Hitskin.com
اليوم في 11:39 am من طرف 
الهوى مركز الفتن وسبيل الضلال
أن كل ما حدث من ظلم ومظالم ، واجرام وجرائم، عبر مسيرة حياة البشرية خلال دهور الزمن، وما مرت على البشرية من ويلات ودمار كانت من جراء إتباع الهوى. فما قتل ابن آدم أخاه إلا لهوى في نفسه. وما حورب الأنبياء من طغاة عصورهم إلا استجابة للأهواء المسيطرة على نفوسهم. وما أوذي رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) إلا لأهواء اهل الجاهلية، ولانه جاءهم بما يخالف اهوائهم.
يقول الله تعالى: ((أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ)) (البقرة:87).ويقول تعالى: ((كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقاً كَذَّبُوا وَفَرِيقاً يَقْتُلُونَ)) (المائدة:70) وذلك لأنهم يريدون أن يطوِّعوا الدعاة إلى الله وفق أهواءهم ومشتهيات انفسهم، يقول سيد قطب رحمه الله في كتابه الظلال:-(ومحاولة إخضاع الهداة والشرائع للهوى الطارئ، والنزوة المنقلبة ظاهرة تبدوا كلما فسدت الفطرة، وانطمست فيها عدالة المنطق الإنساني، ذاته المنطق الذي يقتضي أن ترجع الشريعة إلى مصدر ثابت - غير المصدر الإنساني المتقلب - مصدر لا يميل مع الهوى، ولا تغلبه النزوة. وأن يرجع الناس إلى ذلك الميزان الثابت الذي لا يتأرجح مع الرضا والغضب، والصحة والمرض، والنزوة والهوى، لا أن يخضعوا الميزان ذاته للنزوة والهوى).
ان اتباع الهوى والميول النفسية يمنع الإنسان عن السمو والارتقاء عن حضيض التراب إلى نور السماء ، يقول تعالى في وصف من اتبع هواه ((وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175)وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ (176)الاعراف)) فالذي منع هذا الانسان الذي آتاه الله آياته عن الارتفاع والسمو هو اتباع الهوى، إذن إتباع الهوى يمنع الإنسان عن السمو الروحي، والفكري، والنفسي، فالإنسان لا يمكن أن تسمو روحه ، وتتوسع آفاقه الفكرية والنفسية ما لم يتحرر من قيود الهوى ، وثقل المادة ، وأوحال الطين، فالدنيا وسيلة لا غاية، فإذا تحولت إلى غاية عنده فلا يستطيع أن يبصر ما وراءها، وتكون هي مراده وموضع ابصاره، فيعيش فيها اعمى البصيرة.
ان صاحب العقل والفطنة ومن انار الله تعالى بصيرته، لن يطع من اتبع هواه لان امره فرطا ولا حكمة فيه، بل فيه التقصير والضياع ثم الدمار والهلاك للبلاد والعباد ، قال الله تعالى ((وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً)) (الكهف:28) .
فاحذر ايها المؤمن والمسلم الحق، فان اتباع الهوى يؤدي إلى البعد عن الله، والتعرض لنقمته وعقوبته، واسمع قوله تعالى: ((وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا وَاقٍ)) (الرعد:37) فمن يملك الحول والقوة ليقيك من الله؟! ويقول تعالى: ((وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ)) (البقرة:120) نعم انه يفقدك نصرة الله وولايته وعنايته جل وعلا، بل وانه يورث الضلال ويقود اليه لانه سبيله، ويحذرك ربك تعالى فيقول سبحانه :- ((فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ)) (ص:26) ويقول تعالى: ((وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ)) (القصص:50). فهواك يجب ان يكيفه الكتاب والسنة ، والا فلا تطع الهوى ،ذلك ان اتباع الهوى انما هو خروج عن منظومة استقامة الكون والوجود على ما اراده الله تعالى ، إن إتباع الهوى يؤدي إلى فساد كوني شامل، وانظر قوله تعالى: ((وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ)) (المؤمنون:71)
فلو اتبع الحق أهواء الناس المختلفة والمتباينة والمتضاربة لأدى ذلك إلى فساد كوني شامل يخرب الأرض والسماء، نعم لو اتبع الحق أهواءهم فقضى لهم من الشرع ما يوافق ويلبي أهواءهم، لم يكن ذلك إلا بتغيير أجزاء الكون عما هي عليه , وتبدل العلل والأسباب بغيرها , وتغيير الروابط المنتظمة إلى روابط جزافية مختلة متدافعة، توافق مقتضياتها مجازفات أهواءهم، وفي ذلك فساد الأرض ومن فيهن، وفساد التدبير الجاري فيها؛ لأن كينونتها وتدبيرها مختلطان غير متمايزين ولا متخالفين ، والخلق والأمر متصلان غير منفصلين ولا منقطعين .
وهذا هو الذي يشير إليه قوله: ((وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِن)) (المؤمنون: 71)).
والاصل في هوى النفس لدى المؤمن ان يتغير ويتكيف حسب اوامر الله ونواهيه تعالى ويرضى ويسلم بامر الله ويستسلم وينقاد اليه برضى وطمانينة، فقد قال تعالى :- {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}65 النساء. وقد قال رسول الله سلام الله عليه:- (لا يؤمن أحدكم، حتى يكون هواه تبعا لما جئت به) حسنه وصححه النووي في الاربعين النووية.
اللهم نعوذ بك من هوى يخالف كتابك وسنة نبيك ونسالك الرضى والتسليم واتباع امرك ونهجك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أن كل ما حدث من ظلم ومظالم ، واجرام وجرائم، عبر مسيرة حياة البشرية خلال دهور الزمن، وما مرت على البشرية من ويلات ودمار كانت من جراء إتباع الهوى. فما قتل ابن آدم أخاه إلا لهوى في نفسه. وما حورب الأنبياء من طغاة عصورهم إلا استجابة للأهواء المسيطرة على نفوسهم. وما أوذي رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) إلا لأهواء اهل الجاهلية، ولانه جاءهم بما يخالف اهوائهم.
يقول الله تعالى: ((أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ)) (البقرة:87).ويقول تعالى: ((كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقاً كَذَّبُوا وَفَرِيقاً يَقْتُلُونَ)) (المائدة:70) وذلك لأنهم يريدون أن يطوِّعوا الدعاة إلى الله وفق أهواءهم ومشتهيات انفسهم، يقول سيد قطب رحمه الله في كتابه الظلال:-(ومحاولة إخضاع الهداة والشرائع للهوى الطارئ، والنزوة المنقلبة ظاهرة تبدوا كلما فسدت الفطرة، وانطمست فيها عدالة المنطق الإنساني، ذاته المنطق الذي يقتضي أن ترجع الشريعة إلى مصدر ثابت - غير المصدر الإنساني المتقلب - مصدر لا يميل مع الهوى، ولا تغلبه النزوة. وأن يرجع الناس إلى ذلك الميزان الثابت الذي لا يتأرجح مع الرضا والغضب، والصحة والمرض، والنزوة والهوى، لا أن يخضعوا الميزان ذاته للنزوة والهوى).
ان اتباع الهوى والميول النفسية يمنع الإنسان عن السمو والارتقاء عن حضيض التراب إلى نور السماء ، يقول تعالى في وصف من اتبع هواه ((وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175)وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ (176)الاعراف)) فالذي منع هذا الانسان الذي آتاه الله آياته عن الارتفاع والسمو هو اتباع الهوى، إذن إتباع الهوى يمنع الإنسان عن السمو الروحي، والفكري، والنفسي، فالإنسان لا يمكن أن تسمو روحه ، وتتوسع آفاقه الفكرية والنفسية ما لم يتحرر من قيود الهوى ، وثقل المادة ، وأوحال الطين، فالدنيا وسيلة لا غاية، فإذا تحولت إلى غاية عنده فلا يستطيع أن يبصر ما وراءها، وتكون هي مراده وموضع ابصاره، فيعيش فيها اعمى البصيرة.
ان صاحب العقل والفطنة ومن انار الله تعالى بصيرته، لن يطع من اتبع هواه لان امره فرطا ولا حكمة فيه، بل فيه التقصير والضياع ثم الدمار والهلاك للبلاد والعباد ، قال الله تعالى ((وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً)) (الكهف:28) .
فاحذر ايها المؤمن والمسلم الحق، فان اتباع الهوى يؤدي إلى البعد عن الله، والتعرض لنقمته وعقوبته، واسمع قوله تعالى: ((وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا وَاقٍ)) (الرعد:37) فمن يملك الحول والقوة ليقيك من الله؟! ويقول تعالى: ((وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ)) (البقرة:120) نعم انه يفقدك نصرة الله وولايته وعنايته جل وعلا، بل وانه يورث الضلال ويقود اليه لانه سبيله، ويحذرك ربك تعالى فيقول سبحانه :- ((فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ)) (ص:26) ويقول تعالى: ((وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ)) (القصص:50). فهواك يجب ان يكيفه الكتاب والسنة ، والا فلا تطع الهوى ،ذلك ان اتباع الهوى انما هو خروج عن منظومة استقامة الكون والوجود على ما اراده الله تعالى ، إن إتباع الهوى يؤدي إلى فساد كوني شامل، وانظر قوله تعالى: ((وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ)) (المؤمنون:71)
فلو اتبع الحق أهواء الناس المختلفة والمتباينة والمتضاربة لأدى ذلك إلى فساد كوني شامل يخرب الأرض والسماء، نعم لو اتبع الحق أهواءهم فقضى لهم من الشرع ما يوافق ويلبي أهواءهم، لم يكن ذلك إلا بتغيير أجزاء الكون عما هي عليه , وتبدل العلل والأسباب بغيرها , وتغيير الروابط المنتظمة إلى روابط جزافية مختلة متدافعة، توافق مقتضياتها مجازفات أهواءهم، وفي ذلك فساد الأرض ومن فيهن، وفساد التدبير الجاري فيها؛ لأن كينونتها وتدبيرها مختلطان غير متمايزين ولا متخالفين ، والخلق والأمر متصلان غير منفصلين ولا منقطعين .
وهذا هو الذي يشير إليه قوله: ((وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِن)) (المؤمنون: 71)).
والاصل في هوى النفس لدى المؤمن ان يتغير ويتكيف حسب اوامر الله ونواهيه تعالى ويرضى ويسلم بامر الله ويستسلم وينقاد اليه برضى وطمانينة، فقد قال تعالى :- {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}65 النساء. وقد قال رسول الله سلام الله عليه:- (لا يؤمن أحدكم، حتى يكون هواه تبعا لما جئت به) حسنه وصححه النووي في الاربعين النووية.
اللهم نعوذ بك من هوى يخالف كتابك وسنة نبيك ونسالك الرضى والتسليم واتباع امرك ونهجك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
