جواب سؤال حول اسباب النزول
السؤال:- هل من الضروري الاطلاع على مناسبات النزول القراني لفهمه النص فهما صحيحا ؟
الجواب :- بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين وبعد:-
من المعلوم ان القران الكريم انزل على النبي الامين منجما اي مفرقا حسب الحوادث ومواكبا للاحداث التي كانت تناسب نزول النص القراني ليبين فيها الامر والحكم .
والنص القراني قد يكون حكمه خاصا بالسبب الذي انزل فيه وهو نزر قليل وقد يكون عاما له ولغيره وهو المتوفر الكثير. فلذلك من القواعد المقررة عند الفهاء وعند المفسرين قولهم : العبرة بعموم اللفظ وليست بخصوص السبب.
وقد حصل الفهم الخاطيء للنص من دون الرجوع الى سبب النزول الذي من شانه ان يوجه الفهم ويسيره في مساره الصحيح زمن الصحابة والتابعين من ابناءهم وذلك في فهم الاية الكريمة:- (وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (سورة البقرة:195) جاءت هذه الآية بعد آيات تتحدَّث عن الجهاد في سبيل الله، وفيها أمور ثلاثة:
أولها: الأمر بالإنفاق في سبيل الله.
وثانيها: النهي عن الإلقاء بالأيدي إلى التهلكة.
وثالثها: الأمر بالإحسان.
أما الإنْفاق في سبيل الله فمعناه واضح، وإن كان سبيل الله واسع الميدان فمن أهمِّه الجِهَاد، وكذلك الإحسان واضح المعنى فهو يلتقي مع الإنفاق في سبيل الله في أكثر مظاهرة وإن كان من معانيه الإجادة والإتقان والإخلاص في أي عمل، على ما جاء في الحديث “أنْ تَعْبد الله كأنَّك تَراه فإن لم تكُن تَراه فإنَّه يَراك”. وأما الإلْقاء بالأيْدي إلى التَّهْلُكَة ففي تفسيره عدة أقوال: لا تَتْركوا النفقة ولا تَخْرجوا إلى الجهاد بغير زاد ولا تتركوا الجهاد، ولا تَدخلوا على العدو الذي لا طاقة لكم به ولا تَيْأسوا من المغفرة.
وقد قال الطبري: هو عامٌّ في جميعها، كما ذكره ابن العربي في أحكام القرآن. ومِن الوارد في ذلك ما رواه البخاري عن حذيفة أن الآية نزلت في النفقة، وكذلك قال ابن عباس وعكرمة وعطاء ومجاهد وجمهور الناس كما ذكر القرطبي، وقال المعنى لا تُلْقوا بأيديكم بأن تَتْركوا النَّفقة، في سبيل الله وتخافوا العيلة، فيقول الرجل ليس عندي ما أُنفقه، وذكر القرطبي خمسة أقوال في تفسير هذه الآية، وقال: رَوى التِّرمذي عن يزيد بن أبي حبيب عن أسلم أبي عمران أنهم في غزو القسطنطينية حمل رجل من المسلمين على صف الروم حتَّى دخل فيهم فصاح الناس: إنه يُلْقي بيديه إلى التَّهْلُكة، فصحَّح لهم أبو أيوب الأنصاري معنى الآية بأنَّها نزلت في الأنصار لما نصر الله نبيَّه وأظهر دينه قالوا: هَلُمَّ نُقيم في أموالنا ونُصلحها؛ لأنَّها ضَاعَتْ فبين لهم سبب نزولها ليتضح لهم معناها فالتَّهلكة هي الإقامة على الأموال وإصلاحها وترك الغزو والجهاد في سبيل الله ومتطلباته.
ومن قواعد العربية واهل علوم المعاني والبديع قو العرب:- لكل مقام مقال
وهذا واضح جدا في ربط الدلة اللفظية وهي القول بالمقام الذي رقيل فيه ، فلكل مقام أسلوبه الخاص كما أن له تراكيبه القائمة على ارتباط النحو والمعاني في شكل جمل، والمقام هو ذلك الموقف الذي يتطلب نوعا من الألفاظ تجاورت بطريقة معينة كي تؤدي المعنى المراد، كما تساهم في ذلك العلاقات والأحداث والظروف الاجتماعية التي ترافق الموقف وقت أداء المقال، ولذا يعتبر مركزا من مراكز علم الدلالة الوصفية، ويعتمد المعنى الدلالي على هاتين الدعامتين (المقام والمقال) اعتمادا كبيرا لما بينهما من علاقة توضح المقصود منهما.
والمعنى المقالي يتكون من معنيين، المعنى السياقي، والمعنى الأساسي، أما المعنى المقامي، فهو الذي يتكون من ظروف أداء المقال، وتلعب الاستعارة التمثيلية أحيانا دورا في المقام فقد يستعار لمقام ما مقال مشابه ذاع واشتهر كالأمثال والحكم التي تغني المتكلم عن تركيب مقال جديد، فهو يستخدمها عند وجود عنصر المشابهة بين الموقفين، وبذلك يصير المقال القديم جزءا من المقام الجديد.
وعليه فان اسباب النزول والعلم بها علم ضروري للمتعلمين وللمفسرين وللمتفقهين سواءً كان ذلك لتفسير القران الكريم ام لتفسير اي نص ادبي او لغوي لان القائل للقول لا بد وان يكون قال ما قاله رابطا له بمناسبة زمانية او مكانية ونسال الله تعالى ان يفقهنا ويعلمنا ما ينفعنا وان يزدنا علما والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
السؤال:- هل من الضروري الاطلاع على مناسبات النزول القراني لفهمه النص فهما صحيحا ؟
الجواب :- بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين وبعد:-
من المعلوم ان القران الكريم انزل على النبي الامين منجما اي مفرقا حسب الحوادث ومواكبا للاحداث التي كانت تناسب نزول النص القراني ليبين فيها الامر والحكم .
والنص القراني قد يكون حكمه خاصا بالسبب الذي انزل فيه وهو نزر قليل وقد يكون عاما له ولغيره وهو المتوفر الكثير. فلذلك من القواعد المقررة عند الفهاء وعند المفسرين قولهم : العبرة بعموم اللفظ وليست بخصوص السبب.
وقد حصل الفهم الخاطيء للنص من دون الرجوع الى سبب النزول الذي من شانه ان يوجه الفهم ويسيره في مساره الصحيح زمن الصحابة والتابعين من ابناءهم وذلك في فهم الاية الكريمة:- (وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (سورة البقرة:195) جاءت هذه الآية بعد آيات تتحدَّث عن الجهاد في سبيل الله، وفيها أمور ثلاثة:
أولها: الأمر بالإنفاق في سبيل الله.
وثانيها: النهي عن الإلقاء بالأيدي إلى التهلكة.
وثالثها: الأمر بالإحسان.
أما الإنْفاق في سبيل الله فمعناه واضح، وإن كان سبيل الله واسع الميدان فمن أهمِّه الجِهَاد، وكذلك الإحسان واضح المعنى فهو يلتقي مع الإنفاق في سبيل الله في أكثر مظاهرة وإن كان من معانيه الإجادة والإتقان والإخلاص في أي عمل، على ما جاء في الحديث “أنْ تَعْبد الله كأنَّك تَراه فإن لم تكُن تَراه فإنَّه يَراك”. وأما الإلْقاء بالأيْدي إلى التَّهْلُكَة ففي تفسيره عدة أقوال: لا تَتْركوا النفقة ولا تَخْرجوا إلى الجهاد بغير زاد ولا تتركوا الجهاد، ولا تَدخلوا على العدو الذي لا طاقة لكم به ولا تَيْأسوا من المغفرة.
وقد قال الطبري: هو عامٌّ في جميعها، كما ذكره ابن العربي في أحكام القرآن. ومِن الوارد في ذلك ما رواه البخاري عن حذيفة أن الآية نزلت في النفقة، وكذلك قال ابن عباس وعكرمة وعطاء ومجاهد وجمهور الناس كما ذكر القرطبي، وقال المعنى لا تُلْقوا بأيديكم بأن تَتْركوا النَّفقة، في سبيل الله وتخافوا العيلة، فيقول الرجل ليس عندي ما أُنفقه، وذكر القرطبي خمسة أقوال في تفسير هذه الآية، وقال: رَوى التِّرمذي عن يزيد بن أبي حبيب عن أسلم أبي عمران أنهم في غزو القسطنطينية حمل رجل من المسلمين على صف الروم حتَّى دخل فيهم فصاح الناس: إنه يُلْقي بيديه إلى التَّهْلُكة، فصحَّح لهم أبو أيوب الأنصاري معنى الآية بأنَّها نزلت في الأنصار لما نصر الله نبيَّه وأظهر دينه قالوا: هَلُمَّ نُقيم في أموالنا ونُصلحها؛ لأنَّها ضَاعَتْ فبين لهم سبب نزولها ليتضح لهم معناها فالتَّهلكة هي الإقامة على الأموال وإصلاحها وترك الغزو والجهاد في سبيل الله ومتطلباته.
ومن قواعد العربية واهل علوم المعاني والبديع قو العرب:- لكل مقام مقال
وهذا واضح جدا في ربط الدلة اللفظية وهي القول بالمقام الذي رقيل فيه ، فلكل مقام أسلوبه الخاص كما أن له تراكيبه القائمة على ارتباط النحو والمعاني في شكل جمل، والمقام هو ذلك الموقف الذي يتطلب نوعا من الألفاظ تجاورت بطريقة معينة كي تؤدي المعنى المراد، كما تساهم في ذلك العلاقات والأحداث والظروف الاجتماعية التي ترافق الموقف وقت أداء المقال، ولذا يعتبر مركزا من مراكز علم الدلالة الوصفية، ويعتمد المعنى الدلالي على هاتين الدعامتين (المقام والمقال) اعتمادا كبيرا لما بينهما من علاقة توضح المقصود منهما.
والمعنى المقالي يتكون من معنيين، المعنى السياقي، والمعنى الأساسي، أما المعنى المقامي، فهو الذي يتكون من ظروف أداء المقال، وتلعب الاستعارة التمثيلية أحيانا دورا في المقام فقد يستعار لمقام ما مقال مشابه ذاع واشتهر كالأمثال والحكم التي تغني المتكلم عن تركيب مقال جديد، فهو يستخدمها عند وجود عنصر المشابهة بين الموقفين، وبذلك يصير المقال القديم جزءا من المقام الجديد.
وعليه فان اسباب النزول والعلم بها علم ضروري للمتعلمين وللمفسرين وللمتفقهين سواءً كان ذلك لتفسير القران الكريم ام لتفسير اي نص ادبي او لغوي لان القائل للقول لا بد وان يكون قال ما قاله رابطا له بمناسبة زمانية او مكانية ونسال الله تعالى ان يفقهنا ويعلمنا ما ينفعنا وان يزدنا علما والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.