هاتان عيناكَ أم بابُ السما اتَّسعا
أم فيكَ يا سيدي كلُّ المَدى اجتَمَعا
ما اصطدتُ بِكرَ المعاني وهي سانحةٌ
إلا تَصاغرَ في مَعناكَ ما ابتُدِعا
يكفي من اسمك إذ صاح البشيرُ بهِ
أنَّا نُداوي به الأحزانَ والوجعا
عهدي بمكةَ لا تدري وإن عَلِمَتْ
من شُرفةِ الضوء أم من مُهجةٍ طَلَعا
آنستُ في ظُلمةِ الدنيا مَغانمَهُ
وكم أضاءَ صَنيعٌ ليلَ مَن صَنَعا
لا يستوي جُودُ مَن أبصرتَ ما وَهَبوا
بمَن يُشَمُّ نَداهُ حيثُ ما وُضِعا
كانت حَليمةُ والصحراءُ موحشةٌ
قد أرضعتْ أُمَّةً في شخصِ مَن رَضعا
يَلُمُّ من بَسمةِ الأيام حِصَّتَنا
وكلما مُزِّقَتْ أيامُنا رَقَعا
ليلُ العبيد الذي طالت حبائلُهُ
حتى أحاطَ به البدرُ الذي سَطعا
ما زال يُهدي بِلالاً ضوءَ مِئذَنةٍ
وكلما اسودَّ من آلامهِ نَصَعا
يا بنَ اللواء الذي ما انفكَّ حاملُهُ
جسرَ الحياة لمن شاؤوكَ مُتَّبَعا
يا عاليَ الذِّكر مذ راحت مآذنُنا
تُلقي على اسمكَ من أرواحنا قِطَعا
فإنَّ من بَعدِكَ الأبوابَ موصدةٌ
لولا وقوفُكَ في الباب الذي قُرِعا
----
عبدالسلام العبوسي
أم فيكَ يا سيدي كلُّ المَدى اجتَمَعا
ما اصطدتُ بِكرَ المعاني وهي سانحةٌ
إلا تَصاغرَ في مَعناكَ ما ابتُدِعا
يكفي من اسمك إذ صاح البشيرُ بهِ
أنَّا نُداوي به الأحزانَ والوجعا
عهدي بمكةَ لا تدري وإن عَلِمَتْ
من شُرفةِ الضوء أم من مُهجةٍ طَلَعا
آنستُ في ظُلمةِ الدنيا مَغانمَهُ
وكم أضاءَ صَنيعٌ ليلَ مَن صَنَعا
لا يستوي جُودُ مَن أبصرتَ ما وَهَبوا
بمَن يُشَمُّ نَداهُ حيثُ ما وُضِعا
كانت حَليمةُ والصحراءُ موحشةٌ
قد أرضعتْ أُمَّةً في شخصِ مَن رَضعا
يَلُمُّ من بَسمةِ الأيام حِصَّتَنا
وكلما مُزِّقَتْ أيامُنا رَقَعا
ليلُ العبيد الذي طالت حبائلُهُ
حتى أحاطَ به البدرُ الذي سَطعا
ما زال يُهدي بِلالاً ضوءَ مِئذَنةٍ
وكلما اسودَّ من آلامهِ نَصَعا
يا بنَ اللواء الذي ما انفكَّ حاملُهُ
جسرَ الحياة لمن شاؤوكَ مُتَّبَعا
يا عاليَ الذِّكر مذ راحت مآذنُنا
تُلقي على اسمكَ من أرواحنا قِطَعا
فإنَّ من بَعدِكَ الأبوابَ موصدةٌ
لولا وقوفُكَ في الباب الذي قُرِعا
----
عبدالسلام العبوسي