ان عملية تحريف العقل...هي أخطر ما يمكن أن يشل أمة من الأمم ويعطلها...واعني تحديدا مناهج ومقررات المدرسة المغربية بشتى اسلاكها التكوينية البيداغوجية .فما قرأناه نحن الجيل الأول والثاني في مقررات احمد بوكماخ كان له أثر على نفوسنا وشخصيتنا ، قبل أن يكون له أثر في معرفتنا باللغة العربية وتطوير المهارات واكتساب المعارف.اما ما يروج له اليوم بدءا من الإصلاحات التخريبية(الإصلاح الجامعي المزعوم في مطلع الثمانينات وبنوده الستة عشر....).ومحاربة الفكر الفلسفي وتعويضه بالفكر الهلامي ، الظلامي .....وصولا إلى المخطط الاستعجالي وهلم جرا من المسميات السياسوية التي أهدرت فيها ملايير الدراهم دون جدوى .شبيه إلى حد ما بمساحيق التجميل الاصطناعية التي تنمحي بسرعة البرق .اسألوا وناقشوا وحاوروا التلاميذ والطلبة أن كنتم في ريب مما اقول وأدعي .فهم خشب مسندة جوفاء وقد يصدق عليهم قول الشاعر:: الا لا تغرنك الصور فتسعة عشر من ترى بقر.....او لربما هم اظل ولعمري تلك هي الطامة الكبرى .إذ ماذا تنتظر من طالب ما زال لا يميز بين حرفي الدال والذال.والضاء والضاد .وقس على ذلك مواقع الهمزة في كلامنا !!!اما الأخطاء التعبيرية والمعرفية فحدث ولا حرج (كلشي بالمقلوب).وان صاغوا لك جملة مفيدة خالية من الشوائب واللحن فذلك من سابع المستحيلات....ان اللجن الساهرة على البرمجة واختيار النصوص والمقررات من خبراء وبيداغوجيين _أن كانوا بالفعل ينتسبون إلى اهل هذا الفرع- يضعون الناشئة في المهب فلا هم مع اللغة ولا هم مع المعرفة فمن يحمل المشعل الفكري غدا ياترى؟؟؟ ومن يسوس الشان المحلي والعام ام سنظل دائما في تبعية عمياء للمستعمر وصناديقه الإنمائية /الاقصاىءية كصندوق النقد الدولي والبنك الأوربي...وغيرها من أشكال الاستعمار الثقافي والسياسي التي تهضم حقوق الشعوب وتدوس كرامتها .من يقود ويتزعم بلدنا وسط هذا الجهل الممنهج والمسكوت عنه .هذا الجهل البنيوي الذي ارخى بسدوله المظلمة واحتاج الجنسين الذكر والأنثى على حد سواء .وعلى عكس الامم الديمقراطية التي شرعنت لما يسمى باجبارية التعليم ومجانيته منذ حقب خلت لمحاربة الاساطير ....تفتقت عبقرية ساستنا.وصناع القرار على سن قانون اجبارية التجنيد، لحماية مصالحهم .وفتح المدارس الخصوصية وإلغاء المجانية.....والابقاء على تجهيل الشعب وحرمانه من التفكير والتدافع الخلاق والمبدع في شتى المجالات....وخندقته وحصره داخل مكاتب شبيهة بالخنادق......مما يوسع الهوة والفوارق بيننا وبين تلك الأمم التي جعلت من العلم والتحصيل إحدى أولوياتها في مخططاتها التنموية والاستراتيجية لأنها تؤمن بقدرة العنصر البشري ...اما نحن فلا زلنا نعامل كما تعامل الحمير والبغال ..ارا....الشا....نجوع ونقتل ونفقر حتى نبقى في تبعية مطلقة واستبداد قاهر......انتهى الكلام
هذه مُجرَّد مُعاينة لتصميم تم اختياره من موقع Hitskin.com
تنصيب التصميم في منتداك • الرجوع الى صفحة بيانات التصميم