الامن والامان والايمان
لقد جعل الله تعالى الأمن مقرونًا بالإيمان، فقال سبحانه وتعالى :{ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ }
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ألا أخبركم بالمؤمن؟ من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم، والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله، والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب)) اخرجه الامام احمد.
والامن ضد الخوف وهو طمانينة القلب على الحياة الكريمة للنفس والمال والممتلكات والذرية والعرض والولد. حيث لا يزدهر مجتمع ولا ترتقي امة لا يامن افرادها على انفسهم وذرياتهم واعراضهم وممتلكاتهم...
وقد عرفه عبد القاهر الجرجاني بأنه عدم توقع مكروه في الزمان الآتي.
ويقول الراغب الاصفهاني في مفرداته: (أصل الأَمْن طمأنينة النفس وزوال الخوف، والأَمْنُ والأَمَانَةُ والأَمَانُ في الأصل مصادر، ويجعل الأمان تارة اسمًا للحالة التي يكون عليها الإنسان في الأمن، وتارة اسمًا لما يؤمن عليه الإنسان… و”آمَنَ” إنما يقال على وجهين: أحدهما متعدٍ بنفسه، يقال: آمنته أي جعلت له الأمن، ومنه قيل لله: مؤمن؛ والثاني غير متعدٍّ، ومعناه صار ذا أمن. والإيمان هو التصديق الذي معه أمن، وليس من شأن القلب -ما لم يكن مطبوعًا عليه- أن يطمئن إلى الباطل).
وجاء في الموسوعة الفقهية الكويتية: “أن الأمن عند فقهاء المسلمين ما به يطمئن الناس على دينهم وأنفسهم وأموالهم وأعراضهم، ويتجه تفكيرهم إلى ما يرفع شأن مجتمعهم وينهض بأمتهم”.
ان الامن لا تحققه مجرد القوة ولا تفرضه القبضات الحديدية، ان لم يكن مفاهيم ايمانية متاصلة في النفس، تفرضه قوة العقيدة والايمان، وتنطبع به اعراف الامة وتقاليد المجتمع. وقد ورد في القرآن الكريم لفظ : "الأمن" في موضعين متتاليين، فقال تعالى : {فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون . الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولـئك لهم الأمن وهم مهتدون} [سورة الأنعام:81: 82]. فبين تعالى ان الفريق المستحق للامن هو الفريق المؤمن الذي لم يلبس ايمانه بظلم ، واتخذ من منهج الهداية سبيلا يسلكه في حياته. وان الفريق الذي لم يؤمن او الذي لبس ايمانه بظلم لا يستحق الامن ولا الطمانينة ولا السكينة ، لان مفاهيمه وقيمه جعلته خائفا يترقب يحسب كل صيحة عليه.
وفي موضع اخر من القران الكريم يقرر لنا ربنا عز وجل ان نعمة الامن لا تتحقق للبشرية الا بالايمان واتباع مفاهيمه واحكامه وشرائعه واقامتها في الارض، وان الامن الطارد للخوف من نفوس البشر لا يتحقق حقا الا بتمكين دين الله وشرائعه في الارض ، فقال الله تعالى: {وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [النور:55].
وقد روى الإمام الترمذي في سننه من حديث عبيدالله بن محصن الخطمي: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " «من أصبح منكم آمنًا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا» "
ولما كان الخوف والروع، نقيض الأمن الذي يطلبه المسلم في دنياه وآخرته جاءت الاحاديث بالتعاليم النبوية التي تمنعه، فقد نهى الرسول صلوات الله عليه وسلامه، عن أن يروع المسلم أخاه المسلم، فقال: “لا يحل لمسلم أن يروع مسلما رواه الإمام أحمد” وأبو داود.
كما نهى عن أن يشهر السلاح عليه، حتى ولو كان ذلك مزاحاً، فقال: “لا يشير أحدكم إلى أخيه بالسلاح، فإنه لا يدري أحدكم لعل الشيطان ينزع في يده فيقع في حفرة من النار” متفق عليه.
ونهى عن أن يخفي الإنسان مالاً لأخيه، ولو لم يكن بقصد الاستيلاء عليه، ولكن أراد بذلك أن يفزعه عليه، فقال: “لا يأخذن أحدكم متاع أخيه لاعباً ولا جاداً” رواه الإمام أحمد، وأبو داود.
وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ربه أن يؤمِّن روعاته، حيث كان يقول: “اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي” رواه الإمام أحمد، وأبو داود، وابن ماجه، وصححه الحاكم. ونسال الله ان ينعم على امتنا بنعمة الامن والامان وان يستر عوراتنا ويآمن روعاتنا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لقد جعل الله تعالى الأمن مقرونًا بالإيمان، فقال سبحانه وتعالى :{ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ }
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ألا أخبركم بالمؤمن؟ من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم، والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله، والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب)) اخرجه الامام احمد.
والامن ضد الخوف وهو طمانينة القلب على الحياة الكريمة للنفس والمال والممتلكات والذرية والعرض والولد. حيث لا يزدهر مجتمع ولا ترتقي امة لا يامن افرادها على انفسهم وذرياتهم واعراضهم وممتلكاتهم...
وقد عرفه عبد القاهر الجرجاني بأنه عدم توقع مكروه في الزمان الآتي.
ويقول الراغب الاصفهاني في مفرداته: (أصل الأَمْن طمأنينة النفس وزوال الخوف، والأَمْنُ والأَمَانَةُ والأَمَانُ في الأصل مصادر، ويجعل الأمان تارة اسمًا للحالة التي يكون عليها الإنسان في الأمن، وتارة اسمًا لما يؤمن عليه الإنسان… و”آمَنَ” إنما يقال على وجهين: أحدهما متعدٍ بنفسه، يقال: آمنته أي جعلت له الأمن، ومنه قيل لله: مؤمن؛ والثاني غير متعدٍّ، ومعناه صار ذا أمن. والإيمان هو التصديق الذي معه أمن، وليس من شأن القلب -ما لم يكن مطبوعًا عليه- أن يطمئن إلى الباطل).
وجاء في الموسوعة الفقهية الكويتية: “أن الأمن عند فقهاء المسلمين ما به يطمئن الناس على دينهم وأنفسهم وأموالهم وأعراضهم، ويتجه تفكيرهم إلى ما يرفع شأن مجتمعهم وينهض بأمتهم”.
ان الامن لا تحققه مجرد القوة ولا تفرضه القبضات الحديدية، ان لم يكن مفاهيم ايمانية متاصلة في النفس، تفرضه قوة العقيدة والايمان، وتنطبع به اعراف الامة وتقاليد المجتمع. وقد ورد في القرآن الكريم لفظ : "الأمن" في موضعين متتاليين، فقال تعالى : {فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون . الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولـئك لهم الأمن وهم مهتدون} [سورة الأنعام:81: 82]. فبين تعالى ان الفريق المستحق للامن هو الفريق المؤمن الذي لم يلبس ايمانه بظلم ، واتخذ من منهج الهداية سبيلا يسلكه في حياته. وان الفريق الذي لم يؤمن او الذي لبس ايمانه بظلم لا يستحق الامن ولا الطمانينة ولا السكينة ، لان مفاهيمه وقيمه جعلته خائفا يترقب يحسب كل صيحة عليه.
وفي موضع اخر من القران الكريم يقرر لنا ربنا عز وجل ان نعمة الامن لا تتحقق للبشرية الا بالايمان واتباع مفاهيمه واحكامه وشرائعه واقامتها في الارض، وان الامن الطارد للخوف من نفوس البشر لا يتحقق حقا الا بتمكين دين الله وشرائعه في الارض ، فقال الله تعالى: {وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [النور:55].
وقد روى الإمام الترمذي في سننه من حديث عبيدالله بن محصن الخطمي: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " «من أصبح منكم آمنًا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا» "
ولما كان الخوف والروع، نقيض الأمن الذي يطلبه المسلم في دنياه وآخرته جاءت الاحاديث بالتعاليم النبوية التي تمنعه، فقد نهى الرسول صلوات الله عليه وسلامه، عن أن يروع المسلم أخاه المسلم، فقال: “لا يحل لمسلم أن يروع مسلما رواه الإمام أحمد” وأبو داود.
كما نهى عن أن يشهر السلاح عليه، حتى ولو كان ذلك مزاحاً، فقال: “لا يشير أحدكم إلى أخيه بالسلاح، فإنه لا يدري أحدكم لعل الشيطان ينزع في يده فيقع في حفرة من النار” متفق عليه.
ونهى عن أن يخفي الإنسان مالاً لأخيه، ولو لم يكن بقصد الاستيلاء عليه، ولكن أراد بذلك أن يفزعه عليه، فقال: “لا يأخذن أحدكم متاع أخيه لاعباً ولا جاداً” رواه الإمام أحمد، وأبو داود.
وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ربه أن يؤمِّن روعاته، حيث كان يقول: “اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي” رواه الإمام أحمد، وأبو داود، وابن ماجه، وصححه الحاكم. ونسال الله ان ينعم على امتنا بنعمة الامن والامان وان يستر عوراتنا ويآمن روعاتنا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.