إعرف بلادك أيها المسلم
1– إندونيسيا
تقع إندونيسيا في جنوبي شرق آسيا ، وتجاورها ماليزيا بين حدود جزيرة سومطرة وكليمانتا. وتجاورها بروني دار السلام من جهة جزيرة كليمانتا . وتجاورها الفيليبين من جهة جزيرة سولاويسي، فموقعها استراتيجي، حيث تقع في الممر التجاري الاستراتيجي ” مندب مالاكا ولومبك” الذي يمر به التجار العالميون، وتقع كذلك تحت خط الاستواء.
المساحة البرية 19 مليوم كلم2 (25%)، المساحة البحرية 5،8مليون كلم2 (75%) وتحتوي إندونيسيا على 17500 جزيرة.
عدد السكان : بحسب إحصاء سنة 2007م : 226 مليون نسمة ” عدد المسلمين: 196620000نسمة = 87% وعدد النصارى 11300000 نسمة =5% والكاتوليون: 9040000 نسمة 4% والهنود: 4520000 نسمة = 2%.
وصلها الإسلام في القرن السابع الميلادي باعتناق أفرادها الإسلام، حيث كان مندب مالاكا وقتئذ ملتقى عالميا للتجار من مملكة تانغ الصينية، ومملكة سريويجايا في جنوب شرقي آسيا، والخلافة الأموية في آسيا الغربية ، وهكذا وصلها التجار المسلمون ، وتأثر الناس بحسن معاملة هؤلاء التجار وأمانتهم ، وبخاصة عندما كانوا يرونهم يصلون ويتوضأون… ويعدلون في معاملاتهم ولا يظلمون… فانفتحت لهم قلوب الناس وعقولهم وبدأوا يسألون عن عقيدتهم وعبادتهم.. ثم بدأوا يدخلون الإسلام. ولم يقف هذا الأمر عند العامة بل وصل التأثر إلى الحكام ، ففي سنة 100هـ/ 718م، أرسل ملك سريويجايا جامبي ” الآن هي في جزيرة سومطرة الغربية” ، وهو الملك سريندافرمان، أرسل كتابا إلى الخليفة عمر بن عبد العزيز من الخلافة الأموية، طالبا منه أ، يرسل لهم من يعلمهم الإسلام، وقد جاء في رسالته: ” من ملك .. إلى سلطان.. الذي لا يشرك بالله شيئا ، أهدي لكم هدية متواضعة ، وهي أقل مما تستحقون، وهي علامة على ما نكنه لكم من حب وأخوة . إني أود أن ترسلوا إلي رجلا يعلمني الإسلام ويبين لي أحكامه ” . وهكذا كان، وبعد ذلك بسنتين ، أسلم الملك سريندافرمان، وسمى نفسه فيما بعد بسريبوذا إسلام. وانتشر الإسلام، وأسلم حكام تلك الكيانات في إندونيسيا ، وكان منها سلطنة بريلاك في 1محرم 225هـ/12 نوفمبر 839م. وسلطنة ترناتي في مالكو ” جزيرة سولايسي” سنة 1440م. وهناك سلطنة أخرى حكمت بالإسلام كذلك وهي سلطنة تيدوري وباتشان . وانتشر الإسلام فيما بعد في سلطنة باتشان بين قبائل بابوا ط جزيرة إيريان”.
ثم انتشر الإسلام في أنحاء البلاد:
1- جزيرة سومطرة: نشأت فيها السلطنات الإسلامية…بريلاك، باسي ، أتشيه دار السلام، باليمبانع.
2- جزيرة كاليمانتان: نشأت السلطنات الإسلامية سامباس، بونتياناك، بانجار، باسر، بولونغان، تانجونع بورا، مامباوه، سنتايع وكوتي
3- جزيرة جاوى: نشأت السلطنات الإسلامية دماك، جيبانغ، بادجانع، ماتارام، تشيربون ، بانتان
4- جزيرة سولايسي: نشأت السطلنات الإسلامية غووا ، تلو ، بوني ، سوبينع، واجو، ولوو.
وعلى الرغم من بعد هذه السلطنات عن الخلافة العثمانية آنذاك، إلا أنها كانت ذات علاقة مستمرة مع الخلافة. وهذه العلاقات تمثلت في العلماء المسلمين الذين كانت الخلافة تراسلهم إليها، فمثلا أرسل السلطان العثماني محمد الأول ” المعروف بالسلطان محمد جلبي من السلاطين العثمانييين ” سنة 808هـ /1404م العلماء إلى جزيرة جاوى، المعروفين فيما بعد بالأولياء التسعة، وهذه البعثات تمت على خمس مراحل ، والعلماء التسعة هم 1- مولانا ملك إبراهيم ” الخبير في نظام الحكم الإسلامي من مركز الخلافة في تركيا” .2- مولانا إسحق ” من سمرقند” ، 3- مولانا أحمد جمادي الكبرى ” من مصر” 4- مولانا محمد المغربي ” من المغرب”، 5- مولانا ملك التركي، 6- مولانا حسن الدين ” من فلسطين” ، 7- مولانا علي الدين ” من فلسطين، 8- الشيخ سوباكير ” من بلاد فارس”، وكلهم من العلماء الأفذاذ لمساعدة تلك السلطنات في تحكيم الإسلام في شؤون الرعية.
وكذلك كانت تلك العلاقات تتمثل أيضا في علاقة أتشيه بالخلافة العثمانية حين طلبت منها في عهد السلطان العثماني سليم الثاني الإعانة العسكرية لطرد البرتغال عن باسي سنة 1563م. وأرسلت الخلافة السفن ، مع أسلحتها ، وخبرائها التي استخدمتها سلطات باسي لطرد البرتغال، وحدث مثل ذلك أيضا مع سلطات جاكرتا ” المعروفة وقتئذ بباتافيا”.
نعم ، إن انتشار الإسلام في البلاد لم يكن مفصولا عن دور الخلافة الإسلامية، حتى أسلم أهلها ، وأصبح المسلمون أغلب سكانها عددا بعد أن كانوا هنودا أو وثنيين ، ونشأت السلطنات الإسلامية فيما بعد ، وطبقت الإسلام أساسا لحياة الناس العامة والخاصة، عقيدة وأحكاما. ولم تكن العلاقة بالخلافة الإسلامية محصورة في الأمور الدعوية، بل الإدارية، والعسكرية، والتربوية، وغيرها .
واستمرت الحال كذلك إلى أن احتلها الغرب الكافر المستعمر ” هولندا وإنجلترا” ، ثم ألغيت القوانين الشرعية ” الأحكام الإسلامية” وأدخلت مكانها القوانين الهولندية أو البريطانية في سنة 1882م بإصدار قانون المحكمة الدينية، الذي حصر الإسلام في ما سموه ” الشؤون الروحية ” ، وفصل الدين عن الحياة ، ثم صدر قانون الزواج ” قانون المناكحات” سنة 1905م الذي أباح الزواج المدني، ثم صدرت من بعد قوانين التعليم والمعلمين تحتوي نصوصا لمحاربة الإسلام ، وكذلك صدر قانون المدارس الأهلية مكان المدارس الإسلامية.
وهكذا انقطعت العلاقة بين البلاد والخلافة بعد أن احتل البلاد الغرب الكافر المستعمر ” هولندا وأنجلترا” ، وفرض نفوذه في البلاد بعد أن تمكن من غزوها عسكريا في العهود الأخيرة للدولة العثمانية، حيث لم تكن الخلافة قوية لترسل لهم الأساطيل الحربية كما فعلت في عهد السلطان سليم الثاني.
ومع أن الاستعمار زال عن إندونيسيا بشكله العسكري الصريح ” الاحتلال” وأعلن استقلال إندونيسيا إلا أنها بقيت تسير على القوانين الغربية الغير الإسلامية التي وضعها الكفار المستعمرون، ولكن المسلمين في أندونيسيا لن يهدأ لهم بال إلا بعد إعادة الحكم بالإسلام وإزالة أي نفوذ للكفار المستعمرين في البلاد وبخاصة أميركا.
وها هو حزب التحرير يعمل بقوة في إندونيسيا منذ أكثر من عقد من الزمن لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخلافة الراشدة بتأييد من المسلمين ومؤازرتهم، فهم يتوقون لهذا الفوز العظيم بإذنه سبحانه. ويدعمون هذا العمل الخالص لله سبحانه ن الصادق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويستبشرون بقرب قيام الخلافة الراشدة بإذن الله، التي تجمع المسلمين في دولة واحدة يحكمها خليفة واحد فيعود لها عزها وفوزها ونصرها، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.