لشدّ ما تخيفني البيوت في هدأتها
كأنّها المقابر المكسورة الأبوابْ
لشدّ ما يخيفني السحابْ
شمس تنام في سخامهِ الرمادْ
شاحبة ... كأنّها ليمونة منقوعة في الوحلْ
كحزمة الضوء التي تبخرت في الطمي والأعشابْ
تخيفني عرّافة جاحظة العينينِ
صوتها المثقوب في الجدارْ
نافذة من نارْ
عرّافة تخرج من جرابها النجومْ
ترشّها في السقفِ
تمسح الغيوم بالغيومْ
السرخس النابت في ردائها أصابع مبتورةٌ
تجرّني لموعد محتومْ
تقرأ في مرايا النهر طالع الأمواتِ
شاعر قريضه نباحْ
لشدّ ما أخشاه في مدينتي الصباحْ
يدخل من شقوق غرفتي
عصفورة منتوفة الجناحْ
شيخ يجرجر الخطى
منذ متى لم يسترحْ؟
منذ متى لم ينفض الغبار عن أسمالهِ؟
منذ متى لم تبتسم صبيّة بوجههِ؟
لم يعترف لامرأةٍ
ولم يعلّق قلبه ثوبا على حبالها؟
منكمشا أراه في خلوتهِ
كفّاه للسماءْ
(مولاي هذي الارض لا تغسلها سحابةٌ
يابسة كقشرة البلّوطِِ
كوّة مفتوحة للقمّل ، الجراد والوباءْ
مولاي لو تمنحني موتا
لعلّني به أواجه الأحياءْ)
الشاعر الهارب من محاكم التفتيشْ
من شارع لشارعٍ
مطارد بالأعين الفاغرة البلهاءْ
موطنه ركن بمقهى دافئٍ
وأهله الأفيون والحشيشْ
يقول : يا مولايْ
ألا ترى سوايْ؟
لو أنّني قنبلة موقوتة في ساحة الكونكوردِ
أو رصاصة في جسد منتفخ بالإيدز في نيويوركَ
لو تمسخني حمى على جلودهمْ
فكلّ ما أخشاه أن أعود مثلما أتيت فارغ اليدينْ
الشاعر المسكينْ
أتعبه التحديق في الظلامِ
جرعة المورفينْ
يمرّ كالغمامْ
ممتطيا جواده الهزيلَ (روسينانتْ)
يصارع الهواءْ
لشدّ ما أخشاه في مدينتي الهواءْ .
----------
ياسين بوذراع نوري
كأنّها المقابر المكسورة الأبوابْ
لشدّ ما يخيفني السحابْ
شمس تنام في سخامهِ الرمادْ
شاحبة ... كأنّها ليمونة منقوعة في الوحلْ
كحزمة الضوء التي تبخرت في الطمي والأعشابْ
تخيفني عرّافة جاحظة العينينِ
صوتها المثقوب في الجدارْ
نافذة من نارْ
عرّافة تخرج من جرابها النجومْ
ترشّها في السقفِ
تمسح الغيوم بالغيومْ
السرخس النابت في ردائها أصابع مبتورةٌ
تجرّني لموعد محتومْ
تقرأ في مرايا النهر طالع الأمواتِ
شاعر قريضه نباحْ
لشدّ ما أخشاه في مدينتي الصباحْ
يدخل من شقوق غرفتي
عصفورة منتوفة الجناحْ
شيخ يجرجر الخطى
منذ متى لم يسترحْ؟
منذ متى لم ينفض الغبار عن أسمالهِ؟
منذ متى لم تبتسم صبيّة بوجههِ؟
لم يعترف لامرأةٍ
ولم يعلّق قلبه ثوبا على حبالها؟
منكمشا أراه في خلوتهِ
كفّاه للسماءْ
(مولاي هذي الارض لا تغسلها سحابةٌ
يابسة كقشرة البلّوطِِ
كوّة مفتوحة للقمّل ، الجراد والوباءْ
مولاي لو تمنحني موتا
لعلّني به أواجه الأحياءْ)
الشاعر الهارب من محاكم التفتيشْ
من شارع لشارعٍ
مطارد بالأعين الفاغرة البلهاءْ
موطنه ركن بمقهى دافئٍ
وأهله الأفيون والحشيشْ
يقول : يا مولايْ
ألا ترى سوايْ؟
لو أنّني قنبلة موقوتة في ساحة الكونكوردِ
أو رصاصة في جسد منتفخ بالإيدز في نيويوركَ
لو تمسخني حمى على جلودهمْ
فكلّ ما أخشاه أن أعود مثلما أتيت فارغ اليدينْ
الشاعر المسكينْ
أتعبه التحديق في الظلامِ
جرعة المورفينْ
يمرّ كالغمامْ
ممتطيا جواده الهزيلَ (روسينانتْ)
يصارع الهواءْ
لشدّ ما أخشاه في مدينتي الهواءْ .
----------
ياسين بوذراع نوري