-- بسم الله الرحمن الرحيم
ما هو الواقع وما هو الوهم
نقول في اللغة تتبعت مواقع المطر اي مواطن سقوطه ومواقع وقوعه ومواطن تاثيره
والواقع هو ما يقع عليه الحس اويقع على الحس من مدركات عينية كمفردات الوجود و اعيان الحياة وشخوص اشياءها، او معنوية كالمعاني والقيم القائمة في النفوس والاذهان، وكذا كل مايقع على الحواس من مؤثرات حسية كالحرارة والبرودة، او معنوية ايضا كالفرح والحزن والرضا والغضب ...... والواقع يشمل عادة محل حصول الاحداث والوقائع، وادوات الحدث وعناصره،والحدث ذاته بعد وقوعه، فالحدث في اصله فكرة ذهنية، و لا يكون واقعا طالما بقي تصورا في الاذهان، فاذا تجسد في حدث في الواقع اصبح واقعا.
ولكي يحصل الحدث ويصبح واقعا فلا بد له من ظرف مكاني وظرف زماني وفاعل يفعل ومفعول يقع عليه الفعل،ويرتقي الحدث او يهبط في نظر الناظرين اليه بحسب مفاهيم الناظر من جهة، وبحسب الغاية التي يحققها الحدث، ويبتغيها الفاعل، وبحسب اثرها ونتيجتها على المفعول به، فكلما كان الاثر كبيرا كان الحدث كبيرا والعكس كذلك.
والاحداث في المنظور البشري اما احداث كونية كتعاقب الليل والنهار، وما يتعلق بالظواهر الكونية الناتجة عن نواميس الخلق والابداع والايجاد، وليس للانسان دخل فيها، واما احداث بشرية من فعل الانسان ،والانسان مسؤول عنها وعن واقعها وايقاعها او قبوله او رفضه.
وبما أن الواقع هو مكان حصول الأحداث اليومية (الكونية والإنسانية)،وهو ايضا ذات تلك الاحداث، فالنتيجة أن مصداقية وصحة أي (قول، ادعاء، حلم، التزام، طموح، أمنية، قرار، وعد، ) هي أن تحصل في الواقع، فإذا لم تحصل في الواقع، فهي فقط (وهم) توهمه الإنسان في ذهنه وليست حقيقة يعيشها؛ أي أن الحقيقة هي ما يحصل في الواقع من أفعال وجزاء مثل تخطيط وإنجاز مشروع ، وغيره هوالوهم، والوهم هو ما لم يحصل في الواقع من (قول، وادعاء، وحلم، والتزام،و طموح، وأمنية، ووعد، اوكلمة، وهدف).
وبما أن مصداقية وصحة أي شيء هي ان يصادق عليه الواقع،اي هي أن تحصل في الواقع فعلا وحدثا، فهذا يعني أن كل ما يحصل في الواقع هو الحقيقة ايجابة كانت ام سلبية، وكل ما لم يحصل ويحدث في الواقع هو الوهم ايجابيا كان ام سلبيا؛ أي أن الواقع هومستودع حقائق الإنسان، وحقائق المجتمعات البشرية ومسرح احداثها وخزان افعالها. لذلك اتخذت دراسة الوقائع اهمية قصوى لصناع الاحداث وحاملي الوية الرسالة والتغيير. كي لا ياخذهم سحر الوهم والخيال بعيدا عن اهدافهم ومسالك تحقيق غاياتهم.
فالفرق بين الحقيقة والوهم أن الحقيقة تحصل في الواقع، أما الوهم فلا يحدث في الواقع بل يجول و يدور في عقل وخيال الإنسان أحلاما، وأماني، وتصورات ذهنية لا واقع لها؛ وهذا ما تؤكده الآيات الكريمة بأن الحقيقية هي ما وقع في الواقع {قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ (115) قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ (116) وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ (117) فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (118)} (سورة الأعراف)؛ فهنا السحرة ألقوا عصيهم فتحولت لحيات في نظر الناس بفعل السحر والاسترهاب، فعندما ألقى موسى عصاه ابتلعتها جميعًا، فوصف الله هذه الحادثة بـ(وقع الحق) أي ظهرت الحقيقة واصبحت واقعا ملموسا؛ وهي أن عصا موسى ابتلعت عصيهم في الواقع وليس في الخيال والوهم، ثم وصف الله تعالى أن عمل السحرة (باطل)؛ أي وهمٌ لم يحدث في الواقع، بل العقل المسترهب من السجرة من الناظرين خُيِّل اليه أن عصيهم تحولت لحيات. فالوهم يعشعش في العقول الهابطة المسترهبة المرعوبة المغيبة عن الواقع والحق والحقيقة. والعقل من اوجد واقعا لاحلامه وحقق فيه طموحاته وغاياته وامانيه والا بقي واهما هائما على وجهه، تلعب به الاماني والاحلام وتسترهبه سحرة وكهنة الطاغوت، لتستعبده قوى البغي والضلال والظلم والاستبداد، وتجعله دوما يعيش في دوامة الوهم والاحلام التي تُخيل له ان يصنع من التراب ذهبا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما هو الواقع وما هو الوهم
نقول في اللغة تتبعت مواقع المطر اي مواطن سقوطه ومواقع وقوعه ومواطن تاثيره
والواقع هو ما يقع عليه الحس اويقع على الحس من مدركات عينية كمفردات الوجود و اعيان الحياة وشخوص اشياءها، او معنوية كالمعاني والقيم القائمة في النفوس والاذهان، وكذا كل مايقع على الحواس من مؤثرات حسية كالحرارة والبرودة، او معنوية ايضا كالفرح والحزن والرضا والغضب ...... والواقع يشمل عادة محل حصول الاحداث والوقائع، وادوات الحدث وعناصره،والحدث ذاته بعد وقوعه، فالحدث في اصله فكرة ذهنية، و لا يكون واقعا طالما بقي تصورا في الاذهان، فاذا تجسد في حدث في الواقع اصبح واقعا.
ولكي يحصل الحدث ويصبح واقعا فلا بد له من ظرف مكاني وظرف زماني وفاعل يفعل ومفعول يقع عليه الفعل،ويرتقي الحدث او يهبط في نظر الناظرين اليه بحسب مفاهيم الناظر من جهة، وبحسب الغاية التي يحققها الحدث، ويبتغيها الفاعل، وبحسب اثرها ونتيجتها على المفعول به، فكلما كان الاثر كبيرا كان الحدث كبيرا والعكس كذلك.
والاحداث في المنظور البشري اما احداث كونية كتعاقب الليل والنهار، وما يتعلق بالظواهر الكونية الناتجة عن نواميس الخلق والابداع والايجاد، وليس للانسان دخل فيها، واما احداث بشرية من فعل الانسان ،والانسان مسؤول عنها وعن واقعها وايقاعها او قبوله او رفضه.
وبما أن الواقع هو مكان حصول الأحداث اليومية (الكونية والإنسانية)،وهو ايضا ذات تلك الاحداث، فالنتيجة أن مصداقية وصحة أي (قول، ادعاء، حلم، التزام، طموح، أمنية، قرار، وعد، ) هي أن تحصل في الواقع، فإذا لم تحصل في الواقع، فهي فقط (وهم) توهمه الإنسان في ذهنه وليست حقيقة يعيشها؛ أي أن الحقيقة هي ما يحصل في الواقع من أفعال وجزاء مثل تخطيط وإنجاز مشروع ، وغيره هوالوهم، والوهم هو ما لم يحصل في الواقع من (قول، وادعاء، وحلم، والتزام،و طموح، وأمنية، ووعد، اوكلمة، وهدف).
وبما أن مصداقية وصحة أي شيء هي ان يصادق عليه الواقع،اي هي أن تحصل في الواقع فعلا وحدثا، فهذا يعني أن كل ما يحصل في الواقع هو الحقيقة ايجابة كانت ام سلبية، وكل ما لم يحصل ويحدث في الواقع هو الوهم ايجابيا كان ام سلبيا؛ أي أن الواقع هومستودع حقائق الإنسان، وحقائق المجتمعات البشرية ومسرح احداثها وخزان افعالها. لذلك اتخذت دراسة الوقائع اهمية قصوى لصناع الاحداث وحاملي الوية الرسالة والتغيير. كي لا ياخذهم سحر الوهم والخيال بعيدا عن اهدافهم ومسالك تحقيق غاياتهم.
فالفرق بين الحقيقة والوهم أن الحقيقة تحصل في الواقع، أما الوهم فلا يحدث في الواقع بل يجول و يدور في عقل وخيال الإنسان أحلاما، وأماني، وتصورات ذهنية لا واقع لها؛ وهذا ما تؤكده الآيات الكريمة بأن الحقيقية هي ما وقع في الواقع {قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ (115) قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ (116) وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ (117) فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (118)} (سورة الأعراف)؛ فهنا السحرة ألقوا عصيهم فتحولت لحيات في نظر الناس بفعل السحر والاسترهاب، فعندما ألقى موسى عصاه ابتلعتها جميعًا، فوصف الله هذه الحادثة بـ(وقع الحق) أي ظهرت الحقيقة واصبحت واقعا ملموسا؛ وهي أن عصا موسى ابتلعت عصيهم في الواقع وليس في الخيال والوهم، ثم وصف الله تعالى أن عمل السحرة (باطل)؛ أي وهمٌ لم يحدث في الواقع، بل العقل المسترهب من السجرة من الناظرين خُيِّل اليه أن عصيهم تحولت لحيات. فالوهم يعشعش في العقول الهابطة المسترهبة المرعوبة المغيبة عن الواقع والحق والحقيقة. والعقل من اوجد واقعا لاحلامه وحقق فيه طموحاته وغاياته وامانيه والا بقي واهما هائما على وجهه، تلعب به الاماني والاحلام وتسترهبه سحرة وكهنة الطاغوت، لتستعبده قوى البغي والضلال والظلم والاستبداد، وتجعله دوما يعيش في دوامة الوهم والاحلام التي تُخيل له ان يصنع من التراب ذهبا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته