وفقاً لميدل إيست آي: في خضم وباء فيروس كورونا، أمضت العاصمة الليبية ومعظم غرب ليبيا 20 يوماً على الأقل دون ماء. كان هذا بالإضافة إلى العيش في ظل القتال المكثف حول طرابلس الذي خفت فقط بعد الهزيمة المهينة للجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر. حيث فقدت قواته جميع المدن الرئيسية، غرب العاصمة، والتي كانت تحتفظ بها لمدة عام تقريباً.
طرابلس، مثل معظم ليبيا، تحصل على إمدادات المياه من نهر اصطناعي ينقل المياه العذبة من الصحراء ذات الكثافة السكانية المنخفضة جنوباً إلى الشمال حيث يعيش ثلثا الليبيين. يُدعى النهر الصناعي العظيم، وهو واحد من إرث الزعيم الليبي معمر القذافي، ويوفر الماء للشرب واستخدامات أخرى وقد تم تسليح مياهه في الصراع كما لم يحدث من قبل. وقد تواجه الدولة بأكملها قريباً نقصاً حاداً في المياه إذا لم يتم اتخاذ أي إجراء وبسرعة.
وقد حدث آخر قطع في إمدادات المياه في 6 نيسان/أبريل، وظهر الرجل الذي فعل ذلك، دون خجل، على شاشة التلفاز موضحا دوافعه وراء حرمان أكثر من مليوني شخص من المياه,حيث ادعى حسن القذافي، عمدة الشويرف المعين من قبل حفتر عميل امريكا - شرق طرابلس - أن شقيقه فقد بالقرب من طرابلس، حيث تسيطر حكومة الوفاق الوطني. وأخبر الليبيين المذهولين أنه ما لم يُطلق سراح أخيه، فلن يعيد فتح أنابيب المياه.
الحرب في ليبيا هي نتيجة للتأثير الخارجي ليس فقط من دول المنطقة ولكن من المستعمرين الغربيين أيضا. لطالما سيطرت القوى الأوروبية على أفريقيا، وهي القارة التي تشارك فيها أمريكا بنفوذ أقل. دول الغرب في منافسة مريرة بينها، ويتسابق كل منها على الغنائم، على الرغم من أنهم جميعهم يتشاركون حضارة علمانية ليبرالية واحدة. كان سقوط القذافي فرصة عظيمة لأمريكا لدخول ليبيا، والتي كانت تحاول القيام بها من خلال دعم الجنرال حفتر في الشرق. في غضون ذلك، تظل الهيئة الحاكمة في العاصمة طرابلس في الغرب خاضعة للسيطرة الأوروبية.