أمريكا، فساد الأثرياء: عندما ترغب الإدارة الأمريكية في الإطاحة بنظام يُزْعجها، أو لا يستجيب لطلبات الشركات الأمريكية، تنشر عنه في وسائل الإعلام ملفات عن الفساد والإستبداد وغياب الشفافية، وتنشر منظماتها لحقوق الإنسان (وعلى رأسها منظمة "هيومن رايتس ووتش" التي تمولها وزارة الخارجية) بيانات عن عدم احترام حقوق الإنسان (الإنسان الذي ترضى عنه أمريكا)، ولكن وسائل الإعلام أوردَتْ أخبار فضيحة تورط فيها حوالي 75 من الأثرياء، ووجه القضاء اتهامات لخمسين شخصا، من بينهم 33 من أولياء الأمور (ومن ضمنهم ممثلات شهيرات ورجال أعمال) و13 مدربا رياضيا في القضية وشركاء زعيم الشبكة "وليام سينغر"، ومُديرون تنفيذيون ورؤساء مجالس إدارة شركات كُبْرى، بالضلوع في عمليات احتيال، وفي فضيحة دفع رشاوى لوسطاء بغية الحصول على مقاعد لأبنائهم في جامعات عريقة، وقام الوُسطاء بتزوير وثائق لهؤلاء الأبناء بما فيها نتائج امتحانات بهدف تسهيل قبولهم في الجامعات، ومن بينها جامعات يال وستانفورد وجورجتاون وساذرن كاليفورنيا وتكساس ووايك فورست، وتُشرف شبكة، يرأسها "وليام سينغر" (صاحب شركتي "إدج كوليدج" و"كارير نتوورك")، على عمليات التّزْوِير التي جَنَت منها ما لا يقل عن 25 مليون دُولارًا، أثبتَها التّحقيق، ووجّه له القضاء، أربعة اتهامات مختلفة بينها الابتزاز، وغسيل الأموال وتعطيل مسار القضاء، كما وجّه القضاء اتهامات لثلاثة وثلاثين شخصا بسبب استفادتهم من "خدمات وليام سينغر عبر دفع مبالغ تراوح بين مئتي ألف دولار و6,5 ملايين دولار"، وحصل أبناء الأثرياء (بفضل الرشوة) على نتائج حسنة في اختبارات القبول في الجامعات المَرْمُوقَة، وعلى منح خاصة بالمتفوقين رياضيا، بينما هم لا يمارسون الرياضة، أو غير مُتفوّقين، لكن مدربي ألعاب القوى في العديد من المؤسسات التعليمية كانوا ضالعين في الفضيحة، حيث كانوا يوصون بقبول الطلبات المبنية على الاحتيال ويحصلون على رشى مقابل ذلك، تصل قيمتها إلى 400 ألف دولارا...
يُرَوِّجُ الإعلام في الولايات المتحدة أو في أوروبا، من حين لآخر (ونادِرًا)، أخبار مثل هذه القضايا التي تمس الأثرياء، لإظْهار "الشفافية" و"حياد القضاء" وحسن سير دولة القانون والمُؤسّسات وغير ذلك، لكن الإعلام موجّه يوميا ضد الفُقراء والمهاجرين المُتّهَمِين (كمجموعات) "بالإحتيال والسّرقة والكذب والكسل"، أما المهاجرون فهم "وحوش يعتصبون صبايا أوروبا"، وغير ذلك، وما بُرُوز هذه القضية (من جملة المئات من أمثالها التي تبقى طَيَّ الكِتْمان) سوى للتّبَجّح بالديمقراطية ونزاهة الشرطة والقضاء... أما سبب وجود هذه القضية فهو السباق المحموم الذي يخلقه رأس المال لإبراز "المُتفوقين"، وإنشاء جامعات طبقة، بعضها للفُقراء، وجامعات لمتوسطي الدخل، وجامعات للأثرياء، ومن يتخرج من جامعات الأثرياء، يكون مستقبله زاهرًا في الدولة القائدة للرأسمالية في عصر الإمبريالية، وحقَبَة العولمة... عن رويترز + أ.ف.ب 13/03/2019
يُرَوِّجُ الإعلام في الولايات المتحدة أو في أوروبا، من حين لآخر (ونادِرًا)، أخبار مثل هذه القضايا التي تمس الأثرياء، لإظْهار "الشفافية" و"حياد القضاء" وحسن سير دولة القانون والمُؤسّسات وغير ذلك، لكن الإعلام موجّه يوميا ضد الفُقراء والمهاجرين المُتّهَمِين (كمجموعات) "بالإحتيال والسّرقة والكذب والكسل"، أما المهاجرون فهم "وحوش يعتصبون صبايا أوروبا"، وغير ذلك، وما بُرُوز هذه القضية (من جملة المئات من أمثالها التي تبقى طَيَّ الكِتْمان) سوى للتّبَجّح بالديمقراطية ونزاهة الشرطة والقضاء... أما سبب وجود هذه القضية فهو السباق المحموم الذي يخلقه رأس المال لإبراز "المُتفوقين"، وإنشاء جامعات طبقة، بعضها للفُقراء، وجامعات لمتوسطي الدخل، وجامعات للأثرياء، ومن يتخرج من جامعات الأثرياء، يكون مستقبله زاهرًا في الدولة القائدة للرأسمالية في عصر الإمبريالية، وحقَبَة العولمة... عن رويترز + أ.ف.ب 13/03/2019