*بيان من حزب النور*
*« بشأن قرار ترامب الأخير الخاص بالجولان »*
إن قرار الرئيس الأمريكى ترامب بالاعتراف بسيادة إسرائيل على أراضي الجولان السورية المحتلة، ومن قبل قراره بنقل سفارة أمريكا إلى القدس الشرقية، لهى قرارات كاشفة لعدة حقائق:
¶ *الحقيقة الأولى:*
السياسة العالمية يحكمها قانون القوة لا قوة القانون، وأن ما يطلقون عليه الشرعية الدولية ما هى إلا شرعية للغلبة والقهر بيد الدول القوية ضد الدول الضعيفة ، وأن القرارات التى تصدر عن المنظمات الدولية ما هى إلا حبر على ورق لا تطبق إلا على الضعفاء طبقا لمصالح وأيديولوجيات الدول القوية عسكريا، وما يحدث من تخاذل المجتمع الدولي عن نصرة العديد من الأقليات المسلمة المضطهدة حول العالم - بسبب حق الفيتو الذى يمتلكه خمس دول من مجموع دول العالم ويستخدم لإيقاف أى قرار منصف وعادل- ليس ببعيد عن إدراك الجميع.
وها هى أمريكا تخالف كل المواثيق والأعراف والمعاهدات الدولية - وما صدر عن مجلس الأمن من قرار ٤٩٧ لسنة ١٩٨١ برفض ضم الجولان لإسرائيل وفرض قوانينها وولايتها القضائية وإدارتها عليه - وتعلن اعترافها بسيادة إسرائيل على أرض الجولان المحتلة، كما ضربت قبل ذلك بجميع القرارات الدولية - الصادرة من الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن المتعلقة بقضية القدس والشعب الفلسطيني- عرض الحائط.
¶ *الحقيقة الثانية:*
العلاقة بين أمريكا وإسرائيل هى علاقة الكيان الواحد، علاقة استراتيجية مصيرية من منطلق ديني عقدي وقد أعلنوها تصريحا لا تلميحا، بلسان الحال والمقال.
¶ *الحقيقة الثالثة:*
أمريكا لم تكن يوما شريكا أو وسيطا نزيها فى أي مفاوضات تخص القدس والقضية الفلسطينية، ولا تصلح أن تقوم بهذا الدور حيث أنها الراعى والداعم بشكل كامل للاحتلال الصهيونى وكل جرائمه التى ارتكبها-وما يزال- فى حق مقدساتنا وشعبنا الفلسطينى والعربى منذ اعتراف رئيسها ترومان بدولة إسرائيل عام ٤٨ حتى الآن.
¶ *الحقيقة الرابعة:*
كلما ازدادت الدول العربية والإسلامية ضعفا وتشرذما كلما تجرأت أمريكا واسرائيل على مزيد من العدوان، وخاصة بعد الانهيار الذى أصاب عدة دول عربية فى المنطقة وانكفاء كل دولة على مشاكلها الداخلية؛ لذا تعد المحافظة على قوة البلاد العربية الإسلامية وتماسكها الداخلي مما يجب على كل عقلاء الأمة، لاسيما في مثل هذه الأوقات.
¶ *الحقيقة الخامسة:*
أنهم ما تسلطوا علينا إلا بسبب تخلينا عن الأخذ بأسباب القوة فى عالم لا يعترف بالضعفاء، وأول أسباب القوة التمسك بعقيدتنا وثوابتنا وقيمنا و الاعتزاز بهويتنا وإقامة العدل فى مجتمعاتنا، وإعلاء قيمة الأنسان وكرامته فيما بيننا مما يعمق روح الإنتماء والبذل والعطاء اللازم للأخذ بأسباب القوة المادية والاقتصادية والتي تُحرر إرادتنا؛ فمن لا يملك أسباب قوته لا يملك قراره.
إن قرار ترامب هذا يذكرنا بوعد بلفور عام ١٩١٧ فهو إعطاء من لا يملك لمن لا يستحق، وصدق الله ( بعضهم أولياء بعض ).
إن هذا القرار يُعد قرارا باطلا شكلا وموضوعا ولن يغير من الواقع شيئا، فالاحتلال احتلال، والاغتصاب اغتصاب، والحق سوف يعود لأصحابه يوما ما عاجلا أو آجلا بإذن الله عندما تسعى الشعوب والدول صاحبة الحق للأخذ بأسباب التوفيق والقوة والنصر.
← *لذلك فحزب النور*
يرفض بشدة كل هذه التصريحات المستفزة من رئيس الإدارة الأمريكية وكذلك رئيس الحكومة الإسرائيلية المحتلة ويدعو جميع الحكومات والمنظمات العربية والإسلامية لأخذ موقف موحد ضد هذه التصريحات والصفقات المضيعة لحقوق أبناء الأمة العربية والإسلامية والمؤججة للصراع في المنطقة.
https://www.facebook.com/335235723248029/posts/1953337108104541/
بيان من "الدعوة السلفية" بشأن تصريحات الرئيس الأمريكي حول "الجولان"
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أ ما بعد؛
فمنذ وصول الرئيس الأمريكي "ترامب"، وهو يفاجئ العالَم بتصريحاتٍ عجيبةٍ تتلوها قرارات ثم خطوات تُتخذ على الأرض؛ لا سيما فيما يتعلق بما بشَّر به العالَم العربي كثيرًا تحت مسمَّى: "صفقة القرن"، بين العرب وإسرائيل، مع أن جميع الأطراف المعنية أعلنت عدم علمها بتفاصيل تلك الصفقة باستثناء أمريكا وإسرائيل!
وشيئًا فشيئًا أخذت معالم تلك الصفقة تتضح، وتبيَّن أنها قد تجاوزتْ في باطلها وظلمها وانحيازها للجانب الصهيوني مبدأهم القديم: "مبدأ الأرض مقابل السلام"، والذي كان يقايض الدول العربية التي لها أرض اُحتلت في 67 وتريد أن تأخذها، أن تعطي لإسرائيل سلامًا في مقابلها، وأما أراضي 48 فمِن المعلوم أن القرارات الدولية فد اعتبرتها أرضًا إسرائيلية!
والآن صفقة القرن -أو إن شئتَ قل: ما يتم مِن قراراتٍ أمريكيةٍ منفردة- تطالب العرب بأن يتنازلوا عن الأرض ويعطوا لإسرائيل السلام، وعلاوة -وأخطر- مِن هذا كله: أن يحرِّفوا دينهم ويحرفوا تاريخهم بحيث لا يدرس أبناء المسلمين أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دعا اليهود وغيرهم إلى دين الحق، كما قال -تعالى-: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ . يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) (المائدة:15-16).
- وأنه لما أصر معظمهم على البقاء على دينهم لم يكرههم أحد على الدخول في الإسلام، بل قال الله -تعالى-: (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (البقرة:256).
- وأن النبي -صلى الله علية وسلم- عاهد اليهود؛ فوفى وغدروا؛ فجاهدهم في الله ونصره الله عليهم نصرًا عزيزًا مؤزرًا؛ لأن كل هذه الأمور يُراد تحريفها كوقائع تاريخية، ويُراد حذفها كشرائع إلهية تَعامل بها النبي -صلى الله عليه وسلم- مع مَن كقر به وبرسالته -صلى الله عليه وسلم-.
والدعوة السلفية إذ ترفض تلك السياسة الجائرة جملة وتفصيلًا تؤكِّد على الأمور الآتية:
1- أن الموقف المتطرف المتعصب لترامب وإسرائيل قد دلنا عليه القرآن في قوله -تعالى-: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ)(البقرة:120)، ولا بد مِن توعية الأجيال بهذه الحقائق القرآنية، ولا يتعارض هذا قط -بل يتكامل- مع أننا في البلاد الإسلامية نطبِّق مع الجميع قوله -تعالى-: (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (الممتحنة:.
2- يُلاحظ أنه كلما مرَّت الأمة الإسلامية بحالات ضعف واضطراب يعظم طمع الأعداء في التهامها، ومِن ثَمَّ تناشِد الدعوة السلفية كل مَن له اهتمام بالعمل العام "لا سيما الدعوة الاسلامية" أن يجعل مصلحة استقرار المجتمعات نصب عينيه؛ لأنه لا يستفيد مِن اضطرابها إلا الأعداء.
3- تدعو الدعوة السلفية حكام البلاد العربية والإسلامية إلى تأمين الجبهة الداخلية برفع الظلم والمعاناة عن كاهل المواطنين، وغرس وتنمية روح الانتماء والولاء، والتصدي للأفكار المتطرفة التي تطعن في الأمة وثوابتها وتاريخها، وعقيدتها وشريعتها.
4- تدعو الدعوة السلفية منظمة التعاون الإسلامي، وحكام العالم الإسلامي والعربي إلى التنسيق فيما بينهم، وإصدار موقف موحد مِن تلك السياسات.
5- وتؤكد الدعوة السلفية أن سرعة الانتهاء مِن حل يزيح الظلم والاستبداد مِن على كاهل الشعب السوري وتكوين جيش سوري قوي موحد غير طائفي، كفيل -بإذن الله- بقطع الأطماع الأمريكية والإسرائيلية في الالتهام النهائي للجولان، بل سيكون -بإذن الله- خطوة على استعادتها.
وأخيرًا: نناشد الأمة ككل "برجالها ونسائها، وكبارها وشيوخها، وحكامها وشعوبها": أن يَعلموا أن كل هذه التفاصيل ليستْ إلا أعراض لمرضٍ حقيقيٍ ينخر داخل صفوفنا مِن البُعد عن شرع الله -عز وجل-، وقد خاطب الله -عز وجل- الصحابة -رضي الله عنهم- وقائدهم حينئذٍ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن المصيبة التي ألمت بهم يوم "أُحد" كانت بسبب ذنوبهم، فقال -تعالى-: (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (آل عمران:165).
وقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: "إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بهذا الدين، فمهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله"، فإذا عدنا إلى ديننا بشموله والذي مِن جملته الأخذ بأسباب القوة المادية، بارك الله في هذا الجهود وهيأ لنا طريق النصر (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) (محمد:7).
نسأل الله أن يهيئ لأمتنا العربية والإسلامية مِن أمرها رشدًا، وأن يعزنا الله بالإسلام، ويعز الإسلام بنا، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
الدعوة السلفية
السبت 16 رجب 1440هـ
23 مارس 2019م
*« بشأن قرار ترامب الأخير الخاص بالجولان »*
إن قرار الرئيس الأمريكى ترامب بالاعتراف بسيادة إسرائيل على أراضي الجولان السورية المحتلة، ومن قبل قراره بنقل سفارة أمريكا إلى القدس الشرقية، لهى قرارات كاشفة لعدة حقائق:
¶ *الحقيقة الأولى:*
السياسة العالمية يحكمها قانون القوة لا قوة القانون، وأن ما يطلقون عليه الشرعية الدولية ما هى إلا شرعية للغلبة والقهر بيد الدول القوية ضد الدول الضعيفة ، وأن القرارات التى تصدر عن المنظمات الدولية ما هى إلا حبر على ورق لا تطبق إلا على الضعفاء طبقا لمصالح وأيديولوجيات الدول القوية عسكريا، وما يحدث من تخاذل المجتمع الدولي عن نصرة العديد من الأقليات المسلمة المضطهدة حول العالم - بسبب حق الفيتو الذى يمتلكه خمس دول من مجموع دول العالم ويستخدم لإيقاف أى قرار منصف وعادل- ليس ببعيد عن إدراك الجميع.
وها هى أمريكا تخالف كل المواثيق والأعراف والمعاهدات الدولية - وما صدر عن مجلس الأمن من قرار ٤٩٧ لسنة ١٩٨١ برفض ضم الجولان لإسرائيل وفرض قوانينها وولايتها القضائية وإدارتها عليه - وتعلن اعترافها بسيادة إسرائيل على أرض الجولان المحتلة، كما ضربت قبل ذلك بجميع القرارات الدولية - الصادرة من الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن المتعلقة بقضية القدس والشعب الفلسطيني- عرض الحائط.
¶ *الحقيقة الثانية:*
العلاقة بين أمريكا وإسرائيل هى علاقة الكيان الواحد، علاقة استراتيجية مصيرية من منطلق ديني عقدي وقد أعلنوها تصريحا لا تلميحا، بلسان الحال والمقال.
¶ *الحقيقة الثالثة:*
أمريكا لم تكن يوما شريكا أو وسيطا نزيها فى أي مفاوضات تخص القدس والقضية الفلسطينية، ولا تصلح أن تقوم بهذا الدور حيث أنها الراعى والداعم بشكل كامل للاحتلال الصهيونى وكل جرائمه التى ارتكبها-وما يزال- فى حق مقدساتنا وشعبنا الفلسطينى والعربى منذ اعتراف رئيسها ترومان بدولة إسرائيل عام ٤٨ حتى الآن.
¶ *الحقيقة الرابعة:*
كلما ازدادت الدول العربية والإسلامية ضعفا وتشرذما كلما تجرأت أمريكا واسرائيل على مزيد من العدوان، وخاصة بعد الانهيار الذى أصاب عدة دول عربية فى المنطقة وانكفاء كل دولة على مشاكلها الداخلية؛ لذا تعد المحافظة على قوة البلاد العربية الإسلامية وتماسكها الداخلي مما يجب على كل عقلاء الأمة، لاسيما في مثل هذه الأوقات.
¶ *الحقيقة الخامسة:*
أنهم ما تسلطوا علينا إلا بسبب تخلينا عن الأخذ بأسباب القوة فى عالم لا يعترف بالضعفاء، وأول أسباب القوة التمسك بعقيدتنا وثوابتنا وقيمنا و الاعتزاز بهويتنا وإقامة العدل فى مجتمعاتنا، وإعلاء قيمة الأنسان وكرامته فيما بيننا مما يعمق روح الإنتماء والبذل والعطاء اللازم للأخذ بأسباب القوة المادية والاقتصادية والتي تُحرر إرادتنا؛ فمن لا يملك أسباب قوته لا يملك قراره.
إن قرار ترامب هذا يذكرنا بوعد بلفور عام ١٩١٧ فهو إعطاء من لا يملك لمن لا يستحق، وصدق الله ( بعضهم أولياء بعض ).
إن هذا القرار يُعد قرارا باطلا شكلا وموضوعا ولن يغير من الواقع شيئا، فالاحتلال احتلال، والاغتصاب اغتصاب، والحق سوف يعود لأصحابه يوما ما عاجلا أو آجلا بإذن الله عندما تسعى الشعوب والدول صاحبة الحق للأخذ بأسباب التوفيق والقوة والنصر.
← *لذلك فحزب النور*
يرفض بشدة كل هذه التصريحات المستفزة من رئيس الإدارة الأمريكية وكذلك رئيس الحكومة الإسرائيلية المحتلة ويدعو جميع الحكومات والمنظمات العربية والإسلامية لأخذ موقف موحد ضد هذه التصريحات والصفقات المضيعة لحقوق أبناء الأمة العربية والإسلامية والمؤججة للصراع في المنطقة.
https://www.facebook.com/335235723248029/posts/1953337108104541/
بيان من "الدعوة السلفية" بشأن تصريحات الرئيس الأمريكي حول "الجولان"
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أ ما بعد؛
فمنذ وصول الرئيس الأمريكي "ترامب"، وهو يفاجئ العالَم بتصريحاتٍ عجيبةٍ تتلوها قرارات ثم خطوات تُتخذ على الأرض؛ لا سيما فيما يتعلق بما بشَّر به العالَم العربي كثيرًا تحت مسمَّى: "صفقة القرن"، بين العرب وإسرائيل، مع أن جميع الأطراف المعنية أعلنت عدم علمها بتفاصيل تلك الصفقة باستثناء أمريكا وإسرائيل!
وشيئًا فشيئًا أخذت معالم تلك الصفقة تتضح، وتبيَّن أنها قد تجاوزتْ في باطلها وظلمها وانحيازها للجانب الصهيوني مبدأهم القديم: "مبدأ الأرض مقابل السلام"، والذي كان يقايض الدول العربية التي لها أرض اُحتلت في 67 وتريد أن تأخذها، أن تعطي لإسرائيل سلامًا في مقابلها، وأما أراضي 48 فمِن المعلوم أن القرارات الدولية فد اعتبرتها أرضًا إسرائيلية!
والآن صفقة القرن -أو إن شئتَ قل: ما يتم مِن قراراتٍ أمريكيةٍ منفردة- تطالب العرب بأن يتنازلوا عن الأرض ويعطوا لإسرائيل السلام، وعلاوة -وأخطر- مِن هذا كله: أن يحرِّفوا دينهم ويحرفوا تاريخهم بحيث لا يدرس أبناء المسلمين أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دعا اليهود وغيرهم إلى دين الحق، كما قال -تعالى-: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ . يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) (المائدة:15-16).
- وأنه لما أصر معظمهم على البقاء على دينهم لم يكرههم أحد على الدخول في الإسلام، بل قال الله -تعالى-: (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (البقرة:256).
- وأن النبي -صلى الله علية وسلم- عاهد اليهود؛ فوفى وغدروا؛ فجاهدهم في الله ونصره الله عليهم نصرًا عزيزًا مؤزرًا؛ لأن كل هذه الأمور يُراد تحريفها كوقائع تاريخية، ويُراد حذفها كشرائع إلهية تَعامل بها النبي -صلى الله عليه وسلم- مع مَن كقر به وبرسالته -صلى الله عليه وسلم-.
والدعوة السلفية إذ ترفض تلك السياسة الجائرة جملة وتفصيلًا تؤكِّد على الأمور الآتية:
1- أن الموقف المتطرف المتعصب لترامب وإسرائيل قد دلنا عليه القرآن في قوله -تعالى-: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ)(البقرة:120)، ولا بد مِن توعية الأجيال بهذه الحقائق القرآنية، ولا يتعارض هذا قط -بل يتكامل- مع أننا في البلاد الإسلامية نطبِّق مع الجميع قوله -تعالى-: (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (الممتحنة:.
2- يُلاحظ أنه كلما مرَّت الأمة الإسلامية بحالات ضعف واضطراب يعظم طمع الأعداء في التهامها، ومِن ثَمَّ تناشِد الدعوة السلفية كل مَن له اهتمام بالعمل العام "لا سيما الدعوة الاسلامية" أن يجعل مصلحة استقرار المجتمعات نصب عينيه؛ لأنه لا يستفيد مِن اضطرابها إلا الأعداء.
3- تدعو الدعوة السلفية حكام البلاد العربية والإسلامية إلى تأمين الجبهة الداخلية برفع الظلم والمعاناة عن كاهل المواطنين، وغرس وتنمية روح الانتماء والولاء، والتصدي للأفكار المتطرفة التي تطعن في الأمة وثوابتها وتاريخها، وعقيدتها وشريعتها.
4- تدعو الدعوة السلفية منظمة التعاون الإسلامي، وحكام العالم الإسلامي والعربي إلى التنسيق فيما بينهم، وإصدار موقف موحد مِن تلك السياسات.
5- وتؤكد الدعوة السلفية أن سرعة الانتهاء مِن حل يزيح الظلم والاستبداد مِن على كاهل الشعب السوري وتكوين جيش سوري قوي موحد غير طائفي، كفيل -بإذن الله- بقطع الأطماع الأمريكية والإسرائيلية في الالتهام النهائي للجولان، بل سيكون -بإذن الله- خطوة على استعادتها.
وأخيرًا: نناشد الأمة ككل "برجالها ونسائها، وكبارها وشيوخها، وحكامها وشعوبها": أن يَعلموا أن كل هذه التفاصيل ليستْ إلا أعراض لمرضٍ حقيقيٍ ينخر داخل صفوفنا مِن البُعد عن شرع الله -عز وجل-، وقد خاطب الله -عز وجل- الصحابة -رضي الله عنهم- وقائدهم حينئذٍ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن المصيبة التي ألمت بهم يوم "أُحد" كانت بسبب ذنوبهم، فقال -تعالى-: (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (آل عمران:165).
وقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: "إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بهذا الدين، فمهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله"، فإذا عدنا إلى ديننا بشموله والذي مِن جملته الأخذ بأسباب القوة المادية، بارك الله في هذا الجهود وهيأ لنا طريق النصر (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) (محمد:7).
نسأل الله أن يهيئ لأمتنا العربية والإسلامية مِن أمرها رشدًا، وأن يعزنا الله بالإسلام، ويعز الإسلام بنا، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
الدعوة السلفية
السبت 16 رجب 1440هـ
23 مارس 2019م