هو استيلاء اللجنة العسكرية للفرع الإقليمي السوري حزب البعث العربي الاشتراكي على القيادة المدنية.مستلهمة الخطة من الانقلاب العسكري الناجح لحزب البعث في العراق في نفس العام.
تم التخطيط للانقلاب بوساطة اللجنة العسكرية للحزب وليس القيادة المدنية، لكن ميشيل عفلق زعيم الحزب وافق على الانقلاب.
ومن الطريف انه كان من المخطط إجراء الانقلاب في 7 آذار،لكن أُجِل لليوم التالي بسبب كشف الحكومة للمكان الذي كان من المقرر تجمع الإنقلابيين فيه!
وسبق هذا الانقلاب محاولة انقلاب عسكري مخفقة 28 آذار 1962 ، نتيجة الخلافات بين قادتها من الضباط!
في صباح الثامن من آذار1963،تحركت الفصائل المنقلبة من الجيش في دمشق وحاصرت المقرات الهامة في العاصمة واعتقلت رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وأغلب الوزراء،وحدثت مناوشات عسكريّة غير أن فصائل الجيش في المحافظات اعترفت بسلطة الانقلاب بعد نجاحه،كما درجت عادتها منذ 1949.ثم أخذت الدول الاعتراف بالحكومة الجديدة كان على رأسها العراق البعثي ومصر الناصريّة وتولى الاتحاد السوفياتي إقناع المجتمع الدولي الاعتراف بالنظام الجديد،وقبل انتصاف النهار تألف مجلس قيادة الثورة برئاسة لؤي الأتاسي وجاءت تركيبته من عشرة ضباط.
في 9/اذار ولدت حكومة جديد برئاسة صلاح الدين البيطار،وكانت حكومة مدنيّة غير أن وزيري الدفاع والداخلية كانا من الضباط.واعلنت حالة الطوارئ التي ظلت سارية المفعول لسبع وأربعين سنة لاحقة،كما عطل العمل بالدستور السوري ولم يتم وضع دستور جديد حتى 1973،وصدر قرار بحل جميع الأحزاب المناوئة لحزب البعث مع الإبقاء على الحزب الناصري والشيوعي، ونفيت أغلب السياسيين السوريي وعلى رأسهم الرئيس القدسي ورئيس الحكومة العظم إلى الخارج وخاصة الى لبنان،وتم تسريح اعداد كثيرة من الضباط غير البعثيين.
وعلى اثر هذا الانقلاب حكم البعث بسلطة مباشرة دون انتخابات لفترة طويلة لم يحقق خلالها الوحدة مع مصر السبب الرئيس الذي زعم انه السبب للانقلاب ، وهذا يؤكد استحالة فكرة التوحدعلى اساس العروبة ويؤكد ان الغاية من الانقلابات عند البعثيين لم تكن الا من اجل السلطة للسلطة.
في عام 1966 حدث انقلاب ثاني داخل قيادة الحزب نفسه أقصت عفلق وأمين الحافظ رئيس الجمهورية المعيّن وعينت صلاح جديد بدلاً منه،ثم خسرت سوريا الجولان في حرب 1967 وتفاقمت انشقاقات وخلافات الحزب الداخلية فجرى انقلاب ثالث داخل الحزب عرف باسم الحركة التصحيحية بقيادة حافظ الأسد وزير الدفاع ورئيس اللجنة البعثية العسكرية إلى السلطة وقيادة الحزب؛عيّن الأسد أحمد الحسن الخطيب رئيسًا لفترة انتقالية ثم أجرى استفتاءً على شخصه أصبح بموجبه الضابط البعثي حافظ الأسد رئيسًا.
في عام 1973 وضع أول دستور في ظل البعث كرّس الحزب قائدًا للدولة والمجتمع وعيّن أهداف الدولة بالوحدة والحرية والاشتراكية،وألغى التعددية السياسية والاقتصادية واحتكر الإعلام والتعليم وغيرها من المجالات الفكرية.
وبهذا يكون انقلاب شباط 1963 الخطوة الاولى التي ادت الى الحال الذي يعيشه اهل سوريا الان في 2018اذ بات سوريا مقسمة بين الامريكان والروس والاتراك والاكراد..بعد ان قتل من اهلها عشرات الالاف وشرد الملايين!
......
وللعلم فقد حذر حزب التحرير عبدالناصر من تآمر الانجليز على الوحدة المصرية السورية...ووزع نشـرة على الناس هي عبارة عن مذكرة أرســلت لعبد الناصر تؤكد عمالته للأمريكان،وتنبه لعمل عملاء الإنجليز في سوريا "مأمون الكزبري"ورفاقه بالاتفاق مع ملك الأردن لضرب الوحدة القائمة بين مصر وسـوريا القائمة وقتها باسـم" الجمهورية العربية المتحدة "وذكر له بالتواريخ الاجتماعات التي عقدت في الأردن بين الحكومة الأردنية ورجال الانقلاب منهم مأمون الكزبري في منزل" صبحي الحلبي " في جبل اللويبـده في عمان.
وقد سلم حزب التحريرتلك المذكرة باليد لجمال عبد الناصر في دمشق،من قبل موفد الحزب"إبراهيم مكي"،الذي أعلمه أن الشيخ تقي الدين متواجد على بعد أمتار منه،وأنه على استعداد للاجتماع به ليبحث معه مسألة عمالته للأمريكان وبقية ما جاء بالنشرة،وكان جزاؤه الضرب المبرح وتكسير الأضلاع.
وكان الحزب قبل توحيد سوريا ومصر داخل مظلة" الجمهورية العربية المتحدة " على اتصال مباشرمع" عفيف البزره"وغيره من الضباط السوريين الأحرار، بهدف اقناعهم بإعلان الخلافة في سوريا،وقد تلقى الحزب منهم الوعد بإعلان دولة الخلافة،إلا أن المشاعر قد عصفت بهم فانساقوا مع التيار الجارف،واخلفوا الوعد بتوجههم لعبد الناصر.
........
اكتفي بهذا عن الصف الثاني 1963..وننتقل الى الصف الثالث،وكان بحق عام ذكريات كثيرة لا تُنسي !