التفكير بالانابة تعطيلٌ لنعمة الله الكبرى - العقل -
أُسس لهذا المنهج القاتل المدمر الاجرامي، منذ امد تاريخي عميق بعيد في امتنا، وذلك حين رُوجت في الامة فكرتان بريئتان من حسن النية ونقاء الطوية ، وهما فكرة العصمة لاولي الامر، وفكرة اغلاق باب الاجتهاد، وهاتان الفكرتان قتلتا مسيرة العلم وازدهاره في الامة، واغلقتا باب التفكير، ودمرتا العقل و حجرتا عليه، فاصبحت الامة بين منتظر للملهم المعصوم المخلص، وبين عاكف على قبور الموتى، يستلهم النجاة بتفكيرهم لزمانهم و احوال مضت معهم، فوقف عند القبور واقوال اصحابها، حتى قدست القبور فعلا وطيف بها، ولم يتجاوزها مقدسوها، وكأن الزمان توقف مع من مات، ولم يبرحوا اعتكافهم عليها ، حتى اعتقد الكثيرون نفع وضر اهلها، فطلبوا رضاهم وخشوا من غضبهم، وألهوهم بهذا المعنى قولا وفعلا وان لم ينطقوا بذلك . واتخذوا منهم رموزا تقربهم الله تعالى زلفى. واصبح المريد لهم من الخفة وعدم الثبات كالريشة في مهب الريح يميل حيث مالت ...!!!
ان التفكير فريضة شرعية عينية، وليست كفائية ، فليس هناك من يفكّر عنّي، وعليّ أن أفكّر عن نفسي في قضاياي الكبرى والمصيرية، وعلي ان افكر في احوال امتي وافكارها، والبشرية ومسارها ، من منطلق عقيدتي وايماني الذي يجب ان يكون هو قاعدتي الفكرية، ومسؤوليتي ودوري كبشر انسان فرد من جنس، وهب الله افراده العقل، وبه فضلهم على سائر الخلق في الوجود، ليحسنوا استعماله كأداة للتفكير وانتاج ارقى ما يمكنه أن يقدمه للبشرية، و سبل انقاذها ونجاتها وتقدمها وازدهارها ... فالاسلام جعل اهله بل كل فرد من افرادهم مسؤول عن البشرية جمعاء، وكل فرد مسلم انما هو مكلف بالتفكير في قضايا البشرية وصلاح امرها ومسارها وهدايتها، وانظر معي الى الخطاب الرباني وهو يقرر هذه الحقائق، ويجعل المسؤولية مترتبة على الحواس من سمع ومن بصر والفؤاد، اي موضع الادراك والتعقل والانفعال و تحرك المشاعر ، كل اؤلئك كان عنه عنه مسؤولا، فانت مسؤول كفرد ومجموع عما تدركه ببصرك وعما يرد الى سمعك من انباء واخبار من اهل الارض، وعما يدركه عقلك، وبالتالي انفعالاتك من سرور وفرح وحزن وحب ومودة وكراهية وبغض، فلا ينبغي ان يكون هناك شيء من ذلك الا لله وفي سبيل الله، فتصبح انت مرتبط بمشيئة الله وارادته فتحقق ما يريده سبحانه ويشاؤه، وتقف سدا منيعا في وجه ما يبغضه ويكرهه سبحانه، لتؤهل ان تكون جنديا من جنود خالقك تعالى منفذا ارادته ومشيئته:- ((ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا))36 الاسراء. ولعل من ادق درجات التفكير واعلاها وارقاها المطلوبة من الانسان شرعا هو ان يتدبر القران، والتفكير المتدبر هو التفكير بعمق واستنارة، ليتبين الانسان به الواقع والمصير والعواقب والاثار، بل حرم الله تعالى عدم التدبر للقران و ذم الذين لا يتدبرونه ((أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا))24 محمد، اللهم لا تقفل قلوبنا عن محبتك وموالاتك ولا تغلق عقولنا عن ادراك مرادك ... و بين ان التدبر اي التفكير المركز العميق المستنير هو من اسباب الهداية والبيان وجلاء الحق والحقيقة للانسان واسمع لقوله تعالى : (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) (النساء: 82).ولا يحصل ذلك الا بالفهم الدقيق والتمعن والتامل العميق والتفكر المستنير، فتدرك نور الله تعالى، وهذا عمل لا انابة فيه، بل هو عيني فردي، متوجب على كل فرد بعينه ، انار الله قلوبكم وبصائركم بنوره والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ولاتنسونا من صالح دعواتكم المباركة.
أُسس لهذا المنهج القاتل المدمر الاجرامي، منذ امد تاريخي عميق بعيد في امتنا، وذلك حين رُوجت في الامة فكرتان بريئتان من حسن النية ونقاء الطوية ، وهما فكرة العصمة لاولي الامر، وفكرة اغلاق باب الاجتهاد، وهاتان الفكرتان قتلتا مسيرة العلم وازدهاره في الامة، واغلقتا باب التفكير، ودمرتا العقل و حجرتا عليه، فاصبحت الامة بين منتظر للملهم المعصوم المخلص، وبين عاكف على قبور الموتى، يستلهم النجاة بتفكيرهم لزمانهم و احوال مضت معهم، فوقف عند القبور واقوال اصحابها، حتى قدست القبور فعلا وطيف بها، ولم يتجاوزها مقدسوها، وكأن الزمان توقف مع من مات، ولم يبرحوا اعتكافهم عليها ، حتى اعتقد الكثيرون نفع وضر اهلها، فطلبوا رضاهم وخشوا من غضبهم، وألهوهم بهذا المعنى قولا وفعلا وان لم ينطقوا بذلك . واتخذوا منهم رموزا تقربهم الله تعالى زلفى. واصبح المريد لهم من الخفة وعدم الثبات كالريشة في مهب الريح يميل حيث مالت ...!!!
ان التفكير فريضة شرعية عينية، وليست كفائية ، فليس هناك من يفكّر عنّي، وعليّ أن أفكّر عن نفسي في قضاياي الكبرى والمصيرية، وعلي ان افكر في احوال امتي وافكارها، والبشرية ومسارها ، من منطلق عقيدتي وايماني الذي يجب ان يكون هو قاعدتي الفكرية، ومسؤوليتي ودوري كبشر انسان فرد من جنس، وهب الله افراده العقل، وبه فضلهم على سائر الخلق في الوجود، ليحسنوا استعماله كأداة للتفكير وانتاج ارقى ما يمكنه أن يقدمه للبشرية، و سبل انقاذها ونجاتها وتقدمها وازدهارها ... فالاسلام جعل اهله بل كل فرد من افرادهم مسؤول عن البشرية جمعاء، وكل فرد مسلم انما هو مكلف بالتفكير في قضايا البشرية وصلاح امرها ومسارها وهدايتها، وانظر معي الى الخطاب الرباني وهو يقرر هذه الحقائق، ويجعل المسؤولية مترتبة على الحواس من سمع ومن بصر والفؤاد، اي موضع الادراك والتعقل والانفعال و تحرك المشاعر ، كل اؤلئك كان عنه عنه مسؤولا، فانت مسؤول كفرد ومجموع عما تدركه ببصرك وعما يرد الى سمعك من انباء واخبار من اهل الارض، وعما يدركه عقلك، وبالتالي انفعالاتك من سرور وفرح وحزن وحب ومودة وكراهية وبغض، فلا ينبغي ان يكون هناك شيء من ذلك الا لله وفي سبيل الله، فتصبح انت مرتبط بمشيئة الله وارادته فتحقق ما يريده سبحانه ويشاؤه، وتقف سدا منيعا في وجه ما يبغضه ويكرهه سبحانه، لتؤهل ان تكون جنديا من جنود خالقك تعالى منفذا ارادته ومشيئته:- ((ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا))36 الاسراء. ولعل من ادق درجات التفكير واعلاها وارقاها المطلوبة من الانسان شرعا هو ان يتدبر القران، والتفكير المتدبر هو التفكير بعمق واستنارة، ليتبين الانسان به الواقع والمصير والعواقب والاثار، بل حرم الله تعالى عدم التدبر للقران و ذم الذين لا يتدبرونه ((أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا))24 محمد، اللهم لا تقفل قلوبنا عن محبتك وموالاتك ولا تغلق عقولنا عن ادراك مرادك ... و بين ان التدبر اي التفكير المركز العميق المستنير هو من اسباب الهداية والبيان وجلاء الحق والحقيقة للانسان واسمع لقوله تعالى : (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) (النساء: 82).ولا يحصل ذلك الا بالفهم الدقيق والتمعن والتامل العميق والتفكر المستنير، فتدرك نور الله تعالى، وهذا عمل لا انابة فيه، بل هو عيني فردي، متوجب على كل فرد بعينه ، انار الله قلوبكم وبصائركم بنوره والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ولاتنسونا من صالح دعواتكم المباركة.