الاسراء والمعراج
حصلت حادثت الاسراء والمعراج في ايام استضعاف للنبي صلى الله عليه واله واستضعاف لصحبه الكرام رضوان الله عليهم .
فقد مات ابو طالب زعيم بني هاشم السند القوي للنبي ودعوته وماتت خديجة زوجته التي كانت السند المالي للدعوة .
وتكالبت قوى الشر والطغيان وتجراو على ايذاء النبي صلوات ربي عليه واتخاذه وصحبه موضع تندر وسخرية .
وبرد اهل القوة والمنعة له شر رد في الطائف فيعود ادراجه الى مكة وقد ازداد حزنا و هما .
في اجواء الحزن والاستضعاف هذه تأتي حادثة الاسراء والمعراج لتربط له مكة المكرمة التي يسيطر عليها قومه الذين اتخذوه عدوا ببيت المقدس الذي يسيطر عليه الروم الدولة الكبرى الاولى في العالم انذاك بالسماء التي يسيطر على ملكوتها رب السماء والارض سبحانه في اشارات له وبشارات ان هذه البقاع سيكون ملكها لامتك و مقدسات لدعوتك .
فمن سيطر على مكة سيطر على الجزيرة التي جغرافيا هي الرابط بين الشرق والغرب، و التي ستكون موئلا للدعوة، ومن سيطر على بيت المقدس سيطر على الشام التي تمثل قلب العالم ، فيتحكم في صلات ومواصلات العالم .
وبعد حادثة الاسراء والمعراج تحصل بفضل الله تعالى النصرة ثم الهجرة ثم اعلان الدولة الاسلامية في المدينة المنورة .
ولاهمية الحدث عقائديا وفكريا يسجله الله تعالى في القران ايات تتلى ويتعبد بتلاوتها الى يوم القيامة، فيقول سبحانه:- سُبۡحَٰنَ ٱلَّذِيٓ أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ لَيۡلٗا مِّنَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ إِلَى ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡأَقۡصَا ٱلَّذِي بَٰرَكۡنَا حَوۡلَهُۥ لِنُرِيَهُۥ مِنۡ ءَايَٰتِنَآۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ (1)سورة الاسراء .
اما عن المعراج فيقول سبحانه:- وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ ﴿1﴾ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ ﴿2﴾ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ ﴿3﴾ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ ﴿4﴾ عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ ﴿5﴾ ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَىٰ ﴿6﴾ وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَىٰ ﴿7﴾ ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ ﴿8﴾ فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ ﴿9﴾ فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَا أَوْحَىٰ ﴿10﴾ مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ ﴿11﴾ أَفَتُمَارُونَهُ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ ﴿12﴾ وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ ﴿13﴾ عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَىٰ ﴿14﴾ عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ ﴿15﴾ إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ ﴿16﴾ مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ ﴿17﴾ لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ ﴿18﴾سورة النجم .
فلاحظ ايها القاريء الكريم ربط القبلتين بحادثة الاسراء ثم ربطهما بالمعراج، ولم يمض وقت طويل حتى فتحت مكة ام القرى لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم يوصي بفتح بيت المقدس، وينفذ ذاك الفتح المبارك الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وبعد انتصار المسلمين في معركة اليرموك دخل عمر رضى الله عنه القدس ليتسلم مفاتيحها من بطريرك القدس صفرونيوس بناءً على طلب البطريرك في 15 هـ، وكتب لهم عمر بن الخطاب كتاباً به شروط الصلح. ، ومن المناسب في هذا المقام ان نذكر نص العهدة العمرية لاهل بيت المقدس:-
"بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أعطى عبد الله، عمر، أمير المؤمنين، أهل إيلياء من الأمان.. أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم ولكنائسهم وصلبانهم وسقيمها وبريئها وسائر ملتها... أنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم، ولا ينقص منها ولا من حيِّزها ولا من صليبهم ولا من شيء من أموالهم، ولا يُكرهون على دينهم، ولا يضارّ أحد منهم، ولا يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود.
وعلى أهل إيلياء أن يُعطوا الجزية كما يُعطي أهل المدائن. وعليهم أن يُخرِجوا منها الروم واللصوص. فمن خرج منهم فإنه آمن على نفسه وماله حتى يبلغوا أمنهم. ومن أقام منهم فهو آمن، وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية. ومن أحب من أهل إيلياء أن يسير بنفسه وماله مع الروم ويخلي بِيَعهم وصلبهم، فإنهم آمنون على أنفسهم وعلى بِيَعهم وصلبهم حتى يبلغوا أمنهم. فمن شاء منهم قعد وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية. ومن شاء سار مع الروم. ومن شاء رجع إلى أهله، فإنه لا يؤخذ منهم شيء حتى يحصد حصادهم.
وعلى ما في هذا الكتاب عهد الله وذمة رسوله وذمة الخلفاء وذمة المؤمنين، إذا أعطوا الذي عليهم من الجزية.
كتب وحضر سنة خمس عشرة هجرية.
شهد على ذلك: خالد بن الوليد وعبد الرحمن بن عوف وعمرو بن العاص ومعاوية بن أبي سفيان."
وللعلم فان شرط عدم مساكنة يهود للمسلمين والنصارى بالقدس طلبه صفرونيوس ووافق عليه امير المؤمنين عمر رضي الله عنه .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
حصلت حادثت الاسراء والمعراج في ايام استضعاف للنبي صلى الله عليه واله واستضعاف لصحبه الكرام رضوان الله عليهم .
فقد مات ابو طالب زعيم بني هاشم السند القوي للنبي ودعوته وماتت خديجة زوجته التي كانت السند المالي للدعوة .
وتكالبت قوى الشر والطغيان وتجراو على ايذاء النبي صلوات ربي عليه واتخاذه وصحبه موضع تندر وسخرية .
وبرد اهل القوة والمنعة له شر رد في الطائف فيعود ادراجه الى مكة وقد ازداد حزنا و هما .
في اجواء الحزن والاستضعاف هذه تأتي حادثة الاسراء والمعراج لتربط له مكة المكرمة التي يسيطر عليها قومه الذين اتخذوه عدوا ببيت المقدس الذي يسيطر عليه الروم الدولة الكبرى الاولى في العالم انذاك بالسماء التي يسيطر على ملكوتها رب السماء والارض سبحانه في اشارات له وبشارات ان هذه البقاع سيكون ملكها لامتك و مقدسات لدعوتك .
فمن سيطر على مكة سيطر على الجزيرة التي جغرافيا هي الرابط بين الشرق والغرب، و التي ستكون موئلا للدعوة، ومن سيطر على بيت المقدس سيطر على الشام التي تمثل قلب العالم ، فيتحكم في صلات ومواصلات العالم .
وبعد حادثة الاسراء والمعراج تحصل بفضل الله تعالى النصرة ثم الهجرة ثم اعلان الدولة الاسلامية في المدينة المنورة .
ولاهمية الحدث عقائديا وفكريا يسجله الله تعالى في القران ايات تتلى ويتعبد بتلاوتها الى يوم القيامة، فيقول سبحانه:- سُبۡحَٰنَ ٱلَّذِيٓ أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ لَيۡلٗا مِّنَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ إِلَى ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡأَقۡصَا ٱلَّذِي بَٰرَكۡنَا حَوۡلَهُۥ لِنُرِيَهُۥ مِنۡ ءَايَٰتِنَآۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ (1)سورة الاسراء .
اما عن المعراج فيقول سبحانه:- وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ ﴿1﴾ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ ﴿2﴾ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ ﴿3﴾ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ ﴿4﴾ عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ ﴿5﴾ ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَىٰ ﴿6﴾ وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَىٰ ﴿7﴾ ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ ﴿8﴾ فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ ﴿9﴾ فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَا أَوْحَىٰ ﴿10﴾ مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ ﴿11﴾ أَفَتُمَارُونَهُ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ ﴿12﴾ وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ ﴿13﴾ عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَىٰ ﴿14﴾ عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ ﴿15﴾ إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ ﴿16﴾ مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ ﴿17﴾ لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ ﴿18﴾سورة النجم .
فلاحظ ايها القاريء الكريم ربط القبلتين بحادثة الاسراء ثم ربطهما بالمعراج، ولم يمض وقت طويل حتى فتحت مكة ام القرى لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم يوصي بفتح بيت المقدس، وينفذ ذاك الفتح المبارك الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وبعد انتصار المسلمين في معركة اليرموك دخل عمر رضى الله عنه القدس ليتسلم مفاتيحها من بطريرك القدس صفرونيوس بناءً على طلب البطريرك في 15 هـ، وكتب لهم عمر بن الخطاب كتاباً به شروط الصلح. ، ومن المناسب في هذا المقام ان نذكر نص العهدة العمرية لاهل بيت المقدس:-
"بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أعطى عبد الله، عمر، أمير المؤمنين، أهل إيلياء من الأمان.. أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم ولكنائسهم وصلبانهم وسقيمها وبريئها وسائر ملتها... أنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم، ولا ينقص منها ولا من حيِّزها ولا من صليبهم ولا من شيء من أموالهم، ولا يُكرهون على دينهم، ولا يضارّ أحد منهم، ولا يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود.
وعلى أهل إيلياء أن يُعطوا الجزية كما يُعطي أهل المدائن. وعليهم أن يُخرِجوا منها الروم واللصوص. فمن خرج منهم فإنه آمن على نفسه وماله حتى يبلغوا أمنهم. ومن أقام منهم فهو آمن، وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية. ومن أحب من أهل إيلياء أن يسير بنفسه وماله مع الروم ويخلي بِيَعهم وصلبهم، فإنهم آمنون على أنفسهم وعلى بِيَعهم وصلبهم حتى يبلغوا أمنهم. فمن شاء منهم قعد وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية. ومن شاء سار مع الروم. ومن شاء رجع إلى أهله، فإنه لا يؤخذ منهم شيء حتى يحصد حصادهم.
وعلى ما في هذا الكتاب عهد الله وذمة رسوله وذمة الخلفاء وذمة المؤمنين، إذا أعطوا الذي عليهم من الجزية.
كتب وحضر سنة خمس عشرة هجرية.
شهد على ذلك: خالد بن الوليد وعبد الرحمن بن عوف وعمرو بن العاص ومعاوية بن أبي سفيان."
وللعلم فان شرط عدم مساكنة يهود للمسلمين والنصارى بالقدس طلبه صفرونيوس ووافق عليه امير المؤمنين عمر رضي الله عنه .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .