أمريكا، الوقائع تُكذّب الرئيس اليميني العنصري:
أعلن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، منذ وصوله إلى البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير 2017 إنه حريصٌ على الوفاء بوعوده، فرَفَعَ الرسوم الجمركية، على العديد من السّلع المُسْتَوْرَدَة، والتي تبلغ قيمتها مئات المليارات من الدولارات، وأعلن انسحاب أمريكا من الإتفاقيات التجارية التي وقّعَها أسْلاَفُهُ، مع أمريكا الشمالية (كند والمكسيك) ومع أوروبا، ومع آسيا، وأعاد التفاوض حول اتفاقات تجارية أخرى، وادّعى إن زيادة الرسوم الجمركية تُمثِّل "أداة تفاوض ممتازة تدرّ أموالا، وهي أيضًا وسيلة هامّة لإعادة الشركات التي غادرت الولايات المتحدة، من دول أخرى، إلى أمريكا، لِتُشغّلَ عُمّالاً أمريكِيِّين"، وهو يتباهى خلال حملته، للفَوز بولاية ثانية، ب"إنجازاته" الحقيقية أو الوهمية، والمُتَمَثِّلَة، ب"زيادة قُدُرات الشركات الأمريكية على المُنافَسَة، بفضل زيادة الرسوم على البضائع المُسْتَوْرَدَة، وبَعْثِ الرّوح في الصناعة الأميركية، وإعادة بناء البلاد بواسطة الصلب الأميركي، والجهود والحماسة، والروح الأميركية"، بحسب قوْلِهِ، وتوعّد الشّركاء التجاريين وهدّدَ الشركات الأميركية التي تغلق مصانع..."، لكن الأرقام تُؤَكِّدُ إن الإقتصاد الأمريكي يسجل تباطؤا، وتُمثِّلُ القطاعات التي دعمها "دونالد ترامب" الحلقات الأضْعَف في الإقتصاد الأمريكي، وبينما كان الرئيس يُعْلِنُ، خلال تجمع انتخابي في فلوريدا، أن "مصانع الصلب الأميركية تنبعث من جديد بقُوّة"، أعلنت (خلال نفس اليوم) شركة "يو إس ستيل"، إحدى أكبر شركات صناعة الصلب الأميركية، "تجميد" العمل في اثنين من مصانعها إلى أن "تتحسن ظروف السوق"، وكذلك شّأن صناعة الصّلب بشكل عام والسيارات والألمنيوم والفحم، وهي القطاعات التي حظيت بدعم الرئيس، لكنها تعاني من سرعة التطور التكنولوجي، ومن تقلبات السوق، وسجّل قطاع التّصنيع، في حزيران/يونيو 2019، أضعف مستوى نشاط، خلال ثلاث سنوات، ويهدد بالإنكماش في الربع الثالث والرابع من سنة 2019، وتراجَعَ عدد موظّفِي القطاع، في آذار/مارس 2019، للمرة الأولى خلال خمس سنوات، ويُسجّل التّشْغِيل (التّوظيف) في قطاع التصنيع، وتيرة أَبْطَأَ من القطاعات الأخرى، ويتميز التّشغيل الصناعي في الولايات المتحدة بالهشاشة وضُعْف الرواتب، باستثناء الوظائف في مجال التقنيات المتطورة، وأعلن رئيس جمعية قطاع التصنيع "سكوت بول" بأن دونالد ترامب "يُزايد بالكلام"، لأن الحرب التجارية التي شنها لم تساهم في تحسين الأوضاع، وتضَرّرَ القطاع الصناعي من بل إن عدم مُسايرة القطاع الصناعي للتطور التكنولوجي، وضُعْف الطّلَب، وارتفاع سعر الدولار، عوامل أضرّت بالقطاع الصناعي، بالإضافة إلى الحرب التجارية...
ارتفع الإنتاج في قطاع الألمنيوم، الذي يعتبره "دونالد ترامب" ضمن "الأمن القومي"، بفضل تدابير الحماية الجمركية، لكن انخفض عدد الموظفين بنسبة 1% منذ كانون الثاني/يناير 2017، بحسب وزارة العمل، وانخفضت قيمة أسهم أكْبَرُ شركتين أمريكيتَيْن بنسبة 50%، خلال سنة واحدة، بعد رَفْع الرسوم الجمركية على الواردات، بنسبة 10%، وتراجع استهلاك الفحم إلى أدنى مستوياته منذ أربعة عُقُود، مما أدّى على إغْلاق العديد من المناجم، بحسب بيانات وزارة الطاقة، وسجل قطاع صناعة السيارات أعلى وتيرة لإلغاء الوظائف منذ أزمة "الكساد الكبير"، وأغلق مصانع تُنتِج سيارات تستهلك الوقود الأحفوري، ليستثمر في إنتاج السيارات الكهربائية، والسيارات ذاتية القيادة (الآلية)...
في الجانب السياسي، يستخدم الرئيس الأمريكي، خلال الحملة الإنتخابية، لغة اليمين المتطرف والميز العنصري، وأعادت لُغته الولايات المتحدة إلى ما قبل حركة "الحقوق المدنية"، وتحَرّر الرئيس من الضّوابط القانونية، ومن قواعد الديمقراطية، ودعا، يوم الأحد 14 تموز/يوليو 2019، نساءً أمريكيات، من أُصُول أجنبية، أصْبَحْن عُضْوات في مجلس النّوّاب الأمريكي، الرئيس الأميركي إلى "العودة من حيث أتَيْنَ"، وسَبق لدونالد ترامب، أن تَقَيّأ كلامًا بذيئًا، سنة 2018، عندما وصف دولاً إفريقيّة بأنها "أوكار قذرة، تُصَدِّرُ المُهاجرين غير القانونِيِّين الذين يَغْزون العالم المُتَحَضِّر" (أي أمريكا وأوروبا)، وأثارت تصريحات "دونالد ترامب" حول النساء النائبات، من أُصُول أجنبية، رُدُود فعل محتشمة جدًّا في أوساط حزبهن (الحزب الديمقراطي) ولم تُثِرْ ضجّةً في أوساط الإعلام والرّأي العام الأمريكي، رغم فظاعة أقوال الشخص الذي يقود أمريكا، ويطمح إلى قيادة العالم، إذ قال عن نائبات مُنْتَخَبات من قِبَل الشّعب الأمريكي، وجئن إما صغيرات السن، أو وُلِدْن في الولايات المتحدة: "إنهن أتينَ من البلدان الأسوأ والأكثر فسادًا وإجرامًا وعدم كفاءة في العالم... ويَدَّعِين تعليم أعظم شعب وأقوى أُمّة في الكَوْن، كيف يجب أن ندير شُؤُونَنا...". لم يُدافع الحزب الديمقراطي عن "نائباته"، واكتفى زُعماؤُهُ بوصف تصريحات ترامب بأنها عُنْصُرِيّة...
لا يمكن التعليق على هذه الفظاعات سوى ببَيْت الشعر العربي للشاعر "سبط بن التّعاويذي" ( بغداد 1125 - 1187): "إذا كان رَبُّ البيتِ بالدّفّ ضاربًا فشِيمَةُ أهلِ البَيْتِ كلِّهِم الرّقْصُ"، وأصبح مَثَلاً شائعًا، ويمكن تأويله، على هامش هذا الخبر بأن القائد الفاسد قَدْ يَجُرُّ وراءه شعبًا كاملاً، لِيُوَرِّطَهُ في فسادِهِ... عن مركز "أوكسفورد إيكونوميكس" للدراسات + أ.ف.ب (بتصرف) 15/07/2019
أعلن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، منذ وصوله إلى البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير 2017 إنه حريصٌ على الوفاء بوعوده، فرَفَعَ الرسوم الجمركية، على العديد من السّلع المُسْتَوْرَدَة، والتي تبلغ قيمتها مئات المليارات من الدولارات، وأعلن انسحاب أمريكا من الإتفاقيات التجارية التي وقّعَها أسْلاَفُهُ، مع أمريكا الشمالية (كند والمكسيك) ومع أوروبا، ومع آسيا، وأعاد التفاوض حول اتفاقات تجارية أخرى، وادّعى إن زيادة الرسوم الجمركية تُمثِّل "أداة تفاوض ممتازة تدرّ أموالا، وهي أيضًا وسيلة هامّة لإعادة الشركات التي غادرت الولايات المتحدة، من دول أخرى، إلى أمريكا، لِتُشغّلَ عُمّالاً أمريكِيِّين"، وهو يتباهى خلال حملته، للفَوز بولاية ثانية، ب"إنجازاته" الحقيقية أو الوهمية، والمُتَمَثِّلَة، ب"زيادة قُدُرات الشركات الأمريكية على المُنافَسَة، بفضل زيادة الرسوم على البضائع المُسْتَوْرَدَة، وبَعْثِ الرّوح في الصناعة الأميركية، وإعادة بناء البلاد بواسطة الصلب الأميركي، والجهود والحماسة، والروح الأميركية"، بحسب قوْلِهِ، وتوعّد الشّركاء التجاريين وهدّدَ الشركات الأميركية التي تغلق مصانع..."، لكن الأرقام تُؤَكِّدُ إن الإقتصاد الأمريكي يسجل تباطؤا، وتُمثِّلُ القطاعات التي دعمها "دونالد ترامب" الحلقات الأضْعَف في الإقتصاد الأمريكي، وبينما كان الرئيس يُعْلِنُ، خلال تجمع انتخابي في فلوريدا، أن "مصانع الصلب الأميركية تنبعث من جديد بقُوّة"، أعلنت (خلال نفس اليوم) شركة "يو إس ستيل"، إحدى أكبر شركات صناعة الصلب الأميركية، "تجميد" العمل في اثنين من مصانعها إلى أن "تتحسن ظروف السوق"، وكذلك شّأن صناعة الصّلب بشكل عام والسيارات والألمنيوم والفحم، وهي القطاعات التي حظيت بدعم الرئيس، لكنها تعاني من سرعة التطور التكنولوجي، ومن تقلبات السوق، وسجّل قطاع التّصنيع، في حزيران/يونيو 2019، أضعف مستوى نشاط، خلال ثلاث سنوات، ويهدد بالإنكماش في الربع الثالث والرابع من سنة 2019، وتراجَعَ عدد موظّفِي القطاع، في آذار/مارس 2019، للمرة الأولى خلال خمس سنوات، ويُسجّل التّشْغِيل (التّوظيف) في قطاع التصنيع، وتيرة أَبْطَأَ من القطاعات الأخرى، ويتميز التّشغيل الصناعي في الولايات المتحدة بالهشاشة وضُعْف الرواتب، باستثناء الوظائف في مجال التقنيات المتطورة، وأعلن رئيس جمعية قطاع التصنيع "سكوت بول" بأن دونالد ترامب "يُزايد بالكلام"، لأن الحرب التجارية التي شنها لم تساهم في تحسين الأوضاع، وتضَرّرَ القطاع الصناعي من بل إن عدم مُسايرة القطاع الصناعي للتطور التكنولوجي، وضُعْف الطّلَب، وارتفاع سعر الدولار، عوامل أضرّت بالقطاع الصناعي، بالإضافة إلى الحرب التجارية...
ارتفع الإنتاج في قطاع الألمنيوم، الذي يعتبره "دونالد ترامب" ضمن "الأمن القومي"، بفضل تدابير الحماية الجمركية، لكن انخفض عدد الموظفين بنسبة 1% منذ كانون الثاني/يناير 2017، بحسب وزارة العمل، وانخفضت قيمة أسهم أكْبَرُ شركتين أمريكيتَيْن بنسبة 50%، خلال سنة واحدة، بعد رَفْع الرسوم الجمركية على الواردات، بنسبة 10%، وتراجع استهلاك الفحم إلى أدنى مستوياته منذ أربعة عُقُود، مما أدّى على إغْلاق العديد من المناجم، بحسب بيانات وزارة الطاقة، وسجل قطاع صناعة السيارات أعلى وتيرة لإلغاء الوظائف منذ أزمة "الكساد الكبير"، وأغلق مصانع تُنتِج سيارات تستهلك الوقود الأحفوري، ليستثمر في إنتاج السيارات الكهربائية، والسيارات ذاتية القيادة (الآلية)...
في الجانب السياسي، يستخدم الرئيس الأمريكي، خلال الحملة الإنتخابية، لغة اليمين المتطرف والميز العنصري، وأعادت لُغته الولايات المتحدة إلى ما قبل حركة "الحقوق المدنية"، وتحَرّر الرئيس من الضّوابط القانونية، ومن قواعد الديمقراطية، ودعا، يوم الأحد 14 تموز/يوليو 2019، نساءً أمريكيات، من أُصُول أجنبية، أصْبَحْن عُضْوات في مجلس النّوّاب الأمريكي، الرئيس الأميركي إلى "العودة من حيث أتَيْنَ"، وسَبق لدونالد ترامب، أن تَقَيّأ كلامًا بذيئًا، سنة 2018، عندما وصف دولاً إفريقيّة بأنها "أوكار قذرة، تُصَدِّرُ المُهاجرين غير القانونِيِّين الذين يَغْزون العالم المُتَحَضِّر" (أي أمريكا وأوروبا)، وأثارت تصريحات "دونالد ترامب" حول النساء النائبات، من أُصُول أجنبية، رُدُود فعل محتشمة جدًّا في أوساط حزبهن (الحزب الديمقراطي) ولم تُثِرْ ضجّةً في أوساط الإعلام والرّأي العام الأمريكي، رغم فظاعة أقوال الشخص الذي يقود أمريكا، ويطمح إلى قيادة العالم، إذ قال عن نائبات مُنْتَخَبات من قِبَل الشّعب الأمريكي، وجئن إما صغيرات السن، أو وُلِدْن في الولايات المتحدة: "إنهن أتينَ من البلدان الأسوأ والأكثر فسادًا وإجرامًا وعدم كفاءة في العالم... ويَدَّعِين تعليم أعظم شعب وأقوى أُمّة في الكَوْن، كيف يجب أن ندير شُؤُونَنا...". لم يُدافع الحزب الديمقراطي عن "نائباته"، واكتفى زُعماؤُهُ بوصف تصريحات ترامب بأنها عُنْصُرِيّة...
لا يمكن التعليق على هذه الفظاعات سوى ببَيْت الشعر العربي للشاعر "سبط بن التّعاويذي" ( بغداد 1125 - 1187): "إذا كان رَبُّ البيتِ بالدّفّ ضاربًا فشِيمَةُ أهلِ البَيْتِ كلِّهِم الرّقْصُ"، وأصبح مَثَلاً شائعًا، ويمكن تأويله، على هامش هذا الخبر بأن القائد الفاسد قَدْ يَجُرُّ وراءه شعبًا كاملاً، لِيُوَرِّطَهُ في فسادِهِ... عن مركز "أوكسفورد إيكونوميكس" للدراسات + أ.ف.ب (بتصرف) 15/07/2019