الشكر والحمد
الشكر عبادة لله مستحقة الاداء وتوابها المزيد ،قال تعالى: {لئن شكرتم لأزيدنكم}
والحمد من اعظم العبادات المستحقة لله تعالى الواجبة له عباده لذاته جل وعلا . وقد قال سبحانه :- ( الحمد لله رب العالمين) فنسب الحمد لذاته العلية المستحقة للحمد الواجب.
والشكر والحمد بينهما عموم وخصوص فالحمد اعم من الشكر وهو اساسه وذلك لما رواه صاحب مشكاة المصابيح عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الحمد رأس الشكر، ما شكر الله عبد لا يحمده)) .
والشكر يكون على الانعم الظاهرة واما الحمد فيكون على ما ظهر وما بطن من النعم وان كُره ظاهرها لعجز العقل عن ادراك حكمتها.
وودافع الحمد وكذا الشكر امر يصدرهما للمنعم عن انفس نقية الطباع طاهرة الفطرة صفية المسالك تعترف بفضل المنعم وتشكر له انعمه عليها. فتجد ان من واجبها اداء الشكر والحمد لمستحقه.
ولما كان بين الحمد والشكر تداخل لايكاد يبان منه الفرق بينهما فيبدوان وكانهما لفظان مترادفان فسنتعامل معهما هنا على هذا الاساس، وعليه نقول ان الحمد والشكر اعتراف بنعمة المنعم من قبل المُنعم عليه يستوجب الشكر للمنعم، بكل اشكال التعبير، سواء القلب ومشاعره واحاسيسه وعواطفه او العقل وتفكيره وتدبره وتدبيره او اللسان وحمده وتمجيده وتحديثه وذكره او الجوارح وما تجنرحه من اعمال وطيب فعال.
ان طبيعة الانعام والاحسان ياسر القلوب النقية ويستميلها ليزرع فيها المودة والحب، وإعمار القلب بهذا الحب وهذا الود من شأنه أن يؤثر على الجوارج فيجعلها تتحرك وفق منهج الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام، يقول الله تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [آل عمران: 31]، فهذا اول حق للمنعم المتفضل بلا مكافاة او انتظار ثمن وهو وقوع محبته في القلب ومودته. تم يكون الاتباع لمن لا يريد منك ثمنا ولا يريد ان تطعمه او تسقيه.
واما شكر اللسان: فهو الثناء على الله المنعِم، بالكلام وعبارات الشكر المتعددة، المعتادة شرعا، والتحدث بأنعم الله تعالى وأفضاله التي لا تعد ولا تحصى، وهذا الركن هو الوسيلة التي ينقل الإنسان من خلالها شكر الله من القلب إلى الجوارح، ويعدّ شكر النعمة باللسان نوع من الذكر لله تعالى وقد أمر الله به العباد كما في قوله:{وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}[الضحى: 11]. وذلك لينتقل الحامد الشاكر الى درجة اعلى وارقى وهي:- شكر سائر الجوارح وهو مكافأة النعمة بقدر استحقاقها، فهو من أعظم أنواع الشكر وأصدقها، ذلك أن ما ينبض به القلب من الحمد والشكر وكذلك ما يردده اللسان يترجم إلى واقع عملي، ومعظم أمور الدين إذا لم تتحول إلى عمل فلا يعد شيئًا في ميزان الشرع، وقد وردت في كتاب الله تعالى مقارنات كثيرة وملازمات متعددة بين الإيمان والعمل الصالح، كما في قوله تعالى في سورة العصر: {وَالْعَصْرِ . إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ . إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}(العصر)، وقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا}(الكهف). وجاء الامر جليا ببيان ان الشكر بالعمل في قوله تعالى في سورة سبأ : - ( يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ ۚ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (13) سبأ
ولعل قول المؤمن عندما يرفع من الركوع في صلاته :- سمع الله لمن حمده يوحي بدلالة واضحة الاشارة وفصيحة العبارة بان الشكر لله وحمده تعالى لا يكون الا بالاستسلام التام والخضوع لامره واتباع هديه ،وقد صحّ عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قوله:- ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي ولكن ما وقر في القلب وصدّقه العمل. فبذلك يكون الشكر العملي من أسمى وأعظم أنواع الشكر وأكثرها قبولاً عند الله، واستعمال الجوارج في التعبير عن شكر الله تعالى على نعمه وأفضاله تتمثل في كل أنواع الخير والطاعات، وترك كل المعاصي والمنكرات. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشكر عبادة لله مستحقة الاداء وتوابها المزيد ،قال تعالى: {لئن شكرتم لأزيدنكم}
والحمد من اعظم العبادات المستحقة لله تعالى الواجبة له عباده لذاته جل وعلا . وقد قال سبحانه :- ( الحمد لله رب العالمين) فنسب الحمد لذاته العلية المستحقة للحمد الواجب.
والشكر والحمد بينهما عموم وخصوص فالحمد اعم من الشكر وهو اساسه وذلك لما رواه صاحب مشكاة المصابيح عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الحمد رأس الشكر، ما شكر الله عبد لا يحمده)) .
والشكر يكون على الانعم الظاهرة واما الحمد فيكون على ما ظهر وما بطن من النعم وان كُره ظاهرها لعجز العقل عن ادراك حكمتها.
وودافع الحمد وكذا الشكر امر يصدرهما للمنعم عن انفس نقية الطباع طاهرة الفطرة صفية المسالك تعترف بفضل المنعم وتشكر له انعمه عليها. فتجد ان من واجبها اداء الشكر والحمد لمستحقه.
ولما كان بين الحمد والشكر تداخل لايكاد يبان منه الفرق بينهما فيبدوان وكانهما لفظان مترادفان فسنتعامل معهما هنا على هذا الاساس، وعليه نقول ان الحمد والشكر اعتراف بنعمة المنعم من قبل المُنعم عليه يستوجب الشكر للمنعم، بكل اشكال التعبير، سواء القلب ومشاعره واحاسيسه وعواطفه او العقل وتفكيره وتدبره وتدبيره او اللسان وحمده وتمجيده وتحديثه وذكره او الجوارح وما تجنرحه من اعمال وطيب فعال.
ان طبيعة الانعام والاحسان ياسر القلوب النقية ويستميلها ليزرع فيها المودة والحب، وإعمار القلب بهذا الحب وهذا الود من شأنه أن يؤثر على الجوارج فيجعلها تتحرك وفق منهج الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام، يقول الله تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [آل عمران: 31]، فهذا اول حق للمنعم المتفضل بلا مكافاة او انتظار ثمن وهو وقوع محبته في القلب ومودته. تم يكون الاتباع لمن لا يريد منك ثمنا ولا يريد ان تطعمه او تسقيه.
واما شكر اللسان: فهو الثناء على الله المنعِم، بالكلام وعبارات الشكر المتعددة، المعتادة شرعا، والتحدث بأنعم الله تعالى وأفضاله التي لا تعد ولا تحصى، وهذا الركن هو الوسيلة التي ينقل الإنسان من خلالها شكر الله من القلب إلى الجوارح، ويعدّ شكر النعمة باللسان نوع من الذكر لله تعالى وقد أمر الله به العباد كما في قوله:{وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}[الضحى: 11]. وذلك لينتقل الحامد الشاكر الى درجة اعلى وارقى وهي:- شكر سائر الجوارح وهو مكافأة النعمة بقدر استحقاقها، فهو من أعظم أنواع الشكر وأصدقها، ذلك أن ما ينبض به القلب من الحمد والشكر وكذلك ما يردده اللسان يترجم إلى واقع عملي، ومعظم أمور الدين إذا لم تتحول إلى عمل فلا يعد شيئًا في ميزان الشرع، وقد وردت في كتاب الله تعالى مقارنات كثيرة وملازمات متعددة بين الإيمان والعمل الصالح، كما في قوله تعالى في سورة العصر: {وَالْعَصْرِ . إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ . إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}(العصر)، وقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا}(الكهف). وجاء الامر جليا ببيان ان الشكر بالعمل في قوله تعالى في سورة سبأ : - ( يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ ۚ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (13) سبأ
ولعل قول المؤمن عندما يرفع من الركوع في صلاته :- سمع الله لمن حمده يوحي بدلالة واضحة الاشارة وفصيحة العبارة بان الشكر لله وحمده تعالى لا يكون الا بالاستسلام التام والخضوع لامره واتباع هديه ،وقد صحّ عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قوله:- ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي ولكن ما وقر في القلب وصدّقه العمل. فبذلك يكون الشكر العملي من أسمى وأعظم أنواع الشكر وأكثرها قبولاً عند الله، واستعمال الجوارج في التعبير عن شكر الله تعالى على نعمه وأفضاله تتمثل في كل أنواع الخير والطاعات، وترك كل المعاصي والمنكرات. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته