خطوط عريضة للراسمالية
1= تعود جذور وتاريخ النظام الرأسمالي إلى الحروب، والاستعمار وتراكم الأموال والثروات والرغبة الجامعة من بعض الأشخاص بالربح، فمع أولى الحروب الصليبية، أو لنقل الحملة الصليبية الأولى، استيقظت أوروبا المفككة والتي عاشت تاريخًا من التخلف والظلام على ثروات المشرق، فتتابعت حملات حكام أوروبّا على المشرق، مستغلين في حملاتهم الفلاحين الفقراء الراغبين بالتحرّر من لهيب الإقطاع والفقر الشديد، وبالتالي جلبت الحروب الصليبية لأوروبا مزايا وثروات من المشرق، ساعدت على إحداث انقلابات جذرية، وهيأت لأسباب ظهور الثورة الصناعية في بيئة مناسبة لها.[٢]
2= الأسباب المباشرة لظهور الرأسمالية يمكن إيجاز الأسباب الرئيسة التي دفعت إلى نشوء الرأسمالية، كما مرّ الحديث عنها في تاريخ النظام الرأسمالي، بأنها: أولا: معاناة أوروبا في العصور الوسطى من النظام الطبقي الذي كان يفرز الناس وينظر إليهم على أنهم أغنياء وفقراء، وبالتالي سادة وعبيد، ولأن الناس عانوا من هذا الظلم، قامت مجموعة من حركات التمرد الطامعة في إزالة النظام الطبقي. أما السبب الثاني: فيعود إلى وجود مفكرين وفلاسفة للرأسمالية، قاموا بحث الناس، وتحفيز أذهانهم للمطالبة بحرياتهم، وأهمها حرية الملكية الفردية في التملك، ومن هنا تدرجت الأنظمة من النظام الإقطاعي والرقيق إلى النظام الرأسمالي، وثالثًا: كانت الثورة الصناعية المحرّك الأساس في تطور النظام الرأسمالي، إذ عملت على إثراء الطبقة البرجوازية وإغنائها وتمركز رؤوس الأموال فيها، وبالتالي إلى تدعيم أسلوب الإنتاج الرأسمالي.[٣]
3= عيوب الرأسمالية عرفت الرأسمالية
عبر تاريخ النظام الرأسمالي بوصفها نظامًا يقف على قدم المساواة مع الشيوعية ومجموعة من النظم البشرية التي كما وصفها البعض "خارجة عن منهج الله الذي ارتضاه لعباده ولخلقه من بني الإنسان"، مجموعة من العيوب، ومن عيوبها:[٥] الاستعمار: فبدافع البحث عن الأسواق الخارجية لترويج بضائعها، وعن المواد الأولية، قامت الدول الرأسمالية باستعمار الشعوب والأمم استعمارًا اقتصاديّا أولًا وتبعه استعمار سياسي وفكريًّ وثقافي ثانيًا، إضافة إلى استعباد الشعوب وتسخير الأيدي العاملة فيها لمصلحتها. المزاحمة والمنافسة: فالرأسمالية تجعل من الحياة ساحة لسباق مسعور، يتنافس فيه الجميع في للحصول على النصر، والغلبة للأقوى، مما يعني إفلاس كثير من المصانع والشركات بين عشية وضحاها. إبتزاز الأيدي العاملة: فهي تجعل من الأيدي العاملة سلعة خاضعة لمفهومي العرض والطلب، وتجعل العامل عرضة للاستبدال بمن يأخذ أجرًا أقل ويقدم عملًا أكثر وخدمة أفضل. الحياة المحمومة: فالصراع في الرأسمالية بين طبقتين إحداهما مهتمة بجمع المال أيًّا كانت الطريقة، وأخرى مسحوقة تبحث عن المقومات الأساسية لحياتها، دون أن تحصل على شيء من التراحم والتعاطف في حياتها. الاحتكار: فالرأسمالي يقوم باحتكار البضائع وتخزينها إلى أن تفقد في الأسواق، فينزل بها ليبيعها بسعر مضاعف يبتز المستهلكين الضعفاء به. الأنانية: فنسبة قليلة من الأفراد يتحكمون بالأسواق تحقيقًا لمصالحهم الذاتية، دون أن يقدروا حاجات المجتمع أو المصلحة العامة. الحروب والتدمير: وتلك نتيجة طبيعية للاستعمار الذي أنزل دمّر أمم الأرض، وعاملها بوحشية، وسلب خيراتها.. الديمقراطية في السياسة: والمقصود بها الديمقراطية لصالح أصحاب الفئة العليا وفئة محددة من الرأسماليين، بعيدا عن العدل والحق. التطرّف في الملكية الفردية: فقد ضخّمت الرأسمالية من شأنها، كما تطرفت الشيوعية في إلغاء الملكية، وضخمّت في تطرفها. الربوية: فالرأسمالية تقوم على الربا الذي هو جوهر المشاكل التي يعاني منها العالم. المادية: فالرأسمالية تشيء الإنسان، فهو شيء مادي، بعيداً عن ميوله الروحية والأخلاقية، وهي تفصل بين الاقتصاد والأخلاق. حرق البضائع الفائضة: فهي تحرقها أو تلقيها في البحر خوفا من انخفاض الأسعار مع كثرة العرض، في الوقت الذي تعاني فيه بعض الشعوب من المجاعات. الاهتمام بالكماليات: وإقامة الدعايات الضخمة لها، بغض النظر عن الحاجات الأساسية للمجتمع، فهم يهتمون بالربح والمكسب أكثر من غيره.
4 = بداية الطمع الراسمالي
بينما كانت أوروبا تغوص في بحور الظلام في العصور الوسطى، كان العالم الإسلامي في أوج عظمته وقمة تفوقه التجاري والعلمي والصناعي، تفنن المسلمون في صناعة السفن، وركبوا أعالى البحار ليسيطروا على الطرق التجارية ويكونوا الوسيط التجاري بين بلاد الشرق الأقصى كالهند وبين العالم الأوروبي متمثلا بالأساس في بعض المدن الإيطالية مثل جنوة والبندقية، وهو ما أدر على التجار المسلمين أرباحا طائلة كانت تصل في بعض الأحيان إلى 300%.(1)
خلال تلك الفترة مال الميزان التجاري لصالح العالم الإسلامي، حيث لم تكن أوروبا تنتج من السلع ما تقايض به سلع التجار المسلمين الفاخرة، ومن ثم كان يتوجب عليها أن تدفع مقابل وارداتها ذهبا، وهو ما أدى إلى تسرب المعدن النفيس خارج أوروبا. الأمر الذي أشعل على الفور حركة الكشوف الجغرافية من قبل إسبانيا والبرتغال بهدف رئيسي، وهو محاولة البحث عن الذهب في العالم الجديد لتعويض ما تسرب من ذهب للعالم الإسلامي.
وبدأت مرحلة جديدة في التاريخ الأوروبي، مرحلة شعارها النهب، ووقودها الدماء التي سالت أنهارا لإشباع جشع الرجل الأبيض ورغبته في امتلاك الذهب الذي اعتقد أنه شيء ساحر، ومن يمتلكه فقد امتلك كل شيء، بل يستطيع المرء بالذهب إدخال الأرواح الجنة على حد قول «كريستوفر كولومبوس».
1= تعود جذور وتاريخ النظام الرأسمالي إلى الحروب، والاستعمار وتراكم الأموال والثروات والرغبة الجامعة من بعض الأشخاص بالربح، فمع أولى الحروب الصليبية، أو لنقل الحملة الصليبية الأولى، استيقظت أوروبا المفككة والتي عاشت تاريخًا من التخلف والظلام على ثروات المشرق، فتتابعت حملات حكام أوروبّا على المشرق، مستغلين في حملاتهم الفلاحين الفقراء الراغبين بالتحرّر من لهيب الإقطاع والفقر الشديد، وبالتالي جلبت الحروب الصليبية لأوروبا مزايا وثروات من المشرق، ساعدت على إحداث انقلابات جذرية، وهيأت لأسباب ظهور الثورة الصناعية في بيئة مناسبة لها.[٢]
2= الأسباب المباشرة لظهور الرأسمالية يمكن إيجاز الأسباب الرئيسة التي دفعت إلى نشوء الرأسمالية، كما مرّ الحديث عنها في تاريخ النظام الرأسمالي، بأنها: أولا: معاناة أوروبا في العصور الوسطى من النظام الطبقي الذي كان يفرز الناس وينظر إليهم على أنهم أغنياء وفقراء، وبالتالي سادة وعبيد، ولأن الناس عانوا من هذا الظلم، قامت مجموعة من حركات التمرد الطامعة في إزالة النظام الطبقي. أما السبب الثاني: فيعود إلى وجود مفكرين وفلاسفة للرأسمالية، قاموا بحث الناس، وتحفيز أذهانهم للمطالبة بحرياتهم، وأهمها حرية الملكية الفردية في التملك، ومن هنا تدرجت الأنظمة من النظام الإقطاعي والرقيق إلى النظام الرأسمالي، وثالثًا: كانت الثورة الصناعية المحرّك الأساس في تطور النظام الرأسمالي، إذ عملت على إثراء الطبقة البرجوازية وإغنائها وتمركز رؤوس الأموال فيها، وبالتالي إلى تدعيم أسلوب الإنتاج الرأسمالي.[٣]
3= عيوب الرأسمالية عرفت الرأسمالية
عبر تاريخ النظام الرأسمالي بوصفها نظامًا يقف على قدم المساواة مع الشيوعية ومجموعة من النظم البشرية التي كما وصفها البعض "خارجة عن منهج الله الذي ارتضاه لعباده ولخلقه من بني الإنسان"، مجموعة من العيوب، ومن عيوبها:[٥] الاستعمار: فبدافع البحث عن الأسواق الخارجية لترويج بضائعها، وعن المواد الأولية، قامت الدول الرأسمالية باستعمار الشعوب والأمم استعمارًا اقتصاديّا أولًا وتبعه استعمار سياسي وفكريًّ وثقافي ثانيًا، إضافة إلى استعباد الشعوب وتسخير الأيدي العاملة فيها لمصلحتها. المزاحمة والمنافسة: فالرأسمالية تجعل من الحياة ساحة لسباق مسعور، يتنافس فيه الجميع في للحصول على النصر، والغلبة للأقوى، مما يعني إفلاس كثير من المصانع والشركات بين عشية وضحاها. إبتزاز الأيدي العاملة: فهي تجعل من الأيدي العاملة سلعة خاضعة لمفهومي العرض والطلب، وتجعل العامل عرضة للاستبدال بمن يأخذ أجرًا أقل ويقدم عملًا أكثر وخدمة أفضل. الحياة المحمومة: فالصراع في الرأسمالية بين طبقتين إحداهما مهتمة بجمع المال أيًّا كانت الطريقة، وأخرى مسحوقة تبحث عن المقومات الأساسية لحياتها، دون أن تحصل على شيء من التراحم والتعاطف في حياتها. الاحتكار: فالرأسمالي يقوم باحتكار البضائع وتخزينها إلى أن تفقد في الأسواق، فينزل بها ليبيعها بسعر مضاعف يبتز المستهلكين الضعفاء به. الأنانية: فنسبة قليلة من الأفراد يتحكمون بالأسواق تحقيقًا لمصالحهم الذاتية، دون أن يقدروا حاجات المجتمع أو المصلحة العامة. الحروب والتدمير: وتلك نتيجة طبيعية للاستعمار الذي أنزل دمّر أمم الأرض، وعاملها بوحشية، وسلب خيراتها.. الديمقراطية في السياسة: والمقصود بها الديمقراطية لصالح أصحاب الفئة العليا وفئة محددة من الرأسماليين، بعيدا عن العدل والحق. التطرّف في الملكية الفردية: فقد ضخّمت الرأسمالية من شأنها، كما تطرفت الشيوعية في إلغاء الملكية، وضخمّت في تطرفها. الربوية: فالرأسمالية تقوم على الربا الذي هو جوهر المشاكل التي يعاني منها العالم. المادية: فالرأسمالية تشيء الإنسان، فهو شيء مادي، بعيداً عن ميوله الروحية والأخلاقية، وهي تفصل بين الاقتصاد والأخلاق. حرق البضائع الفائضة: فهي تحرقها أو تلقيها في البحر خوفا من انخفاض الأسعار مع كثرة العرض، في الوقت الذي تعاني فيه بعض الشعوب من المجاعات. الاهتمام بالكماليات: وإقامة الدعايات الضخمة لها، بغض النظر عن الحاجات الأساسية للمجتمع، فهم يهتمون بالربح والمكسب أكثر من غيره.
4 = بداية الطمع الراسمالي
بينما كانت أوروبا تغوص في بحور الظلام في العصور الوسطى، كان العالم الإسلامي في أوج عظمته وقمة تفوقه التجاري والعلمي والصناعي، تفنن المسلمون في صناعة السفن، وركبوا أعالى البحار ليسيطروا على الطرق التجارية ويكونوا الوسيط التجاري بين بلاد الشرق الأقصى كالهند وبين العالم الأوروبي متمثلا بالأساس في بعض المدن الإيطالية مثل جنوة والبندقية، وهو ما أدر على التجار المسلمين أرباحا طائلة كانت تصل في بعض الأحيان إلى 300%.(1)
خلال تلك الفترة مال الميزان التجاري لصالح العالم الإسلامي، حيث لم تكن أوروبا تنتج من السلع ما تقايض به سلع التجار المسلمين الفاخرة، ومن ثم كان يتوجب عليها أن تدفع مقابل وارداتها ذهبا، وهو ما أدى إلى تسرب المعدن النفيس خارج أوروبا. الأمر الذي أشعل على الفور حركة الكشوف الجغرافية من قبل إسبانيا والبرتغال بهدف رئيسي، وهو محاولة البحث عن الذهب في العالم الجديد لتعويض ما تسرب من ذهب للعالم الإسلامي.
وبدأت مرحلة جديدة في التاريخ الأوروبي، مرحلة شعارها النهب، ووقودها الدماء التي سالت أنهارا لإشباع جشع الرجل الأبيض ورغبته في امتلاك الذهب الذي اعتقد أنه شيء ساحر، ومن يمتلكه فقد امتلك كل شيء، بل يستطيع المرء بالذهب إدخال الأرواح الجنة على حد قول «كريستوفر كولومبوس».