاب الي من اجيال معيطي وعبد القادر والحاج سليمان ..انتهى النقل!
اما على ذمة والدي رحمه الله..فالناس كانت احسن..بدليل ان الناس كانوا ينامون معا ذكورا واناثا في نفس الغرفة وعلى نفس الفراش في كثير من الحالات وخاصة عندما يتزاورون..لانهم كانوا اطهارا،لا يرتكبون الحرام او العار...!
وعلى ذكر والدي/رحمه الله وكل الاباء من المسلمين/كان والدي مغرما بقص قصص الزير سالم وعنترة وابو زيد الهلالي،على كل الناس الذين يزورهم ويسهر عندهم./لم يكن التلفزيون قد ظهر بعد/ وكان يقرأ الاشعار بطريقة التلحين...وكان يشعر بمجده في هذه السهرات بصفته ستار او سوبر ستار،وكان يرقص في بعض الاعراس/وكنت لا احب هذا/اعني الرقص واخجل من فعله له ..وعندما ظهرت المسجلات..صار يختلي بنفسه ويسجل اشعاره..ولله في خلقه شؤون !
وكان والدي/رحمه الله/لا يمل من قص ذكرياته مع الانجليز الذين عمل معهم في كمب ماركا ..وكان يشيد بهم وبتحسر على ايامهم..لانه يراهم ارقى بكثير من العرب.وخاصة اذا قارتهم بضباط الحرس الملكي..حيث خدم قرابة عشرين عاما..وكان يتذمر من امتيازات الضباط في الحرس الملكي /وخاصة خلال سفراتهم مع الملك/مقارنة بحال الجنود المسخمين الملطمين من امثاله!
.....
ومن معالم عمان في ذلك الزمان ''اشتيّة..و صالح/هتلر او ستالين
اتذكر المجنونة(اشتية)/المزعجة للمارة من الناس ولاصحاب المحلات/حيث كانت تجلس على الرصيف في شارع الهاشمي،ولا تترك احدا من شرها وبذاءات لسانها/وليس على المجنون حرج/وكان الاولاد/الا المغامرون/يتحاشون الاقتراب منها خوفا من لسانها السليط ومن يده الطويلة،حيث تشتم كافة المارة وقد تعتدي عليهم.
وكان الشيخ صالح البيطار،الوجه الاخر بالهبل حيث يقولون بانه رجل مبروك، وارجح انه نفسه الذي ورد ذكره في كتاب الروائي عبدالرحمن منيف/سيرة مدينة،وكان صالح سليط اللسان ايضا،ويضع على صدره الكثير من اغطية زجاجات كازوز،والاقمشة الملونةعلى انها نياشين معتقدا انه هتلر او ستالين !.
احمد عطيات ابو المنذر
صف ثاني تفاح شامي "وآه كم احببت الشام ..وخاصة عندما رجونا/ولازلنا/ان تكون عقر دار الاسلام"
تدريس الكساليعند الحمامات
مقابل حبات من القضامة او الملبسات
..............
من ذكرياتي في الثاني الابتدائي..انني/وبعض المتفوقين/كنا ناخذ الطلاب الكسالى لندرسهم عند الحمامات،وكانت اجرتنا على ذلك بعض حبات القضامة/حمص محمص/او بضع حبات من الملبس/حامض حلو!
واكثر من هذا انني صدف ان درست جيراني ممن هم في نفس صفي لكن في مدارس اخرى بعض الدروس حتى التي لم نكن قد درسناها بعد ..ومن ابن جيراننا عدنان ..الذي درسته سورة الغاشية ولم نكن درسناها بعد..ومنهم احمد الذي منت اربطه بحبل واجره ورائي على سكة القطار اثناء الدراسة!
ومن طرائف الطفولة في هذه الفترة ان احد الرعيان للخرفان طلب مني ان احضر له من بيتنا بساطا/بطانية/ مقابل خروف..فصدقته وسرقت له من بيتنا ما اراد لكنه اخلف وعده معي!
ومنها انني اشتريت وقية حلاوة طحينيةكان ثمنها قرشان/على الدفتر/أي دينا/من الدكان الوحيد في حارتنا دون علم اهلي،واكلته مع رفاقي..وبقيت اياما خائفا من عواقب او مغبة اكتشاف هذه المغامرة/الجريمة/التي تستوجب عقوبة بالعقال كالعادة!
ومن ذكرياتي في هذا الصف ايضا ان احدى السيارات خبطتني،دهستني، وكسرت بعض اسناني اللبنية على شارع المحطة بعد عودتي من المدرسة،مع ان عدد السيارات على ذلك الشارع كان لا يكاد يذكر،فقلما كانت تمر سيارة..لان عدد السيارات كان قليلا جدا في كل البلد حتى انه/على ما اذكر/لم يكن بين المحطة وعمان،سوى باصين/من باصات ابي قورة وجميل الصالح/كان والدي يعمل على احدهما كنترولا،وكنت اظن نفسي ابن امبرطور!/لانني كنت اتخيل هذا العمل من اعظم الاعمال!وخاصة،لان كان بامكاني ان اركب كما اشاء مجانا،ولهذا كنت انزل ثم اركب ثم انزل،لله در سائق ذلك الباص،كم يُحسد على صبره الايوبي!
وكانت الباصات القادمة من المحطة الى عمان تصعد طلوع الشابسوغ وتنزل من ناحية سوق الصاغة،لتأخذ مكانها امام مكاتب اصحابها سواء كان عبد الله ابو قورة او جميل الصالح،وكان طلوع الشابسوغ لا زال ترابيا وكانت الباصات متهالكة لذا كان طلوعها بطيئا جدا..
المهم،دهسني السائق،واخذني لمستشفى البشير،وعالجني واشترى لي شوكولاتة،وفرحتُ كثيرا بالشوكولاتة،وظننت ان هذاالسائق،من اطيب الناس..منطق اطفال!ثم اوصلني السائق الى بيتنا،واخبرت والدي بما حصل،وانا مرعوب من ان انال النصيب من عقاله،لانه من الصعب ان يقتنع ان دهسي كان قضاء وقدر،وانا الذي في نظره مصدر المصائب والمشاكل لكل الدنيا!.
لم اكن ادري لماذا كان ابي/رحمه الله/قاسيا كل هذه القسوة معي..حتى صرت ابا،وقعت في نفس المطب،وعرفت لعنة/ربما عرف غيري نعمة/ان يكون الولد الاول/البكر/لان الاب ينظر لهذا الطفل على انه رجل،حتى لو كان عمره بضع سنوات،ويعامله على هذا الاساس،حتى يرزق بآخرين فيكتشف ما معنى الطفولة،ويكون قد فات الاوان ولات حين مناص بالنسبة للابن البكر!
وللاسف فان هذا ما حصل معي حيث عاملت منذر،اكبر اولادي الذكور، وهو في لم يصل العاشرة من عمره، على انه بالغ عاقل وضخّمت اخطاءه..وكأنها جرائم ولم انتبه لهذا الا بعد ان لات مناص!
وفي تلك السنة اضطررت ان افطر بضع ايام من رمضان بسبب حادث الدهس،وهذا يعني حسب ظني صمت قبل ذلك العام ولو بغير انتظام،فالحق انني كنت متدينا بالفطرة..مع انه لم يكن في عائلتنا كلها/امي وابي واعمامي وعماتي آنذاك/اكررانذاك/أي قبل نصف قرن وليس الان/أي متدين لا بالفطرة ولا بالفكرة/سوى جدتي..ولا اعلم هل كانت متدينة منذ صغرها،ام هو تدين على كبر او تديّن المضطََهدين..فالحق ان جدي/ رحمه الله/لم يقصر في اضطهادها،كما علمت بعد ان وعيت على الامور .
وعلى ذمة الحجة ميثا: يروي محمود الشمايلة/ في مقال له بعنوان/من مذكرات الحجة ميثا/بتاريخ 9/نيسان/ :2016" تقول الحجة ميثيا:" زمان كان احسن والناس بتعرف ربها.. جامع الحي ما كان يفوت عليه غير الختيارية الي ودهم يموتوا..ورجال القريه ما كانوا يصلوا،،بقولوا الصلاة بس للشيّاب الي من اجيال معيطي وعبد القادر والحاج سليمان ..انتهى النقل!
اما على ذمة والدي رحمه الله..فالناس كانت احسن..بدليل ان الناس كانوا ينامون معا ذكورا واناثا في نفس الغرفة وعلى نفس الفراش في كثير من الحالات وخاصة عندما يتزاورون..لانهم كانوا اطهارا،لا يرتكبون الحرام او العار...!
وعلى ذكر والدي/رحمه الله وكل الاباء من المسلمين/كان والدي مغرما بقص قصص الزير سالم وعنترة وابو زيد الهلالي،على كل الناس الذين يزورهم ويسهر عندهم./لم يكن التلفزيون قد ظهر بعد/ وكان يقرأ الاشعار بطريقة التلحين...وكان يشعر بمجده في هذه السهرات بصفته ستار او سوبر ستار،وكان يرقص في بعض الاعراس/وكنت لا احب هذا/اعني الرقص واخجل من فعله له ..وعندما ظهرت المسجلات..صار يختلي بنفسه ويسجل اشعاره..ولله في خلقه شؤون !
وكان والدي/رحمه الله/لا يمل من قص ذكرياته مع الانجليز الذين عمل معهم في كمب ماركا ..وكان يشيد بهم وبتحسر على ايامهم..لانه يراهم ارقى بكثير من العرب.وخاصة اذا قارتهم بضباط الحرس الملكي..حيث خدم قرابة عشرين عاما..وكان يتذمر من امتيازات الضباط في الحرس الملكي /وخاصة خلال سفراتهم مع الملك/مقارنة بحال الجنود المسخمين الملطمين من امثاله!
.....
ومن معالم عمان في ذلك الزمان ''اشتيّة..و صالح/هتلر او ستالين
اتذكر المجنونة(اشتية)/المزعجة للمارة من الناس ولاصحاب المحلات/حيث كانت تجلس على الرصيف في شارع الهاشمي،ولا تترك احدا من شرها وبذاءات لسانها/وليس على المجنون حرج/وكان الاولاد/الا المغامرون/يتحاشون الاقتراب منها خوفا من لسانها السليط ومن يده الطويلة،حيث تشتم كافة المارة وقد تعتدي عليهم.
وكان الشيخ صالح البيطار،الوجه الاخر بالهبل حيث يقولون بانه رجل مبروك، وارجح انه نفسه الذي ورد ذكره في كتاب الروائي عبدالرحمن منيف/سيرة مدينة،وكان صالح سليط اللسان ايضا،ويضع على صدره الكثير من اغطية زجاجات كازوز،والاقمشة الملونةعلى انها نياشين معتقدا انه هتلر او ستالين !.