بسم الله الرحمن الرحيم
مفهوم كلمة الانسان في اللسان العربي
و اصل الكلمة في فقه اللغة
الانسان- اسم جنس لكائن حيّ مفكِّر قادر على الكلام المفصَّل والاستنباط والاستدلال العقليّ ، يقع على الذَّكر والأنثى من بني آدم، وذلك بعكس اللغات الغربية، التي ليس فيها لفظ يعادل المعنى الحرفي لكلمة انسان وانسانية كما في العربية، حيث ان كلمة Human التي يترجمونها على انها تقابل كلمة انسان او انسانية في العربية لغة القران، ترجمتها غير دقيقة ولا صحيحة البتة، لانها مكونة من مقطعين وهما (هيوHu) و(مان man) وتعني حرفيا الكائن الذكري، واسم man تعني عندهم الذكر البشري، و يطلقون على النساء لفظ (وومن woman)، وهو ايضا مكون من مقطعين wo وتقال للشيء المحتقر التافه، التابع هنا للكائن الذكري man، وذلك ان اللغة هي ماعون الفكر والعقل والثقافة، وان الفاظ اللغة توضع لخدمة المعاني والتصورات الذهنية والعقلية المراد نقلها للاخر، ومعلوم احتقار مكونهم الثقافي للمراة، سواءً فكر الاغريق وفلسفتهم او نظرة التوراة والانجيل لها.. حيث يعتبرونها مصدر الشرور واسباب الخطيئة الاولى ..
و الانسان في لغة العرب لغة القران، لفظ يطلق على المفرد والجمع:- { لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ}. والإنسان اسم جنس يطلق على الذكر والأنثى، والفصيح فيه لايؤنث، لانه شمل كل منهما، فالرجل انسان والمرأة انسان ..
.… فلغة العرب لغة القران جعلت المسمى واحدا للذكر والانثى، اسم يطلق على جنس واحد مشترك ببداهة اللفظ، واصل اطلاقه- الانسان- فكان لفظا عاما شمل افراد واصناف الجنس، فهو بداهة افاد اتحاد جميع اصنافه وافراده بوصفه وانطبق عليهم وشملهم.
واصل كلمة انسان في اللسان العربي يرجع الى معنى الظهور، بخلاف الجن الذي يعود الى معنى الخفاء.
قال تعالى “فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا ۖ قَالَ هَـٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ” سورة الأنعام 76 .وقال تعالى ” يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ……..” سورة الأعراف 27 . لخفائهم وعدم ظهورهم
قال الله تعالى (( إِذْ رَأَىٰ نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى )) طه ، 10
وقال الطبري في معرض تفسيره لقوله تعالى: ( فإن آنستم منهم رشدا )
قال أبو جعفر : يعني قوله : ” فإن آنستم منهم رشدا ” ، فإن وجدتم منهم وعرفتم ، كما : –
يقال : “آنست من فلان خيرا – وبرا” بمد الألف”إيناسا” ، و”أنست به آنس أنسا” ، بقصر ألفها ، إذا ألفه .
وقد ذكر أنها في قراءة عبد الله : ( فإن أحسيتم منهم رشدا ) ، بمعنى : أحسستم ، أي : وجدتم .
وعليه يكون معنى الانسان ماخوذ من الظهور الذي يحصل به الايناس والاستئناس بخلاف الخفاء الذي يولد الوحشة والخوف وعدم الامن والاطمئنان بسبب الجهالة بالخفي، والانسان يالف ويستانس بما ينكشف له ويظهر، ويتوحش مما يغمض عليه ويستتر ويخفى.
وقال قوم اخرون ان الانسان ماخوذ من النسيان وهم المدرسة الكوفية واسندوا ذلك لقوله تعالى“وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَىٰ آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا” سورة طه 115 .
ويكون القياس عندهم انسان من نسي مثل قران من قرا
وذكر الازهري إن أصل كلمة “إنسان”، وكذا “إنس”، و “أنس”: في كلام العرب من الإيناس؛ ومعناه: الإبصار.
يقال: أنَسْته، وأنِسْته؛ أي أبصرته. وقيل للإنس: إنس. لأنهم يؤنسون؛ أي يبصرون. كما قيل للجن: جن. لأنهم لا يؤنسون؛ أي لا يرون.
وعلى اية حال فان الانسان ينسى والانسان ظاهر الوجود والانسان يانس ويستانس بجنسه، ويستوحش من كل ما خفي عنه الا ربه، فان عرفه لان اساس الوحشة من الخفي المجهول وليس من الخفي المعلوم والله تعالى ظاهر باثاره باطن اي خفي بذاته….لذلك اوحى لنا باسماءه وعرف صفاته استانس به ولا نستوحش منه سبحانه …. خفي بذاته لعجز الموجودات عن ادراك الذات والاحاطة بها، ومدارك العقل اعجز عن ان تحيط بشيء من مخلوقاته، فهي اعجز عن ان تحيط بذاته تعالى .
ومعرفة هذا الامر وادراك اساس الوضع اللغوي للتعبير عن المعنى الذهني، ضروري لفهم وتحديد ما ينبغي ان يكون عليه الانسان من سمت ومن طبيعة ..فان قلنا ان الانسان ماخوذة من الظهور فان ذلك يقتضي ان يكون الظهور صفة بارزة له وسمته الملازمة لوجوده، فينبغي عليه ان يحقق هذا المعن، عليه ان يحقق هذا المعنى في وجوده وطريقة حياته، فيكون ظاهرا في معتقده ومبدأه وديانته، مظهرا لقيمه ومفاهيمه وافكاره، ولا يستخفي او يتوارى كما تستخفي الجن والشياطين واهل الضلال والباطل والنفاق.
وبناء عليه فان كل فكر ومنهج ومذهب باطني يظهر عكس ما يضمر فهو ليس انساني، ولا من طبيعة الفطرة الانسانية، بل الفطرة والطبيعة الانسانية تقتضي الوضوح والظهور والاعراب عما يحمل الانسان من فكر ومعتقد….
واسجل هنا في الختام ان اللغة العربية هي بطبعها لغة الانسان الواضح الظاهر، لان العربية من اعرب بمعنى افصح وابان، وضدها العجمة، اي الغموض وعدم الابانة والوضوح، وبين الظهور والوضوح تلازم معروف، لذلك العربية هي لغة اهل الجنة ،لان الجنة لا غموض فيها ولا خفاء للحقائق هناك، جعلنا الله واياكم من اهلها والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مفهوم كلمة الانسان في اللسان العربي
و اصل الكلمة في فقه اللغة
الانسان- اسم جنس لكائن حيّ مفكِّر قادر على الكلام المفصَّل والاستنباط والاستدلال العقليّ ، يقع على الذَّكر والأنثى من بني آدم، وذلك بعكس اللغات الغربية، التي ليس فيها لفظ يعادل المعنى الحرفي لكلمة انسان وانسانية كما في العربية، حيث ان كلمة Human التي يترجمونها على انها تقابل كلمة انسان او انسانية في العربية لغة القران، ترجمتها غير دقيقة ولا صحيحة البتة، لانها مكونة من مقطعين وهما (هيوHu) و(مان man) وتعني حرفيا الكائن الذكري، واسم man تعني عندهم الذكر البشري، و يطلقون على النساء لفظ (وومن woman)، وهو ايضا مكون من مقطعين wo وتقال للشيء المحتقر التافه، التابع هنا للكائن الذكري man، وذلك ان اللغة هي ماعون الفكر والعقل والثقافة، وان الفاظ اللغة توضع لخدمة المعاني والتصورات الذهنية والعقلية المراد نقلها للاخر، ومعلوم احتقار مكونهم الثقافي للمراة، سواءً فكر الاغريق وفلسفتهم او نظرة التوراة والانجيل لها.. حيث يعتبرونها مصدر الشرور واسباب الخطيئة الاولى ..
و الانسان في لغة العرب لغة القران، لفظ يطلق على المفرد والجمع:- { لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ}. والإنسان اسم جنس يطلق على الذكر والأنثى، والفصيح فيه لايؤنث، لانه شمل كل منهما، فالرجل انسان والمرأة انسان ..
.… فلغة العرب لغة القران جعلت المسمى واحدا للذكر والانثى، اسم يطلق على جنس واحد مشترك ببداهة اللفظ، واصل اطلاقه- الانسان- فكان لفظا عاما شمل افراد واصناف الجنس، فهو بداهة افاد اتحاد جميع اصنافه وافراده بوصفه وانطبق عليهم وشملهم.
واصل كلمة انسان في اللسان العربي يرجع الى معنى الظهور، بخلاف الجن الذي يعود الى معنى الخفاء.
قال تعالى “فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا ۖ قَالَ هَـٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ” سورة الأنعام 76 .وقال تعالى ” يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ……..” سورة الأعراف 27 . لخفائهم وعدم ظهورهم
قال الله تعالى (( إِذْ رَأَىٰ نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى )) طه ، 10
وقال الطبري في معرض تفسيره لقوله تعالى: ( فإن آنستم منهم رشدا )
قال أبو جعفر : يعني قوله : ” فإن آنستم منهم رشدا ” ، فإن وجدتم منهم وعرفتم ، كما : –
يقال : “آنست من فلان خيرا – وبرا” بمد الألف”إيناسا” ، و”أنست به آنس أنسا” ، بقصر ألفها ، إذا ألفه .
وقد ذكر أنها في قراءة عبد الله : ( فإن أحسيتم منهم رشدا ) ، بمعنى : أحسستم ، أي : وجدتم .
وعليه يكون معنى الانسان ماخوذ من الظهور الذي يحصل به الايناس والاستئناس بخلاف الخفاء الذي يولد الوحشة والخوف وعدم الامن والاطمئنان بسبب الجهالة بالخفي، والانسان يالف ويستانس بما ينكشف له ويظهر، ويتوحش مما يغمض عليه ويستتر ويخفى.
وقال قوم اخرون ان الانسان ماخوذ من النسيان وهم المدرسة الكوفية واسندوا ذلك لقوله تعالى“وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَىٰ آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا” سورة طه 115 .
ويكون القياس عندهم انسان من نسي مثل قران من قرا
وذكر الازهري إن أصل كلمة “إنسان”، وكذا “إنس”، و “أنس”: في كلام العرب من الإيناس؛ ومعناه: الإبصار.
يقال: أنَسْته، وأنِسْته؛ أي أبصرته. وقيل للإنس: إنس. لأنهم يؤنسون؛ أي يبصرون. كما قيل للجن: جن. لأنهم لا يؤنسون؛ أي لا يرون.
وعلى اية حال فان الانسان ينسى والانسان ظاهر الوجود والانسان يانس ويستانس بجنسه، ويستوحش من كل ما خفي عنه الا ربه، فان عرفه لان اساس الوحشة من الخفي المجهول وليس من الخفي المعلوم والله تعالى ظاهر باثاره باطن اي خفي بذاته….لذلك اوحى لنا باسماءه وعرف صفاته استانس به ولا نستوحش منه سبحانه …. خفي بذاته لعجز الموجودات عن ادراك الذات والاحاطة بها، ومدارك العقل اعجز عن ان تحيط بشيء من مخلوقاته، فهي اعجز عن ان تحيط بذاته تعالى .
ومعرفة هذا الامر وادراك اساس الوضع اللغوي للتعبير عن المعنى الذهني، ضروري لفهم وتحديد ما ينبغي ان يكون عليه الانسان من سمت ومن طبيعة ..فان قلنا ان الانسان ماخوذة من الظهور فان ذلك يقتضي ان يكون الظهور صفة بارزة له وسمته الملازمة لوجوده، فينبغي عليه ان يحقق هذا المعن، عليه ان يحقق هذا المعنى في وجوده وطريقة حياته، فيكون ظاهرا في معتقده ومبدأه وديانته، مظهرا لقيمه ومفاهيمه وافكاره، ولا يستخفي او يتوارى كما تستخفي الجن والشياطين واهل الضلال والباطل والنفاق.
وبناء عليه فان كل فكر ومنهج ومذهب باطني يظهر عكس ما يضمر فهو ليس انساني، ولا من طبيعة الفطرة الانسانية، بل الفطرة والطبيعة الانسانية تقتضي الوضوح والظهور والاعراب عما يحمل الانسان من فكر ومعتقد….
واسجل هنا في الختام ان اللغة العربية هي بطبعها لغة الانسان الواضح الظاهر، لان العربية من اعرب بمعنى افصح وابان، وضدها العجمة، اي الغموض وعدم الابانة والوضوح، وبين الظهور والوضوح تلازم معروف، لذلك العربية هي لغة اهل الجنة ،لان الجنة لا غموض فيها ولا خفاء للحقائق هناك، جعلنا الله واياكم من اهلها والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.