الطاهر المعز :
(3)
مُسلسل "كوفيد 19" – "تأثيرات جانبية"
من مظاهر الفقر في الولايات المتحدة الأمريكية، قاطرة الإمبريالية
قدّرت قيمة العشرين (يوم 26 آذار/مارس 2020) عدد المصابين بوباء "كوفيد 19"، حوالي نصف مليون شخص، في العالم، توفي منهم حوالي 22 ألف، خصوصًا في الصين (3300) وإسبانيا (3500) وإيطاليا (ربما سبعة آلاف) وتعافي منهم حوالي 120 ألف، وأظهرت هذه الأزمة أن الدّول غير المنخرطة تماماً في الاقتصاد الرأسمالي العالمي، أكثر قدرة على إدارة الأزمة وعلى حماية شعوبها، بل أرسلت كوبا والصين وروسيا طواقم طبّيّة ومُعدّات إلى دول أعضاء في حلف شمال الأطلسي وفي الإتحاد الأوروبي.
في الولايات المتحدة، لم يعد "دونالد ترامب" يُنْكِر انتشار وباء "كوفيد 19"، وأعلن تمديد فترة الحجر الصحي إلى نهاية شهر نيسان/ابريل 2020، بدل 12 نيسان/ابريل 2020، بعد ارتفاع عدد الإصابات بالفيروس إلى أكثر من 160 ألفاً وعدد الوفيات الى قرابة ثلاثة آلاف، قبل نهاية شهر آذار/مارس 2020، بحسب بيانات المعهد الوطني للصحة، الذي يتوقع احتمال إصابة ثلاثة ملايين شخص، ووفاة ما بين مائة ألف ومائتي ألف شخص، في الولايات المتحدة إذا لم تقع مكافحة الوباء بحزم، حتى نهاية شهر أيار/مايو 2020، على الأقل...
شهدت الولايات المتحدة، ومن ثمّ العالم، أزمة مالية سنة 2008، واتسع نطاق الأزمة التي انطلقت من فقاعة العقارات، لتُؤثِّرَ على استهلاك الأُسَر الذي يُشكل أكثر من 70% من الإقتصاد الأمريكي، أي أن الإستهلاك يتحكّم بمعدّل نمو الإقتصاد الأمريكي، الذي عانى، لعدة سنوات، من ارتفاع نسبة البطالة، ولا يزال يعاني من عجز الميزانية العامة، ومن العجز التجاري، وارتفاع حجم الدُّيُون، مع ارتفاع في مؤشرات الفقر، وعاد الجوع والفقر وانخفاض الإستهلاك الفردي اليومي، مع وباء "كوفيد 19"، ومع ظهور بوادر الكساد، وربما انحسار الإقتصاد، بينما صادق نواب المَجْلِسَيْن على مقترح الحكومة لدعم الأثرياء بنحو 2,2 تريليون دولارا، من المال العام، وفي الصف المقابل، في أسفل دَرَجات السُّلَّم الإجتماعي، ارتفع عدد المُعطّلين عن العمل، بنحو ثلاثة ملايين عاطل جديد، خلال الأسبوع الثالث من شهر آذار/مارس 2020، وارتفع عدد الفُقراء، ذوي الرواتب الضعيفة، الذين ليست لهم مُدّخرات، بل وجب عليهم تسديد الدّيون، وإيجار المسكن وغير ذلك، وارتفع عدد الجياع غير القادرين على الحصول على الغذاء رغم توفره، بسبب الفَقر وعدم توفر المال.
أثر هذا الوضع سَلْبًا في عُمّال مدينة نيويورك، ومنذ انتشار وباء "كوفيد 19"، ارتفع عدد المحتاجين للأغذية التي توزعها المنظمات الخيرية (مع بعض المُساعدات غير المنتظمة ) من حوالي 1,2 مليون مواطن من العاطلين عن العمل، أو من العاملين بدوام جزئي، وبعقود هشة ورواتب منخفضة، إلى حوالي ثلاثة ملايين من المحتاجين إلى المساعدات الغذائية، بحسب المنظمة الخيرية "سيتي هارفيست" التي نظّمت عملية توزيع أكياس صغيرة من المواد الغذائية، على مئات الأشخاص، في الشوارع، يومي السبت 28 والأحد 29 آذار/مارس 2020، وكان معظم المُستفيدين، من العُمّال والعاملات الذين فَقَدُوا وظائفَهُم في قطاع الفنادق والمطاعم والمتاجر والخدمات، والذين وقع تسريحهم، ومعظمهم أرباب أسَر ولديهم أطفال قاصرين، ويلاقون صعوبات لمجابهة مصاريف الحياة اليومية.
يُقدّرُ عدد الفُقراء الأمريكيين الذين يعيشون تحت خط الفقر، بنهاية سنة 2019، بنحو 43 مليون مواطن أمريكي، بحسب تحقيق نشرته شبكة الإعلام الألمانية "دويتشه فيلله" على موقعها في العاشر من كانون الثاني/يناير 2020، أو ضعف ما كان عليه الوضع قبل خمسين سنة، في أقوى دولة في العالم، حيث يصبح الآلاف مُشرّدين، في الشوارع، ويفقدون مكانتهم الإجتماعية، وعلاقاتهم، ويصبحون مُهَمَّشِين، بمجرد الإصابة بمرض أو فِقْدان العمل...
في منطقة المناجم الفقيرة في جبال "أبالاش" ارتفع عدد حاملي البطاقات التموينية للتسوق، وارتفع عدد العاملين مِمَّن خسروا بيوتهم، ليعيشوا في سياراتهم، ما دفع منظمات إغاثة الفُقراء في "لوس أنجلس" إلى بناء أكواخ خشبية صغيرة لتأمين مأوى لهم، ولأبنائهم، حيث ارتفع عدد الأطفال المشردين إلى حوالي 1,5 مليون طفل، أو ما يُعادل ثلاثة أضعاف عدد الأطفال المُشرّدين، خلال الأزمة الاقتصادية الكُبرى (1929 – 1933)، والتي تعرف باسم "الكساد العظيم".
(3)
مُسلسل "كوفيد 19" – "تأثيرات جانبية"
من مظاهر الفقر في الولايات المتحدة الأمريكية، قاطرة الإمبريالية
قدّرت قيمة العشرين (يوم 26 آذار/مارس 2020) عدد المصابين بوباء "كوفيد 19"، حوالي نصف مليون شخص، في العالم، توفي منهم حوالي 22 ألف، خصوصًا في الصين (3300) وإسبانيا (3500) وإيطاليا (ربما سبعة آلاف) وتعافي منهم حوالي 120 ألف، وأظهرت هذه الأزمة أن الدّول غير المنخرطة تماماً في الاقتصاد الرأسمالي العالمي، أكثر قدرة على إدارة الأزمة وعلى حماية شعوبها، بل أرسلت كوبا والصين وروسيا طواقم طبّيّة ومُعدّات إلى دول أعضاء في حلف شمال الأطلسي وفي الإتحاد الأوروبي.
في الولايات المتحدة، لم يعد "دونالد ترامب" يُنْكِر انتشار وباء "كوفيد 19"، وأعلن تمديد فترة الحجر الصحي إلى نهاية شهر نيسان/ابريل 2020، بدل 12 نيسان/ابريل 2020، بعد ارتفاع عدد الإصابات بالفيروس إلى أكثر من 160 ألفاً وعدد الوفيات الى قرابة ثلاثة آلاف، قبل نهاية شهر آذار/مارس 2020، بحسب بيانات المعهد الوطني للصحة، الذي يتوقع احتمال إصابة ثلاثة ملايين شخص، ووفاة ما بين مائة ألف ومائتي ألف شخص، في الولايات المتحدة إذا لم تقع مكافحة الوباء بحزم، حتى نهاية شهر أيار/مايو 2020، على الأقل...
شهدت الولايات المتحدة، ومن ثمّ العالم، أزمة مالية سنة 2008، واتسع نطاق الأزمة التي انطلقت من فقاعة العقارات، لتُؤثِّرَ على استهلاك الأُسَر الذي يُشكل أكثر من 70% من الإقتصاد الأمريكي، أي أن الإستهلاك يتحكّم بمعدّل نمو الإقتصاد الأمريكي، الذي عانى، لعدة سنوات، من ارتفاع نسبة البطالة، ولا يزال يعاني من عجز الميزانية العامة، ومن العجز التجاري، وارتفاع حجم الدُّيُون، مع ارتفاع في مؤشرات الفقر، وعاد الجوع والفقر وانخفاض الإستهلاك الفردي اليومي، مع وباء "كوفيد 19"، ومع ظهور بوادر الكساد، وربما انحسار الإقتصاد، بينما صادق نواب المَجْلِسَيْن على مقترح الحكومة لدعم الأثرياء بنحو 2,2 تريليون دولارا، من المال العام، وفي الصف المقابل، في أسفل دَرَجات السُّلَّم الإجتماعي، ارتفع عدد المُعطّلين عن العمل، بنحو ثلاثة ملايين عاطل جديد، خلال الأسبوع الثالث من شهر آذار/مارس 2020، وارتفع عدد الفُقراء، ذوي الرواتب الضعيفة، الذين ليست لهم مُدّخرات، بل وجب عليهم تسديد الدّيون، وإيجار المسكن وغير ذلك، وارتفع عدد الجياع غير القادرين على الحصول على الغذاء رغم توفره، بسبب الفَقر وعدم توفر المال.
أثر هذا الوضع سَلْبًا في عُمّال مدينة نيويورك، ومنذ انتشار وباء "كوفيد 19"، ارتفع عدد المحتاجين للأغذية التي توزعها المنظمات الخيرية (مع بعض المُساعدات غير المنتظمة ) من حوالي 1,2 مليون مواطن من العاطلين عن العمل، أو من العاملين بدوام جزئي، وبعقود هشة ورواتب منخفضة، إلى حوالي ثلاثة ملايين من المحتاجين إلى المساعدات الغذائية، بحسب المنظمة الخيرية "سيتي هارفيست" التي نظّمت عملية توزيع أكياس صغيرة من المواد الغذائية، على مئات الأشخاص، في الشوارع، يومي السبت 28 والأحد 29 آذار/مارس 2020، وكان معظم المُستفيدين، من العُمّال والعاملات الذين فَقَدُوا وظائفَهُم في قطاع الفنادق والمطاعم والمتاجر والخدمات، والذين وقع تسريحهم، ومعظمهم أرباب أسَر ولديهم أطفال قاصرين، ويلاقون صعوبات لمجابهة مصاريف الحياة اليومية.
يُقدّرُ عدد الفُقراء الأمريكيين الذين يعيشون تحت خط الفقر، بنهاية سنة 2019، بنحو 43 مليون مواطن أمريكي، بحسب تحقيق نشرته شبكة الإعلام الألمانية "دويتشه فيلله" على موقعها في العاشر من كانون الثاني/يناير 2020، أو ضعف ما كان عليه الوضع قبل خمسين سنة، في أقوى دولة في العالم، حيث يصبح الآلاف مُشرّدين، في الشوارع، ويفقدون مكانتهم الإجتماعية، وعلاقاتهم، ويصبحون مُهَمَّشِين، بمجرد الإصابة بمرض أو فِقْدان العمل...
في منطقة المناجم الفقيرة في جبال "أبالاش" ارتفع عدد حاملي البطاقات التموينية للتسوق، وارتفع عدد العاملين مِمَّن خسروا بيوتهم، ليعيشوا في سياراتهم، ما دفع منظمات إغاثة الفُقراء في "لوس أنجلس" إلى بناء أكواخ خشبية صغيرة لتأمين مأوى لهم، ولأبنائهم، حيث ارتفع عدد الأطفال المشردين إلى حوالي 1,5 مليون طفل، أو ما يُعادل ثلاثة أضعاف عدد الأطفال المُشرّدين، خلال الأزمة الاقتصادية الكُبرى (1929 – 1933)، والتي تعرف باسم "الكساد العظيم".