مسؤلية التغيير
يقول ربنا سبحانه: {إِنَّ اللّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [سورة الرعد: آية11]
ان المتدبرالمتفحص لهذا النص الكريم بعين العقل ومنطق لغة القران، يجد ان الاية تقرير لحقيقة و تخبر عن سنة ربانية تجري في مسيرة الامم و المجتمعات البشرية.
وهذا النص ايضا يحتم على الامة التي تنشد التغيير ان تكون بيئة صالحة تحتضن المصلحين واتلمجددين بدل احتضانها للمفسدين الذين هم كانوا سبب بلائها وابتلائها
فالامة بمجملها تتحمل مسؤولية احتضان نخبتها المصلحين الصالحين ، ولا تعفى من المسؤولية وتحمل تبعاتها ، لا افرادا ولا جماعات، فمجتمع المدينة المنورة يوم اراد التغيير والارتقاء احتضن رسالة النبي صلى الله عليه وسلم،واقتنع بدعوته برجل واحد -قدوة ومثل يحتذى- هو مصعب بن عمير الذي عاد بعد سنة واحدة فقط مع وفد اهل المدينة ليقولوا للنبي سلام الله عليه ان المدينة تهيأت لك فلتكن بدرها الطالع وسراجها المنير، وكون بهم نواة خير امة اخرجت للناس. فمن العبث بمكان ان تدرك الامة مدى انحدارها والهوة السحيقة التي وصلت اليها، ثم تنتظر طفرة الاقدار، بان يبعث الله لها مخلصا مما هي فيه من سراديب الغيب وعوالم الوهم والخيال، ذاك الانحدار الذي ما وصلت اليه اصلا الا بسبب تقصيرها ، وبسبب كونها كانت بيئة حاضنة للفساد واهله.
فمن اراد ان يتغير قدره السيء لا بد له من ان يسلك طريق القدر الخير، متخذا من قوله تعالى : {إِنَّ اللّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ} قاعدة للانطلاق نحو التغيير ومنتهجا سالكا بموجب قوله تعالى في سورة يوسف: (وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۚ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ (104) وَكَأَيِّن مِّنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ (105) وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ (106) أَفَأَمِنُوا أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (107) قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108) وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَىٰ ۗ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۗ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ اتَّقَوْا ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (109) حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ ۖ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (110) لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ ۗ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111) فالتغير عمل انساني بشري، فما كان الانبياء الا رجال من البشر، ترعاهم عين الله التي لا تنام ولا تغفل، ويسددههم هدي الوحي الذي تكفل لنا ربنا بحفظه ، وجعل العلماء الربانيين المخلصين ورثة له لا يبغون عليه اجرا من بشر، وليس لهم غاية الا تبليغ رسالة ربهم مبتغين رضوانه وجنانه، ولا يبتغون علوا في الارض لا بمنصب ولا برتبة ولا بمكانة ، فهمهم رضا ربهم وان عاشوا وماتوا مجهولين لا يشار اليهم بالبنان، فيكفيهم ان الله يعرفهم، لانهم عرفوه فقدروه حق قدره ، ونسال الله ان يهدينا سبل السلام وطريق الحق والاستقامة وان يهيء نفوسنا وقلوبنا لتقبل هداه والتغيير لما يحبه ويرضاه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
يقول ربنا سبحانه: {إِنَّ اللّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [سورة الرعد: آية11]
ان المتدبرالمتفحص لهذا النص الكريم بعين العقل ومنطق لغة القران، يجد ان الاية تقرير لحقيقة و تخبر عن سنة ربانية تجري في مسيرة الامم و المجتمعات البشرية.
وهذا النص ايضا يحتم على الامة التي تنشد التغيير ان تكون بيئة صالحة تحتضن المصلحين واتلمجددين بدل احتضانها للمفسدين الذين هم كانوا سبب بلائها وابتلائها
فالامة بمجملها تتحمل مسؤولية احتضان نخبتها المصلحين الصالحين ، ولا تعفى من المسؤولية وتحمل تبعاتها ، لا افرادا ولا جماعات، فمجتمع المدينة المنورة يوم اراد التغيير والارتقاء احتضن رسالة النبي صلى الله عليه وسلم،واقتنع بدعوته برجل واحد -قدوة ومثل يحتذى- هو مصعب بن عمير الذي عاد بعد سنة واحدة فقط مع وفد اهل المدينة ليقولوا للنبي سلام الله عليه ان المدينة تهيأت لك فلتكن بدرها الطالع وسراجها المنير، وكون بهم نواة خير امة اخرجت للناس. فمن العبث بمكان ان تدرك الامة مدى انحدارها والهوة السحيقة التي وصلت اليها، ثم تنتظر طفرة الاقدار، بان يبعث الله لها مخلصا مما هي فيه من سراديب الغيب وعوالم الوهم والخيال، ذاك الانحدار الذي ما وصلت اليه اصلا الا بسبب تقصيرها ، وبسبب كونها كانت بيئة حاضنة للفساد واهله.
فمن اراد ان يتغير قدره السيء لا بد له من ان يسلك طريق القدر الخير، متخذا من قوله تعالى : {إِنَّ اللّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ} قاعدة للانطلاق نحو التغيير ومنتهجا سالكا بموجب قوله تعالى في سورة يوسف: (وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۚ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ (104) وَكَأَيِّن مِّنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ (105) وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ (106) أَفَأَمِنُوا أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (107) قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108) وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَىٰ ۗ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۗ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ اتَّقَوْا ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (109) حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ ۖ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (110) لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ ۗ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111) فالتغير عمل انساني بشري، فما كان الانبياء الا رجال من البشر، ترعاهم عين الله التي لا تنام ولا تغفل، ويسددههم هدي الوحي الذي تكفل لنا ربنا بحفظه ، وجعل العلماء الربانيين المخلصين ورثة له لا يبغون عليه اجرا من بشر، وليس لهم غاية الا تبليغ رسالة ربهم مبتغين رضوانه وجنانه، ولا يبتغون علوا في الارض لا بمنصب ولا برتبة ولا بمكانة ، فهمهم رضا ربهم وان عاشوا وماتوا مجهولين لا يشار اليهم بالبنان، فيكفيهم ان الله يعرفهم، لانهم عرفوه فقدروه حق قدره ، ونسال الله ان يهدينا سبل السلام وطريق الحق والاستقامة وان يهيء نفوسنا وقلوبنا لتقبل هداه والتغيير لما يحبه ويرضاه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .