Hitskin.com
اليوم في 2:16 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي
ترامب يتحدث عن المليارات التي تذهب لإسرائيل والغضب يجتاح مؤيديه من اللوبي الإسرائيلي
· 27-12-2018
http://www.alquds.com/articles/1545930782992390800/
·
واشنطن- "القدس" دوت كوم- سعيد عريقات-
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء، 26 كانون الأول 2018 بأنه قال لرئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، إن المساعدات العسكرية التي تعطيها الولايات المتحدة لإسرائيل تعوض عن غياب القوات الأميركية من الأراضي السورية، وذلك ردا على مخاوف إسرائيل من أن يؤدي الانسحاب الأميركي من سوريا الذي أعلنه ترامب الأسبوع الماضي الى ترسيخ التواجد الإيراني في سوريا وجعل محاربته أكثر صعوبة.
وقال ترامب، انه لا يشعر بالقلق من أن يؤدي سحب القوات الأميركية من سوريا إلى تعريض إسرائيل للخطر، مشيرا إلى أن المساعدات الأميركية الكبيرة للدولة العبرية تمكنها (إسرائيل) من الدفاع عن نفسها.
وأدلى ترامب بتصريحاته هذه خلال زيارته المفاجئة للقوات الاميركية في العراق، وهي أول زيارة رسمية له لمنطقة صراع تخوض فيها الولايات المتحدة واحدة من حروبها في العالمين العربي والإسلامي.
ودافع الرئيس ترامب عن قراره المثير للجدل في الأسبوع الماضي بسحب القوات الأميركية من سوريا، حيث قادت القوات الخاصة الأميركية الأميركية تحالفا من عشرات الدول الأوروبية والخليجية لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية (داعش)".
وسُئل ترامب في حديث مع الصحافيين في قاعدة "الاسد" الأميركية المحصنة القريبة من الحدود السورية العراقية عن الانتقادات الموجهة إليه من إعلانه الانسحاب من سوريا الأسبوع الماضي، وأن بعض هذه الانتقادات تأتي من أشد حلفائه، اللوبي الإسرائيلي الذي اعتبر هذه الخطوة بانها قد تضع إسرائيل في خطر من خلال السماح لإيران بترسيخ اقدامها في سوريا وقال ترامب ردا على تلك الاسئلة" حسنا، أنا لا أرى ذلك. لقد تحدثت مع بيبي (بنيامين نتنياهو) وأخبرته (بقراري الانسحاب)، وكما تعلمون، نحن نمنح إسرائيل 4.5 مليار دولار سنويا. وهم يدافعون عن أنفسهم بشكل جيد، لو ألقيتم نظرة".
وأضاف "سنعتني بإسرائيل جيدا. إسرائيل ستكون في وضع جيد. لكننا نمنح إسرائيل 4.5 مليار دولار سنويا. وأعطيناهم بصراحة مالا أكثر من ذلك، إذا ألقيتم نظرة على السجلات- مال أكثر من ذلك. وهم يقومون بعمل جيد بأنفسهم".
يشار الى أن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما وفي واحد من قراراته الأخيرة كرئيس، منح إسرائيل أكثر من 40 مليار دولار على مدى عشر سنوات، إلى جانب مليارات أخرى يعلن عنها تذهب إلى إسرائيل عن طريق الهبات والمساعدات، ومليارات أخرى من الضرائب المعفاة من قبل المتبرعين لإسرائيل.
ورغم أن أحدا لا يعرف حجم المساعدات الأميركية الحقيقية لإسرائيل، فإنه على الأرجح يتجاوز 10 مليارات سنويا، تخصص الولايات المتحدة منها مبلغ 3.8 مليار دولار لإسرائيل يتم رفعه باستمرار عن طريق إلحاق المزيد من المساعدات ببرامج الدعم والتنمية المحلية سنويا في إطار حزمة.
وانتهز الرئيس الأميركي الأربعاء (26/12) الفرصة أمام القوات الأميركية في قاعدة "الاسد" في العراق للتبجح بشأن قراره الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس كدليل على التزامه بأمن إسرائيل وقال، "سنكون دائما إلى جانب إسرائيل. أنا هو من قام بنقل السفارة إلى القدس. كما تعلمون، لم يكن هناك أحد على استعداد للقيام بذلك. جاء كل هؤلاء الرؤساء وذهبوا. جميعهم قالوا إنهم سيقومون بذلك، لكنهم لم يفعلوا ذلك قط".
وأدى قرار الرئيس ترامب سحب القوات الأميركية من سوريا (2000 جندي) إلى توجيه انتقادات لاذعة له من جانب الجماعات الموالية لإسرائيل في واشنطن، وذلك لأول مرة منذ دخوله البيت الأبيض.
ويأتي هذا التحول بعد عامين من مباركة ذات المجموعات تلك، لكل سياسات إدارة ترامب في الشرق الأوسط، حيث يزعم البعض أن دعمه لإسرائيل مهم بدرجة كافية لتبرير تجاهل جوانب من رئاسته التي يعتبرها الكثيرون بانها غير مستساغة في المجتمع اليهودي الأميركي، حيث حصل ترامب على الإشادة من لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية -إيباك ، مجموعة الضغط القوية الموالية لإسرائيل ، ومن المجموعات الأخرى الداعمة للحكومة الإسرائيلية ، لقراره نقل السفارة الأميركية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس كما وفاز ترامب بتكريم مماثل لقراره بسحب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني، ولسجل تصويت إدارته في القضايا المتعلقة بإسرائيل والشرق الأوسط في الأمم المتحدة.
وحظي ترامب على التبجيل والتعظيم من قبل "إيباك" و "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات" لقطعه المساعدات عن "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين-الاونروا" وعن السلطة الفلسطينية وبسبب عدم اكتراثه بالنشاط الاستيطاني الواسع في الأراضي المحتلة دون محاسبة.
ومع ذلك، أعادت "إيباك" الأسبوع الماضي نشر اقوال وتصريحات عدد من أعضاء مجلس الشيوخ - من الديمقراطيين والجمهوريين - الذين انتقدوا بشدة قرار ترامب بشأن سوريا، احداها للسناتور الجمهوري ليندسي غراهام ، التي وصفت الانسحاب بأنه "خطأ فادح" والآخرى للسيناتور الديمقراطي جين شاهين ، التي وصفت القرار بأنه "متسرع" ، وحذرت من أنه "سيبعث حياة جديدة في داعش والمجموعات الإرهابية الأخرى ".
كانت هذه هي المرة الأولى التي تؤيد فيها إيباك AIPAC بشكل ضمني مثل هذه الانتقادات شديدة اللهجة ضد ترامب منذ أن أصبح رئيسًا قبل عامين. كما نشرت المنظمة بيانها الخاص، الذي أوضحت فيه أنها غاضبة بسبب قرار ترامب الانسحاب من سوريا.
وركز البيان على "السيطرة على الأضرار" التي ستكون ضرورية بعد الانسحاب الأميركي، مطالبا إدارة ترامب بأن و"من اجل ان تمنع إيران وحزب الله من استغلال هذا التطور لزيادة زعزعة استقرار المنطقة وتهديد حلفائنا، يجب على الإدارة العمل مع حلفائنا الإقليميين واتخاذ خطوات لمواجهة العدوان المتصاعد لإيران و حزب الله /الإرهابي/ التابع لها".
وأضافت إيباك "يجب ألا يسمح لإيران بأن يكون لها وجود عسكري دائم في سوريا، وهو ما يتعارض مع المصالح الأمريكية ويهدد السلام والأمن في المنطقة" ، قالت إيباك مكررةً واحدة من نقاط الحوار الرئيسية لحكومة نتنياهو العام الماضي.
بدورها دعت "اللجنة اليهودية الأمريكية"، التي دعمت أيضا الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها، دعت ترامب الأسبوع الماضي إلى إعادة التفكير في الانسحاب من سوريا، وقالت في بيان "نحث الرئيس ترامب على إعادة النظر في سحب جميع القوات الأميركية من سوريا. لقد قدموا خدمة بطولية، لكن مهمتهم لم تنته بعد. الفائزون الوحيدون هم روسيا وإيران - ودولة إسلامية صاعدة. لماذا نتخلى عن أرضهم؟ ابقى في المسار!"
وكما ذكر أعلاه، فقد جاء بعض أشد الانتقادات الموجهة ضد قرار ترامب من "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات" وهي واجهة للجيش الاسرائيلي في واشنطن، لعبت دورا رئيسيا في معارضة سياسات الرئيس أوباما باراك أوباما - وخاصة الاتفاقية النووية التاريخية مع إيران. واتهم المدير التنفيذي للمنظمة ، مارك دوبويتز ، ترامب بالتخلي عن سياسته الخاصة بإيران بالتنازل عن سوريا للإيرانيين.
وكتب دوبويتز الأسبوع الماضي "إن انسحاب ترامب قد أضعف بشدة سياسته الخاصة بإيران، مما يشير إلى الملل والتقلص والإرهاق والخوف". وكتب أيضًا في تغريدة موجهة إلى ترامب "لقد أفسدت سياستكم في إيران، وأفسدت الكثير من حلفائنا، وشجعت العديد من أعدائنا، لدرجة أنني خسرت عددهم". كما انتقد جوناثان شانزر، نائب رئيس المنظمة للأبحاث، ترامب لثقته بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان في التعامل مع "داعش" بعد الانسحاب الأميركي.
وقال شانزر لصحيفة "هآرتس" بحسب تقرير لها (الأربعاء 26/12) "معظم القادة في العالم العربي ينبذون اردوغان، وهو أمر مؤلم بالنسبة لهم لرؤيته يحصل على هذه المكافأة بعد أن سمح للإرهابيين لسنوات بالذهاب إلى سوريا والعراق عبر حدود بلاده".
وأضاف شانزر أنه شعر بخيبة أمل من احتضان ترامب لأردوغان، الذي اتهم إسرائيل هذا الأسبوع مرة أخرى "بقتل الأطفال" وكونها "دولة إرهابية" بحسب هآرتس.
إلا أن معظم الشباب اليهود الأميركي يؤيدون إنهاء الحروب الأميركية في الشرق الأوسط بشكل عام، كما يؤيدون سياسة شرق أوسطية تقوم على أساس حل الدولتين، دولة فلسطينية ودولة إسرائيلية على حدود عام 1967 ويدلون باصواتهم الانتخابية لصالح الحزب الديمقراطي، ويتبنون الأفكار والمبادئ الليبرالية للحزب الديمقراطي.
وكان ترامب قد أعلن عن نيته الأسبوع الماضي سحب جميع الجنود الأميركيين في سوريا، في قرار قوبل بالصدمة داخل الحكومة الأميركية وفي صفوف الحلفاء في المنطقة أيضا، مما دفع وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس الى تقديم استقالته بعد وقت قصير من إعلان ترامب عن سحب جنود بلاده الذين يبلغ عددهم نحو 2,000 جندي من سوريا.
وأعرب ترامب عن تبريره لقراره قائلا، إنه ليس من دور أميركا إدارة الأزمات الدولية. وكرر يوم الأربعاء في العراق قائلا "لا يمكن للولايات المتحدة أن تستمر في أن تكون شرطي العالم. لا نريد فعل ذلك" .
وحذرت إسرائيل مرارا في السنوات الأخيرة من أن إيران تسعى إلى تكريس وجود عسكري لها في سوريا، حيث تقاتل إلى جانب روسيا وحزب الله اللبناني التي تدعمها نيابة عن الرئيس السوري بشار الأسد. وقال مسؤولون إسرائيليون إن الغياب الأميركي سيفتح الباب أمام طهران لإنشاء ما يُسمى بـ "جسر بري" من إيران، عبر العراق وسوريا، وصولا إلى لبنان والبحر الأبيض المتوسط.
وفي حين أن معظم القوات الأميركية تمركزت في شمال شرق سوريا، دعما للمقاتلين الأكراد، فقد تمركز عدد صغير منها على طول الحدود العراقية في التنف، "محبطا الجهود الإيرانية لنقل تكنولوجيا وأسلحة" بحسب مصادر اللوبي الإسرائيلي في واشنطن.
--------
خبراء الأمن القومي يحذرون من تخبط الرئيس الأميركي ترامب
· 26-12-2018
·
واشنطن- "القدس" دوت كوم- سعيد عريقات- يبدو، ان الأكثر قسوة في سلسلة المقالات المنتقدة للرئيس الأميركي الأميركي دونالد ترامب التي تنهال عليه منذ اليوم الأول الذي عين فيه الجنرال السابق (والمدان جنائيا الآن) مايكل فلين، كتبت سلف فلين، مستشار الرئيس لشؤون الأمن القومي في إدارة الرئيس السابق باراك أوباما سوزان رايس، مقالاً نشرته لها صحيفة نيويورك تايمز تحت عنوان "التهديد القائم في البيت الأبيض"، استهلته قائلة "إن عملية صنع قرارات الأمن القومي في الولايات المتحدة تعتبر أكثر تخبطاً من أي وقت مضى منذ بدء سريان قانون الأمن القومي عام 1947" معتبرة أن لا شيء يوضح هذا الخلل الخطير بشكل صارخ "مثل قرارات الرئيس دونالد ترامب الطائشة وأحادية الجانب، بالإعلان عن الانسحاب المفاجئ لجميع القوات الأمريكية البالغ عددها 2000 جندي من سورية، وسحب 7000 جندي من أفغانستان" بشكل مفاجئ.
وتقول مستشارة أوباما السابقة أنه وفق مصادرها فقد "جاءت هذه القرارات مناقضة لمشورة كبار مستشاري الرئيس، وأخذت الحلفاء والكونغرس على حين غرة، وقدمت هدايا مبكرة بمناسبة عيد الميلاد لخصوم الأميركيين- من روسيا وإيران إلى حزب الله وحركة طالبان. وستكون تكاليف هذه الفوضى هائلة، وقد بدأت باستقالة وزير الدفاع جيم ماتيس، وهو أحد آخر كبار مسؤولي الإدارة الأميركية الملتزمين بالحفاظ على التحالفات والقيادة العالمية الأميركية".
يشار إلى أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أعلنت الأحد (23/12) توقيع مرسوم سحب القوات الأميركية من سوريا.
وبحسب تفسير البنتاغون، ترمي هذه الإستراتيجية إلى "تفادي فراغ في السلطة في المناطق التي يسيطر عليها المقاتلون الأكراد، وقد يستفيد منه نظام بشار الأسد".
وقال متحدث باسم البنتاغون، إن "المرسوم حول سوريا تم توقيعه"، بدون مزيد من التفاصيل.
وكان ترامب أمر الأربعاء بسحب 2000 جندي أميركي في أقرب فرصة من شمال شرق سوريا حيث يقاتلون المتشددين إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية التحالف العربي الكردي.
واعتبر ترامب أن وجود القوات الأميركية لم يعد مفيدا لأن تنظيم داعش "هُزم تقريبا، في حين قال الرئيس ترامب (الأحد) إنه ناقش مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان الملف السوري والانسحاب البطيء والمنسق للغاية للقوات الأميركية من هذا البلد. وأضاف ترامب في تغريدة أنه وأردوغان أجريا "محادثة هاتفية طويلة ومثمرة"، تناولت أيضا تنظيم داعش وتعزيز العلاقات التجارية.
كما انتقد الرئيس الأميركي ترامب يوم الاثنين وزير دفاعه المستقيل جيمس ماتيس وآراءه بشأن التحالفات، قائلا إن ماتيس لم يدرك التكلفة الفعلية للدعم العسكري الأمريكي في جميع أنحاء العالم. وقال ترامب في سلسلة تغريدات على تويتر "بالأساس نحن ندعم جيوش الكثير من الدول الغنية في جميع أنحاء العالم، وفي الوقت ذاته تحظى تلك الدول بالاستفادة الكاملة من الولايات المتحدة ودافعي الضرائب الأمريكيين فيما يتعلق بالتجارة".
وأضاف "الجنرال ماتيس لم يكن يعتبر ذلك مشكلة. أنا أراها (مشكلة) ويجري حاليا حلها".
وكان الرئيس ترامب أعلن الأحد تعيين باتريك شاناهان قائما بأعمال وزير الدفاع الأميركي بدءا من الأول من كانون الثاني/يناير.
ويشغل شاناهان حاليا منصب نائب وزير الدفاع الأميركي.
وكان وزير الدفاع الحالي جيمس ماتيس قد قدم استقالته إلى الرئيس ترامب على أن تصبح سارية المفعول اعتبارا من شباط القادم. وجاءت استقالة ماتيس عقب إعلان الرئيس ترامب سحب القوات الأميركية من سوريا.
من جهتها تلفت الكاتبة (سوزان رايس) في مقالها المذكور إلى أن "الانسحاب من سوريا لا يفيد سوى المتطرفين وتركيا والرئيس السوري بشار الأسد وروسيا وإيران. إذ ستتخلى الولايات المتحدة عن شركائها الأكراد، ما سيجعلهم مهددين بالتعرض لهجوم تركي، بعد أن قاموا بالعمل الشاق المتمثل في تقويض داعش. كما ستتخلى أيضاً عن حلفائها البريطانيين والفرنسيين الذين نشروا قواتهم في ساحة المعركة، وعن التحالف الذي يضم أكثر من 70 دولة الذي شيدته بكل جهد لمجابهة داعش- دون حتى التشاور صورياً مع أعضائه- كما ستترك الولايات المتحدة إسرائيل بمفردها لمواجهة إيران وعداء حزب الله، بينما ستتخلى عن نفوذنا المتبقي على مستقبل سوريا الممزقة".
وقد صدم الأمر المتزامن تقريباً بسحب نصف القوات الأميركية من أفغانستان حلفاء الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي، "الذين عملوا جنباً إلى جنب مع القوات الأمريكية منذ 11 أيلول 2001 ، وهز الحكومة الأفغانية قبل الانتخابات الرئاسية المحفوفة بالمخاطر في العام المقبل. وسيعزز هذا الانسحاب العاجل من حركة طالبان، وسيقوض الجهود الدبلوماسية الرامية إلى إطلاق محادثات المصالحة، في حين سيفتح المجال لزيادة النفوذ الروسي والصيني" بحسب رايس.
وتشير الكاتبة إلى تلاقي عاملين تسببا بانهيار عملية صنع قرارات الأمن القومي الأميركية، "أولهما هو أنه من الواضح أن مستشار الأمن القومي جون بولتون نادراً ما يجتمع مع زملائه في الحكومة - المعروفين بلجنة المديرين- للنظر في أصعب القضايا. وبدلاً من ذلك، يجري إقصاء كبار المسؤولين، مثلما حدث مع رئيس هيئة الأركان المشتركة في الاجتماع الأخير المصيري حول سوريا".
يشار إلى أن بولتون لم يعين نائباً له بعد، وهو منصب حاسم يضطلع صاحبه في المعتاد بالتنسيق بين وكالات الأمن القومي في صياغة السياسات وتنفيذها. كما تولى بولتون أيضاً مسؤولية مباشرة عن إدارة كل شيء، من الهجمات الإلكترونية والإرهابية إلى الأعاصير والأوبئة -وهي مهام كُلف بها في السابق مسؤول آخر رفيع المستوى في البيت الأبيض.
ويسافر بولتون أيضاً إلى الخارج أكثر من معظم أسلافه، رغم أدائه لأدوار متعددة تستهلك كل طاقته.
وتعلق رايس على ذلك قائلة "وتستطيع هذه الخيارات غير الحكيمة وحدها أن تشل عملية صنع قرارات الأمن القومي. ولكن هناك عاملاً آخر وجّه الضربة القاتلة لعملية صنع السياسات الفعالة. فلا يكترث الرئيس ترامب على الإطلاق بالحقائق أو المعلومات الاستخباراتية أو التحليلات العسكرية أو بالمصلحة الوطنية. ويرفض أخذ آراء مستشاريه على محمل الجد، ويعلن عن قرارات وليدة اللحظة، ويتجاهل عواقب أفعاله. وبتخليه عن دور القائد المسؤول، يقوض ترامب اليوم الأمن القومي الأمريكي بقدر أكبر من أي خصم أجنبي.
واعربت رايس عن ضجرها لانه "ورغم كل ذلك، لا يوجد جمهوري في الكونغرس على استعداد للقيام بأكثر من الإعراب عن القلق بصوت خافت أو عبر تغريدة. وعلى هذه الخلفية، تعتبر استقالة ماتيس أكثر مدعاة للقلق، فرغم أن سجله كان محيراً، فقد طمأن (ماتيس) الحلفاء وقدّم ثقلاً ثابتاً موازياً لأسوأ نزوات الرئيس، وخبرة ومكانة أكبر من أن يتجاهلها بولتون. وبرحيله، ستفتقر الإدارة إلى القيادة الحكيمة والمبدئية والشجاعة اللازمة لكبح جماح رئيس يضع باستمرار السياسات والمصالح الشخصية فوق الأمن القومي".
· 27-12-2018
http://www.alquds.com/articles/1545930782992390800/
·
واشنطن- "القدس" دوت كوم- سعيد عريقات-
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء، 26 كانون الأول 2018 بأنه قال لرئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، إن المساعدات العسكرية التي تعطيها الولايات المتحدة لإسرائيل تعوض عن غياب القوات الأميركية من الأراضي السورية، وذلك ردا على مخاوف إسرائيل من أن يؤدي الانسحاب الأميركي من سوريا الذي أعلنه ترامب الأسبوع الماضي الى ترسيخ التواجد الإيراني في سوريا وجعل محاربته أكثر صعوبة.
وقال ترامب، انه لا يشعر بالقلق من أن يؤدي سحب القوات الأميركية من سوريا إلى تعريض إسرائيل للخطر، مشيرا إلى أن المساعدات الأميركية الكبيرة للدولة العبرية تمكنها (إسرائيل) من الدفاع عن نفسها.
وأدلى ترامب بتصريحاته هذه خلال زيارته المفاجئة للقوات الاميركية في العراق، وهي أول زيارة رسمية له لمنطقة صراع تخوض فيها الولايات المتحدة واحدة من حروبها في العالمين العربي والإسلامي.
ودافع الرئيس ترامب عن قراره المثير للجدل في الأسبوع الماضي بسحب القوات الأميركية من سوريا، حيث قادت القوات الخاصة الأميركية الأميركية تحالفا من عشرات الدول الأوروبية والخليجية لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية (داعش)".
وسُئل ترامب في حديث مع الصحافيين في قاعدة "الاسد" الأميركية المحصنة القريبة من الحدود السورية العراقية عن الانتقادات الموجهة إليه من إعلانه الانسحاب من سوريا الأسبوع الماضي، وأن بعض هذه الانتقادات تأتي من أشد حلفائه، اللوبي الإسرائيلي الذي اعتبر هذه الخطوة بانها قد تضع إسرائيل في خطر من خلال السماح لإيران بترسيخ اقدامها في سوريا وقال ترامب ردا على تلك الاسئلة" حسنا، أنا لا أرى ذلك. لقد تحدثت مع بيبي (بنيامين نتنياهو) وأخبرته (بقراري الانسحاب)، وكما تعلمون، نحن نمنح إسرائيل 4.5 مليار دولار سنويا. وهم يدافعون عن أنفسهم بشكل جيد، لو ألقيتم نظرة".
وأضاف "سنعتني بإسرائيل جيدا. إسرائيل ستكون في وضع جيد. لكننا نمنح إسرائيل 4.5 مليار دولار سنويا. وأعطيناهم بصراحة مالا أكثر من ذلك، إذا ألقيتم نظرة على السجلات- مال أكثر من ذلك. وهم يقومون بعمل جيد بأنفسهم".
يشار الى أن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما وفي واحد من قراراته الأخيرة كرئيس، منح إسرائيل أكثر من 40 مليار دولار على مدى عشر سنوات، إلى جانب مليارات أخرى يعلن عنها تذهب إلى إسرائيل عن طريق الهبات والمساعدات، ومليارات أخرى من الضرائب المعفاة من قبل المتبرعين لإسرائيل.
ورغم أن أحدا لا يعرف حجم المساعدات الأميركية الحقيقية لإسرائيل، فإنه على الأرجح يتجاوز 10 مليارات سنويا، تخصص الولايات المتحدة منها مبلغ 3.8 مليار دولار لإسرائيل يتم رفعه باستمرار عن طريق إلحاق المزيد من المساعدات ببرامج الدعم والتنمية المحلية سنويا في إطار حزمة.
وانتهز الرئيس الأميركي الأربعاء (26/12) الفرصة أمام القوات الأميركية في قاعدة "الاسد" في العراق للتبجح بشأن قراره الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس كدليل على التزامه بأمن إسرائيل وقال، "سنكون دائما إلى جانب إسرائيل. أنا هو من قام بنقل السفارة إلى القدس. كما تعلمون، لم يكن هناك أحد على استعداد للقيام بذلك. جاء كل هؤلاء الرؤساء وذهبوا. جميعهم قالوا إنهم سيقومون بذلك، لكنهم لم يفعلوا ذلك قط".
وأدى قرار الرئيس ترامب سحب القوات الأميركية من سوريا (2000 جندي) إلى توجيه انتقادات لاذعة له من جانب الجماعات الموالية لإسرائيل في واشنطن، وذلك لأول مرة منذ دخوله البيت الأبيض.
ويأتي هذا التحول بعد عامين من مباركة ذات المجموعات تلك، لكل سياسات إدارة ترامب في الشرق الأوسط، حيث يزعم البعض أن دعمه لإسرائيل مهم بدرجة كافية لتبرير تجاهل جوانب من رئاسته التي يعتبرها الكثيرون بانها غير مستساغة في المجتمع اليهودي الأميركي، حيث حصل ترامب على الإشادة من لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية -إيباك ، مجموعة الضغط القوية الموالية لإسرائيل ، ومن المجموعات الأخرى الداعمة للحكومة الإسرائيلية ، لقراره نقل السفارة الأميركية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس كما وفاز ترامب بتكريم مماثل لقراره بسحب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني، ولسجل تصويت إدارته في القضايا المتعلقة بإسرائيل والشرق الأوسط في الأمم المتحدة.
وحظي ترامب على التبجيل والتعظيم من قبل "إيباك" و "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات" لقطعه المساعدات عن "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين-الاونروا" وعن السلطة الفلسطينية وبسبب عدم اكتراثه بالنشاط الاستيطاني الواسع في الأراضي المحتلة دون محاسبة.
ومع ذلك، أعادت "إيباك" الأسبوع الماضي نشر اقوال وتصريحات عدد من أعضاء مجلس الشيوخ - من الديمقراطيين والجمهوريين - الذين انتقدوا بشدة قرار ترامب بشأن سوريا، احداها للسناتور الجمهوري ليندسي غراهام ، التي وصفت الانسحاب بأنه "خطأ فادح" والآخرى للسيناتور الديمقراطي جين شاهين ، التي وصفت القرار بأنه "متسرع" ، وحذرت من أنه "سيبعث حياة جديدة في داعش والمجموعات الإرهابية الأخرى ".
كانت هذه هي المرة الأولى التي تؤيد فيها إيباك AIPAC بشكل ضمني مثل هذه الانتقادات شديدة اللهجة ضد ترامب منذ أن أصبح رئيسًا قبل عامين. كما نشرت المنظمة بيانها الخاص، الذي أوضحت فيه أنها غاضبة بسبب قرار ترامب الانسحاب من سوريا.
وركز البيان على "السيطرة على الأضرار" التي ستكون ضرورية بعد الانسحاب الأميركي، مطالبا إدارة ترامب بأن و"من اجل ان تمنع إيران وحزب الله من استغلال هذا التطور لزيادة زعزعة استقرار المنطقة وتهديد حلفائنا، يجب على الإدارة العمل مع حلفائنا الإقليميين واتخاذ خطوات لمواجهة العدوان المتصاعد لإيران و حزب الله /الإرهابي/ التابع لها".
وأضافت إيباك "يجب ألا يسمح لإيران بأن يكون لها وجود عسكري دائم في سوريا، وهو ما يتعارض مع المصالح الأمريكية ويهدد السلام والأمن في المنطقة" ، قالت إيباك مكررةً واحدة من نقاط الحوار الرئيسية لحكومة نتنياهو العام الماضي.
بدورها دعت "اللجنة اليهودية الأمريكية"، التي دعمت أيضا الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها، دعت ترامب الأسبوع الماضي إلى إعادة التفكير في الانسحاب من سوريا، وقالت في بيان "نحث الرئيس ترامب على إعادة النظر في سحب جميع القوات الأميركية من سوريا. لقد قدموا خدمة بطولية، لكن مهمتهم لم تنته بعد. الفائزون الوحيدون هم روسيا وإيران - ودولة إسلامية صاعدة. لماذا نتخلى عن أرضهم؟ ابقى في المسار!"
وكما ذكر أعلاه، فقد جاء بعض أشد الانتقادات الموجهة ضد قرار ترامب من "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات" وهي واجهة للجيش الاسرائيلي في واشنطن، لعبت دورا رئيسيا في معارضة سياسات الرئيس أوباما باراك أوباما - وخاصة الاتفاقية النووية التاريخية مع إيران. واتهم المدير التنفيذي للمنظمة ، مارك دوبويتز ، ترامب بالتخلي عن سياسته الخاصة بإيران بالتنازل عن سوريا للإيرانيين.
وكتب دوبويتز الأسبوع الماضي "إن انسحاب ترامب قد أضعف بشدة سياسته الخاصة بإيران، مما يشير إلى الملل والتقلص والإرهاق والخوف". وكتب أيضًا في تغريدة موجهة إلى ترامب "لقد أفسدت سياستكم في إيران، وأفسدت الكثير من حلفائنا، وشجعت العديد من أعدائنا، لدرجة أنني خسرت عددهم". كما انتقد جوناثان شانزر، نائب رئيس المنظمة للأبحاث، ترامب لثقته بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان في التعامل مع "داعش" بعد الانسحاب الأميركي.
وقال شانزر لصحيفة "هآرتس" بحسب تقرير لها (الأربعاء 26/12) "معظم القادة في العالم العربي ينبذون اردوغان، وهو أمر مؤلم بالنسبة لهم لرؤيته يحصل على هذه المكافأة بعد أن سمح للإرهابيين لسنوات بالذهاب إلى سوريا والعراق عبر حدود بلاده".
وأضاف شانزر أنه شعر بخيبة أمل من احتضان ترامب لأردوغان، الذي اتهم إسرائيل هذا الأسبوع مرة أخرى "بقتل الأطفال" وكونها "دولة إرهابية" بحسب هآرتس.
إلا أن معظم الشباب اليهود الأميركي يؤيدون إنهاء الحروب الأميركية في الشرق الأوسط بشكل عام، كما يؤيدون سياسة شرق أوسطية تقوم على أساس حل الدولتين، دولة فلسطينية ودولة إسرائيلية على حدود عام 1967 ويدلون باصواتهم الانتخابية لصالح الحزب الديمقراطي، ويتبنون الأفكار والمبادئ الليبرالية للحزب الديمقراطي.
وكان ترامب قد أعلن عن نيته الأسبوع الماضي سحب جميع الجنود الأميركيين في سوريا، في قرار قوبل بالصدمة داخل الحكومة الأميركية وفي صفوف الحلفاء في المنطقة أيضا، مما دفع وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس الى تقديم استقالته بعد وقت قصير من إعلان ترامب عن سحب جنود بلاده الذين يبلغ عددهم نحو 2,000 جندي من سوريا.
وأعرب ترامب عن تبريره لقراره قائلا، إنه ليس من دور أميركا إدارة الأزمات الدولية. وكرر يوم الأربعاء في العراق قائلا "لا يمكن للولايات المتحدة أن تستمر في أن تكون شرطي العالم. لا نريد فعل ذلك" .
وحذرت إسرائيل مرارا في السنوات الأخيرة من أن إيران تسعى إلى تكريس وجود عسكري لها في سوريا، حيث تقاتل إلى جانب روسيا وحزب الله اللبناني التي تدعمها نيابة عن الرئيس السوري بشار الأسد. وقال مسؤولون إسرائيليون إن الغياب الأميركي سيفتح الباب أمام طهران لإنشاء ما يُسمى بـ "جسر بري" من إيران، عبر العراق وسوريا، وصولا إلى لبنان والبحر الأبيض المتوسط.
وفي حين أن معظم القوات الأميركية تمركزت في شمال شرق سوريا، دعما للمقاتلين الأكراد، فقد تمركز عدد صغير منها على طول الحدود العراقية في التنف، "محبطا الجهود الإيرانية لنقل تكنولوجيا وأسلحة" بحسب مصادر اللوبي الإسرائيلي في واشنطن.
--------
خبراء الأمن القومي يحذرون من تخبط الرئيس الأميركي ترامب
· 26-12-2018
·
واشنطن- "القدس" دوت كوم- سعيد عريقات- يبدو، ان الأكثر قسوة في سلسلة المقالات المنتقدة للرئيس الأميركي الأميركي دونالد ترامب التي تنهال عليه منذ اليوم الأول الذي عين فيه الجنرال السابق (والمدان جنائيا الآن) مايكل فلين، كتبت سلف فلين، مستشار الرئيس لشؤون الأمن القومي في إدارة الرئيس السابق باراك أوباما سوزان رايس، مقالاً نشرته لها صحيفة نيويورك تايمز تحت عنوان "التهديد القائم في البيت الأبيض"، استهلته قائلة "إن عملية صنع قرارات الأمن القومي في الولايات المتحدة تعتبر أكثر تخبطاً من أي وقت مضى منذ بدء سريان قانون الأمن القومي عام 1947" معتبرة أن لا شيء يوضح هذا الخلل الخطير بشكل صارخ "مثل قرارات الرئيس دونالد ترامب الطائشة وأحادية الجانب، بالإعلان عن الانسحاب المفاجئ لجميع القوات الأمريكية البالغ عددها 2000 جندي من سورية، وسحب 7000 جندي من أفغانستان" بشكل مفاجئ.
وتقول مستشارة أوباما السابقة أنه وفق مصادرها فقد "جاءت هذه القرارات مناقضة لمشورة كبار مستشاري الرئيس، وأخذت الحلفاء والكونغرس على حين غرة، وقدمت هدايا مبكرة بمناسبة عيد الميلاد لخصوم الأميركيين- من روسيا وإيران إلى حزب الله وحركة طالبان. وستكون تكاليف هذه الفوضى هائلة، وقد بدأت باستقالة وزير الدفاع جيم ماتيس، وهو أحد آخر كبار مسؤولي الإدارة الأميركية الملتزمين بالحفاظ على التحالفات والقيادة العالمية الأميركية".
يشار إلى أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أعلنت الأحد (23/12) توقيع مرسوم سحب القوات الأميركية من سوريا.
وبحسب تفسير البنتاغون، ترمي هذه الإستراتيجية إلى "تفادي فراغ في السلطة في المناطق التي يسيطر عليها المقاتلون الأكراد، وقد يستفيد منه نظام بشار الأسد".
وقال متحدث باسم البنتاغون، إن "المرسوم حول سوريا تم توقيعه"، بدون مزيد من التفاصيل.
وكان ترامب أمر الأربعاء بسحب 2000 جندي أميركي في أقرب فرصة من شمال شرق سوريا حيث يقاتلون المتشددين إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية التحالف العربي الكردي.
واعتبر ترامب أن وجود القوات الأميركية لم يعد مفيدا لأن تنظيم داعش "هُزم تقريبا، في حين قال الرئيس ترامب (الأحد) إنه ناقش مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان الملف السوري والانسحاب البطيء والمنسق للغاية للقوات الأميركية من هذا البلد. وأضاف ترامب في تغريدة أنه وأردوغان أجريا "محادثة هاتفية طويلة ومثمرة"، تناولت أيضا تنظيم داعش وتعزيز العلاقات التجارية.
كما انتقد الرئيس الأميركي ترامب يوم الاثنين وزير دفاعه المستقيل جيمس ماتيس وآراءه بشأن التحالفات، قائلا إن ماتيس لم يدرك التكلفة الفعلية للدعم العسكري الأمريكي في جميع أنحاء العالم. وقال ترامب في سلسلة تغريدات على تويتر "بالأساس نحن ندعم جيوش الكثير من الدول الغنية في جميع أنحاء العالم، وفي الوقت ذاته تحظى تلك الدول بالاستفادة الكاملة من الولايات المتحدة ودافعي الضرائب الأمريكيين فيما يتعلق بالتجارة".
وأضاف "الجنرال ماتيس لم يكن يعتبر ذلك مشكلة. أنا أراها (مشكلة) ويجري حاليا حلها".
وكان الرئيس ترامب أعلن الأحد تعيين باتريك شاناهان قائما بأعمال وزير الدفاع الأميركي بدءا من الأول من كانون الثاني/يناير.
ويشغل شاناهان حاليا منصب نائب وزير الدفاع الأميركي.
وكان وزير الدفاع الحالي جيمس ماتيس قد قدم استقالته إلى الرئيس ترامب على أن تصبح سارية المفعول اعتبارا من شباط القادم. وجاءت استقالة ماتيس عقب إعلان الرئيس ترامب سحب القوات الأميركية من سوريا.
من جهتها تلفت الكاتبة (سوزان رايس) في مقالها المذكور إلى أن "الانسحاب من سوريا لا يفيد سوى المتطرفين وتركيا والرئيس السوري بشار الأسد وروسيا وإيران. إذ ستتخلى الولايات المتحدة عن شركائها الأكراد، ما سيجعلهم مهددين بالتعرض لهجوم تركي، بعد أن قاموا بالعمل الشاق المتمثل في تقويض داعش. كما ستتخلى أيضاً عن حلفائها البريطانيين والفرنسيين الذين نشروا قواتهم في ساحة المعركة، وعن التحالف الذي يضم أكثر من 70 دولة الذي شيدته بكل جهد لمجابهة داعش- دون حتى التشاور صورياً مع أعضائه- كما ستترك الولايات المتحدة إسرائيل بمفردها لمواجهة إيران وعداء حزب الله، بينما ستتخلى عن نفوذنا المتبقي على مستقبل سوريا الممزقة".
وقد صدم الأمر المتزامن تقريباً بسحب نصف القوات الأميركية من أفغانستان حلفاء الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي، "الذين عملوا جنباً إلى جنب مع القوات الأمريكية منذ 11 أيلول 2001 ، وهز الحكومة الأفغانية قبل الانتخابات الرئاسية المحفوفة بالمخاطر في العام المقبل. وسيعزز هذا الانسحاب العاجل من حركة طالبان، وسيقوض الجهود الدبلوماسية الرامية إلى إطلاق محادثات المصالحة، في حين سيفتح المجال لزيادة النفوذ الروسي والصيني" بحسب رايس.
وتشير الكاتبة إلى تلاقي عاملين تسببا بانهيار عملية صنع قرارات الأمن القومي الأميركية، "أولهما هو أنه من الواضح أن مستشار الأمن القومي جون بولتون نادراً ما يجتمع مع زملائه في الحكومة - المعروفين بلجنة المديرين- للنظر في أصعب القضايا. وبدلاً من ذلك، يجري إقصاء كبار المسؤولين، مثلما حدث مع رئيس هيئة الأركان المشتركة في الاجتماع الأخير المصيري حول سوريا".
يشار إلى أن بولتون لم يعين نائباً له بعد، وهو منصب حاسم يضطلع صاحبه في المعتاد بالتنسيق بين وكالات الأمن القومي في صياغة السياسات وتنفيذها. كما تولى بولتون أيضاً مسؤولية مباشرة عن إدارة كل شيء، من الهجمات الإلكترونية والإرهابية إلى الأعاصير والأوبئة -وهي مهام كُلف بها في السابق مسؤول آخر رفيع المستوى في البيت الأبيض.
ويسافر بولتون أيضاً إلى الخارج أكثر من معظم أسلافه، رغم أدائه لأدوار متعددة تستهلك كل طاقته.
وتعلق رايس على ذلك قائلة "وتستطيع هذه الخيارات غير الحكيمة وحدها أن تشل عملية صنع قرارات الأمن القومي. ولكن هناك عاملاً آخر وجّه الضربة القاتلة لعملية صنع السياسات الفعالة. فلا يكترث الرئيس ترامب على الإطلاق بالحقائق أو المعلومات الاستخباراتية أو التحليلات العسكرية أو بالمصلحة الوطنية. ويرفض أخذ آراء مستشاريه على محمل الجد، ويعلن عن قرارات وليدة اللحظة، ويتجاهل عواقب أفعاله. وبتخليه عن دور القائد المسؤول، يقوض ترامب اليوم الأمن القومي الأمريكي بقدر أكبر من أي خصم أجنبي.
واعربت رايس عن ضجرها لانه "ورغم كل ذلك، لا يوجد جمهوري في الكونغرس على استعداد للقيام بأكثر من الإعراب عن القلق بصوت خافت أو عبر تغريدة. وعلى هذه الخلفية، تعتبر استقالة ماتيس أكثر مدعاة للقلق، فرغم أن سجله كان محيراً، فقد طمأن (ماتيس) الحلفاء وقدّم ثقلاً ثابتاً موازياً لأسوأ نزوات الرئيس، وخبرة ومكانة أكبر من أن يتجاهلها بولتون. وبرحيله، ستفتقر الإدارة إلى القيادة الحكيمة والمبدئية والشجاعة اللازمة لكبح جماح رئيس يضع باستمرار السياسات والمصالح الشخصية فوق الأمن القومي".
